إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رائــــــــــــ زينب الكبــــــــــرى دة الجهـــــــ وبطلـــــــه كرـبلاء ـــــــاد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #81
    ويستفاد من بعض كتب المقاتل أن السيدة زينب (عليها السلام) لم تكن هناك حين مجيء الشمر ، بل أسرعت إلى المخيم ، إمتثالاً لأمر الإمام الحسين (عليه السلام) حيث أمرها بالرجوع إلى الخيام .
    ووقعت الفاجعة العظمى والرزية الكبرى ، ألا وهي : مقتل الإمام المظلوم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) .
    فبدأت الأرض ترتجف تحت أرجل الناس ، وانكسفت الشمس ، وأمطرت السماء دماً عبيطاً (1) وتراباً أحمر .
    فاقبلت العقيلة زينب إلى مخيم الإمام زين العابدين (عليه السلام) وقالت : يا بن أخي : ما لي أرى الكون قد تغير ؟ والشمس منكسفة ؟ والأرض ترجف ؟ !
    فقال لها : يا عمة : أنا عليل مريض لا أستطيع النهوض إرفعي جانب الخيمة وسنديني إلى صدرك لا نظر ما الذي جرى !
    فنظر إلى المعركة وإذا بفرس أبيه الحسين يجول في الميدان خالي السرج وملقى العنان ، ورأي رمحاً عليه رأس الإمام الحسين !
    فقال يا عمة : إجمعي العيال والأطفال ، لقد قتل أبي


    (1) الدم العبيط : هو الدم الطري غير المتخثر .
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #82
      احسنتم كثيرا
      بارك الله بكم

      الهي كفى بي عزاً
      ان اكون لك عبداً
      و كفى بي فخرا ً
      ان تكون لي رباً
      انت كما احب فاجعلني كما تحب


      تعليق


      • #83
        sigpic
        إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
        ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
        ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
        لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

        تعليق


        • #84
          في كربلاء
          وذاب قلب الصدِّيقة الطاهرة زينب أسى وحسرات، واستولى عليها الألم العاصف، فقد أيقنت أنّها ستشاهد في هذه الأرض مصرع أخيها وأهل بيته، وستجري عليها من النكبات والخطوب ما تذوب من هولها الجبال، وقد خلدت إلى الصبر، وسلّمت أمرها إلى الله تعالى.

          وحينما استقرّ الإمام الحسين في كربلاء جمع أهل بيته وأصحابه فألقى عليهم نظرة حنان وعطف، ورفع يديه بالدعاء يناجي ربه، ويشكو إليه ما ألمّ به من المحن والخطوب قائلاً:
          (اللّهمّ إنّا عترة نبيّك محمّد (صلّى الله عليه وآله) قد اُخرجنا وطردنا وأزعجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو اُميّة علينا، اللّهمّ فخذ لنا بحقّنا وانصرنا على القوم الظالمين).
          ثمّ أقبل على تلك الصفوة فقال لهم:
          (الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محّصوا بالبلاء، قلّ الديّانون..).
          وحكت هذه الكلمات الذهبية واقع الناس واتّجاهاتهم فهم في جميع مراحل التأريخ عبيد الدنيا، أمّا الدين فإنّما يجري على ألسنتهم فإذا محّصوا بالبلاء مالوا عنه وتنكّروا له.
          ثمّ خاطب أصحابه قائلاً:
          (أما بعد: فقد نزل بنا ما قد ترون، وأنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفها، ولم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل(1).
          ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً..)(2).
          والتاعت سيدة النساء زينب حينما سمعت خطاب أخيها، وهو مصمّم على الموت فقد اعتبره سعادة، واعتبر الحياة والعيش مع الظالمين برماً.
          وحينما أنهى الإمام خطابه هبّ أصحابه وأهل بيته، وهم يعلنون الدعم الكامل له، ويهزئون بالحياة، ويسخرون من الموت من أجله، فشكرهم الإمام وأثنى عليهم.
          sigpic
          إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
          ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
          ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
          لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

          تعليق


          • #85
            ثمّ خاطب أصحابه قائلاً:

            (أما بعد: فقد نزل بنا ما قد ترون، وأنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفها، ولم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل(1).

            ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً..)(2).
            والتاعت سيدة النساء زينب حينما سمعت خطاب أخيها، وهو مصمّم على الموت فقد اعتبره سعادة، واعتبر الحياة والعيش مع الظالمين برماً.
            وحينما أنهى الإمام خطابه هبّ أصحابه وأهل بيته، وهم يعلنون الدعم الكامل له، ويهزئون بالحياة، ويسخرون من الموت من أجله، فشكرهم الإمام وأثنى عليهم.
            sigpic
            إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
            ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
            ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
            لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

            تعليق


            • #86
              خطبة ابن مرجانة


              وحينما انتهى النبأ بنزول الإمام في كربلاء، وإحاطة الحرّ به، دعا ابن مرجانة الناس إلى الجامع الأعظم فامتلأ منهم، فقام فيها خطيباً فقال:
              إيّها الناس، إنّكم بلوتم آل أبي سفيان فوجدتموهم كما تحبّون، وهذا أمير المؤمنين يزيد قد عرفتموه، حسن السيرة، محمود الطريقة، محسناً إلى الرعية، يعطي العطاء في حقّه، وقد أمنت السبل على عهده، وكذلك كان أبوه معاوية في عصره، وهذا ابنه يزيد يكرم العباد، ويغنيهم بالأموال، وقد زادكم في أرزاقكم مائة مائة، وأمرني أن أوفّرها عليكم، واُخرجكم إلى حرب عدوّه الحسين، فاسمعوا له وأطيعوا(3).
              لقد منّاهم بالأموال التي يعبدونها من دون الله فاستجابوا له، وخرجوا كالكلاب لحرب ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسيّد شباب أهل الجنة.
              sigpic
              إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
              ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
              ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
              لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

              تعليق


              • #87
                انتخاب ابن سعد للقيادة العامة


                وانتخب الوغد الأثيم عبيد الله بن زياد عمر بن سعد قائداً عامّاً لقوّاته المسلّحة، وكان ابن سعد من أخسّ الناس ومن أرذلهم، ولا يملك أيّ رصيد من الشرف والكرامة، وكان ضعيف النفس خائر العزيمة، لقد انتخبه ابن زياد لأفظع جريمة منذ خلق الله الأرض، فقاد الجيوش لحرب ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأحاط به من كل جانب، وفرض عليه الحصار فاستولى على جميع الطرق مخافة أن يصل إليه أي إمداد من الخارج، كما عهد إلى أربعة آلاف فارس بقيادة المجرم عمرو بن الحجاج فاحتلوا نهر الفرات وجميع الشرائع والأنهر المتفرّعة منه، وقد حيل بين الإمام الحسين وبين الماء قبل قتله بثلاثة أيام(4). وقد عانت العقيلة أعظم المحن، فقد أحاطت بها الأطفال وحرائر الرسالة وهم يعجّون من ألم الظمأ، وهي تصبرّهم وتمنّيهم بوصول الماء إليهم، لقد ذاب قلبها رحمةً وحناناً على أطفال أخيها الذين ذبلت شفاههم وذوى عودهم،
                يقول أنور الجندي:
                وذئـــــاب الشــــــرور تـــــنعم بــالـماء وأهـــل الـــــنبي مــــــن غيـــــر مــاء
                يـــــا لــــظلم الأقـــــدار يـــظمأ قـــــلب الليـــــث والليــــث مــــوثـق الأعضاء
                وصغار الحسين يبكـــون في الصحراء يــــــا رب أيــــــن غــــــوث القـــضاء
                إنّ جميع الشرائع والمذاهب لا تبيح منع الماء عن الأطفال والنساء، فالناس جميعاً شركاء فيه، ولكن شريعة آل أبي سفيان التي تحكي طباع الاُسر القرشية التي أبت أن تجتمع الخلافة والنبوة في بيت واحد هي التي حرّمت الماء على آل الرسول (صلّى الله عليه وآله).
                sigpic
                إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                تعليق


