إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتظار الخطوبة اذاب قلبي - تاليف سيد جلال الحسيني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 98
    (الدعوة الصامتة)
    فان احسن تربية وادب للاولاد هو كما اخبرتك التاديب الصامت لان الصدق ان عم اجواء البيت فان الاولاد لامفرَّ لهم من الصدق ؛ اما اذا قلنا للاولاد ليل نهار بحسن الصدق واخبرناهم بقبح الكذب وعظيم شره ؛ لكنهم حينما يسمعوا كذبة واحدة من احدنا فسينهار كلما شيدناه بكلامنا ودروسنا من معلومات حول الكذب لانهم سيستحسنوا النفاق ويزول عنهم هيبة العقاب حيث سيفكر الطفل بان كل ما قاله الوالدان صحيح ولكن يصح ايضا الكذب حين الحاجة اليه كما ان الوالد كذب مع علمه بقبح الكذب وترك الصدق مع اطلاعه الكامل بوجوب الصدق ؛ فاي دمار سيكون لكيان العائلة بهذا التصرف الخاطئ ؛ لذلك فان اهل البيت عليهم السلام طلبوا منا ان نكون دعاة بغير السنتنا:
    عَنْ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ : عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ حُسْنِ الْجِوَارِ وَ كُونُوا دُعَاةً إِلَى أَنْفُسِكُمْ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ وَ كُونُوا زَيْناً وَ لَا تَكُونُوا شَيْناً وَ عَلَيْكُمْ بِطُولِ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَطَالَ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ هَتَفَ إِبْلِيسُ مِنْ خَلْفِهِ وَ قَالَ يَا وَيْلَهُ أَطَاعَ وَ عَصَيْتُ وَ سَجَدَ وَ أَبَيْتُ
    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : قَالَ كُونُوا دُعَاةً لِلنَّاسِ بِالْخَيْرِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ لِيَرَوْا مِنْكُمُ الِاجْتِهَادَ وَ الصِّدْقَ وَ الْوَرَعَ
    قالت السيدة العلوية ام مهدي : كلما تفضلت به صحيح لاشك فيه وصدق الله ورسوله واله الكرام صلى الله عليهم اجمعين ولكن هل كل هذا يعني باننا نترك تدريسهم وتعليمهم للروايات التي تخصهم وتزيدهم معرفة بدينهم؟؟
    قلت : لا ابدا ليس هذا هو ما اعنيه وانما قصدي ان الاطفال لا يعرفون القانون بل يجب ان نلهمهم القانون بما نقنن به تصرفاتنا وسلوكنا امامهم ؛ وساجعل لهم اوقات جميلة لتعليمهم بعد ان اتقنا الدعوة الصامتة امامهم واحسن زمن اعلمهم فيه العلوم النافعة لهم حينما نجعل المائدة ونجتمع حولها ؛ لانهم في تلك الحالة فرحين بما سيتناولون من الطعام المادي وانا اشغلهم وهم ياكلون بما سيسمعون مني من الروايات ليتناولوا الطعامين معا اعني التغذية البدنية والروحية ؛ والحمد لله كانت هذه احدى الطرق التي كنت اعلمهم بها على علوم اهل البيت عليهم السلام .
    واما الاسلوب الاخر : هو عند النوم حيث كنت احضر القصص النافعة الموجودة في كتبنا المعتبرة واقصها عليهم مع التحليلات حين المنام ثم اسالهم عن العبرة التي يستفيدوها من هذه القصة التي سمعوها وكنت احيانا اعين لهم نوع من الجوائز لمن يفلح باصوب جواب .
    الاسلوب الثالث : اجعل لهم دروس في المناسبات الدينية كما في شهر رمضان المبارك ثم بعد ان ينقضي الشهر ابدء باسالة عن جميع الدروس التي سمعوها خلال الشهر واجعل جائزة لاحسن الاجوبة طبعا ولم احرم الباقين من الجائزة وان اختلفت عن جائزة الفائز وهكذا الى ان كبروا والحمد لله .هذا ما استطعت ان اقدمه والنتائج كما اخبرتك بمثال المزاع ؛ هي بيد الله تعالى :
    وَ لِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
    حسناً الان نرجع لروايات الكافي الشريف التي وردت في تاديب الاولاد :
    بابُ تأدِيبِ الوَلَدِ
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: دَعِ ابنَكَ يَلعَبُ سَبْعَ سِنِينَ وَ أَلزِمْهُ نَفسَكَ سَبعاً فَإِنْ أَفْلحَ وَ إِلا فَإِنهُ مِمَّنْ لا خَيْرَ فِيهِ .
