اللهم صل على محمد وال محمد احسنتم كثيرا
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)
تقليص
X
-
رسالة الحقوق للامام زين العابدين
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمـد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد آله الطيبين الطاهرين وبعد ..
رسالة الحقوق للإمام زين العابدين سلام الله عليه تتضمن برنامجاً
إسلامياً على اساسه
يستطيع كل فرد أن يعرف مقدار لتزامه وطاعته
ومقدار عصيانه وتمرده ...
إنها رسالة تتضمن خمسين حقاً
(محيطة لك في كل حركة تحركتها أو سكنتة سكنتها أو منزلة نزلتها أو آلة تصرفت بها )
على حد تعبير الإمام فيها ..
رسالة تستحق أن تكتب بماء الذهب ..
يحفظها الصغار ..
يعمل بها الكبار ..
يتبارى فيها أهل الخير ..
يفتخر فيها كل مسلم بل كل إنسان ..
لأنها يتيمة المعدن ..
فريدة الفكر ..
وحيدة الأسلوب ..
وسوف أقوم بحول الله وقوته بعرض هذه الدرر القيمة هنا ..
~*~ حـــق الله ~*~
فأما حق الله الأكبر فانك تعبده لاتشرك به شيئاً فإذا فعلت ذلك باخلاصجعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ويحفظ لك ماتحب .
~*~*~*~*~*~*~*~*~
التوحيد بالمعنى الإسلامي معناه الرفض لكل الآلهة البشرية والحجرية المادية والمعنوية
, والتوجه إلى الله الواحد الأحد بالعبادة والطاعة وشعار المسلم الذي يرفعه أمام الأنظار
المتمثل بـ ( لا إله إلا الله محمد رسول الله)يتضمن هذا العمق والشمول
فكما يتضمن الإجابية والأعتراف بالله الواحد الأحد يصرخ برفض كلما عداه فإن ( لا إله ) رفض مطلق لكل الآلهة التي صنعتها
الأيدي البشرية أو العقول الضالة وبمقدار هذا
الرفض يتأكد التوجه للإثبات
( فالله ) واحد في ذاتـه , واحد في صفاته , واحد في خصائصه
( ليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير ).
ومن هذا الإيمان القلبي العميق ومن هذا المنطق الفكري السليم يتحركالمسلم لرفض الفراعنة البشرية التي ادعت الألوهية
, كما ينطلق في رفض الطاعة للأوثان والأصنام التي خلقتها سفاهات الجهلاء وحماقات المشعوذين .
والإمام زين العابدين في هذه الرسالة يجعل من أكبر حقوق الله على هذا الإنسان أن يعبده ولايشرك به شيئاً
وفي مقابل هذا الإخلاص من العبد تكون كفاية الله له لأمري الدنيا والآخرة
, ففي الدنيا يشعر بالسعادة والإطمئنان في رحاب الله ,
وفي الآخرة فوز بالخلود والجنان ورضوان من الله وهي غاية مايحبه الإنسان ويسعى من آجله .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
**** حق نفسك ****
وأما حق نفسك عليك تستوفيها في طاعة
الله فتؤدي إلى لسانك حقه , وإلى سمعك حقه ,
وإلى بصرك حقه وإلى يدك حقها , وإلى
رجلك حقها , وإلى بطنك حقه , وإلى فرجك
حقه ,وتستعين بالله على ذلك ..
جهاد النفس هو الطريق الذي يقود
الإنسان إلى مرضاة الله تعالى وطاعته ,
وهو الجهاد الأكبر على حد تعبير النبي
الأكرم صلوات الله وسلامه عليه فقد ورد
أنه بعث سرية من الجيش فلما رجعو قال :
مرحباً بقوم قضو الجاهد الأصغر
وبقي عليهم الجهاد الأكبر ...
فقيل : يارسول الله ماهو الجهاد الأكبر ؟؟
فقال : جهاد النفس .
ومعنى جهاد النفس : ان يلزمها المرء
بأحكام الإسلام والسير على خطى الدين
فلا ينحرف لهوى ولا ميل مع مصلحة
وقتية على حساب الدين , ولا يضعف
أمام حرام , ولا يتهاون بترك واجب .
