لئلا نتورط فى اعادة صلواتنا من جديد
من الملاحظ أنه لم يكن في أصحاب الأئمة (ع) -وعلى
الخصوص أصحاب الصادقين، أو الباقرين (ع)، الذين هم
حلقة الوصل بين أئمة الهدى، وبين المؤمنين في هذا
العصر- طبقة متميزة في المجتمع آنذاك بعنوان:
طبقة متفرغة للتفقه.. ولم يذكر في التأريخ أن هناك طبقة
وشريحة كبيرة من المجتمع تجلس في بيوتها، وينفق عليها
من بيت المال للتفقه في الدين.
إن تلاميذ الإمام الصادق (ع) تجاوزوا الآلاف، فهل هؤلاء
كانوا في سكن داخلي في المدينة مثلا، وينفق عليهم من
بيت مال المسلمين، ولا همّ لهم إلا حضور المسجد عند
الإمام الصادق (ع) والتعلم؟.. لا، لم يكونوا كذلك!.. ومن
خلال ألقاب أصحاب الأئمة عليهم السلام، نعلم أن منهم من
كان صاحب الحانوت، ومنهم التمار كميثم، ومنهم الصيرفي
والزيات، والبزاز، والخياط، وما شابه ذلك.. فهؤلاء كانوا
يجمعون بين عملهم الوظيفي والتجاري، وبين التفقه في
الدين.
إن الإمام الصادق (ع) يقول: (ليت السياط على رؤوس
أصحابي، حتى يتفقهوا في الدين).. إن السوط عندما يكون
على رأس الإنسان، فتارة يكون من باب الشفقة، وتارة من
باب الانتقام.. ومن المحتمل أن الإمام الصادق (ع) يقول:
أتمنى لو وقف عدو بالسوط على رأس أصحابي، فإن هذا
السوط إذا كان يجرهم إلى التفقه في الدين، فإنه سوط
خير!.. فإذن، إن على المؤمن أن يتأسى بأصحاب الأئمة
عليهم السلام في فهم أوليات الدين.
أليس من الغريب أن يأتي إنسان مثقف له إلمام بالهندسة
وبالطب، وبالعلوم الدقيقة، وفي السياسة، والاقتصاد.. ويكتشف بعد عشرين سنة، أن هناك خللا في غسله ووضوئه
وتيممه؟!.. حيث ان لا صلاة إلا بطهور، فالتيمم والغسل
والوضوء شروط واقعية.. فلو أن إنسانا جاء من الأدغال
وصلى صلاة بوضوء باطل، فإنه غير مأثوم.. ولكن عليه
أن يعيد كل صلواته -هذا على فتوى علمائنا- بخلاف
الأجزاء غير الركنية.. فإذن على الإنسان أن يحتاط لدينه
ويتعلم المسائل المهمة -على الأقل- وهي ليست بالكثير.
تعليق