راجع كتاب ﺳﺒﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﻘﻬﻴّﺔ ( ﻟـ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺴﺒﺤﺎﻧﻲ ).
المسألة ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ:
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻭﻣﺘﺮﻭﻛﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣّﺘﻬﻢ .
ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺼﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ : ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ، ﻭﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺃﺩﻟّﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴّﺘﻬﺎ، ﻭﻧﻈﺮ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ .
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻤﻬﺎ؟
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺳﻨّﺔ، ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺃُﺧﺮ، ﻭﻫﻲ :
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 55
1 ـ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﻨﺪﻭﺑﺔ ( 1 ) ـ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ـ ﻓﻴﺴﺘﺤﺐّ ﺍﻟﻤﺪﺍﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
2 ـ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﺐّ ﺃﺻﻼ .
3 ـ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺃُﺧﺮﻯ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺍﻟﻤﺪﺍﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
4 ـ ﺗﺴﺘﺤﺐ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ .
5 ـ ﻻ ﺗﺸﺮﻉ ﺇﻻّ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﻏﻴﺮﻩ .
6 ـ ﺃﻧّﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ ( 2 ) .
ﻣﺘﻰ ﻭﻗﺘﻬﺎ؟
ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪﺭ ﺭﻣﺢ، ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ . ﻭﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎً : ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﺷﺘﺪّ ﺣﺮّﻫﺎ، ﻭﻳﻤﺘﺪّ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺃﻭّﻟﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺒﻴﺾّ ﺍﻟﺸﻤﺲ ( 3 ) .
ﻛﻢ ﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺗﻬﺎ؟
ﺃﻗﻠّﻬﺎ ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺛﻤﺎﻥ، ﻭﻗﻴﻞ ﺍﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ، ﻭﻗﺎﻝ
____________
-1 ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ، ﺑﺄﻥّ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻭﺍﻇﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻴﻪ . ( ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ، ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮﺍﺩ ﻣﻐﻨﻴﺔ : 78 ) .
2 ﻭ -3 ﺭﺍﺟﻊ : ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ، ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ :1 775 ـ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻱ :1 332 ـ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ :1 185 ـ ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﻻﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺯﻳﻪ :1 116 - 119 ـ ﻭﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ :3 .62
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 56
ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ : ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺳﺖّ ﻋﺸﺮﺓ، ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﺣﺪّ ﻷﻛﺜﺮﻫﺎ .
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺼﻠّﻰ ﻓﻲ ﻧﻔﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ( 1 ) .
ﺃﺩﻟﺘﻬﺎ؟
ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴّﺘﻬﺎ ﺇﻻّ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻣﻴﻌﻬﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻳﺘﺠﻠّﻰ ﻋﺪﻡ ﻧﻬﻮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺤﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ . ﻷﻧّﻬﺎ ﺇﻣّﺎ ﻣﺠﻤﻠﺔ ﺗﻘﺼﺮ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ، ﻭﺇﻣّﺎ ﻣﺮﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻬﺎ، ﻣﻀﺎﻓﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﺎ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ، ﺭﺍﺟﺤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻨﺪﺍً ﻭﺩﻻﻟﺔ .
ﻭﺇﻟﻴﻚ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﺬﻛﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺭ .
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻠﺔ، ﻣﻨﻬﺎ :
1 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﻫﻤﺎﺯ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﻘﻮﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّﻭﺟﻞّ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻻ ﺗﻌﺠﺰﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻧﻬﺎﺭﻙ ﺃﻛﻔﻚ ﺁﺧﺮﻩ ( 2 ) .
____________
-1 ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ .
-2 ﺍﻟﺘﺎﺝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻸﺻﻮﻝ :1 .321
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 57
ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ .
ﻭﻟﻔﻈﻪ : ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﺭﻛﻊ ﻣﻦ ﺃﻭّﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺃﻛﻔﻚ ﺁﺧﺮﻩ .
ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺑﺼﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻻ ﻇﻬﻮﺭ ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻫﻮ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻧﺎﻓﻠﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ( 1 ) ، ﻭﺍﺣﺘﻤﻠﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ( 2 ) .
2 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﺻﺎﻧﻲ ﺧﻠﻴﻠﻲ ﺑﺜﻼﺙ ﻻ ﺃﺩﻋﻬﻦّ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﻮﺕ : ﺻﻮﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺷﻬﺮ، ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻭﻧﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ( 3 ) .
ﺍﺣﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻴﻘﻀﻮﻥ ﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﻳﻨﺸﻐﻠﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ، ﺑﺄﻥ ﻳﺼﻠّﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻗﻀﺎﺀً، ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﻗﻮﻟﻪ : " ﻭﻧﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ."
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ : " ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻨﻬﺎ، ﻛﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﻻ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻬﺎ ﺳﻨّﺔ ﺭﺍﺗﺒﺔ ﻟﻜﻞّ ﺃﺣﺪ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺃﻭﺻﻰ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧّﻪ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻥّ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻀﺤﻰ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻣﺮﻩ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﺗﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ " ( 4 ) .
