ثمار الصبر
"من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسيا بنت مزاحم" حديث شريف للرسول (صلى الله عليه وآله) لا تطبقه من النساء إلاّ من كانت من المؤمنات الصابرات اللواتي جعلهن الله في مقام آسيا بنت مزاحم. ويمكن للمرأة أن تتحمل الفقر وويلاته مع زوجها ويمكن أن تحتمل أن تتشرد مع أطفالها ولكن لا تحتمل صاحب الأخلاق السيئة والتي تستطيع ذلك فهي تستحق أن تُقارن مع آسيا بنت مزاحم. ولهذا كانت ضيفتنا لهذا العدد هي السيدة (أم علي) من أهالي الكاظمية تجاذبنا معها أطراف هذا الحديث:
حدثينا عن معاناتك مع زوجك؟
بدأت معاناتي منذ أن تزوجت وأنا في سن الـ 13سنة إذ كان زوجي يعمل عامل في البناء وكانت أجرته لا تسد المعيشة وكنا نعيش في أكواخ ولا نملك حتى الفراش وكنت اضطر إلى نقل الماء من مكان بعيد.
قلت إن الأجر الذي كان يتقاضاه زوجك لا يكفي لسد المعيشة, ماذا فعلتِ لكي تستطيعوا أن تعيشوا بكرامة؟
بعد أن رُزقت بولدي البكر كنت في ذلك الوقت أنام على (كونية) وكنت لا أملك حتى ملابس لوليدي. كانت حالتي يرثى لها فاضطررت إلى أن أعمل بالمكانس اليدوية وبدأت أعمل خبازة.
هل كنت تعانين من سوء أخلاقه معك؟
نعم لقد كنت أعاني من ذلك فقد كان يضربني لأتفه سبب ويُسمعني أنواع الشتائم والسباب، وكان يأخذ مني كل ما أحصل عليه لكي يصرفه في شرب المنكر ولذاته الخاصة وأنا ليس لي حيلة سوى التضرع لله عز وجل لكي يهتدي بطريقه، فضلا عن أنه كان بخيلاً جداً فيأخذ مني كل فلس ولا يعطيني ما أسد به رمق العائلة وكثيراً ما كان يطردني من البيت في أكثر الأحيان فأعود بعد أن يهدأ، رعاية لأولادي.
ألم يتدخل أهله أو أهلك في إصلاح حاله؟
لم يكن يسمع لأي أحد ولا يُعير أحداً أي أهمية وكان أهلي يحثوني على الطلاق ولكن خوفي على أولادي منه مخافة أن يأخذهم مني منعني من ذلك، فكنت أنا النسمة التي تخفف عنهم هذا العذاب والصدر الحنون الذي يرويهم.
والآن بعد هذا العمر الطويل معه هل تغير أم بقي على وضعه؟
الحمد لله لقد عوضني الله خيراً وذلك لأنني صبرت كل تلك السنين وبسبب دعائي فقد اهتدى وأصبح يصلي ويصوم والتزم بالتعاليم الشرعية. وقد ندم على كل ما فعله بي ودائماً يثني على صبري وتحملي معه. والآن يأخذني معه إلى الزيارات ويحاول أن يعوضني عن الماضي الأليم والحمد لله والشكر على كل نعمة.
ما هي نصيحتك لبنات هذا الجيل؟
أوصيهنَّ بالصبر في حياتهنّ مع أزواجهن حتى وإنْ كانت أخلاقهم سيئة عليهنّ أن ينصحنَهم بالكلام الطيب وأقول لهن بحكم خبرتي في الحياة إنّ الإنسان يمكن أن يتغير من خلال الصبر والكلام الطيب والمعاملة الحسنة ونسأل الله الهداية للجميع.
تم نشر هذا اللقاء على صفحات مجلة رياض الزهراء العدد(32)
"من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسيا بنت مزاحم" حديث شريف للرسول (صلى الله عليه وآله) لا تطبقه من النساء إلاّ من كانت من المؤمنات الصابرات اللواتي جعلهن الله في مقام آسيا بنت مزاحم. ويمكن للمرأة أن تتحمل الفقر وويلاته مع زوجها ويمكن أن تحتمل أن تتشرد مع أطفالها ولكن لا تحتمل صاحب الأخلاق السيئة والتي تستطيع ذلك فهي تستحق أن تُقارن مع آسيا بنت مزاحم. ولهذا كانت ضيفتنا لهذا العدد هي السيدة (أم علي) من أهالي الكاظمية تجاذبنا معها أطراف هذا الحديث:
حدثينا عن معاناتك مع زوجك؟
بدأت معاناتي منذ أن تزوجت وأنا في سن الـ 13سنة إذ كان زوجي يعمل عامل في البناء وكانت أجرته لا تسد المعيشة وكنا نعيش في أكواخ ولا نملك حتى الفراش وكنت اضطر إلى نقل الماء من مكان بعيد.
قلت إن الأجر الذي كان يتقاضاه زوجك لا يكفي لسد المعيشة, ماذا فعلتِ لكي تستطيعوا أن تعيشوا بكرامة؟
بعد أن رُزقت بولدي البكر كنت في ذلك الوقت أنام على (كونية) وكنت لا أملك حتى ملابس لوليدي. كانت حالتي يرثى لها فاضطررت إلى أن أعمل بالمكانس اليدوية وبدأت أعمل خبازة.
هل كنت تعانين من سوء أخلاقه معك؟
نعم لقد كنت أعاني من ذلك فقد كان يضربني لأتفه سبب ويُسمعني أنواع الشتائم والسباب، وكان يأخذ مني كل ما أحصل عليه لكي يصرفه في شرب المنكر ولذاته الخاصة وأنا ليس لي حيلة سوى التضرع لله عز وجل لكي يهتدي بطريقه، فضلا عن أنه كان بخيلاً جداً فيأخذ مني كل فلس ولا يعطيني ما أسد به رمق العائلة وكثيراً ما كان يطردني من البيت في أكثر الأحيان فأعود بعد أن يهدأ، رعاية لأولادي.
ألم يتدخل أهله أو أهلك في إصلاح حاله؟
لم يكن يسمع لأي أحد ولا يُعير أحداً أي أهمية وكان أهلي يحثوني على الطلاق ولكن خوفي على أولادي منه مخافة أن يأخذهم مني منعني من ذلك، فكنت أنا النسمة التي تخفف عنهم هذا العذاب والصدر الحنون الذي يرويهم.
والآن بعد هذا العمر الطويل معه هل تغير أم بقي على وضعه؟
الحمد لله لقد عوضني الله خيراً وذلك لأنني صبرت كل تلك السنين وبسبب دعائي فقد اهتدى وأصبح يصلي ويصوم والتزم بالتعاليم الشرعية. وقد ندم على كل ما فعله بي ودائماً يثني على صبري وتحملي معه. والآن يأخذني معه إلى الزيارات ويحاول أن يعوضني عن الماضي الأليم والحمد لله والشكر على كل نعمة.
ما هي نصيحتك لبنات هذا الجيل؟
أوصيهنَّ بالصبر في حياتهنّ مع أزواجهن حتى وإنْ كانت أخلاقهم سيئة عليهنّ أن ينصحنَهم بالكلام الطيب وأقول لهن بحكم خبرتي في الحياة إنّ الإنسان يمكن أن يتغير من خلال الصبر والكلام الطيب والمعاملة الحسنة ونسأل الله الهداية للجميع.
تم نشر هذا اللقاء على صفحات مجلة رياض الزهراء العدد(32)
تعليق