موضة!! : هذا ما أجابه شاب في الرابعة والعشرين من عمره حينما سألته عما فعله بنفسه من تغييرات ! ، فهذا الشاب كان يرتدي الزي الغربي الملون و(المزنجل) بالمداليات والممزق من الاطراف وسرح شعره بطريقة غريبة كل الغرابة لا أضنها (أرضية) بل وصلت له من كوكب أخر على ما أعتقد ، مثل هذه الحالات كثيرة وتنتشر في مجتمعنا بصورة مذهلة وعجيبة وأغلب الشباب اليوم يعتقد أن هذه المبالغة الكبيرة بالقول بأن هذه (موضة اليوم) عندهم ،فهم يتسابقون على لبس كل ما هو غير لائق مع تقاليدنا العربية الاصيلة وللأسف هذا هو واقع الحال في بلدنا، أما اصحاب المحال فمن الطبيعي تشجع بيع الماركات للشركات العالمية والتي تتسابق هي الاخرى في سبيل منح التميز على حد قولهم وترويجهم للشباب من خلال ما اسميه بكل صراحة حملات التضليل والتقليد للعالم الغربي، فنرى اليوم وللأسف الشديد ان شباب اليوم يفضلون ارتداء قميصا ضيقا يكاد يتمزق على صاحبه وحزاما لامعا كبيراً قد يحتوي على رموز وكتابات تسيء الى الاسلام أما تسريحة الشعر فهنالك نوعان أحدهما يكون ( مجلجل) ومتجه الى الاعلى وهذا مايسموه أو متعارف عندهم بـ( سبايكي ) أو شعراً طويلاً متدلي على الكتفين والأخير لا أعرف ما يطلق عليه ألا أني أعتبره تشبه بالنساء وحسب علمي القاصر أن هذا التصرف حرام شرعاً بالاضافة الى أن أعرافنا وتقاليدنا ترفضة جملة وتفصيلاً .
أما أسر هؤلاء الشباب فتباينت أرائهم فمنهم من يجد تقليد الشباب للموضة أمر لا بد منه حيث أنه يضع في هذا الشاب الثقة الكافية لكي يواجه معوقات الحياة وفي النهاية لابد للشاب أن يجاري تغيرات الحياة وهي حسب تفسير هذه العوائل (حداثة) , فتجد هذه العائلات مسايرة للموضة ولا تمنع أبناءها من مجاراة الموضة الحديثة ، فيما تحاول أسر أخرى دفع أولادها إلى مجاراة المجتمع من حيث أننا عرب مسلمون ولنا تقاليدنا السائدة الذي ورثناها من أبآئنا وأجدادنا وعدم الاندفاع وراء الحداثة على حساب المجتمع وتقاليده الإسلامية .
هذه الثورة نحو ما يعرف اليوم في بلدنا بـ( الموضة الشبابية) ولجوء الشاب الى أقتناء الملابس من ماركات عالمية بألوانها الخلابة والتصميم - حسب أعتقاد الشباب – عالي المستوى والرفيع في أن واحد تؤدي الى الضرر بأقتصاد الاسرة أولاً وفي المجتمع ثانياً حيث أن الشاب يهوى شراء ماركات عالمية وبالتالي قد يدفع لمجرد ماركة شركة معينة ما لا تستحقه هذه البضاعة ، لكن في الوقت ذاتة يجب ان نؤكد بان هذه التكلفة غالية وثمينة جدا في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها ولا يكتفي الشاب من شراء الملابس حتى لو كان يمتلك ما هو جديد بل يشتري لمجرد سد رغباته الحداثوية وهذا يضر بدخل الاسرة أولاً وأخراً أضافة الى أن هذا التصرف سوف يزرع الفوارق الطبقية بين أبناء المجتمع .
لا أعرف ما يفكر به هؤلاء الشباب وهل يدل تصرفهم هذا على ثورة ضد الاخلاق الاسلامية أم يدل على ثورة تقليد رموز الشر في العالم الغربي ولكن في نهاية الامر لا نستطيع تغيير شيء من هذه التصرفات مادام هؤلاء الشباب وأسرهم يأمنون بمبدا (الحداثة) أعاذنا الله وأياكم من هذا الحداثة أذا كانت تضر بالاسرة وبتقاليدها وعاداتها وبقي علينا ان نذكرهم بقول النبي محمد صلى الله عليه وآله أذ يقول "إِذا لَم تَستَحْيِ فاصْنَعْ مَا شِئتَ" ...
تعليق