إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة الى عرش الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيد جلال الحسيني
    رد
    وقد جلس خلف السيارة مجموعة من النساء العراقيات ومعهن رجل وامرأة ايرانيين لا يحسنان العربية وكان هناك مطعم امام السيارة ويصنع الاكلات العراقية الشهية التي تؤكل عادة في الصباح .
    وهذه المجوعة من النساء اخذن بالنظر والتحليل لعمل العامل المسكين الذي يصنع البيض ويعلقن على طريقة صنعه للبيض والباقلاء ويتكلمن عن كل جزء من عمل هذا المسكين وهم بين راد لفعله ماقت ؛ وبين محب لعمله ومشته لطعامه ؛ فتالمت جدا لافراطهم باللغو المامور بالاعراض عنه وقلت حقا ان الفراغ من النعم المجهولة كما في الرواية عن
    كتاب الكافي 5 84
    عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُبْغِضُ كَثْرَةَ النَّوْمِ وَ كَثْرَةَ الْفَرَاغِ

    الكافي 8 152
    قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله : خَلَّتَانِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِيهِمَا مَفْتُونٌ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ

    وفي من‏لايحضره‏الفقيه 4 381
    الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ نِعْمَتَانِ مَكْفُورَتَانِ

    فلو نهضت الان لالقي عليهم محاضرة عن اهمية زيارة الامامين عليهما السلام وعن السيدة حكيمة والسيدة نرجس خاتون سلام الله عليهم اجمعين لكي تكون زيارتهم زيارة عارفا بحقهم ؛ ولمن زار عارفا بحقهم له مقام عظيم كما في هذه الروايات المباركة

    الكافي 4 581
    **قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام مَنْ أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ مَنْ أَعْتَقَ أَلْفَ نَسَمَةٍ وَ كَمَنْ حَمَلَ عَلَى أَلْفِ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

    الكافي 4 581
    عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَرْبَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ شُعْثٍ غُبْرٍ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ شَيَّعُوهُ حَتَّى يُبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ وَ إِنْ مَرِضَ عَادُوهُ غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً وَ إِنْ مَاتَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَ اسْتَغْفَرُوا لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

    الكافي 4 582
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ أَتَى الْحُسَيْنَ عَارِفاً بِحَقِّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ

    من‏لايحضره‏الفقيه 2 583
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ مُوسَى اسْمُهُ اسْمُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَيُدْفَنُ فِي أَرْضِ طُوسَ وَ هِيَ مِنْ خُرَاسَانَ يُقْتَلُ فِيهَا بِالسَّمِّ فَيُدْفَنُ فِيهَا غَرِيباً فَمَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قَاتَلَ

    من‏لايحضره‏الفقيه 2 583
    وَ قَالَ عليه السلام ضَمِنْتُ لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِي بِطُوسَ عَارِفاً بِحَقِّهِ الْجَنَّةَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
    من‏لايحضره‏الفقيه 2 584
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يُقْتَلُ حَفَدَتِي بِأَرْضِ خُرَاسَانَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا طُوسُ مَنْ زَارَهُ إِلَيْهَا عَارِفاً بِحَقِّهِ أَخَذْتُهُ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ وَ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا عِرْفَانُ حَقِّهِ قَالَ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ غَرِيبٌ شَهِيدٌ مَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَ سَبْعِينَ شَهِيداً مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى حَقِيقَةٍ .

    لاحظتم كيف يذكر الامام عليه السلام اهمية ان يكون الزائر عارفا بحقهم عليهم السلام وان عرفان حقهم هو كما في هذه الرواية :
    من‏لايحضره‏الفقيه 2 584 باب ثواب زيارة النبي و الأئمة صلوات‏
    * حَمْزَةُ بْنُ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يُقْتَلُ حَفَدَتِي بِأَرْضِ خُرَاسَانَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا طُوسُ مَنْ زَارَهُ إِلَيْهَا عَارِفاً بِحَقِّهِ أَخَذْتُهُ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ وَ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا عِرْفَانُ حَقِّهِ قَالَ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ غَرِيبٌ شَهِيدٌ مَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَ سَبْعِينَ شَهِيداً مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى حَقِيقَةٍ .

    فلو ذكرت لهم هذه الروايات لتعبوا من سماع ما اقول لهم ؛ بينما هم يرتعون بهذا اللغو كما في المجالس الحسينية اذا اطال الحديث المحاضر قليلا لانتقدوه وابدوا التذمر منه لكن نفس هذا المتذمر تجده بعد المجلس منطيقا مهذارا لا يتعب مما يهذي في حين وردت الروايات الكثيرة في ذم اللغو

    بحارالأنوار 70 375
    عن الامام السجاد عليه السلام :والذنوب التي تُنْزِلُ النِّقَمَ عِصْيَانُ الْعَارِفِ بِالْبَغْيِ ؛ وَ التَّطَاوُلُ عَلَى النَّاسِ ؛ وَ الِاسْتِهْزَاءُ بِهِمْ ؛ وَ السُّخْرِيَّةُ مِنْهُمْ َّ ؛ وَ الذُّنُوبُ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ اللَّعِبُ بِالْقِمَارِ وَ تَعَاطِي مَا يُضْحِكُ النَّاسَ مِنَ اللَّغْوِ وَ الْمِزَاحِ وَ ذِكْرُ عُيُوبِ النَّاسِ وَ مُجَالَسَةُ أَهْلِ الرَّيْب‏ .

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 16

    نهضت صباحا وبعد ان صليت وانتهيت من صلاتي فكرت ان اذهب للحرم وازور الامامين الكاظمين عليهما السلام لان في اجر زيارة الامامين ثواب عظيم جدا ؛
    لقد ورد في كتاب كامل‏الزيارات ص : 299
    الباب التاسع و التسعون ثواب زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر و محمد بن علي الجواد ...
    ** عن الحسن بن علي الوشاء قال سألت الرضا عليه السلام عن زيارة قبر أبي الحسن - موسى بن جعفر - عليه السلام أمثل زيارة قبر الحسين عليه السلام قال نعم‏
    **عن الحسن بن علي الوشاء قال قلت للرضا ع ما لمن زار قبر أبيك أبي الحسن ع فقال زره قال فقلت فأي شي‏ء فيه من الفضل قال له مثل من زار قبر الحسين عليه السلام
    ** عن الحسين بن يسار الواسطي قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام ما لمن زار قبر أبيك صلى الله عليه واله قال فقال زوروه قال قلت فأي شي‏ء فيه من الفضل قال فقال فيه من الفضل كفضل من زار والده يعني رسول الله صلى الله عليه واله قلت فإن خفت و لم يمكن لي الدخول داخلا قال سلم من وراء الجدار .
    **عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال‏ سألت أبا جعفر عليه السلام عمن زار رسول الله صلى الله عليه واله قاصدا قال له الجنة و من زار قبر أبي الحسن عليه السلام فله الجنة
    **عن أحمد بن عبدوس الخلنجي عن أبيه رحيم قال قلت للرضا عليه السلام جعلت فداك إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد علينا فيها مشقة و إنما نأته فنسلم عليه من وراء الحيطان فما لمن زاره من الثواب ؟قال فقال : له و الله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله صلى الله عليه واله .
    والحمد لله ذهبت للزيارة واستاذنت الامامين عليهما السلام للسفر الى سامراء :
    إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذا كانُوا مَعَهُ عَلى‏ أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيمٌ (62)(النور)
    خرجت من الحرم ولا اعلم هل ساحصل على سيارة لتاخذني ام لا ؟ وانا اسير في السوق المعروف بل هو اعرف سوق في الكاظمية وهو "سوق الاسترابادي" متجها نحو موقف السيارات الذي يسمى "موقف سيارات سيد محمد" .
    كنت اسير بالسوق والدكاكين مغلقة وانا افكر في نفسي هل واقعا امان طريق سامراء كما نقلوا لي؟ وان لم يكن امانا فهل من الصحيح ان اعرض نفسي للخطر ؛ لكنني تذكرت قول الامام عليه السلام الذي في كتاب وسائل‏الشيعة 14 457 :
    عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ قَلْبِي يُنَازِعُنِي إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ أَبِيكَ وَ إِذَا خَرَجْتُ فَقَلْبِي وَجِلٌ مُشْفِقٌ حَتَّى أَرْجِعَ خَوْفاً مِنَ السُّلْطَانِ وَ السُّعَاةِ وَ أَصْحَابِ الْمَصَالِحِ فَقَالَ:
    يَا ابْنَ بُكَيْرٍ أَ مَا تُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ اللَّهُ فِينَا خَائِفاً أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّهُ مَنْ خَافَ لِخَوْفِنَا أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ وَ كَانَ يُحَدِّثُهُ الْحُسَيْنُ عليه السلام تَحْتَ الْعَرْشِ وَ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ أَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا يَفْزَعُ فَإِنْ فَزِعَ وَقَّرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ سَكَّنَتْ قَلْبَهُ بِالْبِشَارَةِ .
    وانا افكر واتقدم واسير نحو موقف السيارات واذا بصوت يرتعش من بعيد جعلني اخجل من نفسي واعتذر من امامي عليه السلام المطلع على وساوس نفسي :
    وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ (16) (سورة ق)
    وكان الصوت لعجوز قد يكون عمرها بالخمس والسبعين وهي تقول باللهجة العراقية :
    ( اوليدي ماشوف زين اخذني وياك )
    فقلت لها (يمه وين ترحين )
    قالت (يمّه لسامراء )
    سبحان الله فاستحييت من ضميري وامامي عجل الله تعالى فرجه الشريف ؛ وقلت هذه موعظة لي ؛ كيف اخاف من الزيارة و هذه العجوزة تسالني عن موقف سيارات سامراء وهي لا تبصر جيدا ومع ذلك هي فرحة ومبتهجة لانها ستزور الامامين عليهما السلام بينما انا اجاهد وساوس نفسي لمخاوف الطريق .
    وحينما وصلنا للموقف واذا بسائق السيارة ينادي سامراء ...سامراء ؛ فسالته بكم الاجرة؟؟ فقال : بعشرين الف دينار ذهاب ومجيئ وناخذكم الى زيارة سيد محمد عليه السلام والذي يعتقد به العراقيون اشد الاعتقاد لما وجدوا منه من الكرامات الكثيرة جدا ؛ ولذلك ان حدث خصام بين العراقيين يذهبون الى حرمه المبارك ليقسموا هناك على صدق ما يدعون .
    فجلست في السيارة لاكثر من نصف ساعة والسائق ينادي سامراء ........سامراء

