إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فو اللهِ لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في الله :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فو اللهِ لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في الله :

    : نُهَنِّئَكُم ومراجعَ الدّينِ العِظام بمناسبة ذِكرى ولادة السيّد العالمة الفاضلة الجليلة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم ، عليه السلام ، في مثل هذا اليوم - الأوّل مِن ذي القعدة الحرام لسنة 173 هجري .

    : ينبغي الالتفاتُ إلى الوصيّة التربويّة والأخلاقيّة والعقائديّة العظيمة للإمام جعفر الصادق ، عليه السلام ، والتي أوصى بها أحد أصحابه ، عبد الله بن جندب ، وهي تعنينا يقيناً بمقتضى التشيّع الحقيقي والمُوالاة الصادقة :

    :1:- قال الإمام الصادق : ( يا ابن جندب - ما عذَّب اللهُ أمةً إلّا عند استهانتهم بحقوق فُقراء إخوانهم - يا ابن جندب بلّغ معاشرَ شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبنّ بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في الله - وليس مِن شيعتنا من يَظلمُ الناسَ )
    : بحار الأنوار – المجلسي ، ج 75 ، ص 281 :

    :2:- إنَّ الإمام ، عليه السلام ، يُحذّرنا مِن عدم الاهتمام والاستخفاف بحقوق الفقراء وعدم المُبالاة بهم - فذلك ما يستدعي نزول العذاب الإلهي – وإنَّ هذا الاستخفاف يؤدّي إلى شيوع الظلم الاجتماعي وإيجاد الفوارق الطبقيّة – طبقة مُترفة وأخرى دائمة الهمّ والمعاناة في حياتها لعدم توفّر أموال لها – وكذلك يدفع الاستخفاف إلى شيوع الفساد والانحراف والجريمة.

    :3:- إنَّ الرجل في المُجتمع إذا لم يجد قوته وما يحتاجه لنفسه ولعياله فقد يدفعه ذلك للجريمة ، وكذلك المرأة إذا لم تجد قوتها فقد تكون عرضة للانحراف والفساد والعياذ بالله ، فمن الضروري الاهتمام ومراعاة حقوق الفقراء من قِبَلِ الأغنياء.

    :4:- إنَّ فقدان الرحمة وقسوة القلوب هي التي تدفع إلى منع حقوق الفقراء والاستهانة بها – بتصوّرٍ خاطئ من قبل بعض الأغنياء بأنّهم حصلوا على أموالهم بذكائهم أو كسبهم التجاري ، والحال أنَّ اللهَ تعالى هو الرزّاق الواقعي لهم ولغيرهم ، وهو مَن مكّنهم منها .

    :5:- إنَّ عدم إخراج حقوق الفقراء والمُحتاجين من أموال الأغنياء هو غصب لحقوقهم المفروضة في أموالهم ((وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19))) الذاريات ، ((وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25))) المعارج - فمن لا يخرج حقَّ الفقراء والمحرومين كالغاصب لحقوقهم ، وهو ظلم بعينه يجب تجنّبه.

    :6:- ثُمّ قال : الإمام الصادق ، عليه السلام : (يا ابن جندب بلّغ معاشرَ شيعتنا وقُل لهم : لا تذهبنّ بكم المَذاهبُ ، فو اللهِ لا تُنال ولايتنا إلّا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومُواساة الإخوان في الله - وليس مِن شيعتنا من يَظلمُ الناسَ ):-

    هذا المقطع تكرّر في الروايات عن الإمامين الباقر والصادق ، عليهما السلام ، ويجب فهمه ووعيه ، وذلك لأنَّ بعض الشيعة في زمنهم قد تصوّرا أنَّ نفس الولاية لأهل البيت كافية في نجاتهم من العذاب دون العمل والاجتهاد في طاعة الله واجتناب نواهيه .

    :7:- وفي الواقع اعتقاداً إنَّ ولاية أهل البيت ، عليهم السلام ، هي مُكتسبة من ولاية الله تعالى وولاية نبيه الأكرم ، صلّى الله عليه وآله وسلم ، وهي تقتضي فعلاً أداء الواجبات واجتناب المعاصي .

    :8:- محبّة أهل البيت ومولاتهم ومشايعتهم تتطلّب الفهم الصحيح لمنهجهم منهج الله ورسوله الأكرم ، ولذا أكّد الإمام الصادق ذلك المعنى القويم بالقسم باللهِ سبحانه – لأنَّ الورع هو الكفّ والابتعاد عن المحارم والمعاصي بالأفعال والأقوال والتصرّفات والعواطف والأفكار والعقائد ، وهذه مراتب عُليا ينبغي التنبّه لها.

    :9:- وأمّا كيفيّة حصول الورع – فيمكن تحقيقه بتعزيز الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر والموت والجزاء لتقويّة عامل الخوف في النفس والذي يحجز عن ارتكاب المَحارم.

    :10:- ومن الأمور المهمّة في ذلك هو مراقبة أفعالنا وسلوكنا والابتعاد عن أهل السوء والمعاصي من الأصدقاء ، لأنَّ مخالطتهم تؤثّر .
    :11:- إنَّ مواساة الإخوان – تعني معاونتهم ومساعدتهم بالمال وبحلّ مشاكلهم وبإرشادهم والتخفيف عن همومهم ومعاناتهم ، وهي علامة التشيّع الحقيقي والصادق ،( وعن الإمام الباقر ، عليه السلام، أنَّ بعض أصحابه قال له : جعلتُ فداك إنَّ الشيعةَ عندنا كثيرون ، فقال : هل يَعطفُ الغني على الفقير ؟ ويتجاوز المُحسن عن المسيء ويتواسون ؟ قلتُ : لا ، قال عليه السلام : ليس هؤلاءِ الشيعة ، الشيعةُ مَن يفعل هكذا )
    : بحار الأنوار – المجلسي ، ج 71 ، ص 313 :
    _____________________________________________

    أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،والتي ألقاهَا سماحة الشيخ عبد المَهدي الكربلائي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم ، الأوّل من ذي القعدة الحرام1440 هجري , الخامس من تموز 2019م . ______________________________________________

    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشرَفُ .


  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين

    الشكر الجزيل لك شيخنا الفاضل على هذا الابداع
    فجزاك الله خيرا ووفقك لمرضاته بحق محمد واله الطاهرين
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X