دولة الامام المهدي عليه السلامثقافةُ الدَولةمن الواضح أن أسمى إزدهار ايّ دولة وايّ اُمة ، انما يكون بثقافتها وعلمها ، وأعظم الحضارات في المجتمعات ، هي الحضارة العلمية. فبالعلم حياتها وقوّتها ، وبالحكمة ازدهارها ورقيّها.وهذه الحضارة العلمية ، والكيان الثقافي ، تبلغ القمة ، وتصل الى أعلى مرتبة في دولة الامام المهدي ( عليه السلام ) ، حتى تكمل عقول العباد ، ويُبلغ معالي السداد.
ففي الحديث الباقري ( عليه السلام ) :
*« اذا قام قائمنا ، وضع يده على رؤوس العباد ، فجمع بها عقولهم ، وكملت بها أحلامهم »* (٣).٣ ـ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٢٨ ، ب ٢٧ ، ح ٤٧.وفي الحديث الشريف الآخر :
وتؤتَون الحكمة في زمانه ، حتى أن المرأة لتقضى في بيتها بكتاب الله تعالى وسنّة رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) (١).وما أعظمها من فضيلة وما اعلاها من مرتبة ، إيتاء الحكمة ، ثم عموم الحكمة حتى الى المخدرات في بيوتها.وقد فسرت الحكمة في اللغة بانها هي :
العلم الذي يرفع الانسان ويمنعه عن فعل القبيح (٢).
وعرفت في كلمات علماءنا بانها هي :
العلوم الحقيقية الالهية (٣).
( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ).
تلك الحكمة التي آتاها الله صفوة عباده الصالحين.
فقال عز اسمه فيما اقتص عن اولياءه المقربين :
( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) (٤).
( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ) (٥).
وقال تعالى عن النبي سليمان ( عليه السلام ) :
( وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ) (٦).١ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ٢٣٩ ، ح ٣۰.
٢ ـ مجمع البحرين ، ص ٥١١.
٣ ـ الانوار اللامعة ، ص ٧٧.
٤ ـ سورة النساء ، الآية ٥٤.
٥ ـ سورة لقمان ، الآية ١٢.
٦ ـ سورة ص ، الآية ٣٤.فتمتاز دولة الإمام المهدي ( عليه السلام ) على الصعيد الثقافي بمنح فضيلة الحكمة لجميع أفراد الاُمّة.
والقرآن الكريم الذي مصدر النور والهدى ، تعرفه الاُمة الاسلامية آنذاك حق المعرفة وبالمعرفة الحقّة.ففي الحديث الشريف عن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) :
كأنّي أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة ، قد ضربوا الفساطيط ، يعلّمون الناس القرآن كما اُنزل (١).وفي ظلّ الامام المهدي ( عليه السلام ) يستضيء المؤمنون بنور العلم الأكمل ، ويُعطون العرفان الأفضل.ففي حديث الامام الصادق ( عليه السلام ) :
العلم سبعة وعشرون حرفاً. فجميع ما جاءت به الرُّسل حرفان ، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير الحرفين.
فاذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثّها في الناس ، وضمَّ إليها الحرفين. حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً (٢).وتعرف من هذا الحديث الشريف أن نسبة العلوم التي ظهرت للناس منذ زمن سيدنا آدم
( عليه السلام ) الى الرسول الخاتم ( صلى الله عليه وآله )
هى نسبة حرفين الى سبعة وعشرين حرفاً ـ بالرغم من كثرتها وفُرتها ، وتكامل البشر بها.
فما ظنّك بالخمسة والعشرين جزءاً الباقية الى تلك الدولة الزاكية.
وهذا أرقى مستوى العلم يكون في دولته الكريمة ، وقيادته الحكيمة.
ولا غرو في ذلك بعد تلك القابلية العقلية والكمال العقلي.
فيقذف ويُلقى نور العلم في قلوب المؤمنين ،١ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ٣١٨ ، ح ٣.
٢ ـ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٣٦ ، ب ٢٧ ، ح ٧٣.كما تلاحظه في خطبة المخزون لأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) التي جاء فيها :
ويسير الصدِّيق الأكبر براية الهدى ، والسيف ذي الفقار ، واِلمخصرة (١)
حتّى ينزل أرض الهجرة مرَّتين وهي الكوفة.