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 15
    ((اعظم وسام شرف للعراقي))

    وبت تلك الليلة في بيت ابو علي حفظه الله تعالى وفي الليل وقد فرشت المائدة وفيها الرز الذي جاء عنه في الرواية عن الامام الصادق عليه السلام :
    الكافي 6 278
    عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ أَكَلْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَأُوتِينَا بِقَصْعَةٍ مِنْ أَرُزٍّ فَجَعَلْنَا نُعَذِّرُ فَقَالَ عليه السلام مَا صَنَعْتُمْ شَيْئاً إِنَّ أَشَدَّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلًا عِنْدَنَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَرَفَعْتُ كُسْحَةَ الْمَائِدَةِ فَأَكَلْتُ فَقَالَ نَعَمْ الْآنَ وَ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله أُهْدِيَ إِلَيْهِ قَصْعَةُ أَرُزٍّ مِنْ نَاحِيَةِ الْأَنْصَارِ فَدَعَا سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادَ وَ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَجَعَلُوا يُعَذِّرُونَ فِي الْأَكْلِ فَقَالَ مَا صَنَعْتُمْ شَيْئاً أَشَدُّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلًا عِنْدَنَا فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَ أَكْلًا جَيِّداً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ صَلَّى عَلَيْهِمْ .
    حينما كنت ارى الكرم العراقي اقول صدق الله حينما قال :
    َ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْديهِم‏
    لم يتمكن اليهود واعوانهم من مسخ الكرم العراقي في سبيل الامام الحسين عليه السلام مهما حاولوا لان الله تعالى لم ياذن للجباريين ان يفعلوا ما شاؤا :
    وَ ما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمينَ
    قلت يكفي للعراقيين اكبر فخر ذلك الوسام الذي اعطاهم الامام الرضا عليه السلام ولو كان العراقيون يعرفون قدر هذا
    الوسام العظيم الشان الجليل المقام لجعلوه في شعار العراق ومكتوب على جبين كل عراقي ؛ ومن هذا الوسام نفهم ان هناك اخلاقيات اودعها الله سبحانه في نفوس البشر ولكل قوم اخلاقياته التي لم تتغير مع الزمن وان حاول اليهود كل جهدهم؛ نعم قد تناله غبار عواصفهم ولكن هذا الغبار سيزول ببركة أمطار الرحمة بجهد العلماء والمؤمنين بتسديد الله سبحانه ؛ ثم قلت في نفسي يجب ان اذكر هذا الوسام كل يوم واطرق به مسامعهم لعل العراقي يفهم لذت هذا الوسام وجماله حيث قال الامام الرضا عليه السلام
    كما في كتاب بحارالأنوار 10 299
    عن الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيَّ ثُمَّ الْهَاشِمِيَّ يَقُولُ لَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام عَلَى الْمَأْمُونِ أَمَرَ الْفَضْلَ بْنَ سَهْلٍ أَنْ يَجْمَعَ لَهُ أَصْحَابَ الْمَقَالَاتِ مِثْلَ الْجَاثَلِيقِ وَ رَأْسِ الْجَالُوتِ وَ رُؤَسَاءِ الصَّابِئِينَ وَ الْهِرْبِذِ الْأَكْبَرِ وَ أَصْحَابِ ذُرْدْهَشْتَ وَ نِسْطَاسَ الرُّومِيِّ وَ الْمُتَكَلِّمِينَ لِيَسْمَعَ كَلَامَهُ وَ كَلَامَهُمْ فَجَمَعَهُمُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ ثُمَّ أَعْلَمَ الْمَأْمُونَ بِاجْتِمَاعِهِمْ فَقَالَ الْمَأْمُونُ أَدْخِلْهُمْ عَلَيَّ فَفَعَلَ فَرَحَّبَ بِهِمُ الْمَأْمُونُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ إِنِّي إِنَّمَا جَمَعْتُكُمْ لِخَيْرٍ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ تُنَاظِرُوا ابْنَ عَمِّي هَذَا الْمَدَنِيَّ الْقَادِمَ عَلَيَّ فَإِذَا كَانَ بُكْرَةً فَاغْدُوا عَلَيَّ وَ لَا يَتَخَلَّفْ مِنْكُمْ أَحَدٌ.
    فَقَالُوا : السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ مُبْكِرُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
    قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ فَبَيْنَا نَحْنُ فِي حَدِيثٍ لَنَا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا يَاسِرٌ وَ كَانَ يَتَوَلَّى أَمْرَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدِي إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ :
    فِدَاكَ أَخُوكَ إِنَّهُ اجْتَمَعَ إِلَيَّ أَصْحَابُ الْمَقَالَاتِ وَ أَهْلُ الْأَدْيَانِ وَ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ جَمِيعِ الْمِلَلِ فَرَأْيُكَ فِي الْبُكُورِ عَلَيْنَا إِنْ أَحْبَبْتَ كَلَامَهُمْ وَ إِنْ كَرِهْتَ ذَلِكَ فَلَا تَتَجَشَّمْ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَصِيرَ إِلَيْكَ خَفَّ ذَلِكَ عَلَيْنَا.
    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام أَبْلِغْهُ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ قَدْ عَلِمْتُ مَا أَرَدْتَ وَ أَنَا صَائِرٌ إِلَيْكَ بُكْرَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
    قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ فَلَمَّا مَضَى يَاسِرٌ الْتَفَتَ إِلَيْنَا ثُمَّ قَالَ لِي:
    يَا نَوْفَلِيُّ أَنْتَ عِرَاقِيٌّ وَ رِقَّةُ الْعِرَاقِيِّ غَيْرُ غَلِيظَةٍ فَمَا عِنْدَكَ فِي جَمْعِ ابْنِ عَمِّكَ عَلَيْنَا أَهْلَ الشِّرْكِ وَ أَصْحَابَ الْمَقَالَاتِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يُرِيدُ الِامْتِحَانَ وَ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَ مَا عِنْدَكَ وَ لَقَدْ بَنَى عَلَى أَسَاسٍ غَيْرِ وَثِيقِ الْبُنْيَانِ وَ بِئْسَ وَ اللَّهِ مَا بَنَى.
    فَقَالَ لِي وَ مَا بِنَاؤُهُ فِي هَذَا الْبَابِ؟؟
    قُلْتُ : إِنَّ أَصْحَابَ الْكَلَامِ وَ الْبِدَعِ خِلَافُ الْعُلَمَاءِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَالِمَ لَا يُنْكِرُ غَيْرَ الْمُنْكَرِ وَ أَصْحَابُ الْمَقَالَاتِ وَ الْمُتَكَلِّمُونَ وَ أَهْلُ الشِّرْكِ أَصْحَابُ إِنْكَارٍ وَ مُبَاهَتَةٍ إِنِ احْتَجَجْتَ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ قَالُوا صَحِّحْ وَحْدَانِيَّتَهُ وَ إِنْ قُلْتَ إِنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا أَثْبِتْ رِسَالَتَهُ ثُمَّ يُبَاهِتُونَ الرَّجُلَ وَ هُوَ يُبْطِلُ عَلَيْهِمْ بِحُجَّتِهِ وَ يُغَالِطُونَهُ حَتَّى يَتْرُكَ قَوْلَهُ فَاحْذَرْهُمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ.
    قَالَ فَتَبَسَّمَ عليه السلام ثُمَّ قَالَ:
    يَا نَوْفَلِيُّ أَفَتَخَافُ أَنْ يَقْطَعُونِي عَلَيَّ حُجَّتِي؟؟
    قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا خِفْتُ عَلَيْكَ قَطُّ وَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُظْفِرَكَ اللَّهُ بِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
    فَقَالَ لِي يَا نَوْفَلِيُّ أَ تُحِبُّ أَنْ تَعْلَمَ مَتَى يَنْدَمُ الْمَأْمُونُ؟!
    قُلْتُ نَعَمْ .
    قَالَ :
    إِذَا سَمِعَ احْتِجَاجِي عَلَى أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الْإِنْجِيلِ بِإِنْجِيلِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ عَلَى الصَّابِئِينَ بِعِبْرَانِيَّتِهِمْ وَ عَلَى الْهَرَابِذَةِ بِفَارِسِيَّتِهِمْ وَ عَلَى أَهْلِ الرُّومِ بِرُومِيَّتِهِمْ وَ عَلَى أَصْحَابِ الْمَقَالَاتِ بِلُغَاتِهِمْ فَإِذَا قَطَعْتُ كُلَّ صِنْفٍ وَ دَحَضَتْ حُجَّتُهُ وَ تَرَكَ مَقَالَتَهُ وَ رَجَعَ إِلَى قَوْلِي عَلِمَ الْمَأْمُونُ أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي هُوَ بِسَبِيلِهِ لَيْسَ بِمُسْتَحَقٍّ لَهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَكُونُ النَّدَامَةُ مِنْهُ .
    وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيم‏.
    (انتهى موضع حاجتي من الرواية لمطلبي هذا) ؛
    والرواية طويلة وجميلة جدا وفيها خزي المامون وفضيحته حيث رجع الجميع الى قول الامام الرضا عليه السلام واقروا بامامته عليه السلام وانه الامام المفترض الطاعة من الله تعالى منصوب من السماء بلا اي شك او ريب والحمد لله الذي اظهر الحق وازهق الباطل .
    واما الوسام الذي ذكرته لكم فهو قول الامام الرضا عليه السلام للنوفلي :
    (يَا نَوْفَلِيُّ أَنْتَ عِرَاقِيٌّ وَ رِقَّةُ الْعِرَاقِيِّ غَيْرُ غَلِيظَةٍ)
    وهنا معنى قوله عليه السلام :
    كتاب‏العين : 5: 24
    و الرقاق: أرض لينة يشبه ترابها الرمل اللينة، قال:
    و الرقة: كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء أيام المد ثم ينحسر عنها فتكون مكرمة للنبات، و الجميع الرقاق.
    مجمع‏البحرين : 5 : 172
    و الرقيق: خلاف الثخن و الغليظ. و منه الثياب الرقاق، و خبز رقاق بالضم أي رقيق، الواحدة رقاقة.
    و الرقة بالكسر: ضد القوة و الشدة. و منه الحديث أتتهم الأزد أرقها قلوبا أي ألين و أقبل للموعظة.
    و الرقة بمعنى الرحمة من رق لهم: رحمهم. و منه الحديث إن أصحاب أبي أتوه فسألوه عما يأخذه السلطان فرق لهم و يقال ترققت له: إذا رق له قلبك. و في حديث شهر رمضان : و ارزقنا فيه الرقة و النية الصادقة .
    يريد رقة القلب و عدم صلابته، و النية الصادقة: التي لا يعتريها شك. (انتهى المعنى اللغوي)
    ومن كل ماذكرنا يفهم ان الامام الرضا عليه السلام انما خاطب النوفلي بصيغة الجمع ؛ ثم لم يقل الامام عليه الاسلام انت يا نوفلي بل قال عليه السلام:
    يَا نَوْفَلِيُّ أَنْتَ عِرَاقِيٌّ وَ رِقَّةُ الْعِرَاقِيِّ غَيْرُ غَلِيظَةٍ
    وانما وجه الامام عليه السلام الخطاب للعراقي ككل ؛ ومنها نفهم انها قاعدة لكل عراقي مدى الزمان والمكان لانه سلام الله عليه امام معصوم ارسل كافة للناس وهو سلام الله عليه اعطى هنا قاعدة عامة غير محددة بشخص ولا زمان اذ قال عليه السلام :
    وَ رِقَّةُ الْعِرَاقِيِّ غَيْرُ غَلِيظَةٍ .