    بيان :
    اذن اللعب = سبعة
    ان تلزمه معك = 14
    من هذه الرواية ومن الكثير من الروايات والايات القرآنية الكريمة وبالوجدان نفهم بان للوالدين وظيفة وهو عدم التقصير في حق الابناء بما رسمه الشارع له من حق والسعي لتربيتهم اما النتيجة كما اسلفنا مفصلا فانه بيد الله وما قدر له ؛ ففي السبعة الاولى دعه يلعب وفي السبعة الثانية التزمه معك اينما تذهب وسياتي تفصيل اكثر لمراحل العمر ان شاء الله ؛ وطبيعي فان بالتزامنا له في هذا العمر سوف نكون شاهدا لكل حركاته وسكناته فان افلح فبها وهو المراد والا فهو ممن لم يقدر له ان يكون فيه الخير .

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 97
    (الولد وعاء فارغ)
    سانقل لكِ الروايات الواردة في كتاب الكافي عن تربية الاطفال ونناقشها مع بعض :
    واول ما نقرأه من احاديثهم سلام الله عليهم :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : بَادِرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالْحَدِيثِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكُمْ إِلَيْهِمُ الْمُرْجِئَةُ .
    ان اهم نقطة يجب ان نلتفت اليها هي قول الامام عليه السلام : "بَادِرُوا أَوْلَادَكُمْ" ؛ فقد وردفي كتاب اللغة :
    و بادَرَ الشي‏ءَ مبادَرَةً و بِداراً و ابْتَدَرَهُ و بَدَرَ غيرَه إِليه يَبْدُرُه: عاجَلَهُ ؛
    وعليه فيجب ان نعجل في تربية ابنائنا على احاديثهم سلام الله عليهم حيث ان المخالفين للقرآن الكريم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم لهم برامج مكثفة ومهمة يستعجلون بها لاحتضان اولادنا بما خططوا لهم من برامج خطيرة ومن له ادنى اطلاع بخطط اليهود لمحو الدين من حياة ابنائنا بما يضعون لهم من برامج عن طريق الافلام وغيرها يعلم اهمية كلمة الامام عليه السلام بالاستعجال لتعليمهم على احاديث اهل البيت عليهم السلام ؛فهي مسابقة خطيرة جدا بين الوالدين والاعداء لآل محمد عليهم السلام؛ ومع الاسف الشديد لقد تركنا اولادنا في احضان من تلقفوهم وتنازلنا عن هذه المنافسة في صالح اعدائنا
    انا لله وانا اليه راجعون .
    ان الولد وعاء خالي ينتظر من سيسبق في ان يملئه وكل اناء ان امتلئ فلا يقبل اي شيئ آخر الا بازالة ما ملئ به وهذا من الصعب وان كان ممكنا لترسب الاثار فيه ؛ لذلك فعلينا ان نهيئ البرامج التعليمية الكاملة التي لا تدع ولا لحظة فراغ للاولاد ليستغلها اعداء الدين والانسانية .
    فقالت العلوية:
    وهل تعني ان اهل البيت عليهم السلام وضعوا البرامج الكافية لتعليم وتربية اطفالنا ؟؟
    قلت لها : نعم وبلا شك ان هناك روايات مفصلة جدا في كل زاوية من زوايا حياة اطفالنا قد تناولها اهل البيت عليهم السلام بالتفصيل كآداب الطعام وتعليم اولادنا بان هناك نوعين من الطعام المادي والذي هو الاكل والشرب والمعنوي وهو غذاء الروح والعقل ومادته العلم وآداب المعاشرة في كل نواحيها وآداب العبادة والعلقة مع الله سبحانه والانبياء والمرسلين والائمة المعصومين والقرآن المبين والمؤمنين وهكذا لكل المجالات ؛ وهناك امر جميل جدا تناولتها الروايات المباركة وهي الرذائل الاخلاقية وكيفية تجنبها واهلها .
