المشاركة الأصلية بواسطة ترانيم السماء
مشاهدة المشاركة
أنَا عَليّ بن الحسين بن علي ** نحن وبيت الله أولَـى بِالنَّبي
تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدَّعي ** أضرِبُ بالسَّيفِ أحامِي عَن أبي
ضَربَ غُلام هَاشِميٍّ عَلوي
تالله لا يَحكُمُ فينا ابنُ الدَّعي ** أضرِبُ بالسَّيفِ أحامِي عَن أبي
ضَربَ غُلام هَاشِميٍّ عَلوي
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
هذا هو احد الدروس التي نستقيها ونستلهمها من ولادة شبيه الرسول الاكرم صلى الله عليه واله علي الاكبر عليه السلام ..وهو حسب ما استوحيته من قوله الشريف :تالله لايحكم فينا ابن الدعي ...اضرب بالسيف احامي عن ابي ...وحسب فكري القاصر و(انا الاقل بين الجميع في منتدانا المبارك) هو درسا ومنهاجا يقدمه بطل كربلاء نجل الطيب الشهيد على طبق من ذهب للاجيال على مدى الدهور والعصور.. الا وهو درس التحدي للباطل بكل عناوينه السياسيه والادرايه والاخلاقيه وغيرها الكثير.. وعدم اتاحة الفرصه للفساد والباطل ان يحكم ويتحكم بنفوس وارواح الشعب والانسان يجب ان يتحرر من قيود الظلم والطغيان وذلك بردع الظالم والطاغي بكل ما يملك ولو تطلب الحال تقديم الانسان روحه بين يدي الحق و هو المتمثل بابيه الحسين عليه السلام في تلك المرحلة التاريخيه..
وايضا الدرس الثاني الذي استشيفته واقتبسته بجهدي المتواضع من سيرة الشهيد بن الشهيد علي الاكبر عليه السلام هو رفض الرضوخ الى الباطل باحلك الظروف وترك المصالح الماديه وعدم الاكتراث لمغريات الشيطان والوقوف مع الحق المتمثل بامام الزمان وانصاره واعوانه ..والشاهد على ذلك جاء في بعض المصادر:
(وكان رجل من أهل العراق دعا عليّ بن الحسين الأكبر إلى الأمان، وقال له: إن لك قرابة بأمير المؤمنين يعني يزيد بن معاوية، ونريد أن نرعى هذا الرحم! فإن شئت أمناك) (6).
وثمة شيء آخر وهو أن قائد الجيش، عمر بن سعد بن أبي وقاص من أم أموية وهي أخت ميمونة أي من بنات أبي سفيان(7).
فعُرضو على علي الأكبر اطروحة الامان بسبب القرابة ظناً منهم بجدواها، وقد كانوا من البلادة والغباء بحيث قارنوا أفذاذ الأمة كعلي الأكبر بأنفسهم هم شذاذ الآفاق ونبذه الكتاب، ونسوا أن علياً ونظائره لايستجيبون لتلك الدعوات حتى وإن بلغ السيل الزبى..
فما موقف علي من تلك الأطروحة وذلك العرض؟؟
لابدّ أن ندرك بأن العرض هذا رخيص، وعلي يتجاوب مع العرض الثمين النفيس، الذي يكون أقل ما يدفع له الجسد والروح .. وقد سبق له أن استجاب لعرض لايدانيه عَرض آخر، ، عرض ليس من أجل يزيد والرحم.. وانما قدمه رجل آخر، وأي رجل ذلك الذي هز مهده جبرائيل، سبط المرسلين ونجل سيد الوصيين وابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين.. أي رجل هذا وأي عرض يحمل.. إن هذا الرجل بذاته وعظمته يكفي قبل أن يقدم ما عنده من عرض مبدئي، فهو بذاته عرض رسالي نفيس لا يقاس.
أجل إن لعلي الأكبر عهداً ووعداً بالمصادقة على ميثاق وقعه حول ما قُدم له، حيث أطروحة الحسين الحرة، ولهذا أجاب أهل العرض الرخيص بجواب حدي بقوله:
(لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحق أن ترعى(8) .. ثم هجم عليهم..
فلا رحم ولا قرابة أقدس مما وصى القرآن بها وحرص بشدة عليها، فأي يزيد أم أية رحم أموية هذه؟!
(لقرابة رسول الله أحق أن ترعى من قرابة يزيد بن معاوية.. ثم شد عليهم) (9).
وبهذا فقد قابل علي منطق الجاهلية الرعناء، بمنطق الرسالة والقرآن العظيم: (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قرآن كريم.
وأعظم ما في الموقف أنه لم يقل لهم أنه أبي وأنا ابنه فعليّ أن أدافع عنه، ولم يذكرهم بأنه سليل الرسول ولهذا يراعي رحمه وصلته بالهاشميين، وانما كان جوابه جواب المؤمن بالرسالة وحتمية حفظ قربى الرسول، وقد يكون مستساغاً أن يعلن كونه يراعي نسبه المقدس ولم يعلن ذلك وإنما قرر بصيغة جوابه، الواجب الشرعي على كل فرد مسلم كأمر مفروض لا محيص عنه ولا مناص منه (فقرابة رسول الله أحق أن ترعى) لا لأنها مجرد قرابة الرسول وإنما لأنها قد أنيطت بها الرسالة والدين الحنيف..
أخيراً .. كان علي في غنى عن تلك البادرة البليدة، لأنه أسمى من تلك العروض التافهة، لكن العدو كان مضطرب العقلية مرتبك الموقف.
6- كتاب نسب قريش ـ للزبيري ص 57 وهو من أعلام القرن الثالث للهجرة ، حقق كتابه المستشرق أفرنستال.
7- وسيلة الدارين ـ للزنجاني ص 292.
8- نسب قريش للزبيري : ص 57 .
9- سر السلسلة العلوية للبخاري ص 30.
تعليق