الفصل : 24
((مَا أَشُكُّ أَنَّكُمْ فِي الْجَنَّةِ))
((مَا أَشُكُّ أَنَّكُمْ فِي الْجَنَّةِ))
وحينما وصلت الى السيارة وجدت الموقف قد ازدحم ازدحاما شديدا بالباصات الكبيرة من الحملات والقوافل القادمة لزيارة الامامين العسكريين والسيدة حكيمة الطيبة عنوان الادب وكماله وكذلك سيدتنا مفخر الوجود اشعاع النور السيدة نرجس ام صاحب الامر بقية الله الاعظم الحجة بن الحسن عليهم جميعا افضل الصلاة و السلام ؛ وكلنا زرنا لاعلان الولاء لهم سلام الله عليهم والبراءة من اعدائهم وارغاما لانف الطغاة الذين هدموا القبور فزادوا مظلوميتهم فتشعشعت انوار الحب والشوق في قلوب شيعتهم فاليخسأ الوهابيون اللعناء وافكارهم التي لا يقبلها حتى اليهود والنصارى بل ويمجها حتى الكافرون .الحمد لله الذي جعلنا في الجنة ان شاء الله واعداءنا في النار:
بحارالأنوار 47 342
عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْخَثْعَمِيِّ قَالَ: دَخَلَ يَحْيَى بْنُ سَابُورَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام لِيُوَدِّعَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى الْحَقِّ وَ إِنَّ مَنْ خَالَفَكُمْ لَعَلَى غَيْرِ الْحَقِّ وَ اللَّهِ مَا أَشُكُّ أَنَّكُمْ فِي الْجَنَّةِ فَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُقِرَّ اللَّهُ أَعْيُنَكُمْ إِلَى قَرِيبٍ .
وركبنا جميعا في السيارة وعندما سارت بنا متجهة نحو الكاظمين عليهما السلام طلبت النساء
من السائق ان يقف جانبا لياكلن الغداء ولكن السائق تعلل بهبوب الرياح الرملية المانعة من النزول والجلوس جانب الطريق وقال : يا اخواتي تناولوا الطعام داخل السيارة فهو افضل لكم وانظف .
فتقبل الله زيارتهن اخرجن الطعام وقمن بتقديمه لجميع الركاب وانا كنت جائعا جدا ولكن الحياء منعني وكلما حاولت ان امد يدي لن استطيع فبدأت احاكم نفسي هل استجيب للحياء ام البي نداء الجوع ففي كتاب غرر الحكم والذي هو مجموعة من الكلمات القصار لامير المؤمنين عليه السلام :
غررالحكم 257
& الحياء يمنع الرزق & قرن الحياء بالحرمان &على قدر الحياء تكون العفة &الحياء جميل & الحياء تمام الكرم &الحياء قرين العفاف &العقل شجرة ثمرها الحياء و السخاء & الحياء تمام الكرم و أحسن الشيم &الإيمان و الحياء مقرونان في قرن و لا يفترقان .....
ونتيجة المقايسة كانت ان امتنع من الاكل واطيع الحياء لان ما اخسره من ترك الحياء اكثر مما اربحه من ترك الحرمان والافضل ان احافظ على حالتي هذه من الحياء مادام لم يصل الجوع الى حالة الضرورة :
إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزيرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيم.
ولذلك فان اهل البيت عليهم السلام في كربلاء الحزن والكرب والبلاء كانوا يعانون من الجوع اشد المعاناة ولكن ليس من مكارم الاخلاق ان يشكو الانسان الجوع لذلك لم ينقل لنا التاريخ انهم شكو الجوع في واقعة كربلاء بينما اظهار العطش يبين عظم الكرب الذي يعيشه العطشان وليس عيب ذكر العطش .
ومن هنا يتبين ان مصيبة كربلاء كانت اعظم سوق لعرض اسمى الاخلاقيات والفضائل السامية وكشف بؤرة الجيف من الرذائل الاخلاقية في معسكر يزيد بن معاوية الغاوية ومن تربى في حجرهم ممن مهدوا لهم الكرسي في الهاوية .
فاعرضت عن اكل اي شيئ وان كانت المؤمنات الطيبات الزائرات اصروا كثيرا ؛ حيث اخذن بوصف طعامهن و طبخه ولذاذة طعمه لجميع الركاب .
اترك تعليق: