بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين وعلى آله وصحبه أجمعين .
هذه الشبهة قديمة قد أثارها النصارى في عهد قديم , وقد رأيت لأحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميه رداً عليها مما يدلك أن العلمانيين والشيعة وأضرابهما .....النصارى ..
وإليك الجواب :
قال الإمام مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة متى الساعة فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم.
ورواه البخاري حَدَّثَنِي صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :
كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ . قَالَ هِشَامٌ يَعْنِي مَوْتَهُمْ .
وقد رواه الإمام مسلم من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : مَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ يُؤَخَّرْ هَذَا ، فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " .
ورواه البخاري عن أنس مطولاً بلفظ
قال : ثنا عمرو بن عاصم ، قال : ثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رجلا من أهل البادية ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، متى الساعة قائمة ؟ قال : " ويلك ، وما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها ، إلا أني أحب الله ورسوله ، قال : " إنك مع من أحببت ، " فقلنا : ونحن كذلك قال : " نعم ، " ففرحنا يومئذ فرحا شديدا ، فمر غلام للمغيرة بن شعبة ، وكان من أقراني ، فقال : " إن أخر هذا ، فلن يدركه الهرم ، حتى تقوم الساعة " .
ذهب الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله إلى أنه لا مانع أن يكون الغلام أصله من البادية وقد خدم المغيرة بن شعبة وهو من أزد شنوءة، فجمع بين الروايات المختلفة بهذا الجمع.
فدل على أن القصة واحدة وإن تعددت مروياتها ..
فهل يقصد رسول الله تحديد موعد الساعة حتى يقال كذب البخاري ومسلم في روايتهما لهذا الحديث ؟
رغم أن القصد واضح وأبين مما يستوضح بشأنه , أن المرء إذا مات فقد قامت قيامته بموته وقامت ساعته .
قال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم بعد حديث أنس المذكور آنفاً :
وهذه الروايات تدل على تعداد هذا السؤال والجواب، وليس المراد تحديد وقت الساعة العظمى، إلى وقت هرم ذاك المشار إليه، وإنما المراد أن ساعتهم وهو انقراض قرنهم وعصرهم قصاراه أنهى إلى مدة عمر ذلك الغلام، كما تقدم. وفي الحديث: "تسألوني عن الساعة، فإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة".
ويؤيد ذلك رواية عائشة: "قامت عليكم ساعتكم".
وذلك أن من مات فقد دخل في حكم القيامة فعالم البروج قريب من عالم يوم القيامة، وفيه من الدنيا أيضاً، ولكن هو أشبه بالآخرة، ثم إذا تناهت المدة المضروبة للدنيا، أمر الله بقيام الساعة، فيجمع الأولون والآخرون لميقات يوم معلوم، كما سيأتي بيان ذلك من الكتاب والسنّة وبالله المستعان .ا-هـ
وقد ورد حديث يبين معنى موت الرجل قيامته لكن لايصح وقد رواه الديلمي وأبو نعيم في الحلية عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ :"إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته"
ورواه العسكري بلفظ "الموت القيامة إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته يرى ما له من خيرٍ وشرٍ " ولايصح في سنده داود بن المحبر كذبه الإمام أحمد .
قال الطبري "وكانت جماعةٌ تقول: قيامة كلِّ نفسٍ موتها. ذكرُ مَن قال ذلك: حدثنا أبو كُريبٍ قال ثنا وكيعٌ عن سفيانَ ومسعرٍ عن زيادِ بنِ علاقةَ عن المغيرةِ بنِ شُعبةَ قال: يقولون القيامة القيامة، وإنما قيامة أحدهم موته)).
قال الألباني : رجال إسناد هذا السند، رجال الصحيح.
وللطبراني من رواية سفيان بن أبي قيس قال : شهدت جنازة فيها علقمة فلما دفن قال : أما هذا فقد قامت قيامته .
ونظير ذلك قول رسول الله " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة" رواه البخاري من حديث أبي هريرة , فلا يقال قد وسُد الأمر فعلاما لم تقم الساعة ؟
لأنه ثمة فرق بين باب الإخبار بالشيء وبين تحديد الموعد لذا كان يخبر رسول الله بإماراتها كما في الحديث .
هذا والحمد لله رب آلعالمين .
والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين وعلى آله وصحبه أجمعين .