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 14
    ((الْحَجَرُ الْغَصِيبُ فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا))
    وانا افكر سمعت قول احد الركاب وهو ينادي مرعوبا مرتبكا وكأن صاعقة نزلت من السماء ...........
    ( خوي اصبر لا تروح خلي يولون )
    فسألت ما الذي حدث ؟
    قال لي احد الركاب : انظر الى السيارات العسكرية للامريكان فانهم ان جاؤا في الشارع فلا يحق لاي سيارة عراقية ان تمر من جنبهم وكأنهم اصحاب البلد .
    حقا ان الانسان يشعر بقلبه كأنه يُحز بشفرة الجزار مما يرى ؛ كيف ان اليهود والنصارى يسيرون وكأنهم اصحاب البلاد والعراقي المظلوم يجب ان يقف جانبا حتى يمر هؤلاء اللعناء
    اللهم احفظ بلاد المسلمين من هؤلاء ؛ اللهم رد كيد الامريكان اليهود لنحرهم .
    حينما يرى الانسان هذه المناظر يصاب بالرعب الموحش من هؤلاء ؛ ويشكر نعمة الامن في بلاده .
    شعرت وانا انظر الى السائق وكل عيوني رجاء منه ان لا يسرع ؛ خائفا منهم ومن قساوتهم لانهم يتعاملون مع العراقيين كأنهم ذباب لا قيمة لهم فيضربوا برصاصهم من احبوا ومن اشتهوا بدون اي دليل ؛ وتشعر وكأن قلب السائق قارورة زجاجية تتكسر على ارض الشارع اسفا على ما يري من احتلال شوارعه ؛ وكم يتمنى ان يصرخ ان الشارع لي ... ؛ انت تنحى عنه ........
    ولما مرت السيارات العسكرية واذا مكتوب عليها "لا تقترب اكثر من 100 متر ترمى" ... لذلك كان يصرخ الركاب على السائق حينما يقترب منهم "لا تقترب منهم" حيث إنهم سمعوا وشاهدوا الكثير ممن رموهم هؤلاء الهمج
    واخيرا والحمد لله رب العالمين وصلت سيارتنا الى الكاظمية على ساكنها آلاف السلام والتحية
    وهرعت الى الحرم الشريف مهرولا من شوقي للزيارة .
    وحينما وصلت واذا بالبهجة ملأت قلبي وروحي لاني وجدت التغير الكبير في البناء والعمران في الحرم الشريف وقد غير كل شئ فيه من ارضه ومنائره وبناء داخل الحرم الشريف ثم ازدحام الزائرين في جميع انحاء الحرم والاروقة والصحن .
    فشكرت الله كثيرا لما وجدت من تغيرات مفرحة ومبهجة وتذكرت قول الله تعالى :
    يُريدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (8)
    وبعد الصلاة اتصلت ببنت اختي التي تعيش في الكاظمية وزوجها تاجر في بغداد فقلت لها :
    خالي ساتناول شيئا مما قسمه الله تعالى لي ثم اكون عندكم لصلة الرحم ثم ارجع للزيارة فنادت لا لا خالي ارجوك تعال بشرط ان لا نتكلف ؛ فلا تخاف ان تكون سببا لعنائي ارجوك تعال لنجلس على نفس المائدة وبدون اي تكلف.
    فقلت لهاوانا بهذا الشرط ساكون مرتاح معكم. فرضيت لاني تذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام:
    بحارالأنوار 72 451
    عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ:
    دَعَا رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَقَالَ لَهُ : قَدْ أَجَبْتُكَ عَلَى أَنْ تَضْمَنَ لِي ثَلَاثَ خِصَالٍ قَالَ : وَ مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
    قَالَ : لَا تُدْخِلْ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ خَارِجٍ وَ لَا تَدَّخِرْ عَلَيَّ شَيْئاً فِي الْبَيْتِ وَ لَا تُجْحِفْ بِالْعِيَالِ قَالَ: ذَلِكَ لَكَ فَأَجَابَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام .
    وبرضاها بهذه الشروط ذهبت الى بيتهم وحيث اني لم اعرف العنوان بلضبط؛ فسألت احد الدكاكين وكان يبيع الفواكه فقال - وهو مقطب الجبين عبوس الوجه عليه سحابة سوداء كقطع الليل المظلم كأنه في بحر من المعاصي : لا اعرف هذا العنوان فلما رأيت خشونة جوابه هربت منه ؛ واخيرا سألت من صاحب دكان اخر وكان محياه مبتسما ببسمة ازالت عني عناء الضياع ووحشت الاكتئاب ؛ واخذني بيده الى بيت ابنة اختي فتعجبت جداحينما وجدت ان البيت كان بالضبط مقابل دكان بائع الفواكه وبقيت متحيرا لعدم اجابته لي واخذت اربط بين كلاحة منظره وسوء جوابه ؛ فسألت بنت اختي عن سبب عدم جواب بائع الفواكه .
    ابتسمت وقالت تعني هذا المقابل لنا بالضبط ؟
    فقلت لها : نعم وفهمت من ابتسامتها حفظها الله تعالى الكثير واصبحت في لهفة لمعرفة الحقيقة فسألتها ولماذا لم يجب ؟!
    قالت : لانه احد الغاصبين لبيوت المسفرين الايرانيين في العهد البائد ولم يخرج من البيت بعد الاطاحة بحكم الطاغية ليرجعه لاصحابه ؛ ونحن نستشكل الشراء منه لذلك فهو غضب علينا .
    فتذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ص : 510 :
    وَ قَالَ عليه السلام : الْحَجَرُ الْغَصِيبُ فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا .
    فلما عرفت علة كلاحة وجه بائع الفواكة والخضار وقبح منظره تذكرت قول امير المؤمنين عليه السلام
    شرح‏نهج‏البلاغة 20 271
    انظر وجهك كل وقت في المرآة فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا و تشينه به و إن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين .
    وعرفت كيف ان الذنوب تؤثر على قبح وحسن وجه الانسان ولا يحتاج الانسان ان يهتم الاهتمام البالغ في اتعاب نفسه لكي يكون وجهه او وجهها حسنا وجميلا وجذابا للاخرين بل يكفي ان يصلح سريرته فيصلح الله تعالى علانيته :
    من‏لايحضره‏الفقيه 4 396
    َ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :
    كَانَتِ الْفُقَهَاءُ وَ الْحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَيْسَ مَعَهُنَّ رَابِعَةٌ مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ وَ مَنْ أَصْلَحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ النَّاسِ .
    ثم تذكرت صديق كان لي عندما كنت ادرس في الاعدادية وكان كثير النظر الى النساء وقد ابتلي بعدم غض طرفه عن محارم الله تعالى فاردت ان انصحه فقلت له :
    يا حبيبي هل تعلم كم يتنور وجهك ان صليت صلاة الليل ويزيد جمالك وبهائك وتكون محبوبا عند الناس ؛ فاحسست انه فرح فرحا شديدا ؛ فعرفت بعد مدة انما فرح كثيرا لانه فكر انه سيصلي ويزداد حسنا وبهاء ليكون فخه في اصطياد النساء احكم واقوى؛ حيث جاءني بعد ايام منزعجا فقال : يا اخي صليت صلاة الليل لكن لم اجد ما قلت من اثاره في جمال وجهي وبهاؤه !
    قلت له: لانك تريد ان تستعين بها على معاصي الله تعالى وهو اعلم بباطنك وسريرتك الخبيثة ؛ اذهب عني.
    وهذه افكاري اجول بينها في بيت ابو علي وأذا بصحن الفواكه وضع امامي وكأنه التل المورّد حسنا وجمالا ؛ واصروا ان آكل منه وانا كنت انتظر مجيئ زوجها من العمل واخذت اتناول الفواكه و اذا بزوجها وولديه قدموا ورحبوا بي اشد ترحيب .

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل 13

    ((بَيْتُ الْغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ))


