بسم الله الرحمن الرحيم (((القبر وضغطته)))
ان التذكرة بالموت لها فوائد كثيرة ومنها ترك اللهو واللعب وترك اللذات وخشوع القلب والقناعة وعمل كل ماهو صالح ويجب علينا ان نتذكر يوميا الدار التي نستقر فيها عند الموت وهو القبر
قال أمير المؤمنين (عليه السلام ) (( فكأن كل امرئ منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته ومخط حفرته فياله من بيت وحدة , ومنزلة وحدة , ومفرد غربة ))
وقال (عليه السلام ) (( وأذكر قبرك فأن عليه ممرك ))
وقال (عليه السلام ) (( واتعظوا فيها بالذين قالوا من أشد منا قوة , حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا وأنزلوا الاجداث فلا يدعون ضيفانا , وجعل لهم من الصفيح أجنان , ومن التراب أكفان , ومن الرفات جيران , فهم جيرة لا يجيبون داعيا , ولا يمنعون ضيما , ولا يبالون مندبة , إن جيدوا لم فرحوا وإن قحطوا لم يقنطوا , جميع وهم آحاد , وجيرة وهم أبعاد , متدانون لا يتزاورون , وقريبون لا يتقاربون , حلماء قد ذهبت إضغانهم , وجهلاء قد ماتت أحقادهم , لا يخشى فجعهم , ولا يرجى دفعهم , استبدلوا بظهر الأرض بطنا , وبالسعة ضيقا , وبالأهل غربة , وبالنور ظلمة ))
وقال (عليه السلام ) (( فمحلها مقترب , وسكانها مغترب , بين أهل محلة موحشين , وأهل فراغ متشاغلين , لا يستأنسون بالأوطان , ولا يتواصلون تواصل الجيران , على ما بينهم من قرب الجوار ودنو الدار ))
رغم أن الروح فارقت البدن لكن لم يزل تعقلها بالبدن ولذلك فالخوف من ضغطة القبر وسؤال منكر ونكير ورومان فتان القبور وعذاب البرزخ موجود وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما كتب إلى محمد بن أبي بكر :
(( يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت ، القبر ، فاحذروا ضيقه ، وضنكه وظلمته وغربته ، أن القبر يقول كل يوم :أنا بيت الغربة ، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوام ، والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار .
يا عباد الله أن أنفسكم الضعيفة وأجسادكم الناعمة الرقيقة لا يمكنها تحمل ضغطة القبر ما لم يكن عملك الصالح درعكم يوقيكم هذه الضغطة )) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) كان يرفع صوته كل يوم عندما ينهض من النوم آخر الليل فيقول (( اللهم وسع علي ضيق المضجع وارزقني خيرا ما قبل الموت وارزقني خيرا ما بعد الموت )))
إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض : مرحبا وأهلا ، قد كنت ممن أحب أن تمشي على ظهري ، فإذا وأوليتك فستعلم كيف صنيعي بك ، فيتسع له مد البصر ، وإن الكافر إذا دفن قالت له الأرض : لا مرحبا بك ولا أهلا ، لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك فتضمه حتى تلتقي أضلاعه )) آه ثم آه على روحي ونفسي كم حملتك من المشقة وآهات بسبب أعمالي وطيشي فيا رب أرحمني وأرحم ضعف بدني يا من عليه معولي .
أسألكم الدعاء
تعليق