وإن رياضة هذه النفس وحملها على
الخير يكون في أوله عسيراً وصعباً ولكن
على المداومة والتكرار يتحول الخير إلى
عادة سهلة ميسورة من عادات هذه
النفس وطبائعها وهذا هو الحق الذي
جعله الإمام زين العابدين للنفس على
صاحبها بأن يحملها على طاعة الله
ومرضاته ويجعل كل جندي
من جنودها في موضعه المعد له ..
نسألكم الدعاء
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
[بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وآهلك اعدائم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله
❀ حق اللــسان ❀
فآما حق اللسان فاكرمه عن الخنى
وتعويده على الخير وحمله على الأدب
وإجامُه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا
وإعفاؤه عن الفضول الشُنعة القليلة الفائدة
التي لا يؤمن ضررُها مع قلة عائدتها
وبعد شاهد العقل و الدليل عليه وتزين العامل بعقله
حسنُ سيرته في لسانه ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ]
الخنى : الفحش في الكلام
الإجمام : الإراحة
الشنعة : القبيح
الفضول : الزوائد
الكلمة سكين ذو حدين باحداهما نبني
صرح الحضارة الإنسانية ونساهم في توفير
السعادة للناس, وبالآخر نقضي على كل المعالم الشامخة
من تراث هذا الإنسان وحضارته ..
فالكلمة إذا كانت واعية وهادفة منطلقة
عن إرادة خيرة ونفس صالحة وفكر سليم
تستطيع أن توجه الناس نحو الخير والبناء
فتهدي التائه وترد الضال وتأخد بيد
الحيران إلى شاطئء الأمن والسلام
واما إذا كانت الكلمة فاسدة غير مسؤلة ,
وإذا كانت منطلقة من رؤية منحرفة
ونفس ملتوية وروح ماكرة فإنها بدون شك
تقضي على كل صلاح وسعادة وتنشر الخراب
والدمار في ربوع البلاد وبين العباد...
وهذا يوجزه كله الإمام زين العابدين سلام الله عليه
في رسالته فقد جعل من إكرام اللسان
وحقه على الإنسان أن يكرمه
ويجله عن الفحش ويعوده على الخير من ذكر الله وتسبيحه
ويحمله على الأدب مع الناس فيخاطبهم باللين والعطف
و الأدب والتهذيب
ويجمه (يريحه ) إلا إذا كان في منفعة الدين والدنيا
ويعفو عن الزوائد الكلامية وفضولها التي لا فائدة فيها
إلا للقضاء على الوقت وتعطيل العمر وإفساده
وإضاعته وهذا لا يليق بإنسان له دوره في الحياة
وكرامته عند الله , ثم ينبه الإمام إلى أن حسن اللسان
ولينه وطيبه يدلل على عقل صاحبه ووعيه .
نسالكم الدعاء
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وآهلك آعدائهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله
حـــق الـــســــمـــــع
وأما حق السمع فتنزيهه عن أن تجعله
طريقاً إلى قلبك إلا لفوهةٍ كريمة تُحدث
في قلبك خيراً أو تكسبه خُلقاً كريماً
فإنه باب الكلامِ إلى القلب يؤدي إليه
ضروب المعاني على مافيها من
خير أو شر ولا قوة إلا بالله .
الأذُن هذه اللاقطة العجيبة ذات التركيب
البديع , أبدعها الله تعالى لهذا الإنسان
كي يصل بها إلى مرضاته , يسمع
بها المسموح به , قرآناً , حديثاً , موعظة ,
محاضرة مفيدة , كل مايقرب من الله
ويصلح هذه النفس ويهذبها ..
ولولا هذه النعمة الكبرى لعسر إيصال
المراد إلى عقول الأخرين وقلوبهم
إلا بمشقة شديدة وقد يمتنع إذا كانت
من المعاني غير المحسوسة..
فهذه الأذن يجب أن تكون مفتاح الخير
و الهدى عن طريقها يتلقى الإنسان مايصلحه
ويسعده ويقربه من الله تعالى
ولا يجوز أن يعطلها عن دورها المرسوم لها
أو يلغي إستماعها إلى مايفيده ويهذبه
وقد حكى الله جل وعلى قصة أولئك العرب
الذين كانو في زمن النـبي مـحـمـد صلـى الله عليه وآله,
وكيف عاندو الحق وأخدو على أنفسهم
أن لا يسمعو لنداء القرآن الكريم
فندد بهم الرحمن ووصفهم بما يليق بهم
حسب سلوكهم وآعمالهم ...
