تناءت بها ذكريات اليوم المشؤوم الذي لم تحسب حسابه، إذ انسكبت خواطرها المكسورة على وجناتها تحرق ما استفاض
من لوحات ندم كسر قلبها وغار فيه شرخ مزق سنوات عمرها الغضة..
نعم هي تذكر ذلك اليوم كيف أن زوجها عاد وهو محملاً بأنواع الفواكه والخضار وكلّ لوازم واحتياجات البيت وبدلاً
من أن تستقبله وتحمل عنه ما ناولها من أكياس، رمت بها وصرخت فيه: لماذا تأخرت ألا تعلم إني على موعد هام مع صديقاتي؟
وأين ما أوصيتك به؟ لماذا لم تجلب لي تلك الحقيبة التي رأيناها في أحد الإعلانات؟ يا إلهي ماذا سأقول لصديقاتي؟
هل أقول لهنّ إنّ أزواجهنّ أفضل من زوجي الذي لم يجلب لي ما أريد.. إلخ.
تتراءى هذه الصور على رقرقات دمعاتها التي أسالتها هذه الذكريات، وتعود الذاكرة بها إلى يوم آخر أيضاً
وهي لاهية معهنّ وكان كلامهن عن فلانة التي تطلّقت للسبب الفلاني..إلخ ولم تشعر إلّا وزوجها يطرق الباب
ويدخل البيت وهو متعب وجائع، وحينما سألها عن الطعام صرخت في وجهه هل أنا اعمل خادمة لديك؟ اذهب
واجلب الطعام من الخارج، لم ينبس بكلمة بل خرج وجلب معه طعام الغداء لكنه لم يأكل، وتذكرت غيرها وغيرها الكثير
من الذكريات وكيف كانت قاسية معه وكيف إنها لم تكن تلك الزوجة الواعية التي تعرف مسؤوليتها جيداً، فلم تحافظ عليه
وتذكرت أقسى الذكريات في يوم ذهبا معاً إلى المحكمة للطلاق من جرّاء هذه التصرفات، إذ كانت متزمتة ومتشنجة
وأمها تشجعها على الطلاق قائلة: (سأزوجك أفضل منه)، كانت وساوس الشيطان التي هدّت أركان حياتها قد استولت
على قلبها وعقلها فلم تقنع بمحاولات الباحثة الاجتماعية ولا بوساطات أهل الخير ولا بكلام القاضي
ولم تستقر إلا بعد أن سمعت الكلمة التي لطالما شجعتها أمها على الاستماع لها.. يا فلانة أنت طالق.
تعليق