كان شابان على شاطئ البحر يتناولان عشاءهما. فإذا بهما يلمحان عجوزا تجمع الفتات من خلفهما وتأكل ...
فتعجب الشابان لهاته المرأة التي لا يبدو عليها انها متسولة .. فسألاها : -- هل انت جائعة؟
فردت عليهما والقهر والتعب يسيطران على محياها :
نعم لم أذق الطعام منذ الصباح .. أنتظر عودة ولدي الذي أحضرني في صباح اليوم إلى هنا واخبرني أنه سيعود بعد قليل و لحد الساعة لم يحضر ولا أدري إن كان وقع له مكروه لا قدر الله!!!
فقدّم الشابان العشاء لتلك العجوز .. وتناولت وجبتها ..
لقد تأخر الوقت ولم يحضر الابن وقرر الشابان الانصراف ..
لكن التفكير في العجوز أبطأهما!..
وبعد ما طال الانتظار جمعوا أغراضهم وقد برد الجو وهدأ المكان إلا من بعد اصوات السيارات البعيدة ...
وصعب عليهما ترك العجوز لوحدها امام الشاطئ
فسالها أحدهما : -- هل عندك رقم هاتف إبنك أو أحد من الأقارب
فردت العجوز بلهفة كأن الفكرة قد فتحت لها أبواب كل الحلول : - نعم معي رقم هاتف إبني المسكين الذي لا أعرف ماذا حدث له .. هاهي الورقة !!..
اخذ الشاب يتصفح الورقة ليقرأ رقم الهاتف على صاحبة فيكلمه ...
وكم كانت المفاجأة أدهى وأمر حين قرأ الشابان هاته العبارة في الورقة التي لا تحتوي على رقم الهاتف: --
من يجد هاته المراة فاليأخذها لدار العجزة
فاخبروها أن الرقم خاطئ وأنه لا يجيب
فألحوا على المرأة أن تمشي معهم فرفضت وحاولوا ان يقنعوها ...
رفضت العجوز الذهاب مع الشابان رغم جميع محاولاتهما لإقناعها بأنهم سوف يبحثون عن إبنها .. أو يأخذانها إلى أي مكان تريد ...
رفضت .. ورفضت بشدة ..!
لقد وعدها إبنها أنها سوف يأتي لأخذها وتخاف أن يجيئ فلن يجدها -- ..
مسكينة لا تعرف أن إبنها قد استغنى عنها .. قد نكرها .. وذهب دون عودة..
تركها في سن هي أحوج إلى من يرعاها .. إلى من يحسسها بالحنان ..
ذهب ..! ورماها .. تخلى عنها .. لم تعد تنفع .. أصبحت عجوز وهو في ريعان شبابه .. يتباهى بنفسه .. لا تلزمه هاته المراة .. أصبحت في نظره من الزمن الماضي .. سلعة قديمة ..
سأعود للموضوع ، المهم أن الشابان تركاها بعد ... دون جدوى .. وهي المسكينة تأمل ان يأتي إبنها حسب الوعد لكن .........
أحد الشابان لم يغمض له جفن وأخذ يتقلب في فراشه .. لم يغب تفكيره في تلك العجوز وفعل ابنها الذي أنجبته وربته حتى قوي عظمه ثم رماها رمية .. (...) دون رحمة ولا شفقة ..
وأخذ الشاب يفكر في العجوز وكأن فراشه تحول إلى نار ترسل لهيبها إليه
فقام من فراشه وغير ملابسه ، وركب سيارته وقصد مكان العجوز على شاطئ البحر ...
وعندما وصل رآى سيارات وأضواء وحشد من الناس يملأون المكان
..هذه سيارة الاسعاف .. وهذه سيارات الشرطة ..!!
فاخترق الجموع وسأل أحد الحاضرين : -- ماذا يجري هنا؟
فأخبروه أن امرأة عجوزا قد فارقت الحياة في هذا المكان..!!
فقصد سيارة الاسعاف وسأل إسعافي: -- ماسبب موتها؟
فأجابه بأن ضغطها ارتفع فماتت ...!!
لقد ماتت من خوفها على ابنها وفلذة كبدها أن يكون قد حدث له مكروه ..
ماتت من خوفها أن تفتقده وإلى الأبد ... ماتت وتركت حقيقة أمرها في ورقة
حسبت أنها لهاتف ابنها .. ماتت ولم تدري أن الغرور والعقوق قد ملكا ولدها....