فتستبشر الأرض بالعدل ، وتعطي السماء قطرها ، والشجر ثمرها ، والأرض نباتها وتتزيّن لأهلها ، وتأمن الوحوش حتّى ترتعي في طرق الأرض كأنعامهم ، ويُقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من علم.
فيومئذ تأويل هذه الآية : ( يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِن سَعَتِهِ ) (٢) (٣).ولا عجب في هذا القذف العلمي من أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين هم مظاهر القدرة الالهيّة والكرامة الربّانيّة ، كما تلاحظ نظائره في موارده.١ ـ المخصرة : شيء كالسوط ، وما يتوكّأ عليه كالعصى.
٢ ـ سورة النساء ، الآية ١٣۰.
٣ ـ البحار ، ج ٥٣ ، ص ٨٦ ، ب ٢٩ ، ح ٨٦.مثل القذف والالقاء ، في قضية زاذان ابو عمرو الفارسي في حديث سعد الخفاف ، عن زاذان أبي عمرو ، قال : قلت له : يا زاذان ، إنّك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته ؛ فعلى من قرأت ؟
قال : فتبسّم ثمّ قال : إنّ أميرالمؤمنين مرَّ بي وأنا أنشد الشعر ، وكان لي خلق حسن. فأعجبه صوتي ، فقال :
يا زاذان ! فهلاّ بالقرآن ؟
قلت : يا أميرالمؤمنين ، وكيف لي بالقرآن ؟ فوالله ما أقرأ منه إلاّ بقدر ما اُصلّي به.
قال : فادنُ منّي.
فدنوت منه ، فتكلّم في اُذني بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول.
ثمّ قال : افتح فاك ، فتفل في فيَّ ، فوالله ما زالت قدميّ من عنده حتّى حفظت القرآن باعرابه وهمزه ، وما احتجت أن أسأل عنه أحدً بعد موقفي ذلك.
قال سعد : فقصصت قصّة زاذان على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : صدق زاذان ؛ إنّ أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) دعا لزاذان بالإسم الأعظم الّذي لا يردّ » (١).فالقرآن الكريم ومعالم أهل البيت ( عليهم السلام ) الطيّبين تعمّان تلك الدولة الحقّة بالعلم والحكمة.
وتفتحان له الحياة العلمية الزاهرة ، في ظلال سليل العترة الطاهرة الامام المهدي صلوات الله عليه.فاذا زهى العلم وزال الجهل ، واقترنت الحياة بهدى كلام الله وأهل البيت كانت السعادة العظمى في الآخرة والدنيا.
ففي الحديث الباقري ( عليه السلام ) :
*« اذا قام قائمنا ، وضع يده على رؤوس العباد ، فجمع بها عقولهم ، وكملت بها أحلامهم »* (٣).٣ ـ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٢٨ ، ب ٢٧ ، ح ٤٧.وفي الحديث الشريف الآخر :
وتؤتَون الحكمة في زمانه ، حتى أن المرأة لتقضى في بيتها بكتاب الله تعالى وسنّة رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) (١).وما أعظمها من فضيلة وما اعلاها من مرتبة ، إيتاء الحكمة ، ثم عموم الحكمة حتى الى المخدرات في بيوتها.وقد فسرت الحكمة في اللغة بانها هي :
العلم الذي يرفع الانسان ويمنعه عن فعل القبيح (٢).
وعرفت في كلمات علماءنا بانها هي :
العلوم الحقيقية الالهية (٣).
( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ).
تلك الحكمة التي آتاها الله صفوة عباده الصالحين.
فقال عز اسمه فيما اقتص عن اولياءه المقربين :
( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) (٤).
( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ) (٥).
وقال تعالى عن النبي سليمان ( عليه السلام ) :
( وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ) (٦).١ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ٢٣٩ ، ح ٣۰.
٢ ـ مجمع البحرين ، ص ٥١١.
٣ ـ الانوار اللامعة ، ص ٧٧.
٤ ـ سورة النساء ، الآية ٥٤.
٥ ـ سورة لقمان ، الآية ١٢.
٦ ـ سورة ص ، الآية ٣٤.فتمتاز دولة الإمام المهدي ( عليه السلام ) على الصعيد الثقافي بمنح فضيلة الحكمة لجميع أفراد الاُمّة.