هذه الشبهة قديمة قد أثارها النصارى في عهد قديم , وقد رأيت لأحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميه رداً عليها مما يدلك أن العلمانيين والشيعة وأضرابهما .....النصارى ..
وإليك الجواب :
قال الإمام مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة متى الساعة فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم.
ورواه البخاري حَدَّثَنِي صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :
كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ مَتَى السَّاعَةُ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ فَيَقُولُ إِنْ يَعِشْ هَذَا لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ . قَالَ هِشَامٌ يَعْنِي مَوْتَهُمْ .
وقد رواه الإمام مسلم من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : مَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ يُؤَخَّرْ هَذَا ، فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " .
ورواه البخاري عن أنس مطولاً بلفظ
قال : ثنا عمرو بن عاصم ، قال : ثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس ، أن رجلا من أهل البادية ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، متى الساعة قائمة ؟ قال : " ويلك ، وما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها ، إلا أني أحب الله ورسوله ، قال : " إنك مع من أحببت ، " فقلنا : ونحن كذلك قال : " نعم ، " ففرحنا يومئذ فرحا شديدا ، فمر غلام للمغيرة بن شعبة ، وكان من أقراني ، فقال : " إن أخر هذا ، فلن يدركه الهرم ، حتى تقوم الساعة " .
ذهب الحافظ ابن حجر عليه رحمة الله إلى أنه لا مانع أن يكون الغلام أصله من البادية وقد خدم المغيرة بن شعبة وهو من أزد شنوءة، فجمع بين الروايات المختلفة بهذا الجمع.
فدل على أن القصة واحدة وإن تعددت مروياتها ..
فهل يقصد رسول الله تحديد موعد الساعة حتى يقال كذب البخاري ومسلم في روايتهما لهذا الحديث ؟
رغم أن القصد واضح وأبين مما يستوضح بشأنه , أن المرء إذا مات فقد قامت قيامته بموته وقامت ساعته .
قال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم بعد حديث أنس المذكور آنفاً :
وهذه الروايات تدل على تعداد هذا السؤال والجواب، وليس المراد تحديد وقت الساعة العظمى، إلى وقت هرم ذاك المشار إليه، وإنما المراد أن ساعتهم وهو انقراض قرنهم وعصرهم قصاراه أنهى إلى مدة عمر ذلك الغلام، كما تقدم. وفي الحديث: "تسألوني عن الساعة، فإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة".
ويؤيد ذلك رواية عائشة: "قامت عليكم ساعتكم".
وذلك أن من مات فقد دخل في حكم القيامة فعالم البروج قريب من عالم يوم القيامة، وفيه من الدنيا أيضاً، ولكن هو أشبه بالآخرة، ثم إذا تناهت المدة المضروبة للدنيا، أمر الله بقيام الساعة، فيجمع الأولون والآخرون لميقات يوم معلوم، كما سيأتي بيان ذلك من الكتاب والسنّة وبالله المستعان .ا-هـ
وقد ورد حديث يبين معنى موت الرجل قيامته لكن لايصح وقد رواه الديلمي وأبو نعيم في الحلية عن أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ :"إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته"
ورواه العسكري بلفظ "الموت القيامة إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته يرى ما له من خيرٍ وشرٍ " ولايصح في سنده داود بن المحبر كذبه الإمام أحمد .
قال الطبري "وكانت جماعةٌ تقول: قيامة كلِّ نفسٍ موتها. ذكرُ مَن قال ذلك: حدثنا أبو كُريبٍ قال ثنا وكيعٌ عن سفيانَ ومسعرٍ عن زيادِ بنِ علاقةَ عن المغيرةِ بنِ شُعبةَ قال: يقولون القيامة القيامة، وإنما قيامة أحدهم موته)).
قال الألباني : رجال إسناد هذا السند، رجال الصحيح.
وللطبراني من رواية سفيان بن أبي قيس قال : شهدت جنازة فيها علقمة فلما دفن قال : أما هذا فقد قامت قيامته .
ونظير ذلك قول رسول الله " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة" رواه البخاري من حديث أبي هريرة , فلا يقال قد وسُد الأمر فعلاما لم تقم الساعة ؟
لأنه ثمة فرق بين باب الإخبار بالشيء وبين تحديد الموعد لذا كان يخبر رسول الله بإماراتها كما في الحديث .
هذا والحمد لله رب آلعالمين .
تعليق