: نُهَنِّئَكُم ومراجعَ الدّينِ العِظام بمناسبة ذِكرى ولادة السيّد العالمة الفاضلة الجليلة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم ، عليه السلام ، في مثل هذا اليوم - الأوّل مِن ذي القعدة الحرام لسنة 173 هجري .
: ينبغي الالتفاتُ إلى الوصيّة التربويّة والأخلاقيّة والعقائديّة العظيمة للإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، والتي أوصى بها أحد أصحابه ، عبد الله بن جندب ، وهي تعنينا يقيناً بمقتضى التشيّع الحقيقي والمُوالاة الصادقة :
:1:- قال الإمام الصادق : ( يا ابن جندب - ما عذَّب اللهُ أمةً إلّا عند استهانتهم بحقوق فُقراء إخوانهم - يا ابن جندب بلّغ معاشرَ شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبنّ بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في الله - وليس مِن شيعتنا من يَظلمُ الناسَ )
: بحار الأنوار – المجلسي ، ج 75 ، ص 281 :
:2:- إنَّ الإمام ، عليه السلام ، يُحذّرنا مِن عدم الاهتمام والاستخفاف بحقوق الفقراء وعدم المُبالاة بهم - فذلك ما يستدعي نزول العذاب الإلهي – وإنَّ هذا الاستخفاف يؤدّي إلى شيوع الظلم الاجتماعي وإيجاد الفوارق الطبقيّة – طبقة مُترفة وأخرى دائمة الهمّ والمعاناة في حياتها لعدم توفّر أموال لها – وكذلك يدفع الاستخفاف إلى شيوع الفساد والانحراف والجريمة.
:3:- إنَّ الرجل في المُجتمع إذا لم يجد قوته وما يحتاجه لنفسه ولعياله فقد يدفعه ذلك للجريمة ، وكذلك المرأة إذا لم تجد قوتها فقد تكون عرضة للانحراف والفساد والعياذ بالله ، فمن الضروري الاهتمام ومراعاة حقوق الفقراء من قِبَلِ الأغنياء.
:4:- إنَّ فقدان الرحمة وقسوة القلوب هي التي تدفع إلى منع حقوق الفقراء والاستهانة بها – بتصوّرٍ خاطئ من قبل بعض الأغنياء بأنّهم حصلوا على أموالهم بذكائهم أو كسبهم التجاري ، والحال أنَّ اللهَ تعالى هو الرزّاق الواقعي لهم ولغيرهم ، وهو مَن مكّنهم منها .
:5:- إنَّ عدم إخراج حقوق الفقراء والمُحتاجين من أموال الأغنياء هو غصب لحقوقهم المفروضة في أموالهم ((وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19))) الذاريات ، ((وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25))) المعارج - فمن لا يخرج حقَّ الفقراء والمحرومين كالغاصب لحقوقهم ، وهو ظلم بعينه يجب تجنّبه.
:6:- ثُمّ قال : الإمام الصادق ، عليه السلام : (يا ابن جندب بلّغ معاشرَ شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبنّ بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في الله - وليس مِن شيعتنا من يَظلمُ الناسَ ):-
هذا المقطع تكرّر في الروايات عن الإمامين الباقر والصادق ، عليهما السلام ، ويجب فهمه ووعيه ، وذلك لأنَّ بعض الشيعة في زمنهم قد تصوّرا أنَّ نفس الولاية لأهل البيت كافية في نجاتهم من العذاب دون العمل والاجتهاد في طاعة الله واجتناب نواهيه .
:7:- وفي الواقع اعتقاداً إنَّ ولاية أهل البيت ، عليهم السلام ، هي مُكتسبة من ولاية الله تعالى وولاية نبيه الأكرم ، صلّى الله عليه وآله وسلم ، وهي تقتضي فعلاً أداء الواجبات واجتناب المعاصي .
:8:- محبّة أهل البيت ومولاتهم ومشايعتهم تتطلّب الفهم الصحيح لمنهجهم منهج الله ورسوله الأكرم ، ولذا أكّد الإمام الصادق ذلك المعنى القويم بالقسم باللهِ سبحانه – لأنَّ الورع هو الكفّ والابتعاد عن المحارم والمعاصي بالأفعال والأقوال والتصرّفات والعواطف والأفكار والعقائد ، وهذه مراتب عُليا ينبغي التنبّه لها.
:9:- وأمّا كيفيّة حصول الورع – فيمكن تحقيقه بتعزيز الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر والموت والجزاء لتقويّة عامل الخوف في النفس والذي يحجز عن ارتكاب المَحارم.
:10:- ومن الأمور المهمّة في ذلك هو مراقبة أفعالنا وسلوكنا والابتعاد عن أهل السوء والمعاصي من الأصدقاء ، لأنَّ مخالطتهم تؤثّر .
:11:- إنَّ مواساة الإخوان – تعني معاونتهم ومساعدتهم بالمال وبحلّ مشاكلهم وبإرشادهم والتخفيف عن همومهم ومعاناتهم ، وهي علامة التشيّع الحقيقي والصادق ،( وعن الإمام الباقر ، عليه السلام، أنَّ بعض أصحابه قال له : جعلتُ فداك إنَّ الشيعةَ عندنا كثيرون ، فقال : هل يَعطفُ الغني على الفقير ؟ ويتجاوز المُحسن عن المسيء ويتواسون ؟ قلتُ : لا ، قال عليه السلام : ليس هؤلاءِ الشيعة ، الشيعةُ مَن يفعل هكذا )
: بحار الأنوار – المجلسي ، ج 71 ، ص 313 :
_____________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،والتي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الأوّل من ذي القعدة الحرام1440 هجري , الخامس من تموز 2019م . ______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .
