بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
هل تعلم على أي أساس يبتلينا الله أو يعافينا؟
نحن غارقون في نعم الله، نتقلب فيها ليل نهار، فهو الذي أرقدنا في مهاد أمنه وأمانه، وأيقظنا إلى ما منحنا من مننه وإحسانه..
ولكن قد يقرر الله تعالى أن يبتلي عبده المؤمن.. والسؤال هنا: ما هي القاعدة التي يتم على أساسها الابتلاء أو المعافاة؟
النقطة التي نريد أن نركز عليها؛ حتى نفهم الموضوع بصورة صحيحة، هي أن الكلام عن المؤمن، وليس عن كل مبتلى ولو لم يكن مؤمناً.. وحين نقول مؤمن فإننا نقصد ذلك العبد الذي يتحرك في اتجاه مرضاة الله؛ ولذلك تسوؤه سيئاته وتسره حسناته لأنه يزن أعماله على أساس مدى انسجامها مع توجهه العام.
إذاً على أي أساس ووفق أي قاعدة يختار الله لنا العافية أو البلاء؟
الجواب الصحيح عن هذا السؤال سنستقيه من رواية صحيحة السند عن أهل البيت عليهم السلام؛ وسوف تزيدنا هذه الإجابة محبة لله وقرباً منه إن شاء الله تعالى.
الجواب هو: أن الله يعاملنا على أساس المحبة.. نعم؛ أيها المؤمن.. إن الله يحبك، وعلى هذا الأساس يعافيك أو يبتليك.
تعال نقرأ ما رواه الشيخ الكليني بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليه السلام: يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ؛ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ؛ فَإِنِّي إِنَّمَا أَبْتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأُعَافِيهِ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأَزْوِي عَنْهُ مَا هُوَ شَرٌّ لَهُ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ عَبْدِي فَلْيَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي، وَلْيَشْكُرْ نَعْمَائِي، وَلْيَرْضَ بِقَضَائِي؛ أَكْتُبْهُ فِي الصِّدِّيقِينَ عِنْدِي إِذَا عَمِلَ بِرِضَائِي وَأَطَاعَ أَمْرِي.
إذا فالله تعالى يحب عبده المؤمن، وعلى هذا الأساس يعافيه أو يبتليه.
والبلاء والعافية، ما داما ينبثقان من حب الله لعبده؛ فهما خير له.
وبناء عليه: على العبد المؤمن أن يرضى بما يختاره الله له، سواء كان عافية أو بلاءً أو تأخير خير.
وهذا الرضا والصبر أيضاً له ثواب جزيل، وهو أن يجعل الله عبده ضمن الصديقين، وذلك بشرط أن يخضع العبد لما يرضي الله ولا يخرج من نطاق الطاعة والعبودية.
ولكن النقطة المهمة في الموضوع هي أن جميع ذلك يتفرع على الإيمان.. فعلينا أن نحقق الحالة الإيمانية في أنفسنا، وبعد ذلك نطمئن بأن محبة الله سوف تؤمِّن لنا كل الخير.
تنبيه: قد يكون الابتلاء ـ بالمرض مثلاً ـ يقوم على أساس العقاب للمؤمن، ولكن هذا العقاب أيضاً قائم على أساس المحبة؛ لأن العقاب يمكن أن يمثل عامل تنبيه وزجر للمؤمن لكي يكف عن بعض الأخطاء التي يضعف أمامها لولا التنبيه بالعقاب.
وأهمية هذا التنبيه تكمن في أننا ما دمنا ندرك أن البلاء يمكن أن يكون عقوبة؛ فإننا لن نغتر بالبلاء بحجة أنه لمجرد رفع الدرجة بسبب إيماننا واستقامتنا.
ومن المهم أن يبقى المؤمن مستشعراً لحالة التقصير؛ ولذا ورد الدعاء الشريف: (اللهم لا تجعلني من المعارين، ولا تخرجني من التقصير) .
ومما ينبغي أن يعلم أيضاً: أن بعض العباد لا يقاسون من البلاء طوال حياتهم؛ وذلك أيضاً نظر من الله ومصلحة، والله أدرى بما يصلح به أمر عبده.
والله ولي التوفيق.
