(( النصُ القُرآني في جائزيّة بناء القبور))
====================
::معاً لرفع ظلامة آل محمد المعصومين/ع/ في قبور البقيع::
===========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين/ع/
إنّ من المقطوع به علميا أنّ القرآن الكريم يُعتبَر من الأدلة القطعية الصدور ويقيني الدلالة المفادية.
عند كافة المسلمين وإذا ما أردنا االبرهنة والتدليل على جواز بناء القبورشرعا فما علينا إلاّ الإستعانة بالنص القرآني القطعي وهناك الكثير من النصوص القرآنية فيها من الأيضاحات بجواز بناء القبور عند البشرية عامة لا المسلمين فحسب.
وسنعرض نصا قرآنيا بينا غير قابل للرد والرفض من قبل المخالفين لتجويز بناء القبور .
والنص هو قوله تعالى::
((وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً))الكهف. 21
أي:
وكذلك) كما بعثناهم (أعثرنا) أطلعنا (عليهم) قومهم والمؤمنين (ليعلموا) أي قومهم (أن وعد الله) بالبعث (حق) بطريق أن القادر على إنامتهم المدة الطويلة وإبقائهم على حالهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى (وأن الساعة لا ريب) لا شك (فيها )
(إذ يتنازعون) أي المؤمنين والكفار (بينهم أمرهم) أمر الفتية في البناء حولهم (فقالوا) (ابنوا عليهم) أي حولهم (بنيانا) يسترهم
(ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم) أمر الفتية وهم المؤمنون (لنتخذن عليهم) حولهم (مسجدا) يصلى فيه وفُعِلَ ذلك على باب الكهف
وقدورد أيضا في معنى ( ابنوا عليهم بنيانا ) أي : استروهم من الناس بأن تجعلوهم وراء ذلك البنيان ، كما يقال : بنى عليه جدارا : إذا حوطه ، وجعله وراء الجدار /مجمع البيان/الطبرسي/ج6/ص328.
وواضح أنّ الدليل القرآني هذا هو دليل لفظي نصي مطلق يعني غير محدد في مفاده بحادثة أهل الكهف .
بل يسري في دلالته ومفاده سريانا وجوديا في سنن البشرية كافة من الأولين والآخرين.
وعلى هذا الأساس لايحق لأحد الأعتراض على دلالة هذا النص القرآني الاطلاقية.
والذي يهمنا في وجه شرعنة وجواز بناء القبور
وإتخاذها مسجدا هو المقطع القرآني الشريف:
((إبنوا عليهم بُنيانا)) و((لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً))
والواقع أنّ بناء البنيان على قبور الفتية اصحاب الكهف وبناء المسجد بباب الكهف أمر وقع وجودا وحقيقة في التأريخ البشري.
وقد حكاه القرآن الكريم نصا ولم يرد أي ردعٍ قرآنيا عن هذا السلوك البشري العقلائي في بناء البنيان وإتخاذ المسجد معبدا وهذا بحد ذاته إقرارا ربانيا لهذا السلوك العقلائي بشريا
فضلا عن سكوت القرآن عن جائزية بناء القبور وإتخاذها مسجدا فلو كان بناء القبور ممنوعا شرعا لورد الردع والنهي فوراً بعد النص أعلاه من سورة الكهف.
ونحن نعلم يقينا في علم الأصول(اصول الفقه الأسلامي) عند كافة المسلمين.
أنّ تأخير البيان للحكم الشرعي عن وقت حاجة المُكَلَفين له قبيح عقلا وشرعا.
هذا من جهة ومن جهة إخرى أنّ مورد الجواز هنا قرآنيا كان في صورة فتية اصحاب الكهف وهم إناس غير معصومين قطعا.
فلماذا لانقبل جواز بناء قبور المعصومين /ع/؟
ومن جهة إخرى إن المسجد الحرام والكعبة الشريفة التي نتوجه إليها في صلاتنا ونطوف حولها مليئة بقبور الأنبياء والأولياء عليهم السلام .
