كثير من المؤمنين يمضي حياته باحثا عن الطريق الذي يؤدي به الى رضوان المولى عزوجل. حيث انهم يسلكون شتى السبل التي تحيك لهم جسر الخلود في جنان الآخرة, و من هذي الدروب هو درب الجهاد. الجهاد في نظر الكثير هو مجرد القتال و الحرب الفعلي بالأسلحة الحربية و الآليات العسكرية, الا ان النبي صلى الله عليه و آله بين لنا وجه آخر للجهاد و هو اعظم من جهاد الايدي و القتال في سوح المعارك الا وهو كلمة الحق في وجه الظلمة و الطغاة حيث يقول روحي فداه " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" (1). و لنا هنا رجل قد سلك طريق هذا الجهاد الا و هو ابن السكيت . يقول الشيخ عباس القمي في كتابه "الكنى و الالقاب (2). هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدروقي الأهوازي . إمام من أئمة اللغة العربية و عالم نحوي و أديب شهير ، من عظماء الشيعة و كبار رجالاتها ، و يُعدُّ من خواص الإمامين محمد بن علي الجواد و علي بن محمد الهادي ( عليهما السَّلام ) . وله الكثير من المؤلفات منها تهذيب الألفاظ , الاضداد, والمقصود و الممدود. و لهذه العالم الجليل موقف ختم به حياته حبا في آل البيت عليهم السلام. تبدأ الحادثة عندما نظر المتوكِّل إلى ابنيه المعتزّ والمؤيَّد ، فقال لابن السكّيت: من أحبُّ إليك : هما ، أو الحسن والحسين (عليهما السلام) ؟ فرد ابن السكيت بالرد الذي الجم هذا الطاغية و طبق الحديث على اكمل وجه حينما قال غضبا " والله إن قنبراً خادم علي بن أبي طالب خيرٌ منك و من و لديك . و كعادة الطغاة الذين يعجزون عن الرد عند اقامة الحجة عليهم و أمرالمتوكل حرسه من الاتراك أن يستلُّوا لسانه ، فسلّوه فمات من فوره ، و كان ذلك في الخامس من شهر رجب سنة : 244 . نتعلم من هذا الرجل العظيم ان لا نسكت حق في اقصى الحالات حرجا و خطورة كما قال صادق العترة سلام الله عليه " ورُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: « إنّ من حقيقة الإيمان أن تُؤْثِر الحقَّ وإن ضَرَّك، على الباطل وإن نفَعَك »(3).
المصادر:
1- غوالي اللئالي ج1 ص432 المسلك الثالث ح131
2- الكنى و الألقاب 1 / 303
3- ( الخصال:53 / ح 70 ).
تعليق