بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله الهداة الميامين
تتبع حول رواية (إعمل لدنياك):
وروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)([1]) وذكر العلامة أنه مروي عن الكاظم (عليه السلام)([2]) وذكر الشيخ حبيب الله الخوئي أنه روي عن الامام الحسن (عليه السلام)[3]
تعليقات على الرواية:
أـ الشيخ محمد جواد مغنية: وقد اشتهر عن الإمام قوله : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا - أي مع الأجيال إلى يوم يبعثون - واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا » أي اتق اللَّه في عملك لدنياك) ([4])
وقال أيضاً في موضع آخر (وهو القائل : « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا » ولولا العمل المتواصل لاستحالت الحياة ، وإنما أراد الإمام أن لا نحزن ونذهب أنفسنا حسرات على شيء لم يأت أوانه ، ولعله لا يقع إطلاقا ، وأن لا نتعجل الهم والغم من أجله ، وأية جدوى من هم لا طائل تحته وربما أفسد علينا الحياة ، وضاعف الهموم على أنفسنا ، وشغلنا عن التفكير والعمل للواجبات والتحرر من المسئوليات)([5])
ب ـ الفيض الكاشاني: هذا الحديث رواه العامة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورووا بدل اعمل أحرث في الموضعين والمراد به أحد معنيين الأول الحث على أحكام أعمال الدنيا والحرص على الكسب لها لينتفع بها من يجيء بعده كما انتفع هو بعمل من كان قبله والحث على إخلاص النية في العبادات وإحضار القلب فيها والإكثار منها كما ورد في حديث آخر صل صلاة مودع والثاني تقديم أمر الآخرة وإعمالها حذار الفوت بالموت على عمل الدنيا وتأخير أمر الدنيا كراهية الاشتغال بها عن الآخرة فإن من علم أنه يعيش أبدا قل حرصه يقول إن فأتني اليوم أدركته غدا فإني أعيش أبدا ويرجح الأول ظاهر مفهوم اللفظ والثاني قرينة التقابل وظاهر حاله عليه السّلام إذ يبعد منه الحث على الحرص في الدنيا فإن دأبه التزهيد فيها)([6])
ج ـ الشيخ محمد تقي المجلسي: « وروي عن العالم صلوات الله عليه » كناية عن المعصوم فإنه العالم ومن سواه جهال أنه قال : « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا » فحصل السكنى وما تحتاج إليه في الدنيا ولولاه لم يعمر الدنيا كما روي : أن سليمان عليه السلام حبس إبليس فترك الناس كلهم التجارات وقالوا : ما نصنع بالدنيا ونحن نموت ، فلما رأى عليه السلام ذلك أطلقه ، وقيل معناه أن أخر أمور الدنيا وقل : الوقت باق فكلما لزمك في يومك فأخره إلى غد وكلما لزمك في الشهر فأخره إلى شهر آخر وكذا السنة وهو أنسب بزهده عليه السلام .
« واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا » فمن علم أنه يموت غدا فإنه يسعى لأمور الآخرة نهاية السعي . ويمكن أن يكون كلا الأمرين مرادا بالنسبة إلى الأشخاص ، وكذلك جميع ما يتكلمون به يختلف باختلاف الأشخاص . والجميع حق ، ويمكن أن يكون مرادا ، وينبغي أن يحمل على ذلك ، الاختلاف الوارد في الأخبار في هذا الباب ، فمن الناس من يكون صلاحه في الترك ، ومنهم من يكون صلاحه في الجمع ، ومنهم بين بين)([7])
ر ـ حبيب الله الخوئي: الحديث المروى عن الحسن بن علىّ عليهما السّلام : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، حمله أهل الدّين على الأمر بالمسامحة والتعلَّل وعدم الحرص في الدّنيا ، لأن من يزعم أنه يعيش أبدا لا يتعجّل في الأمور ، وحمله أهل النفاق والمتجدون على الأمر بالحرص في الدّنيا لأنّ الذي يعلم أنّه يعيش أبدا يسعى في جمع المال وعمارة مسكنه وتدبير ماله وإجادة معاشه أكثر ممن يعلم أنه سيرحل عن منزله([8])
مصادرٌ وردت فيها الرواية
1ـ من مصادر الشيعة:
العمدة في مصادرنا لنقل هذه الرواية هو كتاب من لا يحضره الفقيه حسب ما توصلت اليه
كتاب من لا يحضره الفقيه 3/ 156 وسائل الشيعة 17/ 76 وجامع أحاديث الشيعة 17/ 35 ميزان الحكمة 1/ 35 ومستدرك الوسائل والذريعة الى تصانيف الشيعة
2ـ من مصادر السنة:
غريب الحديث والاثر: لابن الاثير 1/ 359 واورده الجاحظ عن عمر بن العاص في البخلاء ص31 وتابعه النويري في نهاية الارب في ج3في 320، مقارنة الاديان د.أحمد الشلبي،ص134، الفتوحات المكية لابن عربي4/ 346، فيض القدير في شرح الجامع الصغير2/ 16