والقرآن الكريم الذي مصدر النور والهدى ، تعرفه الاُمة الاسلامية آنذاك حق المعرفة وبالمعرفة الحقّة.ففي الحديث الشريف عن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) :
كأنّي أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة ، قد ضربوا الفساطيط ، يعلّمون الناس القرآن كما اُنزل (١).وفي ظلّ الامام المهدي ( عليه السلام ) يستضيء المؤمنون بنور العلم الأكمل ، ويُعطون العرفان الأفضل.ففي حديث الامام الصادق ( عليه السلام ) :
العلم سبعة وعشرون حرفاً. فجميع ما جاءت به الرُّسل حرفان ، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير الحرفين.
فاذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثّها في الناس ، وضمَّ إليها الحرفين. حتّى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً (٢).وتعرف من هذا الحديث الشريف أن نسبة العلوم التي ظهرت للناس منذ زمن سيدنا آدم
( عليه السلام ) الى الرسول الخاتم ( صلى الله عليه وآله )
هى نسبة حرفين الى سبعة وعشرين حرفاً ـ بالرغم من كثرتها وفُرتها ، وتكامل البشر بها.
فما ظنّك بالخمسة والعشرين جزءاً الباقية الى تلك الدولة الزاكية.
وهذا أرقى مستوى العلم يكون في دولته الكريمة ، وقيادته الحكيمة.
ولا غرو في ذلك بعد تلك القابلية العقلية والكمال العقلي.
فيقذف ويُلقى نور العلم في قلوب المؤمنين ،١ ـ الغيبة للشيخ النعماني ، ص ٣١٨ ، ح ٣.
٢ ـ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٣٣٦ ، ب ٢٧ ، ح ٧٣.كما تلاحظه في خطبة المخزون لأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) التي جاء فيها :
ويسير الصدِّيق الأكبر براية الهدى ، والسيف ذي الفقار ، واِلمخصرة (١)
حتّى ينزل أرض الهجرة مرَّتين وهي الكوفة.
فتستبشر الأرض بالعدل ، وتعطي السماء قطرها ، والشجر ثمرها ، والأرض نباتها وتتزيّن لأهلها ، وتأمن الوحوش حتّى ترتعي في طرق الأرض كأنعامهم ، ويُقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من علم.
فيومئذ تأويل هذه الآية : ( يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِن سَعَتِهِ ) (٢) (٣).ولا عجب في هذا القذف العلمي من أهل البيت ( عليهم السلام ) الذين هم مظاهر القدرة الالهيّة والكرامة الربّانيّة ، كما تلاحظ نظائره في موارده.١ ـ المخصرة : شيء كالسوط ، وما يتوكّأ عليه كالعصى.
٢ ـ سورة النساء ، الآية ١٣۰.
٣ ـ البحار ، ج ٥٣ ، ص ٨٦ ، ب ٢٩ ، ح ٨٦.مثل القذف والالقاء ، في قضية زاذان ابو عمرو الفارسي في حديث سعد الخفاف ، عن زاذان أبي عمرو ، قال : قلت له : يا زاذان ، إنّك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته ؛ فعلى من قرأت ؟
قال : فتبسّم ثمّ قال : إنّ أميرالمؤمنين مرَّ بي وأنا أنشد الشعر ، وكان لي خلق حسن. فأعجبه صوتي ، فقال :
يا زاذان ! فهلاّ بالقرآن ؟
قلت : يا أميرالمؤمنين ، وكيف لي بالقرآن ؟ فوالله ما أقرأ منه إلاّ بقدر ما اُصلّي به.
قال : فادنُ منّي.
فدنوت منه ، فتكلّم في اُذني بكلام ما عرفته ولا علمت ما يقول.
ثمّ قال : افتح فاك ، فتفل في فيَّ ، فوالله ما زالت قدميّ من عنده حتّى حفظت القرآن باعرابه وهمزه ، وما احتجت أن أسأل عنه أحدً بعد موقفي ذلك.
قال سعد : فقصصت قصّة زاذان على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : صدق زاذان ؛ إنّ أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) دعا لزاذان بالإسم الأعظم الّذي لا يردّ » (١).فالقرآن الكريم ومعالم أهل البيت ( عليهم السلام ) الطيّبين تعمّان تلك الدولة الحقّة بالعلم والحكمة.
وتفتحان له الحياة العلمية الزاهرة ، في ظلال سليل العترة الطاهرة الامام المهدي صلوات الله عليه.فاذا زهى العلم وزال الجهل ، واقترنت الحياة بهدى كلام الله وأهل البيت كانت السعادة العظمى في الآخرة والدنيا.
تعليق