    قالت العلوية : ان ما ذكرته مهم جدا لكن عندي اقتراح هام ايضا
    قلت : ماهو ؟
    قالت : افهم مما نقلته لي ان علينا كوالدين ان نؤدب انفسنا اولا وقبل ان يكبر ابناءنا لاننا بعيدين نحن عن كل ما نقلته ولم نسمع بها لذلك فهي فرصة ثمينة جدا ان نتعلم علوم اهل البيت عليهم السلام قبل ان نحتاج اليها في تعليم ابنائنا
    فقلت : نعم كما تفضلتي وهو امر كنت اريد ان انبهك عليه لان الامام عليه السلام اكد على التعليم الصامت .
    قالت :التعليم الصامت؟!!
    قلت : نعم الم تسمعي بهذه الرواية :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ لِمَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَ حُسْنِ الصِّحَابَةِ لِمَنْ صَحِبْتُمُوهُ وَ أَنْ تَكُونُوا لَنَا دُعَاةً صَامِتِينَ فَقَالُوا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَيْفَ نَدْعُو إِلَيْكُمْ وَ نَحْنُ صُمُوتٌ قَالَ تَعْمَلُونَ بِمَا أَمَرْنَاكُمْ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ تَتَنَاهَوْنَ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ وَ تُعَامِلُونَ النَّاسَ بِالصِّدْقِ وَ الْعَدْلِ وَ تُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ وَ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لَا يَطَّلِعُ النَّاسُ مِنْكُمْ إِلَّا عَلَى خَيْرٍ فَإِذَا رَأَوْا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ عَمِلُوا أَفْضَلَ مَا عِنْدَنَا فَتَنَازَعُوا إِلَيْهِ الْخَبَرَ .
    وبدء البرنامج الجاد بيننا في تعلم ما قاله القرآن الكريم والعترة عليهم السلام في تربية النفس وتربية الاولاد.
    كنت اقرء التفسير والروايات وزوجتي تطبخ وتغسل الصحون او وهي تخيط وتكنس ولم ادعها تفكر في خزعبلات اقوال النساء ووساوسهن المبعد عن الله تعالى وعن الحق والحقيقة والتي تشغل بالها بالازياء ومدلاتها ومتاع الدنيا وزينتها لذلك فان الكثير كزوجة الاخ الدكتور فلان جاءت الى بيتنا ولما وجدت العلوية كلامها كله في الامور الجادة هربت منها وهي تنادي ... لا ...لا ... هذه الحياة صعبة لابد للمرأة ان تهتم بالزينة وتهتم بزخارف الحياة ؛ فقلت لها:
    سبحان الله !! قالت لكى هذا والله سبحانه اجابها :
    فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَ لَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة فدك الكوثر مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    سيدنا الجليل حفظكم الله تعالى ووفقكم لكل خير
    عندي استفسار هو :
    بعض العوائل ممن يبذلون الجهد في تربية ابنائهم ويهيئون لهم الاجواء النقية لكن نرى ان بعض هؤلاء الابناء يخرجون عن الخط الصحيح الذي ابتغاه لهم الوالدين فهل هذا يعود الى تقصير من قبل الوالدين ام انه يعود الى ان العيب يعود الى نفوسهم و قلوبهم كما في الحديث الشريف :
    بالسند المتّصل إلى ثقة الإسلام محمَّد بن يعقوب الكلينيِّ - رضوان الله عليه- من عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمَّد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجَهْم، عن المفضَّل، عن سَعْدٍ، عن أبي جعفرٍ عليه السلام قالَ: "إنَّ القُلوبَ أرْبَعَةٌ: قَلْبٌ فيه نَفاقٌ وَإيمانٌ وَقَلْبٌ مَنْكوسٌ، وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ، وَقَلْبٌ أزْهَرُ أجْرَدُ. فَقُلْتُ مَا الأزْهَرُ؟ قَالَ: فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ، فَأَمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ المُنَافِقِ، وَأمَّا الأزْهَرُ فَقَلْبُ المُؤْمِنِ، إنْ أعطاهُ شَكَرَ وَإنْ ابتُلاَهُ صَبَرَ، وَأمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ المُشْرِك، ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ:[أَفَمَنْ يَمْشي مُكِباً عَلى وَجْهِهِ أهْدى أمَّنْ يَمْشي سَويّاً عَلى صِراطً مُسْتَقيمٍ] فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذي فيه إيمانٌ وَنِفاقٌ فَهُمْ كانُوا بِالطّائِفِ فَإنْ أدْرَكَ أحَدَهُمْ أجَلُهُ عَلى نِفَاقِهِ هَلَكَ، وَإنْ أدْرَكَهُ عَلى إيْمَانِهِ نَجا" (1)
    ـــــــــــــــ
    (1) أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب في ظلمة قلب المنافق، ح2.
