(ما جادلت جاهلا إلا غلبني):
---------------------
السؤال:
من القائل (ما جادلت عالمًا إلا غلبته, وما جادلت جاهلًا إلا غلبني)؟
الجواب:
1/ هذه المقولة من المقولات المشهورة جدًا بين الناس, ومنهم من ينسبها لأمير المؤمنين – عليه السلام-, ومنهم من ينسبها إلى الشافعي.
2/ لم أجد –حتى الآن- أي دليل يثبت صحة النسبة لأمير المؤمنين – عليه السلام-, وكذلك لم أجد أي دليل يثبت صحة النسبة للشافعي, فكل من وجدته – حتى الآن- يذكرها, فهو يذكرها هكذا بدون مصدر.
3/ لم يثبت أن هناك شخص قام بالمجادلة مع أمير المؤمنين, وتمكن أن يتغلب على أمير المؤمنين.
لم تلد النساء من يستطيع أن يغلب (باب مدينة العلم) في الحوار أو الجدال أو غيره.
4/ القضية ليست في علم الطرف الثاني أو جهله, فالقضية تكمن في الهدف من الجدال, فإذا كان الهدف من الجدال هو المراء فيصعب الوصول إلى نتيجة, سواء كان الطرف الثاني عالمًا أو جاهلاً, بل المشكلة ستكون أصعب مع العالم الذي يبحث عن المراء.
(العالم) الذي يبحث عن الجدال والمراء والغلبة, هذه مشكلته أصعب وأعمق من مواجهة (الجاهل) الذي يبحث عن المراء والغلبة. لأن (العالم) يستطيع استغلال علمه في التمويه والمراوغة والتشكيك وهكذا, بخلاف (الجاهل) الذي لا يتقن فنون التلبيس ولا يحمل بعض المعلومات التي يستغلها في المراوغة أو التدليس أو التمويه.
وخلاصة هذه الفكرة:
الحوار الذي يهدف للوصول إلى الحقيقة, تسهل إدارته, وليس فيه غالب ومغلوب.
أما الجدال الذي يراد منه الغلبة والأنا والسيطرة, فالمشكلة فيه مع (العالم) أصعب بكثير من المشكلة مع (الجاهل).
فإذا اتضح ذلك, فيكون معنى المقولة المذكورة أعلاه غير صحيح. أرجو التدقيق في ذلك.
5/ مع كل ما تقدّم تبقى هناك أساليب وحجج لا يتمكن أي شخص مجادل ولجوج في الإجابة عليها, فلاحظ المثال التالي:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
فالمسألة كانت محاججة ومجادلة بين إبراهيم والنمرود, ومع ذلك تمكن نبي الله إبراهيم – عليه السلام- من إفحام خصمه, فبهت الذي كفر.
والله ولي التوفيق
20/ جمادى الآخرة/ 1436 هـ
---------------------
السؤال:
من القائل (ما جادلت عالمًا إلا غلبته, وما جادلت جاهلًا إلا غلبني)؟
الجواب:
1/ هذه المقولة من المقولات المشهورة جدًا بين الناس, ومنهم من ينسبها لأمير المؤمنين – عليه السلام-, ومنهم من ينسبها إلى الشافعي.
2/ لم أجد –حتى الآن- أي دليل يثبت صحة النسبة لأمير المؤمنين – عليه السلام-, وكذلك لم أجد أي دليل يثبت صحة النسبة للشافعي, فكل من وجدته – حتى الآن- يذكرها, فهو يذكرها هكذا بدون مصدر.
3/ لم يثبت أن هناك شخص قام بالمجادلة مع أمير المؤمنين, وتمكن أن يتغلب على أمير المؤمنين.
لم تلد النساء من يستطيع أن يغلب (باب مدينة العلم) في الحوار أو الجدال أو غيره.
4/ القضية ليست في علم الطرف الثاني أو جهله, فالقضية تكمن في الهدف من الجدال, فإذا كان الهدف من الجدال هو المراء فيصعب الوصول إلى نتيجة, سواء كان الطرف الثاني عالمًا أو جاهلاً, بل المشكلة ستكون أصعب مع العالم الذي يبحث عن المراء.
(العالم) الذي يبحث عن الجدال والمراء والغلبة, هذه مشكلته أصعب وأعمق من مواجهة (الجاهل) الذي يبحث عن المراء والغلبة. لأن (العالم) يستطيع استغلال علمه في التمويه والمراوغة والتشكيك وهكذا, بخلاف (الجاهل) الذي لا يتقن فنون التلبيس ولا يحمل بعض المعلومات التي يستغلها في المراوغة أو التدليس أو التمويه.
وخلاصة هذه الفكرة:
الحوار الذي يهدف للوصول إلى الحقيقة, تسهل إدارته, وليس فيه غالب ومغلوب.
أما الجدال الذي يراد منه الغلبة والأنا والسيطرة, فالمشكلة فيه مع (العالم) أصعب بكثير من المشكلة مع (الجاهل).
فإذا اتضح ذلك, فيكون معنى المقولة المذكورة أعلاه غير صحيح. أرجو التدقيق في ذلك.
5/ مع كل ما تقدّم تبقى هناك أساليب وحجج لا يتمكن أي شخص مجادل ولجوج في الإجابة عليها, فلاحظ المثال التالي:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
فالمسألة كانت محاججة ومجادلة بين إبراهيم والنمرود, ومع ذلك تمكن نبي الله إبراهيم – عليه السلام- من إفحام خصمه, فبهت الذي كفر.
والله ولي التوفيق
20/ جمادى الآخرة/ 1436 هـ
تعليق