اذا أردت أن تعرف صفات المنافقين , فهذا أمير المؤمنين (عليه السلام) يصفهم من خطبة له (عليه السلام) , فمن ضمن ما يقول :
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ الأَوَّلِ فَلا شَيْ ءَ قَبْلَهُ ، وَ الآخِرِ فَلا شَيْ ءَ بَعْدَه ، وَ الظَّاهِرِ فَلا شَيْ ءَ فَوْقَهُ ، وَ الْبَاطِنِ فَلا شَيْ ءَ دُونَهُ *
نَحْمَدُهُ عَلى مَا وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَ ذَادَ عَنْهُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ ، وَ نَسْأَلُهُ لِمِنَّتِهِ تَمَاماً ،
وَ بِحَبْلِهِ اعْتِصَاماً . وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، خَاضَ إِلى رِضْوَانِ اللَّهِ كُلَّ غَمْرَةٍ ، وَ تَجَرَّعَ فيهِ كُلَّ غُصَّةٍ ، وَ قَدْ تَلَوَّنَ لَهُ الأَدْنَوْنَ (1)، وَ تَأَلَّبَ عَلَيْهِ الأَقْصَوْنَ ، وَ خَلَعَتْ إِلَيْهِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا ، وَ ضَرَبَتْ إِلى مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا ، حَتَّى أَنْزَلَتْ بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِنْ أَبْعَدِ الدَّارِ ، وَ أَسْحَقِ الْمَزَارِ .
أَمَّا بَعْدُ ، أُوصيكُمْ ، عِبَادَ اللَّهِ ، بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ ، فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ ، وَ الزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ ، يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً ، وَ يَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً ، وَ يَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَادٍ ، وَ يَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَادٍ .
قُلُوبُهُمْ دَوِيَّةٌ ، وَ صِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ (2). يَمْشُونَ الْخَفَاءَ ، وَ يَدِبُّونَ الضَّرَّاءَ(3) . وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ ، وَ قَوْلُهُمْ شِفَاءٌ ، وَ فِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ . حَسَدَةُ الرَّخَاءِ ، وَ مُؤَكِّدُو الْبَلاءِ ، وَ مُقْنِطُو الرَّجَاءِ .
في لَهُمْ بِكُلِّ طَريقٍ صَريعٌ ، وَ إِلى كُلِّ قَلْبٍ شَفيعٌ ، وَ لِكُلِّ شَجْوٍ دُمُوعٌ . يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ ، وَ يَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاءَ . إِنْ سَأَلُوا أَلْحَفُوا ، وَ إِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا ، وَ إِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا .
قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً ، وَ لِكُلِّ قَائِمٍ مَائِلاً ، وَ لِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلاً ، وَ لِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً ، وَ لِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً . يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ ، لِيُقيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ ، وَ يُنْفِقُوا بِهِ أَعْلاقَهُمْ .
يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ ، وَ يَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ . قَدْ هَوَّنُوا الطَّريقَ ، وَ أَضْلَعُوا الْمَضيقَ .
فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ ، وَ حُمَةُ النّيرَانِ . أوُلئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ " (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هذه البداية غير موجودة في بحار النوار بل أخذتها من كتاب /تمام نهج البلاغة /ج4 ص141 /خطبة 29 المسماة البالغة : وهي خطبة خطبها في أول جمعة بعد بيعته .
* هذه البداية غير موجودة في بحار النوار بل أخذتها من كتاب /تمام نهج البلاغة /ج4 ص141 /خطبة 29 المسماة البالغة : وهي خطبة خطبها في أول جمعة بعد بيعته .
(1) تلون الرجل: اختلفت اخلاقه، يعني أن أدنى قرابته تلون عليه، وانقلب من محبته إلى البغضة والشنآن، وخذله بعد ما كان يذب عنه كابي لهب ويقال: تألبوا عليه: أي اجتمعوا وتضافروا ليستأصلوه،
والاقصون الاباعد من قريش وغيرهم، والمراد بخلع الاعنة - وهي جمع عنان - الاسراع إلى محاربته، فكما أن الخيل إذا خلعت أعنتها وخرجت عن طاعة ركابها كانت أسرع جريا وأشد بطشا وطيشا، وهكذا قبائل الاعراب خلعوا عنان المروة وحبائل القومية وأسرعوا إلى محاربته، ضاربين بطون رواحلهم لتسرع.
(2) يعني أن قلوبهم مريضة بالشك والريب والنفاق، وأما ظاهر وجوههم وبشرهم نقية من الامراض، ذو طلاقة وبشر حسن.
(3) الضراء - كسحاب - المشي الخفي ختلا ومكرا، يقال للرجل إذا ختل صاحبه: هو يدب له الضراء، ويمشي له الخمر - يعني في ظل الشجر الملتف ليواري شخصه وشبحه من أعين الناس.
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 69 / ص 176)
(2) يعني أن قلوبهم مريضة بالشك والريب والنفاق، وأما ظاهر وجوههم وبشرهم نقية من الامراض، ذو طلاقة وبشر حسن.
(3) الضراء - كسحاب - المشي الخفي ختلا ومكرا، يقال للرجل إذا ختل صاحبه: هو يدب له الضراء، ويمشي له الخمر - يعني في ظل الشجر الملتف ليواري شخصه وشبحه من أعين الناس.
(3) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 69 / ص 176)
تعليق