3 ـ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ
____________
-1 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .120
-2 ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ :3 .64
-3 ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :2 .73
-4 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .118
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 58
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﺎﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﺴﺒّﺢ، ﻓﻘﻤﺖ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻓﻘﺮﺑﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ، ﻓﻠﻤّﺎ ﺟﺎﺀ " ﻳﺮﻓﺄ " ﺗﺄﺧّﺮﺕُ ﻓﺼﻔﻔﻨﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ( 1 ) .
ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ؟ ﺧﺎﺻّﺔ ﻣﻊ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭﻟﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠّﻴﻬﺎ . ﺛﻢّ ﺇﻥّ ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﻟﻐﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ " ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ " ( 2 ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ، ﻓﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻭﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻜﻴﺖ ﺑﺄﻥّ : ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﺇﻧّﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻴﻆ، ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ( 3 ) ﻓﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﺠﻤﻠﺔ، ﺇﺫ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻭﻻ ﻣﺮﺟﺢ ﻟﻸﻭّﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .
4 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻗﻂّ ﺇﻻّ ﻣﺮّﺓ ( 4 ) .
ﻓﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻨﻔﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻭﺫﻳﻠﻪ ﻣﺠﻤﻞ، ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺻﻠّﻰ ﺻﻼﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ، ﻛﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻓﺘﺼﻮّﺭ ﺃﻧّﻪ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺃﻋﺮﺏ ﻋﻦ ﻧﻴّﺔ ﻋﻤﻠﻪ .
5 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺻﻠّﻰ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﻓﻠﻤّﺎ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻗﺎﻝ : ﺇﻧّﻲ ﺻﻠّﻴﺖ ﺻﻼﺓ ﺭﻏﺒﺔ
____________
-1 ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ ﻟﻼﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ :1 131 ﺡ 209 " ﻳﺮﻗﺄ " ﺍﺳﻢ ﺧﺎﺩﻡ ﻋﻤﺮ .
2 ﻭ -3 ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻣﺎﺩﺓ " ﻫﺠﺮ ."
-4 ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :2 .446
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 59
ﻭﺭﻫﺒﺔ، ﺳﺄﻟﺖ ﺭﺑّﻲ ﺛﻼﺛﺎً ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻲ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺿﻌﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ : ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻻّ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﺃُﻣّﺘﻲ ﺑﺎﻟﺴﻨﻴﻦ ﻓﻔﻌﻞ، ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻻّ ﻳُﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺪﻭّﻫﻢ ﻓﻔﻌﻞ، ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻻّ ﻳﻠﺒﺴﻬﻢ ﺷﻴﻌﺎً ﻓﺄﺑﻰ ﻋﻠﻲَّ ( 1 ) .
ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﻪ، ﺃﻭّﻻ : ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﻪ، ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﻥّ ﺫﻳﻠﻪ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻸُﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻘﺤﻂ ﻭﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤّﺎ ﻳﻄﻤﺌﻨﻨﺎ ﺑﺎﺧﺘﻼﻗﻪ ﻭﻭﺿﻌﻪ .
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ :
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺯﻳﺔ ( 916 ـ 157 ) ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ : " ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ﻣﻘﺎﻝ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻻ ﻳﺤﻞّ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ " ( 2 ) .
ﺛﻢّ ﺫﻛﺮ ﻋﺪّﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﺪ ﺻﺮّﺡ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻟﻴﻴﻦ ﺑﻜﻮﻥ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﻭﺿﺎﻋﻴﻦ ﻛﺬﺑﺔ، ﻣﻨﻬﺎ :
1 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً : " ﻣﻦ ﺩﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ﺇﻻّ ﻋﻦ ﻋﻠّﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺯﻭﺭﻕ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ."
ﻭﺿﻌﻪ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﺩﺭﻳﺪ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ .
____________
-1 ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ :1 185 ـ ﻭﻛﻨﺰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ :11 .174
-2 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .119
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 60
2 ـ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺷﺪﻕ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺮﺍﺩ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺍﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : " ﻣﻦ ﺻﻠّﻰ ﻣﻨﻜﻢ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻓﻠﻴﺼﻠّﻬﺎ ﻣﺘﻌﺒﺪﺍً، ﻓﺎﻥّ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺼﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺛﻢّ ﻳﻨﺴﺎﻫﺎ ﻭﻳﺪﻋﻬﺎ ﻓﺘﺤﻦّ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻦّ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺪﺗﻪ ."
ﻭﻳﺎ ﻋﺠﺒﺎً ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺘﺞّ ﺑﻬﺬﺍ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ؟ ! ﻓﺎﻧّﻪ ﻳﺮﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻓﺮﺩﻩ ﻟﻠﻀﺤﻰ، ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ، ﻳﻌﻨﻲ ﻧﺴﺨﺔ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﺪﻕ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ : ﺭﻭﻯ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺍﻻﺷﺪﻕ، ﻋﻦ ﻋﻤّﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺮﺍﺩ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻜﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﻭﻋﻤّﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ . ﻭﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻬﺮ ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﺖ ﻟﻴﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﺪﻕ : ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻋﻤﻚ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻓﻘﺎﻝ : ﺟﺎﻣﻊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭﻣﻮﻃﺄ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ : ﻟﻘﻲ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺮﺍﺩ، ﻓﻠﻤّﺎ ﻛﺒﺮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻪ ﻓﻮﺿﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺷﺒﻬﺎً ﺑﻤﺎﺋﺘﻲ ﺣﺪﻳﺚ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺤﺪّﺙ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ . ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ : ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺮﺍﺩ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ، ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻻ ﺗﺤﻞّ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﺠﺎﻝ .
3 ـ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺻﺒﻴﺢ، ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ : " ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺍﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ ."
ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻃﻮﻳﻞ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺻﺒﻴﺢ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ : ﺣﺪّﺛﻨﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 61
ﺑﻦ ﺻﺒﻴﺢ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻧﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ : ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ : ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻻ ﻳﺤﻞّ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻻّ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻌﺠّﺐ ﻣﻨﻪ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ : ﻣﺘﺮﻭﻙ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﺯﺩﻱ : ﻛﺬﺍﺏ .
4 ـ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ، ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻋﻦ ﺣﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻓﺮﺍﻓﺼﺔ، ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً : " ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻏﻔﺮﺕ ﺫﻧﻮﺑﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪﺩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺯﺑﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ."
ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﺍ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻧﻤﻴﺮ : ﻫﻮ ﻛﺬﺍﺏ . ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ : ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﻛﺬﺍﺏ، ﺧﺒﻴﺚ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ : ﻣﺘﺮﻭﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
5 ـ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻬﺎﺱ ﺑﻦ ﻓﻬﻢ، ﻋﻦ ﺷﺪّﺍﺩ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻳﺮﻓﻌﻪ : " ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻏﻔﺮﺕ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺯﺑﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ."
ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺱ، ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ : ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﺿﻌﻴﻒ، ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻜﺮﺓ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ : ﺿﻌﻴﻒ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ : ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺷﻴﺌﺎً . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ : ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻛﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺮ، ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ : ﻣﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺮﻛﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ ( 1 ) .
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ
____________
-1 ﺭﺍﺟﻊ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻭﻋﻤّﺎ ﺟﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﺭﻭﺍﺗﻬﺎ، ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 119 ـ .120
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 62
ﻟﻸﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺔ، ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﻮّﺓ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻭﺍﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﺭﺟﺤﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﺻﺮّﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ .
ﻗﺎﻝ : " ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﻙ، ﻭﺭﺟﺤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺻﺤّﺔ ﺍﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ " ( 1 ) .
ﻣﻨﻬﺎ :
1 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻣﻮﺭﻕ ﻗﺎﻝ : " ﻗﻠﺖ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﺮ : ﺃﺗﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ؟
ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﻠﺖ : ﻓﻌﻤﺮ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﻠﺖ : ﻓﺄﺑﻮ ﺑﻜﺮ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﻠﺖ : ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺃﺧﺎﻟﻪ " ( 2 ) .
2 ـ ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ : " ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺳﺒّﺢ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺇﻧّﻲ ﻷﺳﺒّﺤﻬﺎ " ( 3 ) .
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝّ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻟﺼﺤّﺔ ﺍﺳﻨﺎﺩﻫﺎ . " ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ : ﻓﺄﺧﺬ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻮﻡ : ﺍﻧّﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ " ( 4 ) .
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ " ﺑﺄﻧﻲ ﺃﺳﺒّﺤﻬﺎ " ، ﻓﻬﻮ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﺺ، ﻭﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ .
3 ـ ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ
____________
-1 ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : .117
-2 ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :2 .73
-3 ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ـ ﻭﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :6 .209
-4 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .117
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 63
ﺣﺪّﺛﻨﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻧّﻪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻏﻴﺮ ﺃﻡّ ﻫﺎﻧﺊ، ﻓﺎﻧّﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ : " ﺇﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺩﺧﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﻣﻜّﺔ ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ ﻭﺻﻠّﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺻﻼﺓ ﻗﻂّ ﺃﺧﻒّ ﻣﻨﻬﺎ، ﻏﻴﺮ ﺍﻧّﻪ ﻳﺘﻢّ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ " ( 1 ) .
ﻭﻧﻔﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺣﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺃﻣّﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃُﻡّ ﻫﺎﻧﺊ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﻗﻮﻳﺎً ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺻﻠّﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻛﻌﺎﺕ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻦّ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻔﺘﺢ ﻣﻜّﺔ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺫﻫﺒﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ " ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﺮﻉ ﺇﻻّ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺦ " ( 2 ) .
4 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮﺓ، ﻗﺎﻝ : " ﺭﺃﻯ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮﺓ ﻧﺎﺳﺎً ﻳﺼﻠّﻮﻥ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻧّﻬﻢ ﻟﻴﺼّﻠﻮﻥ ﺻﻼﺓ ﻣﺎ ﺻﻼّﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ، ﻭﻻ ﻋﺎﻣّﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ـ " ( 3 ) .
5 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻗﺎﻝ : ﻣﺮﺿﺖ ﻣﺮﺿﺎً ﻓﺠﺎﺀ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻌﻮﺩﻧﻲ ﻗﺎﻝ : ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ؟ ﻓﻘﺎﻝ : " ﺻﺤﺒﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺴﺒّﺢ، ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺒﺤﺎً ﻷﺗﻤﻤﺖ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ " ( 4 ) .
