لِهذا انْتَقَمْتُ مِنْكُم!
اعتاد كثير من مدرّسي المراحل المنتهية على تنويع أساليب الأسئلة الإمتحانية ووضع بعض الأسئلة الفكرية المتسمة بالصعوبة إلى حد ما لإثراء الطلبة علمياً وتهيئتهم لأداء الامتحان الوزاري على أتم وجه وهو ما قد يؤيد أو يُعارض بحسب البيئة المدرسية والاجتماعية من عدة جهات يأتي في مقدمتها بعض الطلبة وأولياء أمورهم.. وهنا قصة طريفة بطلها أحد المدرسين المتفانين في عملهم:
على مدار عام كامل أبدع صديقي المدرّس في صياغة مجاميع منوعة من الأسئلة جعلت الطلبة في حالة ترقب وحذر من أي امتحان.. ومن أساليبه المتبعة أنه كان يحول محتويات المادة الدراسية بأكملها إلى أسئلة ذات مستويات متباينة ويعيد امتحان الطلبة لعدة مرات حرصاً منه كي يعيد طلبته مذاكرة المادة واستيعاب تفاصيلها بالأسلوب الأمثل.. اغتاظ الطلبة حتى وصل الضجر بهم إلى أن يقدموا شكواهم لإدارة المدرسة من توالي الامتحانات عليهم، كان المدير متفهماً لوجهة نظر الأستاذ فلم يأبه لما يجري وأمتص غضب الطلبة بذكاء، وازدادت كثافة الامتحانات الشاملة في أسابيع السنة الأخيرة، وفي الأسبوع الأخير انفجر أحد الطلبة قائلاً: لماذا هذه الأسئلة المطولة الصعبة يا أستاذ.. أتريد أن تنتقم منا؟! ضحك المدرس وقال: لك الحق أن تسأل.. ولا لوم عليك أبداً يا عزيزي، ولكن لن أجيبك عن سؤالك هذا الآن.. قريباً جداً ستعرف الجواب بنفسك.
في يوم الامتحان النهائي وجد الطلبة أستاذهم منتظراً خارج القاعة الإمتحانية ليتفقد أحوالهم ويستفسر عن إجاباتهم، وجاءه الطالب ذاته وقال بفرح غامر: الحمد لله.. كانت الأسئلة بسيطة واضحة هذا اليوم وليست كأسئلتك يا أستاذ! فرد الأستاذ مبتسماً: بُنيَّ العزيز.. لم تكن أسئلة اليوم بهذه البساطة أبداً.. ولكنكم اعتدتم على ما هو أصعب منها فتمكنتم من إجابتها وأعدك أن سينجح الطلبة جميعاً ويحصلوا على أفضل الدرجات.. ولهذا انتقمتُ منكم!
مرَّ أسبوعان.. أعلنت النتائج، فكانت نسبة النجاح كما تنبَّأ الأستاذ (100%).
صادق مهدي حسن - ناحية الكفل
اعتاد كثير من مدرّسي المراحل المنتهية على تنويع أساليب الأسئلة الإمتحانية ووضع بعض الأسئلة الفكرية المتسمة بالصعوبة إلى حد ما لإثراء الطلبة علمياً وتهيئتهم لأداء الامتحان الوزاري على أتم وجه وهو ما قد يؤيد أو يُعارض بحسب البيئة المدرسية والاجتماعية من عدة جهات يأتي في مقدمتها بعض الطلبة وأولياء أمورهم.. وهنا قصة طريفة بطلها أحد المدرسين المتفانين في عملهم:
على مدار عام كامل أبدع صديقي المدرّس في صياغة مجاميع منوعة من الأسئلة جعلت الطلبة في حالة ترقب وحذر من أي امتحان.. ومن أساليبه المتبعة أنه كان يحول محتويات المادة الدراسية بأكملها إلى أسئلة ذات مستويات متباينة ويعيد امتحان الطلبة لعدة مرات حرصاً منه كي يعيد طلبته مذاكرة المادة واستيعاب تفاصيلها بالأسلوب الأمثل.. اغتاظ الطلبة حتى وصل الضجر بهم إلى أن يقدموا شكواهم لإدارة المدرسة من توالي الامتحانات عليهم، كان المدير متفهماً لوجهة نظر الأستاذ فلم يأبه لما يجري وأمتص غضب الطلبة بذكاء، وازدادت كثافة الامتحانات الشاملة في أسابيع السنة الأخيرة، وفي الأسبوع الأخير انفجر أحد الطلبة قائلاً: لماذا هذه الأسئلة المطولة الصعبة يا أستاذ.. أتريد أن تنتقم منا؟! ضحك المدرس وقال: لك الحق أن تسأل.. ولا لوم عليك أبداً يا عزيزي، ولكن لن أجيبك عن سؤالك هذا الآن.. قريباً جداً ستعرف الجواب بنفسك.
في يوم الامتحان النهائي وجد الطلبة أستاذهم منتظراً خارج القاعة الإمتحانية ليتفقد أحوالهم ويستفسر عن إجاباتهم، وجاءه الطالب ذاته وقال بفرح غامر: الحمد لله.. كانت الأسئلة بسيطة واضحة هذا اليوم وليست كأسئلتك يا أستاذ! فرد الأستاذ مبتسماً: بُنيَّ العزيز.. لم تكن أسئلة اليوم بهذه البساطة أبداً.. ولكنكم اعتدتم على ما هو أصعب منها فتمكنتم من إجابتها وأعدك أن سينجح الطلبة جميعاً ويحصلوا على أفضل الدرجات.. ولهذا انتقمتُ منكم!
مرَّ أسبوعان.. أعلنت النتائج، فكانت نسبة النجاح كما تنبَّأ الأستاذ (100%).
صادق مهدي حسن - ناحية الكفل
تعليق