    السلام عليكم
    شكرا لاهتمامكم
    سياتي البحث بالتفصيل ان شاء الله وهذا هو اول فصل في الكتاب

    اترك تعليق:


  • فدك الكوثر
    رد
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    سيدنا الجليل حفظكم الله تعالى ووفقكم لكل خير
    عندي استفسار هو :
    بعض العوائل ممن يبذلون الجهد في تربية ابنائهم ويهيئون لهم الاجواء النقية لكن نرى ان بعض هؤلاء الابناء يخرجون عن الخط الصحيح الذي ابتغاه لهم الوالدين فهل هذا يعود الى تقصير من قبل الوالدين ام انه يعود الى ان العيب يعود الى نفوسهم و قلوبهم كما في الحديث الشريف :
    بالسند المتّصل إلى ثقة الإسلام محمَّد بن يعقوب الكلينيِّ - رضوان الله عليه- من عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمَّد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجَهْم، عن المفضَّل، عن سَعْدٍ، عن أبي جعفرٍ عليه السلام قالَ: "إنَّ القُلوبَ أرْبَعَةٌ: قَلْبٌ فيه نَفاقٌ وَإيمانٌ وَقَلْبٌ مَنْكوسٌ، وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ، وَقَلْبٌ أزْهَرُ أجْرَدُ. فَقُلْتُ مَا الأزْهَرُ؟ قَالَ: فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ، فَأَمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ المُنَافِقِ، وَأمَّا الأزْهَرُ فَقَلْبُ المُؤْمِنِ، إنْ أعطاهُ شَكَرَ وَإنْ ابتُلاَهُ صَبَرَ، وَأمَّا الْمَطْبُوعُ فَقَلْبُ المُشْرِك، ثُمَّ قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ:[أَفَمَنْ يَمْشي مُكِباً عَلى وَجْهِهِ أهْدى أمَّنْ يَمْشي سَويّاً عَلى صِراطً مُسْتَقيمٍ] فَأَمَّا الْقَلْبُ الَّذي فيه إيمانٌ وَنِفاقٌ فَهُمْ كانُوا بِالطّائِفِ فَإنْ أدْرَكَ أحَدَهُمْ أجَلُهُ عَلى نِفَاقِهِ هَلَكَ، وَإنْ أدْرَكَهُ عَلى إيْمَانِهِ نَجا" (1)
    ـــــــــــــــ
    (1) أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب في ظلمة قلب المنافق، ح2.