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله الهداة الميامين
تتبع حول رواية (إعمل لدنياك):
وروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)([1]) وذكر العلامة أنه مروي عن الكاظم (عليه السلام)([2]) وذكر الشيخ حبيب الله الخوئي أنه روي عن الامام الحسن (عليه السلام)[3]
تعليقات على الرواية:
أـ الشيخ محمد جواد مغنية: وقد اشتهر عن الإمام قوله : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا - أي مع الأجيال إلى يوم يبعثون - واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا » أي اتق اللَّه في عملك لدنياك) ([4])
وقال أيضاً في موضع آخر (وهو القائل : « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا » ولولا العمل المتواصل لاستحالت الحياة ، وإنما أراد الإمام أن لا نحزن ونذهب أنفسنا حسرات على شيء لم يأت أوانه ، ولعله لا يقع إطلاقا ، وأن لا نتعجل الهم والغم من أجله ، وأية جدوى من هم لا طائل تحته وربما أفسد علينا الحياة ، وضاعف الهموم على أنفسنا ، وشغلنا عن التفكير والعمل للواجبات والتحرر من المسئوليات)([5])
ب ـ الفيض الكاشاني: هذا الحديث رواه العامة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ورووا بدل اعمل أحرث في الموضعين والمراد به أحد معنيين الأول الحث على أحكام أعمال الدنيا والحرص على الكسب لها لينتفع بها من يجيء بعده كما انتفع هو بعمل من كان قبله والحث على إخلاص النية في العبادات وإحضار القلب فيها والإكثار منها كما ورد في حديث آخر صل صلاة مودع والثاني تقديم أمر الآخرة وإعمالها حذار الفوت بالموت على عمل الدنيا وتأخير أمر الدنيا كراهية الاشتغال بها عن الآخرة فإن من علم أنه يعيش أبدا قل حرصه يقول إن فأتني اليوم أدركته غدا فإني أعيش أبدا ويرجح الأول ظاهر مفهوم اللفظ والثاني قرينة التقابل وظاهر حاله عليه السّلام إذ يبعد منه الحث على الحرص في الدنيا فإن دأبه التزهيد فيها)([6])
ج ـ الشيخ محمد تقي المجلسي: « وروي عن العالم صلوات الله عليه » كناية عن المعصوم فإنه العالم ومن سواه جهال أنه قال : « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا » فحصل السكنى وما تحتاج إليه في الدنيا ولولاه لم يعمر الدنيا كما روي : أن سليمان عليه السلام حبس إبليس فترك الناس كلهم التجارات وقالوا : ما نصنع بالدنيا ونحن نموت ، فلما رأى عليه السلام ذلك أطلقه ، وقيل معناه أن أخر أمور الدنيا وقل : الوقت باق فكلما لزمك في يومك فأخره إلى غد وكلما لزمك في الشهر فأخره إلى شهر آخر وكذا السنة وهو أنسب بزهده عليه السلام .
« واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا » فمن علم أنه يموت غدا فإنه يسعى لأمور الآخرة نهاية السعي . ويمكن أن يكون كلا الأمرين مرادا بالنسبة إلى الأشخاص ، وكذلك جميع ما يتكلمون به يختلف باختلاف الأشخاص . والجميع حق ، ويمكن أن يكون مرادا ، وينبغي أن يحمل على ذلك ، الاختلاف الوارد في الأخبار في هذا الباب ، فمن الناس من يكون صلاحه في الترك ، ومنهم من يكون صلاحه في الجمع ، ومنهم بين بين)([7])
ر ـ حبيب الله الخوئي: الحديث المروى عن الحسن بن علىّ عليهما السّلام : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، حمله أهل الدّين على الأمر بالمسامحة والتعلَّل وعدم الحرص في الدّنيا ، لأن من يزعم أنه يعيش أبدا لا يتعجّل في الأمور ، وحمله أهل النفاق والمتجدون على الأمر بالحرص في الدّنيا لأنّ الذي يعلم أنّه يعيش أبدا يسعى في جمع المال وعمارة مسكنه وتدبير ماله وإجادة معاشه أكثر ممن يعلم أنه سيرحل عن منزله([8])
مصادرٌ وردت فيها الرواية
1ـ من مصادر الشيعة:
العمدة في مصادرنا لنقل هذه الرواية هو كتاب من لا يحضره الفقيه حسب ما توصلت اليه
كتاب من لا يحضره الفقيه 3/ 156 وسائل الشيعة 17/ 76 وجامع أحاديث الشيعة 17/ 35 ميزان الحكمة 1/ 35 ومستدرك الوسائل والذريعة الى تصانيف الشيعة
2ـ من مصادر السنة:
غريب الحديث والاثر: لابن الاثير 1/ 359 واورده الجاحظ عن عمر بن العاص في البخلاء ص31 وتابعه النويري في نهاية الارب في ج3في 320، مقارنة الاديان د.أحمد الشلبي،ص134، الفتوحات المكية لابن عربي4/ 346، فيض القدير في شرح الجامع الصغير2/ 16
تعليق