فتعجب الشابان لهاته المرأة التي لا يبدو عليها انها متسولة .. فسألاها : -- هل انت جائعة؟
فردت عليهما والقهر والتعب يسيطران على محياها :
نعم لم أذق الطعام منذ الصباح .. أنتظر عودة ولدي الذي أحضرني في صباح اليوم إلى هنا واخبرني أنه سيعود بعد قليل و لحد الساعة لم يحضر ولا أدري إن كان وقع له مكروه لا قدر الله!!!
فقدّم الشابان العشاء لتلك العجوز .. وتناولت وجبتها ..
لقد تأخر الوقت ولم يحضر الابن وقرر الشابان الانصراف ..
لكن التفكير في العجوز أبطأهما!..
وبعد ما طال الانتظار جمعوا أغراضهم وقد برد الجو وهدأ المكان إلا من بعد اصوات السيارات البعيدة ...
وصعب عليهما ترك العجوز لوحدها امام الشاطئ
فسالها أحدهما : -- هل عندك رقم هاتف إبنك أو أحد من الأقارب
فردت العجوز بلهفة كأن الفكرة قد فتحت لها أبواب كل الحلول : - نعم معي رقم هاتف إبني المسكين الذي لا أعرف ماذا حدث له .. هاهي الورقة !!..
اخذ الشاب يتصفح الورقة ليقرأ رقم الهاتف على صاحبة فيكلمه ...
وكم كانت المفاجأة أدهى وأمر حين قرأ الشابان هاته العبارة في الورقة التي لا تحتوي على رقم الهاتف: --
من يجد هاته المراة فاليأخذها لدار العجزة
فاخبروها أن الرقم خاطئ وأنه لا يجيب
فألحوا على المرأة أن تمشي معهم فرفضت وحاولوا ان يقنعوها ...
رفضت العجوز الذهاب مع الشابان رغم جميع محاولاتهما لإقناعها بأنهم سوف يبحثون عن إبنها .. أو يأخذانها إلى أي مكان تريد ...
رفضت .. ورفضت بشدة ..!
لقد وعدها إبنها أنها سوف يأتي لأخذها وتخاف أن يجيئ فلن يجدها -- ..
مسكينة لا تعرف أن إبنها قد استغنى عنها .. قد نكرها .. وذهب دون عودة..
تركها في سن هي أحوج إلى من يرعاها .. إلى من يحسسها بالحنان ..
ذهب ..! ورماها .. تخلى عنها .. لم تعد تنفع .. أصبحت عجوز وهو في ريعان شبابه .. يتباهى بنفسه .. لا تلزمه هاته المراة .. أصبحت في نظره من الزمن الماضي .. سلعة قديمة ..
سأعود للموضوع ، المهم أن الشابان تركاها بعد ... دون جدوى .. وهي المسكينة تأمل ان يأتي إبنها حسب الوعد لكن .........
أحد الشابان لم يغمض له جفن وأخذ يتقلب في فراشه .. لم يغب تفكيره في تلك العجوز وفعل ابنها الذي أنجبته وربته حتى قوي عظمه ثم رماها رمية .. (...) دون رحمة ولا شفقة ..
وأخذ الشاب يفكر في العجوز وكأن فراشه تحول إلى نار ترسل لهيبها إليه
فقام من فراشه وغير ملابسه ، وركب سيارته وقصد مكان العجوز على شاطئ البحر ...
وعندما وصل رآى سيارات وأضواء وحشد من الناس يملأون المكان
..هذه سيارة الاسعاف .. وهذه سيارات الشرطة ..!!
فاخترق الجموع وسأل أحد الحاضرين : -- ماذا يجري هنا؟
فأخبروه أن امرأة عجوزا قد فارقت الحياة في هذا المكان..!!
فقصد سيارة الاسعاف وسأل إسعافي: -- ماسبب موتها؟
فأجابه بأن ضغطها ارتفع فماتت ...!!
لقد ماتت من خوفها على ابنها وفلذة كبدها أن يكون قد حدث له مكروه ..
ماتت من خوفها أن تفتقده وإلى الأبد ... ماتت وتركت حقيقة أمرها في ورقة
حسبت أنها لهاتف ابنها .. ماتت ولم تدري أن الغرور والعقوق قد ملكا ولدها....
تعليق