للكاتب أدب الحوار
منقووول
نحن غارقون في نعم الله، نتقلب فيها ليل نهار، فهو الذي أرقدنا في مهاد أمنه وأمانه، وأيقظنا إلى ما منحنا من مننه وإحسانه..
ولكن قد يقرر الله تعالى أن يبتلي عبده المؤمن.. والسؤال هنا: ما هي القاعدة التي يتم على أساسها الابتلاء أو المعافاة؟
النقطة التي نريد أن نركز عليها؛ حتى نفهم الموضوع بصورة صحيحة، هي أن الكلام عن المؤمن، وليس عن كل مبتلى ولو لم يكن مؤمناً.. وحين نقول مؤمن فإننا نقصد ذلك العبد الذي يتحرك في اتجاه مرضاة الله؛ ولذلك تسوؤه سيئاته وتسره حسناته لأنه يزن أعماله على أساس مدى انسجامها مع توجهه العام.
إذاً على أي أساس ووفق أي قاعدة يختار الله لنا العافية أو البلاء؟
الجواب الصحيح عن هذا السؤال سنستقيه من رواية صحيحة السند عن أهل البيت عليهم السلام؛ وسوف تزيدنا هذه الإجابة محبة لله وقرباً منه إن شاء الله تعالى.
الجواب هو: أن الله يعاملنا على أساس المحبة.. نعم؛ أيها المؤمن.. إن الله يحبك، وعلى هذا الأساس يعافيك أو يبتليك.
تعال نقرأ ما رواه الشيخ الكليني بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليه السلام: يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ؛ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ؛ فَإِنِّي إِنَّمَا أَبْتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأُعَافِيهِ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأَزْوِي عَنْهُ مَا هُوَ شَرٌّ لَهُ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْهِ عَبْدِي فَلْيَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي، وَلْيَشْكُرْ نَعْمَائِي، وَلْيَرْضَ بِقَضَائِي؛ أَكْتُبْهُ فِي الصِّدِّيقِينَ عِنْدِي إِذَا عَمِلَ بِرِضَائِي وَأَطَاعَ أَمْرِي.
إذا فالله تعالى يحب عبده المؤمن، وعلى هذا الأساس يعافيه أو يبتليه.
والبلاء والعافية، ما داما ينبثقان من حب الله لعبده؛ فهما خير له.
وبناء عليه: على العبد المؤمن أن يرضى بما يختاره الله له، سواء كان عافية أو بلاءً أو تأخير خير.
وهذا الرضا والصبر أيضاً له ثواب جزيل، وهو أن يجعل الله عبده ضمن الصديقين، وذلك بشرط أن يخضع العبد لما يرضي الله ولا يخرج من نطاق الطاعة والعبودية.
ولكن النقطة المهمة في الموضوع هي أن جميع ذلك يتفرع على الإيمان.. فعلينا أن نحقق الحالة الإيمانية في أنفسنا، وبعد ذلك نطمئن بأن محبة الله سوف تؤمِّن لنا كل الخير.
تنبيه: قد يكون الابتلاء ـ بالمرض مثلاً ـ يقوم على أساس العقاب للمؤمن، ولكن هذا العقاب أيضاً قائم على أساس المحبة؛ لأن العقاب يمكن أن يمثل عامل تنبيه وزجر للمؤمن لكي يكف عن بعض الأخطاء التي يضعف أمامها لولا التنبيه بالعقاب.
وأهمية هذا التنبيه تكمن في أننا ما دمنا ندرك أن البلاء يمكن أن يكون عقوبة؛ فإننا لن نغتر بالبلاء بحجة أنه لمجرد رفع الدرجة بسبب إيماننا واستقامتنا.
ومن المهم أن يبقى المؤمن مستشعراً لحالة التقصير؛ ولذا ورد الدعاء الشريف: (اللهم لا تجعلني من المعارين، ولا تخرجني من التقصير) .
ومما ينبغي أن يعلم أيضاً: أن بعض العباد لا يقاسون من البلاء طوال حياتهم؛ وذلك أيضاً نظر من الله ومصلحة، والله أدرى بما يصلح به أمر عبده.
والله ولي التوفيق.
للكاتب أدب الحوار
منقووول
تعليق