                • #88
                  الإمام مع ابن سعد


                  وطلب الإمام من ابن سعد الاجتماع به، فأجابه الباغي اللئيم -على كره- وعقد الإمام معه اجتماعاً مغلقاً حضره أبو الفضل العباس وعلي الأكبر، ومع ابن سعد ابنه حفص وغلام له، فقال له الإمام:
                  (يا بن سعد، أتقاتلني أما تتقي الله الذي إليه معادك، فإنّي ابن من قد علمت، ألا تكون معي وتدع هؤلاء فإنّه أقرب إلى الله تعالى..).
                  وألقى ابن سعد معاذيره الواهية قائلاً:
                  أخاف أن تهدم داري.
                  (أنا أبنيها..).
                  أخاف أن تؤخذ ضيعتي.
                  (أنا أخلف عليك خيراً منها..).
                  إنّ لي بالكوفة عيالاً، وأخاف عليهم من القتل من ابن زياد).
                  ولمّا رأى الإمام إصراره على الغيّ والعدوان، ولا ينفع معه النصح والإرشاد راح يدعو عليه قائلاً:
                  ( ما لك ذبحك الله على فراشك، ولا غفر لك يوم حشرك، فوالله إنّي لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلاّ يسيراً..).
                  وولّى ابن سعد، وهو يقول للإمام بسخرية: إنّ في الشعير كفاية.
                  واستجاب الله دعاء الإمام المظلوم في هذا الوضر الخبيث، فقد ذبحته جنود البطل العظيم المختار بن يوسف نضّر الله مثواه وهو على فراشه، وسيقت روحه الخبيثة إلى نار جهنم خالداً فيها مع أمثاله من المجرمين وأسياده الاُمويّين.
                  وكانت العقيلة على علم بجميع ما يجري من الأحداث، وأيقنت أنّ أخاها سيلاقي حتفه على يد هذه العصابة المجرمة التي لم تؤمن بالله، والتي ساقتها الأطماع إلى اقتراف أفظع جريمة في الأرض.
                  _________________________________________

                  sigpic
                  إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                  ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                  ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                  لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                  تعليق


                  • #89
                    1 - المرعى الوبيل: هو الطعام الوخيم الذي يخاف وباله.
                    2- تاريخ ابن عساكر 74:13، من مصوّرات مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام.

                    3 - الأخبار الطوال: 253.
                    4 - مرآة الزمان في تواريخ الأعيان: 89.
                    sigpic
                    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                    تعليق


                    • #90
                      في أنها (ع) العابدة والمنقطعة إلى الله تعالى
                      العبادة: من العبودية وهي غاية الخضوع والتذلل، وإن من أسرار تشريع العبادة وعللها: الشكر لله تعالى على نعمه الكثيرة التي لا تحصى، ومواهبه العظيمة التي لا تعدّ ولا تدرك عظمتها.

                      فإنه تعالى هو المنعم المطلق الذي خلق الإنسان بقدرته، ومنحه نعمة الوجود بعد أن لم يكن شيئا مذكوراً، ورزقه من النعم ما لا يعد ولا يحصى، فهو تعالى أهل لأن يعبد، وإنما يعبده الأحرار لأنه أهل للعبادة كما قال الإما م أمير المؤمنين(عليه السلام): (الهي ما عبدتك خوفاً من عقابك ولا طمعاً في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)(1) وتلك هي عبادة الأحرار.
                      نعم، بالعبودية لله تعالى يتحرر الإنسان من عبودية ما سوى الله، كما أن بالعبودية لله تعالى ينال الإنسان المقامات الرفيعة والجاه العظيم عند الله سبحانه، وأن مقام كل مقرب عند الله يكون بقدر عبوديته وعبادته لله تعالى.
                      وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي الليل كله، ولقد قام (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه و اصفر وحهه، فأنزل الله عليه: (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)(2).
                      فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أو لا أكون عبدا شكورا)(3).
                      وكان أمير المؤمنين(عليه السلام) يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة، ولم يترك النافلة حتى في الحروب، كما روي عنه في صلواته ليلة الهرير بصفين.
                      sigpic
                      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
                      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
                      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
                      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                      x
                      يعمل...
                      X