6 ـ ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺎﺫﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺟﺎﻟﺲ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺼﻠّﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ . ﻗﺎﻝ : ﻓﺴﺄﻟﻨﺎﻩ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻬﻢ،
____________
-1 ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :2 .73
-2 ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ :3 .53
-3 ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :5 .45
-4 ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ :5 199 ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ .
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 64
ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﺪﻋﺔ " ( 1 ) .
7 ـ ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻗﺎﻝ : " ﺳﻤﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ " ( 2 ) .
ﻓﻔﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﻴﻦ ﺻﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻜﻮﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﺇﻥ ﺭﺁﻫﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻚ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﺍﻟﺤﺴﻦ .
8 ـ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) : " ﺃﻣﺮﺕ ﺑﺎﻟﻀﺤﻰ ﻭﻟﻢ ﺗﺆﻣﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ " ( 3 ) .
ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻥّ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻻ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ، ﻷﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻭﺟﻮﺏ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﺗﺸﺮﻉ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻟﻪ ﻭﺿﺤﻰ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻷﻧّﻪ ﻧﻔﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
* * *
ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﻴّﻦ ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻴﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ . ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﻴﺖ ﺻﺤّﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﺇﻣّﺎ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺪﺍً ﻭﺩﻻﻟﺔ ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﺇﺟﻤﺎﻝ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻝّ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ .
ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ
ﺇﻥّ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻻﻣﺎﻣﻴﺔ، ﺑﺪﻋﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻌﻠﻬﺎ . ﻭﻗﺪ
____________
-1 ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :3 3 ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺮﺓ .
-2 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .118
-3 ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ :3 .61
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 65
ﺍﺗّﻔﻘﻮﺍ ﻭﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ، ﻛﻤﺎ ﺻﺮّﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ( 1 ) ، ﻭﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ( 2 ) ، ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ( 3 ) ، ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ( 4 ) ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻨﺎﺿﺮﺓ ( 5 ) .
ﻭﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ، ﺃﻭﻻ : ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴّﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪﻣﻬﺎ ﺇﺫ ﻻ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﻲ ﺑﺪﻟﻴﻞ، ﺑﻞ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ .
ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ( ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺍﻟﻤﺼﺮّﺡ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻣﻨﻬﺎ :
1 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ، ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺰ، ﻋﻦ ﺯﺭﺍﺭﺓ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻞ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺳﺄﻟﻨﺎﻫﻤﺎ ( ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﻓﻘﺎﻻ :
ﺇﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ، ﺛﻢّ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﻓﻴﺼﻠّﻲ . ﻓﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻴﺼﻠّﻲ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠّﻲ، ﻓﺎﺻﻄﻒّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ
____________
-1 ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ :1 .221
-2 ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ :28 .220
-3 ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ :80 .158
-4 ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : .155
-5 ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻨﺎﺿﺮﺓ :6 .77
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 66
ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢّ ﻗﺎﻝ : " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻥّ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻼ ﺗﺠﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﻴﻼ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻻ ﺗﺼﻠّﻮﺍ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻓﺎﻥّ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﺃﻻ ﻭﺍﻥّ ﻛﻞّ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﻛﻞّ ﺿﻼﻟﺔ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ﺛﻢّ ﻧﺰﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : " ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﻨّﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﺪﻋﺔ " ( 1 ) .
2 ـ ﻣﺎ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ( ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﺍﻧّﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﺇﻥّ ﺃﻭّﻝ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﺪﻋﻬﺎ ﻗﻮﻣﻚ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) : ﺻﻼﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻱ ﺗﻌﺪﻝ ﺃﻟﻒ ﺻﻼﺓ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﺿﻴﺎﻋﻬﻢ ﺿﺤﻰ ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﺼﻠّﻮﻥ، ﻓﺒﻠﻎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻓﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻨﻪ " ( 2 ) .
____________
-1 ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ :3 69 - 70 ـ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺒﺼﺎﺭ :1 467 - 468 ـ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ :2 132 ـ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ :5 .192
-2 ﺍﻟﻤﺠﻠﺴﻲ، ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ :80 159 ، ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ، ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ :3 70 ـ ﻻﺣﻆ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﻀﺮﻩ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ :1 566 ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻦ .
المسألة ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ:
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻭﻣﺘﺮﻭﻛﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣّﺘﻬﻢ .
ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﺼﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ : ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ، ﻭﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺃﺩﻟّﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴّﺘﻬﺎ، ﻭﻧﻈﺮ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺣﻮﻟﻬﺎ .
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻤﻬﺎ؟
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺳﻨّﺔ، ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺃُﺧﺮ، ﻭﻫﻲ :
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 55
1 ـ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﻨﺪﻭﺑﺔ ( 1 ) ـ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ـ ﻓﻴﺴﺘﺤﺐّ ﺍﻟﻤﺪﺍﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
2 ـ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﺐّ ﺃﺻﻼ .
3 ـ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺃُﺧﺮﻯ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺍﻟﻤﺪﺍﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
4 ـ ﺗﺴﺘﺤﺐ ﺻﻼﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ .
5 ـ ﻻ ﺗﺸﺮﻉ ﺇﻻّ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﻏﻴﺮﻩ .
6 ـ ﺃﻧّﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ ( 2 ) .
ﻣﺘﻰ ﻭﻗﺘﻬﺎ؟
ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪﺭ ﺭﻣﺢ، ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ . ﻭﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﻳﻀﺎً : ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﺷﺘﺪّ ﺣﺮّﻫﺎ، ﻭﻳﻤﺘﺪّ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺃﻭّﻟﺔ ﺣﻴﻦ ﺗﺒﻴﺾّ ﺍﻟﺸﻤﺲ ( 3 ) .
ﻛﻢ ﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺗﻬﺎ؟
ﺃﻗﻠّﻬﺎ ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺛﻤﺎﻥ، ﻭﻗﻴﻞ ﺍﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ، ﻭﻗﺎﻝ
____________
-1 ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ، ﺑﺄﻥّ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻭﺍﻇﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻋﻠﻴﻪ . ( ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ، ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻮﺍﺩ ﻣﻐﻨﻴﺔ : 78 ) .
2 ﻭ -3 ﺭﺍﺟﻊ : ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ، ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﻰ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﻲ :1 775 ـ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻱ :1 332 ـ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ :1 185 ـ ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﻻﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺯﻳﻪ :1 116 - 119 ـ ﻭﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ :3 .62
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 56
ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ : ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺳﺖّ ﻋﺸﺮﺓ، ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﺣﺪّ ﻷﻛﺜﺮﻫﺎ .
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺼﻠّﻰ ﻓﻲ ﻧﻔﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ( 1 ) .
ﺃﺩﻟﺘﻬﺎ؟
ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴّﺘﻬﺎ ﺇﻻّ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻣﻴﻌﻬﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﻴﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻳﺘﺠﻠّﻰ ﻋﺪﻡ ﻧﻬﻮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺤﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ . ﻷﻧّﻬﺎ ﺇﻣّﺎ ﻣﺠﻤﻠﺔ ﺗﻘﺼﺮ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺛﺒﺎﺕ، ﻭﺇﻣّﺎ ﻣﺮﻭﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻬﺎ، ﻣﻀﺎﻓﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﺎ ﺑﺄﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ، ﺭﺍﺟﺤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻨﺪﺍً ﻭﺩﻻﻟﺔ .
ﻭﺇﻟﻴﻚ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺜﻼﺙ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﺬﻛﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎﺭ .
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ :
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺠﻤﻠﺔ، ﻣﻨﻬﺎ :
1 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﻫﻤﺎﺯ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﻘﻮﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّﻭﺟﻞّ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻻ ﺗﻌﺠﺰﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻧﻬﺎﺭﻙ ﺃﻛﻔﻚ ﺁﺧﺮﻩ ( 2 ) .
____________
-1 ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ .
-2 ﺍﻟﺘﺎﺝ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻟﻸﺻﻮﻝ :1 .321
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 57
ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ .
ﻭﻟﻔﻈﻪ : ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺍﺭﻛﻊ ﻣﻦ ﺃﻭّﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺃﻛﻔﻚ ﺁﺧﺮﻩ .
ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺑﺼﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻻ ﻇﻬﻮﺭ ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻫﻮ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻧﺎﻓﻠﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭﻩ ﻣﺜﻞ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ( 1 ) ، ﻭﺍﺣﺘﻤﻠﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ( 2 ) .
2 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﺃﻭﺻﺎﻧﻲ ﺧﻠﻴﻠﻲ ﺑﺜﻼﺙ ﻻ ﺃﺩﻋﻬﻦّ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﻮﺕ : ﺻﻮﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺷﻬﺮ، ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻭﻧﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ( 3 ) .
ﺍﺣﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﺄﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻴﻘﻀﻮﻥ ﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻭ ﻳﻨﺸﻐﻠﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ، ﺑﺄﻥ ﻳﺼﻠّﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻗﻀﺎﺀً، ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﻗﻮﻟﻪ : " ﻭﻧﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ."
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ : " ﻭﺃﻣﺎ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻨﻬﺎ، ﻛﺤﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﻻ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻬﺎ ﺳﻨّﺔ ﺭﺍﺗﺒﺔ ﻟﻜﻞّ ﺃﺣﺪ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺃﻭﺻﻰ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧّﻪ ﻗﺪ ﺭﻭﻱ ﺃﻥّ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻀﺤﻰ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻣﺮﻩ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﺗﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ " ( 4 ) .
3 ـ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ
____________
-1 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .120
-2 ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ :3 .64
-3 ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :2 .73
-4 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .118
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 58
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﺎﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﺴﺒّﺢ، ﻓﻘﻤﺖ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻓﻘﺮﺑﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ، ﻓﻠﻤّﺎ ﺟﺎﺀ " ﻳﺮﻓﺄ " ﺗﺄﺧّﺮﺕُ ﻓﺼﻔﻔﻨﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ( 1 ) .
ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ؟ ﺧﺎﺻّﺔ ﻣﻊ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻭﻟﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺑﺄﻧّﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠّﻴﻬﺎ . ﺛﻢّ ﺇﻥّ ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﻟﻐﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ " ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ " ( 2 ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ، ﻓﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻭﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻜﻴﺖ ﺑﺄﻥّ : ﺍﻟﻬﺎﺟﺮﺓ ﺇﻧّﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﻴﻆ، ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ( 3 ) ﻓﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﺠﻤﻠﺔ، ﺇﺫ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻈﻬﺮ، ﻭﻻ ﻣﺮﺟﺢ ﻟﻸﻭّﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .
4 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻗﻂّ ﺇﻻّ ﻣﺮّﺓ ( 4 ) .
ﻓﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻨﻔﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻭﺫﻳﻠﻪ ﻣﺠﻤﻞ، ﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺻﻠّﻰ ﺻﻼﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺁﺧﺮ، ﻛﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ، ﻓﺘﺼﻮّﺭ ﺃﻧّﻪ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺃﻋﺮﺏ ﻋﻦ ﻧﻴّﺔ ﻋﻤﻠﻪ .
5 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺻﻠّﻰ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﻓﻠﻤّﺎ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻗﺎﻝ : ﺇﻧّﻲ ﺻﻠّﻴﺖ ﺻﻼﺓ ﺭﻏﺒﺔ
____________
-1 ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ ﻟﻼﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ :1 131 ﺡ 209 " ﻳﺮﻗﺄ " ﺍﺳﻢ ﺧﺎﺩﻡ ﻋﻤﺮ .
2 ﻭ -3 ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻣﺎﺩﺓ " ﻫﺠﺮ ."
-4 ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :2 .446
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 59
ﻭﺭﻫﺒﺔ، ﺳﺄﻟﺖ ﺭﺑّﻲ ﺛﻼﺛﺎً ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻲ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺿﻌﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ : ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻻّ ﻳﺒﺘﻠﻲ ﺃُﻣّﺘﻲ ﺑﺎﻟﺴﻨﻴﻦ ﻓﻔﻌﻞ، ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻻّ ﻳُﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺪﻭّﻫﻢ ﻓﻔﻌﻞ، ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻻّ ﻳﻠﺒﺴﻬﻢ ﺷﻴﻌﺎً ﻓﺄﺑﻰ ﻋﻠﻲَّ ( 1 ) .
ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﻪ، ﺃﻭّﻻ : ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﻪ، ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﻥّ ﺫﻳﻠﻪ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻸُﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ . ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﺳﻼﻣﻲ ﺍﺑﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻘﺤﻂ ﻭﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺃﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤّﺎ ﻳﻄﻤﺌﻨﻨﺎ ﺑﺎﺧﺘﻼﻗﻪ ﻭﻭﺿﻌﻪ .
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ :
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺠﻮﺯﻳﺔ ( 916 ـ 157 ) ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ : " ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ﻣﻘﺎﻝ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻻ ﻳﺤﻞّ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ " ( 2 ) .
ﺛﻢّ ﺫﻛﺮ ﻋﺪّﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﺪ ﺻﺮّﺡ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻟﻴﻴﻦ ﺑﻜﻮﻥ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﻭﺿﺎﻋﻴﻦ ﻛﺬﺑﺔ، ﻣﻨﻬﺎ :
1 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً : " ﻣﻦ ﺩﺍﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ﺇﻻّ ﻋﻦ ﻋﻠّﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺯﻭﺭﻕ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ."
ﻭﺿﻌﻪ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﻦ ﺩﺭﻳﺪ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ .
____________
-1 ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﺎﺑﻖ :1 185 ـ ﻭﻛﻨﺰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ :11 .174
-2 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .119
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 60
2 ـ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺃﺷﺪﻕ، ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺮﺍﺩ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺍﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : " ﻣﻦ ﺻﻠّﻰ ﻣﻨﻜﻢ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻓﻠﻴﺼﻠّﻬﺎ ﻣﺘﻌﺒﺪﺍً، ﻓﺎﻥّ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺼﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺛﻢّ ﻳﻨﺴﺎﻫﺎ ﻭﻳﺪﻋﻬﺎ ﻓﺘﺤﻦّ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻦّ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺪﺗﻪ ."
ﻭﻳﺎ ﻋﺠﺒﺎً ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺘﺞّ ﺑﻬﺬﺍ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ؟ ! ﻓﺎﻧّﻪ ﻳﺮﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻓﺮﺩﻩ ﻟﻠﻀﺤﻰ، ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ، ﻳﻌﻨﻲ ﻧﺴﺨﺔ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﺪﻕ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ : ﺭﻭﻯ ﻳﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺍﻻﺷﺪﻕ، ﻋﻦ ﻋﻤّﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺮﺍﺩ، ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻜﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﻭﻋﻤّﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ . ﻭﺑﻠﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻬﺮ ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﺖ ﻟﻴﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﺪﻕ : ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻋﻤﻚ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻓﻘﺎﻝ : ﺟﺎﻣﻊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻭﻣﻮﻃﺄ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ : ﻟﻘﻲ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺮﺍﺩ، ﻓﻠﻤّﺎ ﻛﺒﺮ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻪ ﻓﻮﺿﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺷﺒﻬﺎً ﺑﻤﺎﺋﺘﻲ ﺣﺪﻳﺚ، ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺤﺪّﺙ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ . ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ : ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﺮﺍﺩ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ، ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻻ ﺗﺤﻞّ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﺠﺎﻝ .
