((المُحَصِّلاتُ والمَردُوداتُ القيَميّة من إحياء زيارة الأربعين الشريفة ))
======================== ===
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.
إنّ الظفرَ والإمساك بالنتيجة أوالغاية هو أمرٌ مهم جداً في حياة الأنسان الواعي بشكل عام
فكلنا يسعى لتحقيق أهداف مخصوصة قد رسمها في ذهنه كالنجاح في الدراسة مثلا أو الوصول إلى قصدٍ ما يبغيه .
وأقدس غاية في حياتنا الإيمانية هو تحقيق رضا ألله تعالى ورسوله والأئمة المعصومين:ع:
وخاصة رضا الإمام الحسين:ع: الذي عبّرفي يوم عاشوراء في قوله :ع:
(( رضا ألله رضانا أهل البيت ))
إنظر/اللهوف /السيد ابن طاووس/ص126.
وعلى هذا الأساس القيمي والإيماني الذي يؤكّد على أنّ رضا ألله تعالى يتحقق برضا المعصوم:ع:
فلابُدّ لنا من تحصيل القدرالمُتَيَقَن من رضا الإمام الحسين:ع:
وقطعاً أنّ الإمام الحُسين :ع: سيرضى عنا
إن تمسكنا وإعتبرنا بمنهجه الشريف منهج الحرية والكرامة الإنسانية.
ويتحقق ذلك التمسك الواعي بمنهج الإمام الحسين :ع:
بفهمنا العلمي لإهداف نهضة عا شوراء
وإتخاذها محطة للوقوف على إصلاح أنفسنا ومجتمعنا وبشكل دوري من كل عام
فإحياء زيارة الأربعين يعني إحياء الفكر الحر والإرادة الصُلبة وتقويم السلوك
ورفض التسلط البشري .
لأنّ الإنسان المؤمن يجب أن يكون حُرّا في طاعته لله ولمنهجه السديد , ولايكون عبدا لشهواته أولرغبات الآخرين السيئة.
كما قال الإمام علي/ع/:
(( لاتكن عبدَ غيركَ وقد خلقك أللهُ حُرا))
إنظر/نهج البلاغة/تحقيق صبحي الصالح/الكتاب/31.
إنّ نهضة الإمام الحُسين:ع: تفرض علينا مسؤولية أخلاقية وعقدية وإيمانية من باب الوفاء
بالعهد بيننا وبين ولاية أئمتنا:ع:
فولايتهم:ع: عهدُ مُقدّس عهده ألله تعالى لنا
حيث قال تعالى:
(( وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولا ))الإسراء/34.
وقد أكّدَ الأمام علي الرضا :ع:
على هذا المعنى القيّم حيث قال:ع:
(( إنّ لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته
وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحُسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا
بما رغَّبوا فيه كان أئمته شفعاءه يوم القيامة ))
:الكافي :الكليني:ج4:ص567.
وهنا يتضح مفهوم ومعنى الإحياء لزيارة المعصومين جليّا وصراحة
بحيث يجعل الأمام الرضا :ع: التشيع والولاء للأئمة المعصومين:ع:
عهداً معهودا
لذا يجب الوفاء به لأئمتنا الذين مضوا ولإمام وقتنا المهدي:ع: عجّل ألله فرجه الشريف.
فزيارة قبورالأئمة المعصومين:ع:
يجب أن تكون عن رغبة إيمانية في ذات المؤمن
وتصديقا منه لما تركوا من سُنّة حسنة وسديدة تنفع في الدنيا والأخرة.
وأصدق مسؤولية هنا في الإحياء
هي تحمل الإمانة التكليفية على مستوى ذاتنا أو مجتمعنا
كما قال رسول الله :صلى الله عليه وآله وسلّم:
((كلكم مسؤول وكلكم مسؤول عن رعيته))
إنظر/صحيح البخاري/ج1/ص160.
والمسؤولية تبدأ من إلتزام السير على الصراط المُستقيم والثبات عليه والوصول إلى نهايته
وتنتهي بلقاء ألله تعالى ورسوله والمعصومين ورجاء رحمته وغفرانه,
فكل تلك المفردات هي مسؤولية مفروضة علينا في عالم الحياة الدنيا عالم الإمتحان والإختبار.
وسلام على الحسين في العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي::النجف الأشرف::
تعليق