    ففي ليلة من ليالي الجمعة جئت من الكلية الى موقف سيارات "علاوي الحلة" لأركب الى النجف الاشرف واذا بالازدحام يفاجئني كثرته وليس هناك اي سيارة لنقل المسافرين ؛ فبقيت متحيرا ماذا افعل لانه ليس هناك اي فرصة سوى الليلة وغد يوم الجمعة الى عصرها ثم بعدها يجب ان اعود الى بغداد للجامعة والدرس ؛ فبدأت بقراءة الختمة المعروفة للموالين ولم تتخلف ولا مرة واحدة في حياتي في الاجابة للحصول على السيارة ؛ ومجرد ان انتهيت من الختمة واذا بسيارة كبيرة وتسمى في العراق في تلك الايام( دگ النجف) ؛ فهرع المسافرون ليركبوا وركبت معهم وكنت فرحا ومبتهجا ان سارجع لاهلي ؛ وتعلمون ان قلبي كان مكلوم ومجروح ويقطر دما يغطي فرحتي وبهجتي حينما كنت اتذكر بان امي قد شُد يديها على جسمها فلا تستطيع احتضان ولدها المشتاق لحنان امه حيث دُفنت في صحن امير المؤمنين عليه السلام وساذهب للبيت ولا ام تنتظرني بل اذهب كنحلة تبحث عن شجرة لتمتص رحيقها فتعود لتصنع العسل ولكن اين زهرتي فرحمة الله على كل ام طاهرة في الوجود .وهكذا كنت اغرق في بحر شوقي ولهفتي لحنان الام حتى اصل الى البيت في النجف الاشرف ؛ وحينما ركبنا في الباص كنت فرحا مسرورا بمجيئ الباص فناديت بأعلي صوتي ( افلح من صلي علي محمد وال محمد) وكنت متحمسا بندائي اشد التحمس حيث ناديت بالصلوات وانا واقف واحرك يدي في هتافي ؛ شكرا لله حيث سينقلنا الباص الى النجف الاشرف ؛ ولكن لم يجبني اي احد من الركاب ؛ وكان جالس بجنبي احد المسافرين ؛ وهو شاب كان اكبر مني في حدود العشر سنوات وهو يلبس النظارات ويحمل بيده مجموعة كتب وكأنه قد جاء من الكلية ؛ وامامي مجموعة من الركاب وهم قرويين يرتدون الملابس العراقية" العقال واليشماغ العراقي"
    كنت جالس وأنا في حالة يرثى لها من خجلي وحيائي حيث تحمست كثيرا في ندائي بالصلوات ولكن لم يجبني اي انسان من المسافرين ؛ فبدءت افكر بوضع الشيعة وكيف ان البعثيين استطاعوا مسخهم ومسخ فطرتهم الولائية واذا بالسائق يفتح المذياع وكانت تقرء المطربة ... وباشعار من القريض الذي لايفهمه الا المثقفين بالادب العربي ؛ واذا بهذا القروي الجالس امامي ينادي باعلى صوته باللهجة العراقية (ما اتصعدهههه...)
    وبقوله هذا ازددت الما وقلت سبحان الله لم يجبني احدا منهم وانا ادعوهم للاجر والثواب وغفران الذنوب كما في الرواية عن النبي صلى الله عليه واله وعن اهل بيته عليهم السلام كما في كتاب
    الكافي 2 492
    عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:
    قَالَ إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله : فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه واله صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَمْ يَبْقَ شَيْ‏ءٌ مِمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ إِلَّا صَلَّى عَلَى الْعَبْدِ لِصَلَاةِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ صَلَاةِ مَلَائِكَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَرْغَبْ فِي هَذَا فَهُوَ جَاهِلٌ مَغْرُورٌ قَدْ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ
    وفي مستدرك‏الوسائل 5 334
    وَ عَنْهُ صلى الله عليه واله: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً لَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ ذَرَّةٌ
    وفي نفس المصدر :
    وَ قَالَ صلى الله عليه واله : مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً لَمْ يَبْقَ لَهُ مِنْ ذُنُوبِهِ ذَرَّةٌ
    فانما ازددت ألما لاني ادعوهم لهذا الخير كله ولم يجبني احد منهم بينما يطلب هذا القروي من السائق ان يزيد صوت الغناء المحرم حيث سيكون الباص بيت غناء لا تستجاب فيها الدعوة ولا تامن فيها الفجيعة:
    الكافي 6 433
    قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام:
    بَيْتُ الْغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ وَ لَا تُجَابُ فِيهِ الدَّعْوَةُ وَ لَا يَدْخُلُهُ الْمَلَكُ
    فاردت ان أُخجل هذا القروي امام الناس لحرقة قلبي _ ارجو عدم ملامتي لاني في تلك الايام كنت شابا في حدود الثامن عشر من عمري او ازيد سنة لا اتذكر بالضبط _ فناديت باعلى صوتي حجي ماتقول هذه المطربة باشعارها هذه ؟؟
    لاني كنت على يقين ان هذا القروي لا يفهم حتى كلمة واحدة من غنائها وشعرها ؛ بينما هذا القروي لم يتاخر في جوابي ولا لحظة واحدة واسرع قائلا:
    ( عمي ما افهم شيئ ولكن على "الطربگه")
    فلما اجاب بهذا الجواب سَكَت ُّ.
    فاحس جاري الجالس بجنبي كيف اصبحت كالسمكة المبلولة في الزيت الحار؛ احترق واتلوى من المي؛ فحنّ لي ورقّ وقال لي:
    اخي انظر الى هذه الساحة وكانت السيارة قد وصلت الى ساحة "ام الطبول" في بغداد وكان في وسط الميدان نافورة وهي تُصعد الماء بالوان متنوعة وكانت جدا جميلة في تلك الايام وجديدة ثم قال لي جاري الشاب :
    اني ادرس القانون والسياسة في صوفيا وهناك ساحة فيها مثل هذه النافورة بالضبط .
    فعرفت من قوله هذا انه يريد ان يخفف عن كاهلي ما اعاني من اللوعة والاذى ويلقي على قلبي المحروق ماء المواسات بحنانه فنعم الجار كان لي جزاه الله خيرا لأنه تحدث لي بقضايا كانت سبب تحول كبير في حياتي ؛ بل اني استطيع ان اقول انه كان السبب في يقظتي في حياتي المستقبلية انها من بركة الصلاة على محمد واله .
    قال لي الشاب:
    اخي انا احسست كيف تألمت لعدم اجابتهم لدعوتك لهم للخير الكثير فلا تتالم؛ فان الله سبحانه سيؤجرك وسانقل لك خلاصة وعصارة ما درسناه في كلية القانون والسياسة لاسليك عما حدث ؛ فبقوله هذا فكرت في نفسي قد يكون قوله هذا هداية من الله تعالى لما عانيت من سوء ادب المسافرين مع رسول الله صلى الله عليه واله الكرام .
    قال ان اكثر الحكومات في العالم انما تحكمها عصابات مدعومة من قبل اليهود الا الاندر من الحكومات التي هي مستقلة ؛ تابع قائلا : ان هذه العصابة تنشطر قبل الحكم الى شطرين ؛ قسم يستلمون الحكم بوعود كاذبة كثيرة يعطوها لشعوبهم والقسم الاخر يكونون مخالفين بالظاهر للحكومة الحاكمة ليجمعون حولهم من يخالفهم فيستفيدوا بعملهم هذا اولا : معرفة المخالفين للحكومة ؛ وثانيا : يطمئنوا بان الضرر من هؤلاء لا يصيبهم لانهم اصبحوا من ضمن العصابة الحاكمة واقعا ؛ الى ان يصل تذمر المخالفين للحكم الى درجة لا يتحملون الحكومة الحاكمة ؛ فتاتي الفئات المخالفة بقيادة الشطر الثاني من العصابة فيزيلوا الفئة الحاكمة ويحكموا هم فيكون الشطر الثاني من العصابة هم حكام البلد. وهكذا ....
    وكانت في تلك الايام تصدر مجلة في العراق باسم الف باء وفيها ينتقدون حكومة البعث؛ فكنت كلما قرأت فيها انتقاد للفئة الحاكمة تذكرت كلمة المثقف هذا ولم اغتر بالمخالفين واسكت ثم اترحم علي هذا الشاب ووالديه لنصيحته لي الى ان مرت الايام وانكشف حال المجلة وهي نفس ما قاله ذلك الشاب كانت هي مجلة تابعة للحكومة و بانتقادها اردوا ان يكتشفوا المناهضين لحكومتهم .
    بينما اليوم وفي مسيري الى الكاظمين من النجف الاشرف واجابة الناس لصلوات المنادي تذكرت كل هذه الاحداث
    التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني; الساعة 04-10-2011, 10:55 AM.

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 12

    ورجعت الى بيت اخي ابو ميثم حفظه الله تعالى ووجدتهم واولاده في لهفة
    الانتظار ؛ والمائدة جاهزة فجلسنا معا وبدءنا بالاكل ونحن نتحدث عن الاربعين الحسيني وكيف ان الطغات مع غطرستهم وتكبرهم لم يستطعوا الوقوف امام المشي الى كربلاء الحزن .
    فقال اخي ابو بشير "وهو اكبر مني واصغر من اخي ابو ميثم" : كان في اواخر الحكم البائد رجل من كبار الامن العراقي فقد حُوّل اليه امر الوقوف والصد للزوار الماشين الى كربلاء الحزن ؛ ولكنه اعتذر عن قبول هذه المهمة ؛ فقيل له لماذا تخالف اوامر قيادة الثورة ؟
    فقال : لاني كنت عقيما وكلما عالجت لارزق الذرية فلم ارزق الى ان اشار احدهم لي ان انذر المشي الى الامام الحسين عليه السلام فان نذرت فسيرزقك الله سبحانه الذرية ؛ ومباشرة بعد النذر رزقت العام الماضي وانا في هذه السنة لابد ان اذهب مشيا مع الزائرين ؛ وافعلوا بي ما احببتم لاني اخشى على ولدي من الموت ان لم اذهب.
    ولما انتهينا من الاكل وذهبنا للنوم جلست نصف الليل وانا افكر في عظمة الزيارة ؛ وابرمج ليوم غد ؛ واذا باخي العزيز ابو ميثم جاء لي بالحليب الدافئ بدفئ الحنان الحسيني ؛ فعرفت امرا مهما وهو ان الكرم الحسيني الذي وفق له الشيعة في طريق الامام الحسين عليه السلام اثر كثيرا على طبائع العراقيين ؛ حيث انهم يفكرون قائلين مهما قدمنا لضيفنا الزائر فلا يساوي ذرة مما يقدمه الموالين في طريق المشاة لكربلاء ؛ لذلك كنت اجد اخي العزيز يقوم لي بخدمات فوق الضيافة والكرم بحيث تفهم منها انه يريد ان يقدم مهجته لامامه عليه السلام ؛ بل انها روحه بيده لا يعرف كيف يجعلها رخيصة حينما يقدمها لمن يمتثل امر ائمته في زيارة امامه الشهيد
    نعم تجد هذا الكرم واضحا وجلي وهم خجلون لانهم يشعرون انهم لم يقدموا ما يحلق بروحهم في اجواء تقديم المستحيل ...اليس هذا هو خلق القرآن الكريم:
    وَ الَّذينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى‏ رَبِّهِمْ راجِعُونَ (60)(المومنون)
    الكافي 2 456 باب محاسبة العمل .....
    عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تُعْرَفَ فَافْعَلْ وَ مَا عَلَيْكَ أَلَّا يُثْنِيَ عَلَيْكَ النَّاسُ وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ قَالَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ رَجُلٍ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً وَ رَجُلٍ يَتَدَارَكُ مَنِيَّتَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ أَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ اللَّهِ لَوْ سَجَدَ حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَلَا وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّنَا وَ رَجَا الثَّوَابَ فِينَا وَ رَضِيَ بِقُوتِهِ نِصْفِ مُدٍّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ مَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ وَ مَا أَكَنَّ رَأْسَهُ وَ هُمْ وَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ وَدُّوا أَنَّهُ حَظُّهُمْ مِنَ الدُّنْيَا وَ كَذَلِكَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى‏ رَبِّهِمْ راجِعُونَ ثُمَّ قَالَ مَا الَّذِي آتَوْا آتَوْا وَ اللَّهِ مَعَ الطَّاعَةِ الْمَحَبَّةَ وَ الْوَلَايَةَ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ لَيْسَ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَكٍّ وَ لَكِنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يَكُونُوا مُقَصِّرِينَ فِي مَحَبَّتِنَا وَ طَاعَتِنَا .
    سالني اخي ابو ميثم ماذا ستعمل اليوم ؟
    قلت له : اريد الذهاب لزيارة الامامين الكاظمين عليهما السلام فاني قد اشتقت لزيارتهما كثيرا ومن هناك اذهب لزيارة الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء .
    وبعد تناول الافطار تهيأت للسفر ؛ وذهبت الى موضع السيارات التي تنقل المسافرين من اطراف مدينة النجف الاشرف الى بعض المدن العراقية الاخرى وهو المعروف "بكراج كربلاء" ولما ركبت الفت انتباهي امرا ؛ لعنت فيه كل ظالم وشكرت فيه نعمة الباري تعالى على ما بدل وحول من احوال العراق حيث ..
    صرخ احد الركاب قائلا افلح من صلى على محمد وال محمد )
    واجاب الركاب نداءه بالصلوات فكأنهم بجوابهم رضوان الله عليهم رموا بي الى ما قبل 35 سنة حيث كان الصلوات مخيفا للطغاة وأن من يجيب المنادي بها وكأنه متخلف ؛ وقد لا يكون في نفسه معتقدا بهذا الاعتقاد لكنه خوفا من الحكم الجائر يتظاهر بهذا التطور بزعمه ؛ والعجيب ان القرويين الذين كنا نأمل بهم ان يكونوا هم من اهل البساطة وعدم التعقيد في الاعتقاد ؛ فان الكثير منهم شملهم مكروب الظالم الجائر ؛ بحيث كنا نسافر ليلة الجمعة عادة من بغداد الى النجف الاشرف ؛ وناتي من الكلية الى منطقة توقف السيارات وتسمى "علاوي الحلة" وحدثت معي حادثة مهمة تذكرتها الان حينما اجاب الركاب نداء الصلوات

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 11

    ثم بدأت اناجي امير المؤمنين عليه السلام قائلا:
    سيدي يا امير المؤمنين عليك صلوات الله كم ابتليت بجهل الناس قديما وحديثا بل وبجهل من ادعى انه عرفك!
    ومن عرفك ؟ والنبي الاكرم صلى الله عليه واله قال كما في :
    تأويل‏الآيات‏الظاهرة 145
    يا علي ما عرف الله إلا أنا و أنت و لا عرفني إلا الله و أنت و لا عرفك إلا الله و أنا
    وكيف للمحدود بحدود جهله ان يعرف من لم يحده ربه .
    عجبا للانسان لم يُعَجّز خالقه ان يعطي علمه لنملة بينما ان نقلت له معجزة عن امامه استعظمه
    سيدي انت القائل :
    "إِنَّ الْحَقَّ وَ الْبَاطِلَ لَا يُعْرَفَانِ بِالنَّاسِ وَ لَكِنِ اعْرِفِ الْحَقَّ بِاتِّبَاعِ مَنِ اتَّبَعَهُ وَ الْبَاطِلَ بِاجْتِنَابِ مَنِ اجْتَنَبَه‏".
    حبيبي يا امير المؤمنين عليك صلوات الله ان في اعتقادي بان كل كرامة ومنقبة ومعجزة نقلت عنك فانما هي دون مقامك وعلو شانك بل انا اقر امامك سيدي باني اعترف واعتقد بمقاماتك التي هي لك عند ربك ولم تبوح بها لضعفنا كما قلت سيدي :
    ِ"وَ لَقَدِ انْدَمَجْتُ عَلَى عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لَاضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ الْبَعِيدَة"
    فانا سيدى اعتقد وادين الله بذلك العلم الذي لم تبوح به
    سيدي يا امير المؤمنين عليك صلوات الله تعالى
    ان اعتقادي بك ان هذا الضريح لم يكن حاجزا بين قلبي وعلمك به ؛ وبماذا ابيح لك من همومي وهموم من اوصاني ان انقل لك همومه من احبائي واخواتي واخوتي في وطني وقراباتي واصدقائي الذين اوصوني بالدعاء لهم ونقل همومهم اليك وانت اعلم بهم وبما ياملون منك سيدي ؛ وانت هو من اعطاك ذوالجلال والاكرام القدرة والكمال ؛ فافض علينا و عليهم من حلمك لغفلتنا وغفلتهم واشفع لنا و لهم بغفران ذنوبنا و ذنوبهم ومد يد كرمك الذي عُرفت به حيث تاكل اليابس من الخبز وتطعم من لا يعرف قدرك الذ الطعام ؛ فافض علينا من جودك بقضاء حوائجنا للدارين واعطنا فوق ما نامله منك يا حبيب قلوبنا .
    وكنت قد كتبت اسماء من اوصاني بالدعاء نسخا متعددة وحيث كان الحرم مزدحما جدا فطلبت من شاب من الماشين الى كربلاء الحزن وهو متمسك بالضريح ان يلقي الاسماء التي طبعتها بجهاز الطابعة التي في مكتبتي فالقاها في الضريح . فقلت في نفسي والحمد لله حيث اصبح هذا الزائر واسطة بيني وبين اميري ولعله يكون سبب ان يجاب ادعيتنا بشفاعته الغير مقصودة
    ثم استاذنت من امير المؤمنين عليه السلام للانصراف لبعض شاني :
    ِِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيم‏