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    القسم الرابع
    ((تربية الاولاد))
    الفصل 96
    (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)
    قالت لي العلوية : وكيف ستخطط لتربية اطفالنا ؟؟
    قلت لها : نحن مع اطفالنا كالزارع الذي يحرث الارض ويهيأه للبذر ولما تم كل شيئ يلقي البذر بين ذرات التراب ويسقيه ثم يجلس متوكلا على الله تعالى ولا يعلم اي شيئ عن مستقبل البذر وماذا سيكون حاصل اتعابه ؛ ولربما خرج المحصول وحينما يريد ان ينموا واذا بالجراد ياكله وكأنه مدعو على مادبة لذيذة له وبهذه الدعوة الغير مترقبة ولا متوقعة ولا مرادة للزارع يفقد كل اتعابه ؛ ولربما خرج الزرع بافضل مما كان يتوقع واكثر بركة ؛ ومعنى هذا هو ان على الزارع ان يبذل كل جهده في عمله مستعينا بحول الله وقوته واما مستقبل الحصاد فلا ينفع فيه الا التوكل على الله تعالى لذلك قال الله تعالى:
    أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ؛ أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ
    ونحن كذلك في حق ابنائنا يجب ان نبذل ما نستطيعه في تربيتهم بما علمنا الله تعالى والرسول الكريم واله الطاهرين عليهم صلوات الله اما ماذا سيكون حاصل جهودنا فليس علينا ان نقلق لذلك وقد قال الله سبحانه وتعالى :
    وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَميعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ
    وهناك احاديث مفصلة في طريقة تربية الاولاد وتهذيبهم ولكن علينا اولا ان نهذب انفسنا لنكون دعاة صامتون لهم لان الكلام والموعظة للاطفال مهما كثر وزاد ان لم يكن له تطبيق عملي يراه الاولاد نصب اعينه فلا ينفع ما نبذله من نظريات لهم .
    وعلينا بمحاسبة انفسنا وان نتعاون في هذه المحاسبة في سر عنهم لنصلح اخطاءنا التي ارتكبناها امامهم وان لا ننتقد بعضنا امامهم لتزول هيبة الوالدين وابهتهم:
    وَ أَطيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ ريحُكُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرينَ (46)(الانفال )

    اترك تعليق:


  • زمن الحسين
    رد
    نحن بالانتظار
    موفقين لكل خير
    وسلمت اياديكم

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    سابدء باذن الله بتربية الاولاد في القسم القادم

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل 95
    (الفراغ نعمة مكفورة)
    عَنِ الفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام : مَا ضَعُفَ بَدَنٌ عَمَّا قَوِيَتْ عَلَيْهِ النيَةُ .
    اذاً فان طلب العلم يحتاج الى نية قوية وهذه النية هي اكبر عامل لمساعدة الانسان في طلب العلم والعالم بلا عمل وبال على المجتمع اليس قال الله تعالى في سورة الجمعة عن العلماء الذين لا يعملوا بما علموا: مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ
    واخرى قال عن هؤلاء العلماء التاركين للعمل بعلمهم بانهم كاكلب :
    وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
    فليس المهم تكديس العلم بل العمل بما نعلم وان كان قليلا فان العمل بما نعلم يسبب لنا زيادة العلم ويولده كما ورد عنهم عليهم السلام :
    عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ كَفَى مَا لَمْ يَعْلَمْ
    و قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله : مَنْ عَمِلَ بِمَا يَعْلَمُ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
    وقال عليه السلام: المال تنقصه النفقة و العلم يزكو على الإنفاق
    ومن كل ما تقدم يتبين ان الانسان ان عزم على طلب العلم لا يمنعه مانع الا ان يشاء الله سبحانه وان لم يسع لطلب العلم ويحبه فليس هناك اي دافع له وساحب اياه نحو صفحات الكتاب .
