اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم
العلاقة بين الزوجة "الكنة" وأم الزوج وحتى أخواته كانت وما زالت عرضة للكثير من الأفكار السلبية في مجتمعاتنا العربية
لدرجة تأصل تلك الأفكار لدى الغالبية حتى باتت وكأنها قاعدة أساسية تبنى عليها الكثير من المعتقدات التي تؤثر سلبا في تلك العلاقات حتى قبل أن تنشأ وتصبح واقعا.
ومن النادر أن نرى أو نسمع عن انسجام وتناغم بين زوجة الأبن وعمتها أو حتى أخواته
فمن هو المسئول عن الخلل في تلك العلاقات ومن يفترض أن يحاسب..؟
واقعا من الصعب أن نحمل الزوجة مسئولية فشل علاقتها بأم زوجها وكذلك أم الزوج من الصعب أن تتحمل المسئولية لوحدها
فمثل هذه العلاقات الاجتماعية التي هي وطن للروابط الإنسانية يفترض أن تعمر بالمشاعر أو المصالح المتبادلة أو الاحتياجات المشتركة وعليه فهذه العلاقات إنما هي علاقات جماعية لا فردية
فشلها أو نجاحها قائم على عوامل يشترك فيها جميع الأطراف الذين تجمعهم تلك العلاقات .
وأحيانا كثيرة تكون الخلافات بلا أساس جوهري بل قد تكون لأسباب وهمية غير حقيقية منشأها الاخفاق في طريقة التواصل أو تنافر الطباع أو سوء فهم وسوء الفهم يرافقه مفاهيم خاطئة تحتاج لتقويم وتصحيح ومن أهمها:
إحساس الزوجة أو اعتقادها بأن أم الزوج تتطفل أو تتدخل في حياتها مع زوجها أو في تربية أولادها حتى وإن كانت تبدي رأيا في أمر ما فإبداء الرأي لا يعني تدخلا لأنه خاضع للرفض أو القبول
فمثل هذا الاحساس قائم على ظن عندما تتم تغذيته يتضخم و يتحول إلى مشكلة لأنه سيحفز مثيرات كثير تخلق شيء من لا شيء...
فلو استبدلت الزوجة احساسها السلبي تجاه مواقف أم زوجها وتعاملت معها بإيجابية على اعتبار أن الحياة مشاركة والمشاركة تتطلب تفاعل وتقبل وقبول وتواصل مبني على مفاهيم الأسرة الواحدة التي لها هموم وأفراح مشتركة
وتفهمت نوع العلاقة التي تربط زوجها بأمه وبأخواته وهي تختلف عن علاقته بها واستوعبت ذلك واقتنعت به حتما ستعزز مكانتها ليس لدى زوجها فقط بل حتى لدى أمه وأهله أيضا.
فحسن إدارة مثل هذه العلاقات المصيرية بتحويل الرفض إلى قبول و خلق أعذار بدلا من تصيد الأخطاء واللباقة في التعامل وحسن انتقاء الألفاظ والابتعاد عن توجيه التهم أو التشكيك في النوايا أو إبداء الانزعاج من وجود تدخلات قد تكون عفوية واخفاء مشاعر الغضب وقبل كل شيء العفو والصفح حتما ستكون خلاصته علاقة ناجحة وحياة سعيدة.
فالإنسان بيده مفاتيح سعادته وبيده هدم حياته
وتبقى الحياة بين الناس بشكل عام وبين أفراد الأسرة الواحدة قائمة على المشاركة والتفاعل وتكامل العلاقات
فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للآخرين كما احتياجهم له وإلا فكيف تستقيم الحياة .
اعتذر من الكنات لتسليطي الضوء عليهن في مداخلاتي
فالكنة من وجهة نظري هي صاحبة الحاجة في تحسين العلاقات بينها وبين أم زوجها
التي هي أم في الأساس وترغب في النهاية في سعادة ابنها لأنها تحبه
فلو خاطبت الكنة في عمتها ذلك الحب حتما ستكون النتيجة مرضية لجميع الأطراف ..؟
ودمتم جميعا بحفظ الله ورعايته وتوفيقه
وبألف خير
مع خالص احترامي وتقديري
تعليق