الفصل التاسع والخمسون التسنيم عين في الجنة لمحبي أمير المؤمنين (عليه السلام)
(1) روى الفقيه ابن شاذان القمي رحمه الله باسناده عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال(53):
كنتُ عند النبي (صلى الله عليه وآله) جالساً اِذ أقبَلَ علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأدَناه ومسَحَ وجهه ببردته ، وقال :
يا أبا الحسن الا أبشّرك بما بَشّرني به جبرئيل (عليه السلام) ؟ قال : بلى يا رسول الله .
قال : اِن في الجنة عَيناً يقال لها تسنيم يخرُج منها نهران ، لو ان بهما سُفن الدنيا لجرت ، وعلى شاطىء التسنيم أشجار قضبانها من اللؤلؤ والمرجَان الرطب ، و حشيشها من الزعَفران ، على حافتيها كراسي من نور ، عليها أناس جلوس مكتوبٌ على جباههم بالنور :
هؤلاء المؤمنون ، هؤلاء مُحبُّو علي بن أبي طالب(عليه السلام)(54).
(2) روى العلامة المستنبط في القطرة عن محمد بن أبي القاسم الطبري رحمه الله في بشارة المصطفى باسناده من طريق العامة الى همام بن أبي علي قال :
قلت لكعب الأحبار : ما تقول في الشيعة ، شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؟
قال : يا همام إِني لأجدُ صفتهم في كتاب الله المنزل ; انهم حزب الله وأنصار دينه وشيعة وليّه ، وهم خاصة الله من عباده ، ونجباؤه من خلقه ، اصطفاهم لدينه وخلقهم لجنته ، مسكنهم الجنة في الفردوس الأعلى في خيام الدُرّ وغرف اللؤلؤ ، وهم في المقربين الأبرار ، يشربون من الرحيق المختوم ، وتلك عينٌ يقال لها : تسنيم ، ولا يشرب منها غيرهم ، وان تسنيم عينٌ وَهَبها الله لفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) زوجة علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ، تخرُج من تحت قائمة العرش . قبتها على برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك ، ثم تسيل فيشرب منها شيعتنا وأحباؤنا .
وان لقبّتها أربع قوائم : قائمة من لؤلؤة بيضاء تخرج من تحتها عينٌ تسيل في سُبُل الجنة يقال لها السلسبيل ، وقائمة من درّة صفراء تخرج من تحتها عينٌ يقال لها طهور وهي التي قال الله في كتابه : (وسَقاهُم رَبُّهم شَراباً طَهورا) وقائمة من زمّردة خضراء تخرج من تحتها عينان نضّاختان من خمر وعَسَل ، فكَلُّ عين منها تسيلُ الى أسفل الجنان الا تسنيم تسيل الى علّيين فيشربُ منها خاصة أهل الجنة وهم شيعة علي وأحباؤه ، وذلك قول الله عَزّوجَلّ في كتابه :
(يُسقَونَ من رحيق مختوم ختامُهُ مِسكٌ وفي ذلك فليتنافس المتنافِسون * ومزاجُهُ من تسنيم * عَيناً يشرَبُ بها المقربون) فهنيئاً لهم .
ثم قال كعب :
والله لا يُحبُّهم الا مَنْ أخَذَ الله عَزّوجَلّ منه الميثاق .
قال محمد بن أبي القاسم الطبري :
لَحَريٌّ ان تكتُب الشيعة هذا الخبر بالذهب لايمانهم ، وتحفظه وتعمل بما تدرك به هذه الدرجات العظيمة ، لا سيّما ورُواة الرواية من العامة ، فيكون أبلَغُ في الحجة وأوضح في الصحة ، رزقنا الله العلم والعمل بما أدّى الينا الهُداةُ الأئمة(عليهم السلام)(55).
(3) روى الفقيه ابن شاذان القمي رحمه الله بسنده من طريق العامة عن الحسن البصري ، عن عبدالله قال(56): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
اذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب (عليه السلام) على الفردوس ، وهو جبلٌ قد عَلا على الجنة وفوقه عرش ربُّ العالمين ، ومن سفحه تنفَجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان ، وهو جالس على كرسي من نور ، يجري بين يديه نهرٌ من التسنيم ، لا يجوز أحدٌ على الصراط الا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته ، وهو مشرفٌ على الجنة ، فيُدخِلها محبّيه ومشرف على النار فيدخلها مبغضيه(57).
(4) وروى العلامة ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب من أمالي أبي عبدالله النيسابوري وأمالي أبي جعفر الطوسي ; باسنادهما عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الرضا (عليه السلام) انه قال :
حدّثني أبي عن أبيه : ان يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض ، ان لله تعالى في الفردوس قصراً لبنة من فضة ، ولبنة من ذهب ، فيه مائة الف قبة حمراء ومائة الف خيمة من ياقوتة خضراء ، ترابه المسك والعنبر ، فيه أربعة أنهار : نهرٌ من خمر ، ونهرٌ من ماء ، ونهرٌ من لَبَن ، ونهرٌ من عسل ، حواليه أشجار جميع الفواكه عليه الطيور وابدانها من لؤلؤ ، وأجنحتها من ياقوت تصوِّت بألوان الأصوات ، اذا كان يوم الغدير وردوا الى ذلك القصر أهل السموات يُسَبِّحون الله ويقدِّسونه ويُهَلِّلونه ، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرّغ على ذلك المسك والعنبر ، فاذا اجتمع الملائكة طارت فينفض ذلك عليهم وأنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة (عليها السلام) ، فاذا كان آخر اليوم نودوا : انصرفوا الى مراتبكم فقد امنتم من الخطر والذلل الى قابل في هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي .. الحديث(58).
تعليق