اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الصبر على طاعة اللّه والتصبر عن عصيانه:
من الواضح أن النفوس مجبولة على الجموح والشرود من النظم الالزامية والضوابط المحددة لحريتها وانطلاقها في مسارح الأهواء والشهوات، وإن كانت باعثة على إصلاحها وإسعادها.
فهي لا تنصاع لتلك النظم، والضوابط، إلا بالاغراء، والتشويق، أو الانذار والترهيب. وحيث كانت ممارسة طاعة اللّه عز وجل، ومجافاة عصيانه، شاقين على النفس كان الصبر على الطاعة، والتصبر عن المعصية من أعظم الواجبات، وأجل القربات.
وجاءت الآيات الكريمة وأحاديث أهل البيت مشوّقة الى الأولى ومحذّرة من الثانية بأساليبها الحكيمة البليغة:
قال الصادق : «اصبروا على طاعة اللّه، وتصبروا عن معصيته، فإنما الدنيا ساعة، فما مضى فلست تجد له سروراً ولاحزناً، وما لم يأت فلست تعرفه، فاصبر على تلك الساعة، فكأنّك قد اغتبطت»(1).
وقال : «إذا كان يوم القيامة، يقوم عنق من الناس، فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل
الصبر. فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنّا نصبر على طاعة اللّه، ونصبر عن معاصي اللّه، فيقول اللّه تعالى: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قوله تعالى إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). «الزمر: 10»(2)
وقال : «الصبر صبران: فالصبر عند المصيبة، حَسَن جميل، وأفضل من ذلك الصبر عما حرّم اللّه عز وجل ليكون لك حاجزاً»(3).
(1) الوافي ج 3 ص 63 عن الكافي .
(2) الوافي ج 3 ص 65 عن الكافي.
(3) الوافي ج 3 ص 65 عن الفقيه.
تعليق