آنهم أخدو على آنفسهم أن لا يسمعو
لنداء الحق ورفضو أن يدعنو لما يسمعون
بل راحو يهربون من الحقيقة ويخوفون الناس
من مواجهتها دفعاً لما يمكن أن يحدثه
الوحي الإلهي في نفوس المستمعين
قال تعالى :
" وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القرآن
و الغو فيه لعلكم تغلبون "
و قال تعالى :
" وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً لم يسمعها
كأن في أُذنه وقراً فبشره بعذاب أليم "
إننا بحاجة إلى رياضة نفسية تؤهلنا
لاستماع الحق وقبوله كي ننقد
أنفسنا من الضلالة والهلاك ..
فإن هذه الأذن عن طريقها يكون الهدى
كما أن عن طريقها يكون الردى ..
يقول الإمام الـصادق عـليه الـسلام
في حديث الزكاة :
"وزكاة الأذن آستماع العلم و الحكمة والقرآن "
نسألكم الدعاء
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وآهلك آعدائهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حـــق الــبـــصـــر
وأما حق بصرك فغضه عما لا يحل لك ,
وتركُ بتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصراً
أو تستفيد بها علماً فإن البصر بابُ الإعتبار.
وضع الله لكل عضو وظيفة طبيعية خلقها الله
من آجله فإذا تجاوز المرسوم له يكون ذلك انحرافاً
عن الإستقامة ودخولاً في الحرام , والبصر من بين
تلك الأعضاء التي من الباري تعالى بها على هذا
الإنسان وجعله مسؤلاً عنه , قال تعالى :
{ السمع , والبصر والفؤاد كل آولئك كان عنه مسؤلاً }
إن هذا النظر لايجوز أن يمتد ليطال الأعراض المحرمة
فلا يجوز أن يكشف ستراً ضربه الله على الناس
ولا يجوز ان يتجاوز المباحات إلى المحرمات لأن وراء
هذه النظرة حسرة حيث يعاقب الله الإنسان من جرائها النار .
وما أروع أن يقف المسلم أمام الحقيقة وجهاً لوجه
ويردد باستمرار مايقوله الله تعالى :
{إن السمع والبصر والفؤاد كل آولئك كان عنه مسؤلاً }
نسألكم الدعاء
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وآهلك آعدائهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حــق رجـــلـــيـــك
وأما حق رجليك فأن لاتمشي بها إلى ما لايحل لك
ولاتجعلهما مطيتك في الطريق المستخفة بأهلها فيها
فإنها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين والسبق لك
ولا قوة إلا بالله ...
عظيم وكبير جداً علينا أن نرى إنساناً أصابه الشلل
فامتنع عن الحركة وتعطلت رجلاه عن المسير , تأخدنا
الشفقة , تهزنا الصورة , تجرحنا الرؤيا , الناس في
حركة وهو جامد لايتحرك ..
فالناس تسعى إلى حوائجها برجليها تقطع المسافات و
تتجاوز العقبات وتتخطى الحواجز لتنال الأهداف البعيدة
إن الرجلين نعمة من نعم الله على هذا الإنسان يستطيع أن
يستخدها في طاعة الله ومعونة عباده , كما يستطيع أن
يستخدمها في معصية الله و الإعتداء على عباده..
إن المؤمنين يعرفون أن هذه الأرجل ستشهد عليهم إذا
انحرفوا فلذا يحبون ان تشهد عليهم بالخيرات والبركات
وقد ورد عن الإمام الـصادق عـليه الـسلام قوله
{وفرض على الرجلين أن لايمشي بها إلى شيء من معاصي
الله وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله عز وجل فقال :
ولاتمشي في الأرض مرحاً انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال
طولاً ..}
فطوبى لعبد عرف مواقع أقدامه أين تقع فأختار لها الطاعة
وابتعد بها عن المعصية .
نسالكم الدعاء
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق