المشاركة الأصلية بواسطة منية الزهراء
مشاهدة المشاركة
واشرتم الى قضايا مهمه من حياة وادوار السيدة الزهراء عليها السلام ومنها المجال السياسي
فبعد وفاة الرسول (صلى الله وعليه وآله) وإنشقاق عصى المسلمين حول الخلافة، كان دور السيدة الزهراء (عليها السلام) بارزاً من خلال تبيان الحقيقة بدون مواربة وهذا جزء من الإعلام السياسي الذي قامت به السيدة عليها السلام، ونجد ذلك جلياً من خلال الخطبة الفدكية والتي بينت فيها دور الرسول الأكرم في تغيير واقع الأمة من الجهل والظلام إلى نور وضياء فقالت (عليها السلام): "فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ"[1]
وأبرزت دور تلك الأمور العبادية والمعاملات في إبعاد الناس عن الشرك والضلال وإدخالهم في سردقة الإيمان تطهيراً للنفوس والأبدان من غي الشرك والنفاق؛ ثم أتبعت في تلك الخطبة حديثها حول حق الإمامة المنتزع من الإمام علي
في محاولة منها لتبيان بطلان إختيار الأمة الإسلامية لغير الإمام (عليه السلام) في تلك الفترة. ولم يكن حديثها في تلك الخطبة الشهيرة فقط عن المنحى السياسي الذي آل إليه الإسلام بل قامت بإبراز خطورة الموقف في ذلك الوقت عبر الحياد عن نهج القرآن الكريم وإتباع الشيطان والهوى في الحكم بمقتضيات الأمور.
فَهَيْهاتَ مِنْكُمْ، وَكَيْفَ بِكُمْ، وَأَنَى تُؤْفَكُونَ؟ وَكِتابُ اللّه بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظاهِرَةٌ، وَأَحْكامُهُ زاهِرَةٌ، وَأَعْلامُهُ باهِرَةٌ، وَزَواجِرُهُ لائِحَةٌ، وَأوامِرُهُ واضِحَةٌ، قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، أرَغَبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ، أمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ، ﴿ بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً ﴾ ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ السْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ ﴾.
أيْهاً بَنِي قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِيَهْ وَأنْتُمْ بِمَرْأى مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُبْتَدأٍ وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ وَالْجُنَّةُ؛ تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلا تُغيثُونَ"[2]
وهنا نرى من خلال هذه المقتطفات أن السيدة سلام الله عليها كان لها دور مفصلي حين إقتضت الحاجة لبروز المرأة بشكل أكبر في الحياة السياسية، وبينت أنه يتوجب على المرأة الجهاد متى إقتضت الضروف الزمانية والمكانية للعلب ذلك الدور ومشاركة المجتمع والنهوض به، ويكون بذلك التكوين تكاملياً فلا يعتبر دور المرأة هامشياً بقدر ماهو ضرورة ملحة لتدوير عجلة المجتمع وإصلاحه.
تعليق