بسم الرحمن الرحيم
في الواقع عندما نتصفح سيرة الأنبياء عليهم السلام من خلال روايات أهل البيت عليهم السلام
نراهم قد ذكروا مصيبة الحسين عليه السلام وأقاموا مجالس العزاء وقد تواترت الأخبار عند المسلمين سنة وشيعة أن النبي صلى الله عليه وأله ذكر مصيبة الحسين عليه السلام وبكى
وقد صح عن النبيّ(صلّى الله عليه وأله) أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتّى يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما)
وكان رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) دائماً يوصي أُمّته بمودّة ذوي القربى؛
قال تعالى: (( قُل لاَّ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23)، والإمام الحسين(عليه السلام) من القربى بإجماع المسلمين، ومن مودّته أن: نحبّه، ونقتدي به،
ونفرح لفرحه، ونحزن لحزنه وما يصيبه
فبكاؤنا على الحسين(عليه السلام) من مصاديق المودّة في القربى، أضف إلى ذلك، الروايات الكثيرة الواردة عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، وأهل البيت(عليهم السلام) في التأكيد على البكاء عليه، وما فيه من الثواب
ونحن نبكي لِما أصابه من مصيبة في الدنيا، لا على ما يناله من جميل الثواب في الآخرة، وهكذا كلّ البشر يبكون على مفارقة الأحبّة بالموت؛ فقد بكى النبيّ(صلّى الله عليه وآله) على ابنه إبراهيم وعمه حمزة مع علمه أنّهما سبقوه إلى الجنّة، وكذلك بكت الزهراء(عليها السلام) على أبيها مع علمها بأنّ لأبيها مقاماً في الآخرة لا يناله أحد غيره
وعلى ذلك نقول :
أول من أقام مأتم سيد الشهداء عليه السلام
هو نبي الله آدم عليه السلام
وذلك حين نظر إلى ساق العرش ، ورأى أسماء أصحاب الكساء عليهم السلام ولقنه جبرائيل عليه السلام أن يقول : يا حميد بحق محمد ، يا عالي بحق علي ، يا فاطر بحق فاطمة ، يا محسن بحق الحسن والحسين ، ومنك الإحسان
فلما ذكر الحسين عليه السلام سالت دموعه وخشع قلبه ، وقال : يا أخي جبرائيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي ! قال جبرائيل : ولدك هذا يصاب بمصابة تصغر عندها المصائب
فقال يا أخي وما هي ؟ قال : يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين ، ولو تراه يا آدم وهو يقول : وأعطشاه ، واقلة ناصره ، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان ، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف وشرر الحتوف ،
فيذبح ذبح الشاة من قفاه ، وينهب رحله أعداؤه ، وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان ومعهم النسوان ، كذلك سبق في علم الواحد المنان . فبكى آدم وجبرائيل بكاء الثكلى (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)رواه العلامة المجلسي في البحار : ج44 ص 225 ،
والبحراني في عوالم الحسين عليه السلام : ص 104 ،
والشيخ التستري في الخصائص الحسينية : ص 190 .
تعليق