بل إن حجر إسماعيل عليه السلام الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وآله أن ندخله في طوافنا ما هو إلا مَحُوطة أقامها إسماعيل عليه السلام على قبر أمه هاجر رضي الله عنها
حتى لا تدوس القبر أقدام الطائفين ، ثم أوصى عليه السلام أن يدفنوه في نفس المكان .
وقد استفاضت مصادر التاريخ والحديث عند الشيعة والسنة ، بوجود قبر هاجر وإسماعيل وقبور الأنبياء عليهم السلام حول الكعبة الشريفة .
ففي تاريخ الطبري : 1 / 221 : ( وعاش إسماعيل فيما ذكر مائة وسبعا وثلاثين سنة ، ودفن في الحجر عند قبر أمه هاجر ) .
وفي تفسير القرطبي : 2 / 130 : ( ما بين الركن والمقام إلى زمزم قبور تسعة وتسعين نبيا ، جاءوا حجاجا فقبروا هنالك عليهم السلام ) .
وفي الكافي : 4 / 210 : ( عن الإمام الصادق عليه السلام :
( الحجر بيت إسماعيل وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل ) .
وقد تسائل الشيخ علي الكوراني بخصوص جواز بناء القبور فقال:
لماذا أغمضوا عيونهم عن قبر إمامهم أحمد بن حنبل في بغداد ؟
و من عجائب ابن تيمية وأتباعه أن حركتهم نشأت في بغداد ، ثم حمل رايتها ابن تيمية في القرن الثامن في الشام ،
ثم نشطت في القرن الحادي عشر في الجزيرة ،
وكانت أبرز شعاراتها محاربة زيارة القبور والصلاة عندها والتوسل إلى الله تعالى بأصحابها .
وطول هذه المدة كان قبر إمامهم أحمد بن حنبل في بغداد مبنيا عليه ضريح وقبة ، ومتخذا عليه مسجدا ، وكان وما زال مزارا لهم ولبقية الحنابلة ،
وهم يروون عنه الكرامات والمنامات ، ويغالون في استجابة الدعاء عنده ،
ولم يقوموا بهدمه ، ولا نهوا الناس عن زيارته ، ولا أفتوا بوجوب هدم قبته وتسوية القبر بالأرض أو نقله إلى خارج المسجد ؟
كما فعلوا ذلك في قبور الأئمة عليهم السلام ، وكما حاولوا بقبر النبي صلى الله عليه وآله ؟
ألا يدل هذا على شئ في نفوسهم ، وأنهم يكيلون بمكيالين ؟
وتسائل أيضا ما قولكم في تقديسكم لقبر إمامكم أحمد بن حنبل وزيارتكم له خلفا عن سلف ؟
وفي رواياتكم الصريحة في الغلو في قبر أحمد ، والتوسل به واستجابة الدعاء عنده ؟
فهل هو عندكم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله والمعصومين/ع/؟
إنظر/ألف سؤال وإشكال/الشيخ علي الكوراني /ج1/ص 77.
وأخيرا لايقول قائل أنه قد ورد منع ونهي من السنة النبوية الشريفة في شأن بناء القبور وتعليتها ؟
ونحن نقول على التسليم بيقينية أو ظنية النهي شرعا فهو مخصوص ببناء نفس القبر لا البناء عليه وإتخاذه مسجدا
سواء أكان ا لامر حرام أو مكروه فمجاله التطبيقي حرمة أو كراهة تعلية نفس القبر الظاهري بما يزيد على الحد الشرعي وهو التسنيم أو الشبر على ما في الروايات ومعلوم أنّ قبور المعصومين /ع/ وحتى المؤمنين هي شرعية في بنائها
وما حصل من وضع معالم مادية كالشباك مثلا أو القباب فهذا غير مشمول بالحرمة أو الكراهة على ما يزعم المخالفون والنواصب إذ أنها تُمثّل مُحددات رمزية لقدسية ومعرفة الميت ولا سيما إذا كان من الصالحين والمعصومين.