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 10

    ثم سرت الى حرم امير المؤمنين عليه السلام واذا بي ارى في الحرم قمرا يسير على الارض فتنحيت جانبا وقلت ودموعي على خدي سبحان الله أقمرا سائرا يمشي على ارض الحرم ...؟!
    دققت النظر من بين الزائرين افي خيال انا ...لا... لا..
    انه قمر يمشي على ارض الحرم ؛ كانت فتاة صغيرة قد يكون عمرها حدود 8 سنوات لكنها فاقدة الرجلين بمعنى ان رجليها كانت كوردتان لم تتفتحا والحرم مزدحم في ايام الاربعينية ؛ فكان مسؤول الحرم يوسع لها طريقها من بين الزائرين وكان يسير خلفهم رجل اخر والظاهر هو ابوها وكانوا يفتحوا لها الطريق لكي لا يتجاسر على احد حريمها في حرم ابوها امير المؤمنين عليه السلام نعم ابوها!!
    اليس قال رسول الله صلى الله عليه واله كما في كتاب :
    بحارالأنوار ج 36 ص 11
    قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله يَا عَلِيُّ أَنَا وَ أَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مِنْ حُقُوقِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ أَنْ يَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِمْ فِي الْأَوْقَاتِ لِيَكُونَ فِيهِمْ أَدَاءُ حُقُوقِهِمْ
    بحارالأنوار 36 8 باب 26- أن الوالدين رسول الله و أمي
    وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ بِحَقِّهِمَا عَارِفاً وَ لَهُمَا فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ مُطِيعاً يَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ أَفْضَلِ سُكَّانِ جِنَانِهِ وَ يُسْعِدُهُ بِكَرَامَاتِهِ وَ رِضْوَانِهِ وَ قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَنْ عَرَفَ حَقَّ أَبَوَيْهِ الْأَفْضَلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام وَ أَطَاعَهُمَا حَقَّ الطَّاعَةِ قِيلَ لَهُ تَبَحْبَحْ فِي أَيِّ الْجِنَانِ شِئْتَ وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام إِنْ كَانَ الْأَبَوَانِ إِنَّمَا عَظُمَ حَقُّهُمَا عَلَى أَوْلَادِهِمَا لِإِحْسَانِهِمَا إِلَيْهِمْ فَإِحْسَانُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام إِلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ فَهُمَا بِأَنْ يَكُونَا أَبَوَيْهِمْ أَحَقُّ وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ قَدْرُهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ قَدْرُ أَبَوَيْهِ الْأَفْضَلَيْنِ عِنْدَهُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام مَنْ رَعَى حَقَّ أَبَوَيْهِ الْأَفْضَلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام لَمْ يَضُرَّهُ مَا ضَاعَ مِنْ حَقِّ أَبَوَيْ نَفْسِهِ وَ سَائِرِ عِبَادِ اللَّهِ فَإِنَّهُمَا يُرْضِيَانِهِمَا بِسَعْيِهِمَا وَ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام يُعَظَّمُ ثَوَابُ الصَّلَاةِ عَلَى قَدْرِ تَعْظِيمِ الْمُصَلِّي عَلَى أَبَوَيْهِ الْأَفْضَلَيْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عليه السلام وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام أَ مَا يَكْرَهُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُنْفَى عَنْ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ الَّذَيْنِ وَلَدَاهُ قَالُوا بَلَى قَالَ فَلْيَجْتَهِدْ أَنْ لَا يُنْفَى عَنْ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ اللَّذَيْنِ هُمَا أَبَوَاهُ أَفْضَلَ مِنْ أَبَوَيْ نَفْسِهِ وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام إِذْ قَالَ رَجُلٌ بِحَضْرَتِهِ إِنِّي لَأُحِبُّ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً عليه السلام حَتَّى لَوْ قُطِّعْتُ إِرْباً إِرْباً أَوْ قُرِضْتُ لَمْ أَزَلْ عَنْهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام لَا جَرَمَ أَنَّ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً عليه السلام يُعْطِيَانِكَ مِنْ أَنْفُسِهِمَا مَا تُعْطِيهِمَا أَنْتَ مِنْ نَفْسِكَ إِنَّهُمَا لَيَسْتَدْعِيَانِ لَكَ فِي يَوْمِ فَصْلِ الْقَضَاءِ مَا لَا يَفِي مَا بَذَلْتَهُ لَهُمَا بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام مَنْ لَمْ يَكُنْ وَالِدَا دِينِهِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ عليه السلام أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ وَالِدَيْ نَسَبِهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي حِلٍّ وَ لَا حَرَامٍ وَ لَا قَلِيلٍ وَ لَا كَثِيرٍ وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَنْ آثَرَ طَاعَةَ أَبَوَيْ دِينِهِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ عَلَى طَاعَةِ أَبَوَيْ نَسَبِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَأُوثِرَنَّكَ كَمَا آثَرْتَنِي وَ لَأُشَرِّفَنَّكَ بِحَضْرَةِ أَبَوَيْ دِينِكَ كَمَا شَرَّفْتَ نَفْسَكَ بِإِيثَارِ حُبِّهِمَا عَلَى حُبِّ أَبَوَيْ نَفْسِكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِي الْقُرْبى‏ فَهُمْ مِنْ قَرَابَاتِكَ مِنْ أَبِيكَ وَ أُمِّكَ قِيلَ لَكَ اعْرِفْ حَقَّهُمْ كَمَا أَخَذَ بِهِ الْعَهْدَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَعَاشِرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ بِمَعْرِفَةِ حَقِّ قَرَابَاتِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ هُمُ الْأَئِمَّةُ بَعْدَهُ وَ مَنْ يَلِيهِمْ بَعْدُ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ دِينِهِمْ
    فلما دققت النظر اليها وجدت هذه الفتاة قد رُسم على فمها ابتسامة كأنها تسع كل هموم اللاجئين الى امامهم عليه السلام ؛ وكأنها اكثر سلامة من جميعهم ؛ نعم وهي كذلك لان السلامة سلامة البال لا سلامة الجسم ؛ والعافية عافية الروح لا عافية الاعضاء والعقل مغلوب بالشهوات .
    فبدأت بالزيارة وقلبي مكلوم للفتاة لانها ملكت كل مشاعري بابتسامتها الجميلة والمعبرة ؛ وكأنها تريد ان تقول لابوها وامامها امير المؤمنين عليه السلام سيدي لا يمنعني عنك عدم نمو غصنايّ ؛ وتعبر بابتسامتها المعبرة قائلة سيدى نفسي جُنينة من الرضا مفتحة ورودها من امل الاطمئنان للقضا.