: ينبغي الالتفاتُ إلى الوصيّة التربويّة والأخلاقيّة والعقائديّة العظيمة للإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، والتي أوصى بها أحد أصحابه ، عبد الله بن جندب ، وهي تعنينا يقيناً بمقتضى التشيّع الحقيقي والمُوالاة الصادقة :
:1:- قال الإمام الصادق : ( يا ابن جندب - ما عذَّب اللهُ أمةً إلّا عند استهانتهم بحقوق فُقراء إخوانهم - يا ابن جندب بلّغ معاشرَ شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبنّ بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في الله - وليس مِن شيعتنا من يَظلمُ الناسَ )
: بحار الأنوار – المجلسي ، ج 75 ، ص 281 :
:2:- إنَّ الإمام ، عليه السلام ، يُحذّرنا مِن عدم الاهتمام والاستخفاف بحقوق الفقراء وعدم المُبالاة بهم - فذلك ما يستدعي نزول العذاب الإلهي – وإنَّ هذا الاستخفاف يؤدّي إلى شيوع الظلم الاجتماعي وإيجاد الفوارق الطبقيّة – طبقة مُترفة وأخرى دائمة الهمّ والمعاناة في حياتها لعدم توفّر أموال لها – وكذلك يدفع الاستخفاف إلى شيوع الفساد والانحراف والجريمة.
:3:- إنَّ الرجل في المُجتمع إذا لم يجد قوته وما يحتاجه لنفسه ولعياله فقد يدفعه ذلك للجريمة ، وكذلك المرأة إذا لم تجد قوتها فقد تكون عرضة للانحراف والفساد والعياذ بالله ، فمن الضروري الاهتمام ومراعاة حقوق الفقراء من قِبَلِ الأغنياء.
:4:- إنَّ فقدان الرحمة وقسوة القلوب هي التي تدفع إلى منع حقوق الفقراء والاستهانة بها – بتصوّرٍ خاطئ من قبل بعض الأغنياء بأنّهم حصلوا على أموالهم بذكائهم أو كسبهم التجاري ، والحال أنَّ اللهَ تعالى هو الرزّاق الواقعي لهم ولغيرهم ، وهو مَن مكّنهم منها .
:5:- إنَّ عدم إخراج حقوق الفقراء والمُحتاجين من أموال الأغنياء هو غصب لحقوقهم المفروضة في أموالهم ((وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19))) الذاريات ، ((وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25))) المعارج - فمن لا يخرج حقَّ الفقراء والمحرومين كالغاصب لحقوقهم ، وهو ظلم بعينه يجب تجنّبه.
:6:- ثُمّ قال : الإمام الصادق ، عليه السلام : (يا ابن جندب بلّغ معاشرَ شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبنّ بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في الله - وليس مِن شيعتنا من يَظلمُ الناسَ ):-
هذا المقطع تكرّر في الروايات عن الإمامين الباقر والصادق ، عليهما السلام ، ويجب فهمه ووعيه ، وذلك لأنَّ بعض الشيعة في زمنهم قد تصوّرا أنَّ نفس الولاية لأهل البيت كافية في نجاتهم من العذاب دون العمل والاجتهاد في طاعة الله واجتناب نواهيه .
:7:- وفي الواقع اعتقاداً إنَّ ولاية أهل البيت ، عليهم السلام ، هي مُكتسبة من ولاية الله تعالى وولاية نبيه الأكرم ، صلّى الله عليه وآله وسلم ، وهي تقتضي فعلاً أداء الواجبات واجتناب المعاصي .
:8:- محبّة أهل البيت ومولاتهم ومشايعتهم تتطلّب الفهم الصحيح لمنهجهم منهج الله ورسوله الأكرم ، ولذا أكّد الإمام الصادق ذلك المعنى القويم بالقسم باللهِ سبحانه – لأنَّ الورع هو الكفّ والابتعاد عن المحارم والمعاصي بالأفعال والأقوال والتصرّفات والعواطف والأفكار والعقائد ، وهذه مراتب عُليا ينبغي التنبّه لها.
:9:- وأمّا كيفيّة حصول الورع – فيمكن تحقيقه بتعزيز الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر والموت والجزاء لتقويّة عامل الخوف في النفس والذي يحجز عن ارتكاب المَحارم.
:10:- ومن الأمور المهمّة في ذلك هو مراقبة أفعالنا وسلوكنا والابتعاد عن أهل السوء والمعاصي من الأصدقاء ، لأنَّ مخالطتهم تؤثّر .
:11:- إنَّ مواساة الإخوان – تعني معاونتهم ومساعدتهم بالمال وبحلّ مشاكلهم وبإرشادهم والتخفيف عن همومهم ومعاناتهم ، وهي علامة التشيّع الحقيقي والصادق ،( وعن الإمام الباقر ، عليه السلام، أنَّ بعض أصحابه قال له : جعلتُ فداك إنَّ الشيعةَ عندنا كثيرون ، فقال : هل يَعطفُ الغني على الفقير ؟ ويتجاوز المُحسن عن المسيء ويتواسون ؟ قلتُ : لا ، قال عليه السلام : ليس هؤلاءِ الشيعة ، الشيعةُ مَن يفعل هكذا )
: بحار الأنوار – المجلسي ، ج 71 ، ص 313 :
_____________________________________________
أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،والتي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الأوّل من ذي القعدة الحرام1440 هجري , الخامس من تموز 2019م . ______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .
تعليق