3 ـ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺻﺒﻴﺢ، ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ : " ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺍﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ ."
ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻃﻮﻳﻞ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺻﺒﻴﺢ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ : ﺣﺪّﺛﻨﻲ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﺮ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 61
ﺑﻦ ﺻﺒﻴﺢ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻧﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ : ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ : ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻻ ﻳﺤﻞّ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺇﻻّ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻌﺠّﺐ ﻣﻨﻪ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ : ﻣﺘﺮﻭﻙ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﺯﺩﻱ : ﻛﺬﺍﺏ .
4 ـ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺃﺑﺎﻥ، ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ، ﻋﻦ ﺣﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻓﺮﺍﻓﺼﺔ، ﻋﻦ ﻣﻜﺤﻮﻝ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎً : " ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻏﻔﺮﺕ ﺫﻧﻮﺑﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺪﺩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺯﺑﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ."
ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬﺍ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻧﻤﻴﺮ : ﻫﻮ ﻛﺬﺍﺏ . ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ : ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﻛﺬﺍﺏ، ﺧﺒﻴﺚ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ : ﻣﺘﺮﻭﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
5 ـ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻬﺎﺱ ﺑﻦ ﻓﻬﻢ، ﻋﻦ ﺷﺪّﺍﺩ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻳﺮﻓﻌﻪ : " ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻏﻔﺮﺕ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺯﺑﺪ ﺍﻟﺒﺤﺮ ."
ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺱ، ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ : ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﺿﻌﻴﻒ، ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﻋﻦ ﻋﻄﺎﺀ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻜﺮﺓ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ : ﺿﻌﻴﻒ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺪﻱ : ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺷﻴﺌﺎً . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ : ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻛﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺮ، ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻪ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ : ﻣﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﺮﻛﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ ( 1 ) .
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ
____________
-1 ﺭﺍﺟﻊ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻭﻋﻤّﺎ ﺟﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﺭﻭﺍﺗﻬﺎ، ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 119 ـ .120
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 62
ﻟﻸﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺔ، ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﻮّﺓ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﻭﺍﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﺭﺟﺤﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﺻﺮّﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﻗﻴﻢ .
ﻗﺎﻝ : " ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﺮﻙ، ﻭﺭﺟﺤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺻﺤّﺔ ﺍﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ " ( 1 ) .
ﻣﻨﻬﺎ :
1 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻣﻮﺭﻕ ﻗﺎﻝ : " ﻗﻠﺖ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﺮ : ﺃﺗﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ؟
ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﻠﺖ : ﻓﻌﻤﺮ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﻠﺖ : ﻓﺄﺑﻮ ﺑﻜﺮ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﻠﺖ : ﻓﺎﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺃﺧﺎﻟﻪ " ( 2 ) .
2 ـ ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻗﺎﻟﺖ : " ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺳﺒّﺢ ﺳﺒﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺇﻧّﻲ ﻷﺳﺒّﺤﻬﺎ " ( 3 ) .
ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﻝّ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻟﺼﺤّﺔ ﺍﺳﻨﺎﺩﻫﺎ . " ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ : ﻓﺄﺧﺬ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻮﻡ : ﺍﻧّﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ " ( 4 ) .
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ " ﺑﺄﻧﻲ ﺃﺳﺒّﺤﻬﺎ " ، ﻓﻬﻮ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﺺ، ﻭﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ .
3 ـ ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ
____________
-1 ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : .117
-2 ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :2 .73
-3 ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ـ ﻭﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :6 .209
-4 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .117
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 63
ﺣﺪّﺛﻨﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻧّﻪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻏﻴﺮ ﺃﻡّ ﻫﺎﻧﺊ، ﻓﺎﻧّﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ : " ﺇﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺩﺧﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﻣﻜّﺔ ﻓﺎﻏﺘﺴﻞ ﻭﺻﻠّﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺻﻼﺓ ﻗﻂّ ﺃﺧﻒّ ﻣﻨﻬﺎ، ﻏﻴﺮ ﺍﻧّﻪ ﻳﺘﻢّ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ " ( 1 ) .
ﻭﻧﻔﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺣﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻳﺼﻠّﻲ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺃﻣّﺎ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃُﻡّ ﻫﺎﻧﺊ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﻗﻮﻳﺎً ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺻﻠّﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻛﻌﺎﺕ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻦّ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻔﺘﺢ ﻣﻜّﺔ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺫﻫﺒﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ " ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﺮﻉ ﺇﻻّ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺦ " ( 2 ) .
4 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮﺓ، ﻗﺎﻝ : " ﺭﺃﻯ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮﺓ ﻧﺎﺳﺎً ﻳﺼﻠّﻮﻥ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻧّﻬﻢ ﻟﻴﺼّﻠﻮﻥ ﺻﻼﺓ ﻣﺎ ﺻﻼّﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ، ﻭﻻ ﻋﺎﻣّﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ـ " ( 3 ) .