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 9
    بدأت السيارة تقترب من النجف الاشرف ؛ وبدأت افكر ان لي اختين وأخويين في النجف الاشرف فلاي بيت ينبغي ان اذهب اليه من هؤلاء ؛ وفجأة تذكرت ان اخي الاكبر ابو ميثم حيث اتصل بي قبل سفري وهو لا يعلم بسفري قائلا وهو يبكي خلف الجوال .........
    فقلت له حبيبي ابو ميثم ما يبكيك ؟
    وكان يهمني بكاءه حيث انه اخي الاكبر مني بكثير وقد قال الامام الرضا عليه السلام في كتاب تهذيب‏الأحكام 7ج ص393
    *عَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ : الْأَخُ الْأَكْبَرُ بِمَنْزِلَةِ الْأَبِ
    وليتنا نمتثل هذه الاحكام الجميلة ونحترم كل فرد في العائلة وفي المجتمع بما امرنا اهل البيت عليهم السلام ؛ لساد السلام والاحترام جميع البشر .
    فقال لي :اخي رأيت امس رؤيا عجيبة. فقلت له وما هي ؟
    فقال رأيت كانك جئت الى بيتنا وانت ماسك بيدك وبتمام الاحترام امرأة طويلة القامة ؛ جليلة ومهيبة وانت تدخل بيتنا وفي البيت مجموعة من النساء المحترمات وكنت حزينا اشد الحزن انت والجليلة التي كانت معك .
    فقلت له اخي ان حلمك هذا تاويله واضح ؛ وهو انني عازم على السفر الى زيارة الامام الحسين عليه السلام في الاربعين ولكي امشي من النجف الاشرف بعد الاستاذان من امير المؤمنين عليه السلام الى كربلاء الحزينة فهذا يعني ان رؤياك بشارة كبيرة لي وهو ان حزني السرمد ؛ وقلبي المجروح لسيدتي زينب سيكون تسديدي في سفري الدنيوي نحو الاخرة ؛ وهو أمر لي ان احل في بيتك ان شاء الله وبشارة بوصولي سالما اليك ؛ وايضا لك بشارة لقبول ما تقدمه من خدمات لزوار الامام الحسين عليه السلام ان شاء الله تعالى .
    لذلك لم اتردد في ذهابي الى بيت اخي ابو ميثم .
    ولما وصلت السيارة الى النجف الاشرف قفز صاحبنا المرح المتفائل الراضي بظاهره بالقضاء والقدر على سقف السيارة وكأنه لم يكن للابتلاء في وجوده محل ؛ واخذ يناولنا الحقائب بكل نشاط وهو مبتسم وينادي بصوت ممزوج بابتسامة عذبه على( كيفكم اخواني الان اعطيكم كل الحقائب )
    فاخذت حقيبتي وكانت هناك سيارة تنتظر الركاب الواصلين فاستاجرت سيارة وذهبت الى بيت اخي واذا بالساعة هي الرابعة بعد الظهر وهم لم يتناولوا الطعام منتظرين لقدومي احتراما لما شاهد في منامه ؛ فجلسنا جميعا وتناولنا ما قسمه الله لنا ؛ لان الانسان لا ياكل الا ما قدر له وان لم يقدر له فلو دخل في فم الانسان لخرج منه كما ورد في فاجعة مسلم بن عقيل عليه السلام كما ينقل في كتاب :
    بحارالأنوار 44 354
    و قد اشتد بمسلم بن عقيل عليه السلام العطش و على باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن فيهم عمارة بن عقبة بن أبي معيط و عمرو بن حريث و مسلم بن عمرو و كثير بن شهاب و إذا قلة باردة موضوعة على الباب. فقال مسلم عليه السلام : اسقوني من هذا الماء فقال له مسلم بن عمرو : أ تراها ما أبردها لا و الله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم ( لعنة الله عليك وعلى من مهد لك من السابقين )
    فقال له ابن عقيل( عليه السلام ) ويحك من أنت؟
    فقال أنا الذي عرف الحق إذ أنكرته و نصح لإمامه إذ غششته و أطاعه إذ خالفته أنا مسلم بن عمرو الباهلي فقال له ابن عقيل( عليه السلام) لأمك الثكل ما أجفاك و أقطعك و أقسى قلبك أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم و الخلود في نار جهنم مني.
    ثم جلس فتساند إلى حائط و بعث غلاما له فأتاه بقلة عليها منديل و قدح فصب فيه ماء فقال له اشرب فأخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه و لا يقدر أن يشرب ففعل ذلك مرتين فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثناياه في القدح فقال:
    الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته (انتهى)
    وبعد ان تناولنا الطعام . واسترحت ثم تجاذبنا اطراف الحديث فقلت لاخي:
    سبحان الله كم كان طريق الكوت مزدحما حيث انهقريب الحدود الايرانية العراقية ومنه الى النجف الاشرف والناس كانهم السيل من اعلى قمم الجبال الشامخة بشموخ العز والولاء لآل الرسول صلى الله عليهم اجمعين الى الوادي ذو الارض الخصبة بورود استقبال اهل الولاء ؛ فقال اخي ومنذ 15 يوما والناس هكذا بدون انقطاع .
    فقلت : سبحان الله وكم سيكون ما يبذلون - مع هذا الغلاء - من الاموال ليقدموا هذه الخدمات ؟
    فقال اخي : مع كل هذا وهم يبكون لانهم يشعرون بانهم مقصرون في حق الزائرين .والشعور بالتقصير من اجمل خلال المؤمنين كما في هذه الرواية المباركة :
    الكافي 2 73 باب الاعتراف بالتقصير ..
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قَالَ قَالَ أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنَ الْمُعَارِينَ وَ لَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ قَالَ قُلْتُ أَمَّا الْمُعَارُونَ فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ يُعَارُ الدِّينَ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ فَمَا مَعْنَى لَا تُخْرِجْنِي مِنَ التَّقْصِيرِ فَقَالَ كُلُّ عَمَلٍ تُرِيدُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَكُنْ فِيهِ مُقَصِّراً عِنْدَ نَفْسِكَ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ فِي أَعْمَالِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اللَّهِ مُقَصِّرُونَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ .
    الله اكبر ماهذا الكرم ؟
    حقا لو شاهد حاتم الطائي ما يبذله الموالين في العراق من مهجة قلوبهم رخيصا للزائرين لخجل امام هؤلاء الموالين ؛ ان البعض منهم قد باع حتى اثاث بيته ليكون مساهما فيما يقدمه لذوي قربى الرسول صلى الله عليه واله وريحانته ومحبوبه ومحبوب كل الشيعة الا وهو سيد الشهداء الحسين روحي فداه

    اترك تعليق:


  • سيد جلال الحسيني
    رد
    الفصل : 8

    فكرت ان اتوضأ لاني تذكرت هذه الرواية التي وردت في كتاب :
    الكافي ج 3 ص 70
    قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى عليه السلام :
    مَنْ تَوَضَّأَ لِلْمَغْرِبِ كَانَ وُضُوؤُهُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي نَهَارِهِ مَا خَلَا الْكَبَائِرَ وَ مَنْ تَوَضَّأَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ كَانَ وُضُوؤُهُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ فِي لَيْلَتِهِ إِلَّا الْكَبَائِرَ .
    وبعد ان توضأت فكرت هل سميت باسم الله ام لا ؟ لاني قرءت عن الامام الصادق عليه السلام انه قال كما في كتاب
    الكافي 3 16
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِذَا سَمَّيْتَ فِي الْوُضُوءِ طَهُرَ جَسَدُكَ كُلُّهُ وَ إِذَا لَمْ تُسَمِّ لَمْ يَطْهُرْ مِنْ جَسَدِكَ إِلَّا مَا مَرَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ .
    وركبنا السيارة جميعا وبدء سائقنا المتفائل بالخير يجد السير نحو النجف الاشرف بقلوبنا لا بسيارته ؛ والمشاة رجالا ونساء واطفالا وبنات وبنين كلهم يمشون من جانبي الطريق ؛ وكلما مرت السيارة مقدارا من الكلومترات واذا بخيمة منصوبة واصحابها يتوسلون بالزائرين لعرش الله ويقسمون على الناس قائلين :
    تعالوا يا زوار ابو علي ؛ تعالوا وكلوا من زاد ابو علي ..........
    قلت في نفسي:
    يارب كم جميل مذهب التشيع ؛ والله لو كنت غير مسلم واقرء عن هذا المذهب هذا النشاط الرباني العظيم الذي فيه لاحببته لانه مذهب حي نشيط متفائل ؛ المذهب الذي يمزج الدمعة بالابتسامة.
    تراه وخده قد قُسِّم الى شطرين ؛ يفرح بخد لفرح آل الرسول عليهم السلام ودموعه تسيرعلى خده الاخر لآلامهم وحزنهم ؛ فهو ضاحك باكي ؛ وشفتاه يتمتمان بالصلوات وقدميه تركضان قبل صاحبهما وكانهما يعلمان اين يراد بالسير بهما ؛
    اللهم لك الحمد عني وعن كل شيعي لم يلتفت لجمال مذهبه وعذوبة مسلكه
    كانت تسير بنا السيارة وانا افكر بما ارى من مناظر عديمة النظير في الوجود . واين تجد من يطعمك وهو يعتقد انك مننت عليه حين اكلت من زاده ؛ والعراق يمر بمرحلة المخاض والضيق والاضطراب الأمني .
    والذي ادهشني هو انهم لا يكتفون باطعام المشاة ؛ : بل كانوا يقفون امام كل سيارة تمر ويتوسلون بالركاب ان انزلوا وكلوا ثم اذهبوا .
    ومنهم من لا يكتفي بهذا القدر بل يرمي بالفواكه وعصيره والماء المعدني بالسيارات..
    سبحان الله اهو كرم ؟ ام افئدة تهوى الحسين عليه السلام .
    واي مذهب فيه هذا الاطعام وبهذا الشكل الواسع والرائع ؛
    يطعمك ويهنيك وانت تشعر بانك ارضيت ربك وشفيت بدنك ببركة الطعام الحسيني ؛ يقوم خدمة الامام الحسين بكل هذه الخدمات وهو يعلم بان كثير من المشاة قد لا يتفق معه في اتجاهاته السياسية ؛ لكن الآن الهدف واحد والسير الى مقصود واحد وهو ارضاء رسول الله صلى الله عليه واله وامتثال امر القرآن الكريم في حب ذوي قربى رسول الله صلى الله عليه واله .
    يارب وفقني ان اناجي القلوب هذه؛ بقلبي ؛ كنت وانا انظر اليهم يمشون على اقدامهم اقول : يارب ليتك تاذن لي ان افرش قلبي ومهجتي تحت اقدامهم ؛ وكنت اشعر باني لا استطيع ان اسيطر على مشاعري ؛ و اود ان انثر ورود الدنيا بعطرها على رؤسهم ثم اتحسر لضعفي ؛ ولكن اعود لرشدي حيث اقول ربي ارحم مني وهو قادر على مايشاء ولكنها الدنيا واختبار قلب المحب ؛

    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X