وللعلم أنّ أغلب الأحاديث التي نصت على المنع من تعلية القبور والبناء عليها هي مروية بلسان أبي هريرة الوضّاع ومن لسان عائشة المتروكة الحديث عندنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
====================
::معاً لرفع ظلامة آل محمد المعصومين/ع/ في قبور البقيع::
===========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين/ع/
إنّ من المقطوع به علميا أنّ القرآن الكريم يُعتبَر من الأدلة القطعية الصدور ويقيني الدلالة المفادية.
عند كافة المسلمين وإذا ما أردنا االبرهنة والتدليل على جواز بناء القبورشرعا فما علينا إلاّ الإستعانة بالنص القرآني القطعي وهناك الكثير من النصوص القرآنية فيها من الأيضاحات بجواز بناء القبور عند البشرية عامة لا المسلمين فحسب.
وسنعرض نصا قرآنيا بينا غير قابل للرد والرفض من قبل المخالفين لتجويز بناء القبور .
والنص هو قوله تعالى::
((وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً))الكهف. 21
أي:
وكذلك) كما بعثناهم (أعثرنا) أطلعنا (عليهم) قومهم والمؤمنين (ليعلموا) أي قومهم (أن وعد الله) بالبعث (حق) بطريق أن القادر على إنامتهم المدة الطويلة وإبقائهم على حالهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى (وأن الساعة لا ريب) لا شك (فيها )
(إذ يتنازعون) أي المؤمنين والكفار (بينهم أمرهم) أمر الفتية في البناء حولهم (فقالوا) (ابنوا عليهم) أي حولهم (بنيانا) يسترهم
(ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم) أمر الفتية وهم المؤمنون (لنتخذن عليهم) حولهم (مسجدا) يصلى فيه وفُعِلَ ذلك على باب الكهف
وقدورد أيضا في معنى ( ابنوا عليهم بنيانا ) أي : استروهم من الناس بأن تجعلوهم وراء ذلك البنيان ، كما يقال : بنى عليه جدارا : إذا حوطه ، وجعله وراء الجدار /مجمع البيان/الطبرسي/ج6/ص328.
وواضح أنّ الدليل القرآني هذا هو دليل لفظي نصي مطلق يعني غير محدد في مفاده بحادثة أهل الكهف .
بل يسري في دلالته ومفاده سريانا وجوديا في سنن البشرية كافة من الأولين والآخرين.
وعلى هذا الأساس لايحق لأحد الأعتراض على دلالة هذا النص القرآني الاطلاقية.
والذي يهمنا في وجه شرعنة وجواز بناء القبور
وإتخاذها مسجدا هو المقطع القرآني الشريف:
((إبنوا عليهم بُنيانا)) و((لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً))
والواقع أنّ بناء البنيان على قبور الفتية اصحاب الكهف وبناء المسجد بباب الكهف أمر وقع وجودا وحقيقة في التأريخ البشري.
وقد حكاه القرآن الكريم نصا ولم يرد أي ردعٍ قرآنيا عن هذا السلوك البشري العقلائي في بناء البنيان وإتخاذ المسجد معبدا وهذا بحد ذاته إقرارا ربانيا لهذا السلوك العقلائي بشريا
فضلا عن سكوت القرآن عن جائزية بناء القبور وإتخاذها مسجدا فلو كان بناء القبور ممنوعا شرعا لورد الردع والنهي فوراً بعد النص أعلاه من سورة الكهف.
ونحن نعلم يقينا في علم الأصول(اصول الفقه الأسلامي) عند كافة المسلمين.
أنّ تأخير البيان للحكم الشرعي عن وقت حاجة المُكَلَفين له قبيح عقلا وشرعا.
هذا من جهة ومن جهة إخرى أنّ مورد الجواز هنا قرآنيا كان في صورة فتية اصحاب الكهف وهم إناس غير معصومين قطعا.
فلماذا لانقبل جواز بناء قبور المعصومين /ع/؟
ومن جهة إخرى إن المسجد الحرام والكعبة الشريفة التي نتوجه إليها في صلاتنا ونطوف حولها مليئة بقبور الأنبياء والأولياء عليهم السلام .