    وان اكثر عمر الانسان في فراغ وطوبى لم عرف قدر عمره وفراغه فيه كما ورد : ٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ كَثرَةَ النَّوْمِ وَ كَثرَةَ الفَرَاغِ
    وورد ايضا :
    *حديثَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله: خَلتانِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِيهِمَا مَفتُونٌ الصِّحَّةُ وَ الفَرَاغُ
    *الصِّحَّةُ وَ الفَرَاغُ نِعْمَتَانِ مَكْفُورَتَانِ
    ولو حسبنا عمر الانسان ولنفرض انه يعيش لسبعين سنة :
    لانه فيما بعد السبعين عادة تهجم عليه الامراض وانواع الضعف يتقاذفه كالكرة بين الصبيان لذلك نترك ما زاد على السبعين فمن اول ولادته الى بلوغه هو بين لعب الصبى والغفلة عن كل ما يراد منه لانه بعيد كل البعد عن بناء شخصيته ولازال في دور بناء كيان بدنه واما بعد البلوغ الى الثلاثين فهو في سكر الشباب :
    كما قال امير المؤمنين عليه السلام :
    875- ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال و سكر القدرة و سكر العلم و سكر المدح و سكر الشباب فإن لكل ذلك رياحا خبيثة تسلب العقل و تستخف الوقار
    ثم ان ثلث عمر الانسان في النوم وعدة سنين يقضيها في الطرقات من بيته لمكان عمله ثم في اسفاره وحله وترحاله وعدة سنين يقضيها في اكله وشربه واستحمامه فكم يبقى من العمر لتعلمه وبناء آخرته
    لذلك احاول ان استفيد من هذه النعمة المجهولة وهي الفراغ بين هذا وذاك من مشاغل الحياة ؛
    مثلا عندما اذهب لشراء بضاعة من العاصمة حدود الاربعة ساعات انا جالس في السيارة استفيد منها في المطالعة والى ان ياتي المشتري اكون في الدكان فارغا وحينما حسبت ذلك الفراغ فكان حدود 4 ساعات وفي البيت وانا انتظر الغذاء حدود نصف ساعة وغيرها من الاوقات فلو استفيد منها كاملة لأصبحت من اثقف الناس وانا حاولة بكل محاولة بحول الله وقوته ان استفيد من الفراغ في هذه الفجوات الحياتية ؛ والحمد لله انهيت بها كثير من الدورات والاجزاء التي تحتاج الى وقت كثير
    قالت : حقا ان الزوجة اللبيبة حينما ترى ان زوجها يهتم بالفراغ والكتاب تشعر ان عمرها ما ذهب منها ضياعا فاحب ان تقرا وانا اخيّط وانفق عليك.
    نعم كنت اتاجر ولكن باعتباري الذي رزقني الله سبحانه عند التجّار واكثر النفقات تدفعها زوجتي بما يرزقها الله تعالى عن طريق الخياطة لبعض المؤمنات اللبنانيات الطيبات .

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل 94
    (صفارات الانذار)
    قالت : الآن احب ان اسالك سؤالا واستحي منك.
    فقلت لها: لا تنسي ؛ كان شرط زواجنا الصراحة .
    قالت : اذاً ارجو ان لا تتالم من سؤالي :
    حينما جئت لخطوبتي فرحت كثيرا لانني وجدتك تهتم بالمطالعة اهتماما كبيرا ففرحت لاني احسست بان الله تعالى قد رزقني من يقدر للزمن قدره وليس في حياته شكوى من الفراغ بل ان الفراغ يشكوه ويتضجر من عدم وجوده بين لهواته لكي يمضغه ثم يلفظه في احضان الافلام والتوافه من الامور التي تاكل ساعات العمر اكلا الى ان يصبغ شعره بالأعلام البيض لان بياض الشعر هو صفارات الانذار بقرب الموت المحتوم حيث ان كل شعرة في راس الانسان لا تبيّض الا حينما تموت بصيلتها اذاً فان كل شعرة بيضاء هي ميت من الاموات يحمله الانسان الكبير معه ؛ وكلما زاد البياض ازدادت الاموات فالانسان بالحقيقة في هذا العمر تكون مقبرة الاموات في وجهه ورأسه يحملها في حله وترحاله لكي ينبهه بانك راحلٌ وقد قال امير المؤمنين عليه السلام :
    ِ أَيُّهَا الْيَفَنُ الْكَبِيرُ الَّذِي قَدْ لَهَزَهُ الْقَتِيرُ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا الْتَحَمَتْ أَطْوَاقُ النَّارِ بِعِظَامِ الْأَعْنَاقِ وَ نَشِبَتِ الْجَوَامِعُ حَتَّى أَكَلَتْ لُحُومَ السَّوَاعِدِ فَاللَّهَ اللَّهَ مَعْشَرَ الْعِبَادِ وَ أَنْتُمْ سَالِمُونَ فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقْمِ وَ فِي الْفُسْحَةِ قَبْلَ الضِّيقِ فَاسْعَوْا فِي فَكَاكِ رِقَابِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُغْلَقَ رَهَائِنُهَا أَسْهِرُوا عُيُونَكُمْ وَ أَضْمِرُوا بُطُونَكُمْ وَ اسْتَعْمِلُوا أَقْدَامَكُمْ وَ أَنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ وَ خُذُوا مِنْ أَجْسَادِكُمْ فَجُودُوا بِهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ لَا تَبْخَلُوا بِهَا عَنْهَا فَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ..
