قصة حديث الكساء والسيدة زينب
(((عليها السلام)))
تنتشرُ على مواقع التواصل الاجتماعي قصَّةٌ اخترعها بعض الجهلة وألصقها ببعض العلماء ليروجَ انتشارها بين بسطاء المؤمنين
وهي قصة دخول السيدة زينب (عليها السلام) في آية التطهير، وأنها صاحبة الرائحة التي كانوا يشمونها (عليهم السلام) يوم حادثة الكساء، بادعاء أنَّ الزهراء (عليها السلام) يوم نزول آية التطهير كانت حاملاً بابنتها العقيلة زينب (عليها السلام)، وبالتالي هي المقصودة بالسر في قوله: "والسرِّ المستودعِ فيها"!!!
وواضع هذه القصة جاهلٌ بلا شكٍ ولا ريب!!
مع اعتقادنا بجلالة مقام سيدتنا الحوراء زينب (عليها السلام) وعلوِّ رتبتها، وكونها في الدرجة التي تلي المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين
دليل الاختراع وجهل المخترع
1/ لقد كان عُمْرُ سيدتنا العقيلة ـ عند نزول آية التطهير ـ سنتين في أقلِّ تقدير على التَّحقيق
بناءً على أنَّ ولادتها كانت سنة 5 هجرية، وأنَّ غزوة خيبر كانت في سنة 7 هجرية، وآية التطهير نزلت بعد غزوة خيبر.
راجع: العقيلة والفواطم ص10، وفهرس التراث للسيد الجلالي ج1 ص64، وموسوعة التاريخ الإسلامي ج2 ص535
وبذلك يظهر للقرَّاء الكرام جهلُ مخترع تلك القصة، حيث إنَّ محور القصة هو حمل الزهراء (عليها السلام) بابنتها زينب، وبما أنها كانت مولودةً قبل نزول آية التطهير بسنتين على الأقل فانهدمت قصة المخترع من أصلها!!
2/ إنَّ أكثر ما يُضحكُ الثَّكلى في هذه القصة المختَرَعة هي بيان المراد من الرائحة، وأن المراد منها رائحة السيدة زينب (عليها السلام) التي كانت في رحم أمها آنذاك بحسب ادعاء المخترع!!!
وأقول: هل كان مؤلف هذه القصة على درجة كبيرة من الغباء؟!!
لأنَّه لو صح ما زعمه لكان ينبغي أن تكون الرائحة مألوفة عندهم (عليهم السلام) فلا يتساءلون عنها، لأنهم يعيشون مع السيدة الزهراء (عليها السلام) في بيت واحد!!!
لكنَّ الغبيَّ صوَّر القصة وكأنهم كانوا في سفر طويل وفور دخولهم البيت شمُّوا رائحة غير معهودة تشبه رائحة جدهم صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه!! ولا يصدق هذا الاختراع الا البسطاء الذين لا يتدبرون فيما يقرؤون ويسمعون!!
• بيانٌ لمن يعقل •
اا
قولهم (عليهم السلام): "كأنها رائحة..." تفيدُ التحقيق لا التشبيه كما توهمه مؤلف القصة!!ا
فلأنَّ مخترع القصة جاهلٌ توهَّم أنَّ كلمة (كأنَّ) لا تأتي إلا للتشبيه فاخترع كذبته المفضوحة!!ا
مع أنَّ علماء العربية ذكروا لـ (كأنَّ) أربعة معانٍ، منها: التحقيق؛ وهو مستعملٌ كثيراً في كلام العرب.
ومنه قولهم (عليهم السلام): "كأنها رائحة..." أي: هي رائحته (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه).
راجع: مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري ج1 ص191
~~~~
وهناك مزيد إشكالات على هذه القصة المخترعة نُعرضُ عن ذكرها احترازاً من الإطالة، وفيما ذكرناه كفايةٌ بإذن الله
• تنبيه هام •
ا‼️‼️‼️ا
إنَّ شرح عبارة "والسر المستودع فيها" بأنَّ المراد من السر كذا وكذا، غريبٌ لا ينبغي أن يصدر من عالمٍ!!ا
لأنَّه بمجرد معرفته لم يعد سرَّاً، والمفروض أنَّ المعصومَ (عليه السلام) قال: "والسرَّ المستودع فيها"!!ا
فلنمسك ألسنتنا عن الخوض فيما لا ينبغي لنا، ولنتأدَّب مع كلام المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين)!!ا
نعم، لا مانع من عرض الاحتمالات للمراد من السرِّ، بأنْ نقول: قد يكون المراد كذا، بشرط أن يكون الاحتمال مقبولاً ـ لا كاحتمال الحمل المذكور الذي بينَّا بطلانه ـ مع التصريح بأنَّ المراد من السرِّ لا سبيل إلى معرفته إلا ببيانهم (سلام الله عليهم).
*رجاءٌ أخير*
اا
ونكرِّرُ رجاءنا من المؤمنين الأعزاء أن لا يسارعوا إلى نشر ما يصلهم إلا بعد التحقق من مصدره، ولا ينشروا شيئاً بلا مصدر
فلا بد من يومٍ نقفُ فيه بين يدي جبَّار السماوات!! وهو القائل سبحانه: {ما يلفظُ من قولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيدٌ} سورة ق آية 17
فهل سألتم أنفسكم من أين جاءت هذه القصة إلينا؟ وما هو مصدرها؟ ومن هو العالم المشار إليه بأنَّ الإمام المهدي (روحي فداه) أخبره بذلك؟!!ا
وهل أصبح الواتس أب إلهاً يُعبدُ مع الله سبحانه؟!ا
إلى الله المشتكى
ــــــــــــــــــــ
وكتب عبدُ ســــاداته الدرُّ العاملي
مجاوراً لأمير المؤمنين عليه السلام
النجف الأشرف 22/ 5/ 2014 م
تعليق