بل إن حجر إسماعيل عليه السلام الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وآله أن ندخله في طوافنا ما هو إلا مَحُوطة أقامها إسماعيل عليه السلام على قبر أمه هاجر رضي الله عنها
حتى لا تدوس القبر أقدام الطائفين ، ثم أوصى عليه السلام أن يدفنوه في نفس المكان .
وقد استفاضت مصادر التاريخ والحديث عند الشيعة والسنة ، بوجود قبر هاجر وإسماعيل وقبور الأنبياء عليهم السلام حول الكعبة الشريفة .
ففي تاريخ الطبري : 1 / 221 : ( وعاش إسماعيل فيما ذكر مائة وسبعا وثلاثين سنة ، ودفن في الحجر عند قبر أمه هاجر ) .
وفي تفسير القرطبي : 2 / 130 : ( ما بين الركن والمقام إلى زمزم قبور تسعة وتسعين نبيا ، جاءوا حجاجا فقبروا هنالك عليهم السلام ) .
وفي الكافي : 4 / 210 : ( عن الإمام الصادق عليه السلام :
( الحجر بيت إسماعيل وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل ) .
وقد تسائل الشيخ علي الكوراني بخصوص جواز بناء القبور فقال:
لماذا أغمضوا عيونهم عن قبر إمامهم أحمد بن حنبل في بغداد ؟
و من عجائب ابن تيمية وأتباعه أن حركتهم نشأت في بغداد ، ثم حمل رايتها ابن تيمية في القرن الثامن في الشام ،
ثم نشطت في القرن الحادي عشر في الجزيرة ،
وكانت أبرز شعاراتها محاربة زيارة القبور والصلاة عندها والتوسل إلى الله تعالى بأصحابها .
وطول هذه المدة كان قبر إمامهم أحمد بن حنبل في بغداد مبنيا عليه ضريح وقبة ، ومتخذا عليه مسجدا ، وكان وما زال مزارا لهم ولبقية الحنابلة ،
وهم يروون عنه الكرامات والمنامات ، ويغالون في استجابة الدعاء عنده ،
ولم يقوموا بهدمه ، ولا نهوا الناس عن زيارته ، ولا أفتوا بوجوب هدم قبته وتسوية القبر بالأرض أو نقله إلى خارج المسجد ؟
كما فعلوا ذلك في قبور الأئمة عليهم السلام ، وكما حاولوا بقبر النبي صلى الله عليه وآله ؟
ألا يدل هذا على شئ في نفوسهم ، وأنهم يكيلون بمكيالين ؟
وتسائل أيضا ما قولكم في تقديسكم لقبر إمامكم أحمد بن حنبل وزيارتكم له خلفا عن سلف ؟
وفي رواياتكم الصريحة في الغلو في قبر أحمد ، والتوسل به واستجابة الدعاء عنده ؟
فهل هو عندكم أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله والمعصومين/ع/؟
إنظر/ألف سؤال وإشكال/الشيخ علي الكوراني /ج1/ص 77.
وأخيرا لايقول قائل أنه قد ورد منع ونهي من السنة النبوية الشريفة في شأن بناء القبور وتعليتها ؟
ونحن نقول على التسليم بيقينية أو ظنية النهي شرعا فهو مخصوص ببناء نفس القبر لا البناء عليه وإتخاذه مسجدا
سواء أكان ا لامر حرام أو مكروه فمجاله التطبيقي حرمة أو كراهة تعلية نفس القبر الظاهري بما يزيد على الحد الشرعي وهو التسنيم أو الشبر على ما في الروايات ومعلوم أنّ قبور المعصومين /ع/ وحتى المؤمنين هي شرعية في بنائها
وما حصل من وضع معالم مادية كالشباك مثلا أو القباب فهذا غير مشمول بالحرمة أو الكراهة على ما يزعم المخالفون والنواصب إذ أنها تُمثّل مُحددات رمزية لقدسية ومعرفة الميت ولا سيما إذا كان من الصالحين والمعصومين.
وللعلم أنّ أغلب الأحاديث التي نصت على المنع من تعلية القبور والبناء عليها هي مروية بلسان أبي هريرة الوضّاع ومن لسان عائشة المتروكة الحديث عندنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
تعليق