    فان قبلت هذه الحقائق فسؤالي هو لماذا تريد التجارة مع اهمية الزمن واهمية الاستفادة من العمر قبل حلول وقت تلك الصفارات النذر ؟؟
    فاجبتها قائلا :
    ان الفراغ الذي ذكرتيه لقد ذكره الله سبحانه حيث قال :
    كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخالِيَةِ
    فان الايام الخالية هي الايام الماضية التي حصّل اهل النعيم على نعيمهم فيها ومنها ؛ فهل ينعم الانسان الا بما يغتنم به فراغ العمر؟
    ان الله سبحانه وتعالى ابتلا الانسان بنعمة الفراغ المظلومة ؛ حقاً والله فان هذه النعمة مظلومة قد ظلمها الانسان حينما تجديه يركض وراء شفرة الجزار ليذبح به فراغ عمره بدل ان يسعى ليملأه بانوار السعي المخلِّد له بنعيم الابد فان اكثر وقت الانسان في فراغ و من يريد امرا لايعجزه الكسل باذن الله تعالى كما قد ورد عن ائمتنا عليهم السلام التنبيه على الفراغ وكيفية اغتنام هذه الفرصة التي لا تثمن بثمن لغلائها واهميتها

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل 93
    (فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُون)‏
    قالت العلوية وهل التنافس مذموم حتى في المكارم الاخلاقية ؟
    فقلت لها : ان التنافس على سمو الروح والخلق الكريم مراد الله والمرسلين وائمتنا الطاهرين عليهم السلام .
    لان التنافس على زخرف الحياة الدنيا لا يجدى والرزق مقسوم كما في سورة الزخرف :
    أَهُمْ يَقسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعيشَتَهُمْ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
    واما التقدم المعنوي فهذا ما ينبغي ان ننافس به اقراننا والناس لان للدنيا ابناء وللاخرة ابناء فعلينا ان نكون ابناء الاخرة كما:
    قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ اتِّبَاعَ الْهَوَى وَ طُولَ الأَمَلِ؛ فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ ؛ وَ أَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ؛ ارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقبِلَةً ؛ وَ ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً؛ وَ لِكُلٍّ بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ بَنِي الآخِرَةِ وَ لا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا اليَوْمَ عَمَلٌ وَ لا حِسَابَ وَ غَداً حِسَابٌ وَ لا عَمَلَ
    فان كان من تعاشرينهم من ابناء الاخرة فهؤلاء لا ينظرون الى ملابسك وهيأتك ؛ وان كانوا من ابناء الدنيا فهؤلاء اولى ان تشعري بنعمة الله عليك اذ نبهك عن نومة الغافلين كما قال لقمان عليه السلام لابنه وهو يعظه :
    يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ فَإِنَّمَا هُمْ كَالْكِلابِ إِنْ وَجَدُوا عِنْدَكَ شَيْئاً أَكَلُوهُ وَ إِلّا ذَمُّوكَ وَ فَضَحُوكَ وَ إِنَّمَا حُبُّهُمْ بَيْنَهُمْ سَاعَةٌ؛ يَا بُنَيَّ: مُعَادَاةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ مُصَادَقَةِ الفَاسِقِ؛ يَا بُنَيَّ الْمُؤْمِنُ تَظْلِمُهُ وَ لا يَظْلِمُكَ وَ تَطْلُبُ عَلَيْهِ وَ يَرْضَى عَنْكَ؛ وَ الْفَاسِقُ لا يُرَاقِبُ اللهَ فَكَيْفَ يُرَاقِبُكَ

    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X