5 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﻗﺎﻝ : ﻣﺮﺿﺖ ﻣﺮﺿﺎً ﻓﺠﺎﺀ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻌﻮﺩﻧﻲ ﻗﺎﻝ : ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ؟ ﻓﻘﺎﻝ : " ﺻﺤﺒﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺴﺒّﺢ، ﻭﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﺒﺤﺎً ﻷﺗﻤﻤﺖ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ " ( 4 ) .
6 ـ ﻭﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺴﻨﺪﻩ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺎﺫﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺟﺎﻟﺲ ﺇﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﺼﻠّﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ . ﻗﺎﻝ : ﻓﺴﺄﻟﻨﺎﻩ ﻋﻦ ﺻﻼﺗﻬﻢ،
____________
-1 ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :2 .73
-2 ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ :3 .53
-3 ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ :5 .45
-4 ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ :5 199 ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ .
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 64
ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﺪﻋﺔ " ( 1 ) .
7 ـ ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻗﺎﻝ : " ﺳﻤﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﺎ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ " ( 2 ) .
ﻓﻔﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺘﻴﻦ ﺻﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻜﻮﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﺇﻥ ﺭﺁﻫﺎ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻚ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﺍﻟﺤﺴﻦ .
8 ـ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) : " ﺃﻣﺮﺕ ﺑﺎﻟﻀﺤﻰ ﻭﻟﻢ ﺗﺆﻣﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ " ( 3 ) .
ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﺍﻥّ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻻ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ، ﻷﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻭﺟﻮﺏ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ . ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﺗﺸﺮﻉ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻟﻪ ﻭﺿﺤﻰ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻷﻧّﻪ ﻧﻔﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
* * *
ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺗﺒﻴّﻦ ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻴﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ . ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺍﺩﻋﻴﺖ ﺻﺤّﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﺇﻣّﺎ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺪﺍً ﻭﺩﻻﻟﺔ ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﺇﺟﻤﺎﻝ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺪﻝّ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ .
ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ
ﺇﻥّ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻻﻣﺎﻣﻴﺔ، ﺑﺪﻋﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻌﻠﻬﺎ . ﻭﻗﺪ
____________
-1 ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ :3 3 ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺮﺓ .
-2 ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ :1 .118
-3 ﻧﻴﻞ ﺍﻷﻭﻃﺎﺭ ﻟﻠﺸﻮﻛﺎﻧﻲ :3 .61
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 65
ﺍﺗّﻔﻘﻮﺍ ﻭﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ، ﻛﻤﺎ ﺻﺮّﺡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ( 1 ) ، ﻭﺷﻴﺦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ( 2 ) ، ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ( 3 ) ، ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ( 4 ) ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻨﺎﺿﺮﺓ ( 5 ) .
ﻭﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ، ﺃﻭﻻ : ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴّﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪﻣﻬﺎ ﺇﺫ ﻻ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﻲ ﺑﺪﻟﻴﻞ، ﺑﻞ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ .
ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ( ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺍﻟﻤﺼﺮّﺡ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ، ﻣﻨﻬﺎ :
1 ـ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻄﻮﺳﻲ، ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ، ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺰ، ﻋﻦ ﺯﺭﺍﺭﺓ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻞ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺳﺄﻟﻨﺎﻫﻤﺎ ( ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﻓﻘﺎﻻ :
ﺇﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ، ﺛﻢّ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﻓﻴﺼﻠّﻲ . ﻓﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻟﻴﺼﻠّﻲ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠّﻲ، ﻓﺎﺻﻄﻒّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝ، ﻓﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ
____________
-1 ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ :1 .221
-2 ﺍﻟﺨﻼﻑ، ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ :28 .220
-3 ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ :80 .158
-4 ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : .155
-5 ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻨﺎﺿﺮﺓ :6 .77
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ 66
ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢّ ﻗﺎﻝ : " ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻥّ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ ﺑﺪﻋﺔ ﻓﻼ ﺗﺠﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﻴﻼ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻻ ﺗﺼﻠّﻮﺍ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻓﺎﻥّ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﺃﻻ ﻭﺍﻥّ ﻛﻞّ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﻛﻞّ ﺿﻼﻟﺔ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ﺛﻢّ ﻧﺰﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : " ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﻨّﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﺪﻋﺔ " ( 1 ) .
2 ـ ﻣﺎ ﺣﻜﻲ ﻋﻦ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ( ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﺍﻧّﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻀﺤﻰ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﺇﻥّ ﺃﻭّﻝ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﺪﻋﻬﺎ ﻗﻮﻣﻚ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) : ﺻﻼﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻱ ﺗﻌﺪﻝ ﺃﻟﻒ ﺻﻼﺓ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻣﻦ ﺿﻴﺎﻋﻬﻢ ﺿﺤﻰ ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﺼﻠّﻮﻥ، ﻓﺒﻠﻎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ) ﻓﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻨﻪ " ( 2 ) .
____________
-1 ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ :3 69 - 70 ـ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺒﺼﺎﺭ :1 467 - 468 ـ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﻪ :2 132 ـ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ :5 .192
-2 ﺍﻟﻤﺠﻠﺴﻲ، ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ :80 159 ، ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ، ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ :3 70 ـ ﻻﺣﻆ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﻀﺮﻩ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ :1 566 ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻦ .
تعليق