بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
قال رسول الله ص :
(( أيها الناس , مَن عنده من الغلول شيء فليردّه )) .
فقام إليه رجل فقال له :
يا رسول الله , عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله .
قال (صلّى الله عليه وآله) :
(( لِمَ غللتها ؟ )) .
ـ كنت إليها محتاجاً .
فأمر (صلّى الله عليه وآله) الفضل أن يأخذها منه فأخذها , وعاد (صلّى الله عليه وآله) في مقالته فقال (صلّى الله عليه وآله) :
(( أيها الناس , مَن أحسّ من نفسه شيئاً فليقم أدع الله له )) .
فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله , إنّي لمنافق , وإنّي لكذوب , وإنّي لشؤوم .
فزجره عمر فقال له :
ويحك أيها الرجل ! لقد سترك الله لو سترت على نفسك .
فصاح به النبي (صلّى الله عليه وآله) :
(( صه يابن الخطاب , فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة )) .
ودعا للرجل فقال :
(( اللّهمّ ارزقه صدقاً وإيماناً , واذهب عنه الشؤم ))(1) .
وانبرى إليه رجل من أقصى القوم يسمّى سوادة بن قيس فقال له :
يا رسول الله , إنك ضربتني بالسوط على بطني , وأنا أريد القصاص منك فأمر (صلّى الله عليه وآله) بلالاً أن يحضر السوط ليقتصّ منه سوادة , وانطلق بلال وهو مبهور , فراح يجوب في أزقّة يثرب وهو رافع عقيرته قائلاً :
أيها الناس , أعطوا القصاص من أنفسكم في دار الدنيا , فهذا رسول الله قد أعطى القصاص من نفسه .
ومضى إلى بيت النبي فأخذ السوط وجاء به إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) , فأمر أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البداية والنهاية 5 / 231 .
يناوله إلى سوادة ليقتصّ منه , فأخذه سوادة وأقبل نحو رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , وقد اتّجه المسلمون بقلوبهم إلى هذا الحادث الرهيب , فالرسول (صلّى الله عليه وآله) قد فتك به المرض وألمّ به الدّاء وهو يعطي القصاص من نفسه .
ووقف سوادة على رسول الله فقال له :
يا رسول الله , اكشف لي عن بطنك . فكشف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن بطنه , فقال له سوادة بصوت خافت حزين النبرات :
يا رسول الله , أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له رسول الله , فوضع سوادة فمه على بطن رسول الله يوسعها تقبيلاً ودموعه تتبلور على خديه
قائلاً :
أعوذ بموضع القصاص من رسول الله من النار يوم النار .
فقال له رسول الله :
(( أتعفو يا سوادة أم تقتص ؟ )) .
ـ بل أعفو يا رسول الله .
فرفع النبي (صلّى الله عليه وآله) يديه بالدعاء قائلاً :
(( اللّهمّ اعفو عن سوادة كما عفا عن نبيّك )) .
وذهل المسلمون وهاموا في تيارات من الهواجس والأفكار , وأيقنوا بنزول القضاء من السماء , فقد انتهت أيّام نبيّهم , ولم يبقَ بينهم إلاّ لحظات هي أعزّ عندهم من الحياة .
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
قال رسول الله ص :
(( أيها الناس , مَن عنده من الغلول شيء فليردّه )) .
فقام إليه رجل فقال له :
يا رسول الله , عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله .
قال (صلّى الله عليه وآله) :
(( لِمَ غللتها ؟ )) .
ـ كنت إليها محتاجاً .
فأمر (صلّى الله عليه وآله) الفضل أن يأخذها منه فأخذها , وعاد (صلّى الله عليه وآله) في مقالته فقال (صلّى الله عليه وآله) :
(( أيها الناس , مَن أحسّ من نفسه شيئاً فليقم أدع الله له )) .
فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله , إنّي لمنافق , وإنّي لكذوب , وإنّي لشؤوم .
فزجره عمر فقال له :
ويحك أيها الرجل ! لقد سترك الله لو سترت على نفسك .
فصاح به النبي (صلّى الله عليه وآله) :
(( صه يابن الخطاب , فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة )) .
ودعا للرجل فقال :
(( اللّهمّ ارزقه صدقاً وإيماناً , واذهب عنه الشؤم ))(1) .
وانبرى إليه رجل من أقصى القوم يسمّى سوادة بن قيس فقال له :
يا رسول الله , إنك ضربتني بالسوط على بطني , وأنا أريد القصاص منك فأمر (صلّى الله عليه وآله) بلالاً أن يحضر السوط ليقتصّ منه سوادة , وانطلق بلال وهو مبهور , فراح يجوب في أزقّة يثرب وهو رافع عقيرته قائلاً :
أيها الناس , أعطوا القصاص من أنفسكم في دار الدنيا , فهذا رسول الله قد أعطى القصاص من نفسه .
ومضى إلى بيت النبي فأخذ السوط وجاء به إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) , فأمر أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البداية والنهاية 5 / 231 .
يناوله إلى سوادة ليقتصّ منه , فأخذه سوادة وأقبل نحو رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , وقد اتّجه المسلمون بقلوبهم إلى هذا الحادث الرهيب , فالرسول (صلّى الله عليه وآله) قد فتك به المرض وألمّ به الدّاء وهو يعطي القصاص من نفسه .
ووقف سوادة على رسول الله فقال له :
يا رسول الله , اكشف لي عن بطنك . فكشف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن بطنه , فقال له سوادة بصوت خافت حزين النبرات :
يا رسول الله , أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك ؟ فأذن له رسول الله , فوضع سوادة فمه على بطن رسول الله يوسعها تقبيلاً ودموعه تتبلور على خديه
قائلاً :
أعوذ بموضع القصاص من رسول الله من النار يوم النار .
فقال له رسول الله :
(( أتعفو يا سوادة أم تقتص ؟ )) .
ـ بل أعفو يا رسول الله .
فرفع النبي (صلّى الله عليه وآله) يديه بالدعاء قائلاً :
(( اللّهمّ اعفو عن سوادة كما عفا عن نبيّك )) .
وذهل المسلمون وهاموا في تيارات من الهواجس والأفكار , وأيقنوا بنزول القضاء من السماء , فقد انتهت أيّام نبيّهم , ولم يبقَ بينهم إلاّ لحظات هي أعزّ عندهم من الحياة .
تعليق