ليلى ابراهيم رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيد الخلق محمد واله الطاهرين المنتجبين ...
اما بعد:
ان اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) افضل الاصحاب واوفاهم كما وصفهم هو حيث قال في ليلة عاشوراء حين خطب فيهم :" أما بعد: فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا."١ ان الامام المعصوم (عليه السلام) هو من يقول هذا الكلام وهي شهادة كبيرة وعظيمة في حقهم دليلا على وقفتهم المشهودة مع الامام في اشد محنة...
وهو يسمح لهم بالرحيل والنجاة من الموت ويحلهم من بيعته ولا يقبلوا ويقضوا الليل بالصلاة والركوع والسجود...
وفي المعركة يستأنسوا بالموت ولا يفروا منه كأستئناس الطفل بمحالب أمه..
وكلما خرج احدهم للقتال يستأذن الأمام الحسين فيأذن له ويردد الأية القرانية: " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" ( الاحزاب23)
فهم رجال صدقوا ماعادوا الله عليه وقضوا نحبهم ضحايا مجزرين على رمضاء كربلاء وما بدلوا عهدهم ولا تركوا امامهم وحيدا دون ناصر، بل ذبوا عنه وضحوا بكل غال ونفيس..
لقد ملأت سيرتهم أرجاء الطف بألوان التضحية، فتربعوا على عرش الشهداء...
ترى ما الذي انطوت عليه سريرتهم ليكونوا بهذه المنزلة؟
هم لم يحضوا بالرضا والقبول من قبل إمام زمانهم وحسب، بل نالوا أعلى درجاته، فحري بكل من يتوق الى رضا إمام زمانه عنه (عجل الله فرجه) من المؤمنين والمؤمنات أن يتعرفوا على سيرة أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) ويسيروا على نهجهم ويتأسوا بهم .
لذا كان من المناسب أن نذكر جملة من سماتهم وصفاتهم الجليلة التي مكّنتهم من نيل وسام خير الأنصار من قبل الامام الحسين (عليه السلام)..أهم سماتهم:
١- الجانب العبادي: وصفوا بكثرة العبادة بيقين في الاعتقاد والاخلاص في النية والتي أهّلتهم ليكونوا خير الأصحاب بشهادة الامام الحسين (عليه السلام). فقد روي أنهم كانوا يصلون ويستغفرون ويدعون طوال ليلة عاشوراء حتى أنهم باتوا ولهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد.
ومن سماتهم في العبادة أيضاً: أداء الصلاة في وقتها، حتى إن تواجدهم في ساحة المعركة حيث طعن الرماح وضرب السيوف ورمي السهام لم يحُلْ بينهم وبين ذلك،
٢- الوعي والبصيرة:لم يكن هدف أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) الدنيا أو المال أو الشهرة أو السلطة وإنما خاضوا غمار المعركة وهم يعلمون بأنهم سيقتلون.
٣-التفقّه في الدين:كانت السمة الغالبة عليهم العلم والتفقه في الدين، فقد كان منهم بريراً (سيد القراء) وحبيب بن مظاهر الاسدي وكان فقيها كبيرا من فقهاء الكوفة ومسلم بن عوسجة الاسدي وقد (كان صحابيا ممن رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغيرهم.
٤-الشجاعة والثبات: وصفهم العدو قبل الصديق بأنهم (أهل البصائر وفرسان المصر). فقد روي أنه (صاح [عمرو بن الحجاج] بأصحابه: أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوما مستميتين، لا يبرز إليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلتهم، والله! لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم)٢
كما روي عن أحد الأعداء واصفاً أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) قائلاً عضضت بالجندل، أنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا، ثارت علينا عصابة أيديها على مقابض سيوفها، كالأسود الضارية، تحطم الفرسان يمينا وشمالا، تلقي نفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب بالمال، ولا يحول حائل بينها وبين المنية أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها، فما كنا فاعلين، لا أم لك)٣
٥-وأما عن ثباتهم فنحن ندعو بزيارة عاشوراء بأن يثبت الله (تعالى) لنا قدم صدق مع الحسين وأصحاب الحسين (عليهم السلام)" اللَّهُمَّ ارزقني شفاعة الحُسين يوم الوُرودِ وثبِّتْ لي قدمَ صدقٍ عندك مع الحُسين وأصحاب الحُسين الذين بذَلوا مُهجهمْ دُونَ الحُسين عليه السلامُ ".
-----------------------------------------------
١- كلمات الامام الحسين: ج1، ص395.
٢- أنصار الحسين: ص48.
٣-أنصار الحسين:ص 51.
ليلى ابراهيم رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيد الخلق محمد واله الطاهرين المنتجبين ...
اما بعد:
ان اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) افضل الاصحاب واوفاهم كما وصفهم هو حيث قال في ليلة عاشوراء حين خطب فيهم :" أما بعد: فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا."١ ان الامام المعصوم (عليه السلام) هو من يقول هذا الكلام وهي شهادة كبيرة وعظيمة في حقهم دليلا على وقفتهم المشهودة مع الامام في اشد محنة...
وهو يسمح لهم بالرحيل والنجاة من الموت ويحلهم من بيعته ولا يقبلوا ويقضوا الليل بالصلاة والركوع والسجود...
وفي المعركة يستأنسوا بالموت ولا يفروا منه كأستئناس الطفل بمحالب أمه..
وكلما خرج احدهم للقتال يستأذن الأمام الحسين فيأذن له ويردد الأية القرانية: " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" ( الاحزاب23)
فهم رجال صدقوا ماعادوا الله عليه وقضوا نحبهم ضحايا مجزرين على رمضاء كربلاء وما بدلوا عهدهم ولا تركوا امامهم وحيدا دون ناصر، بل ذبوا عنه وضحوا بكل غال ونفيس..
لقد ملأت سيرتهم أرجاء الطف بألوان التضحية، فتربعوا على عرش الشهداء...
ترى ما الذي انطوت عليه سريرتهم ليكونوا بهذه المنزلة؟
هم لم يحضوا بالرضا والقبول من قبل إمام زمانهم وحسب، بل نالوا أعلى درجاته، فحري بكل من يتوق الى رضا إمام زمانه عنه (عجل الله فرجه) من المؤمنين والمؤمنات أن يتعرفوا على سيرة أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) ويسيروا على نهجهم ويتأسوا بهم .
لذا كان من المناسب أن نذكر جملة من سماتهم وصفاتهم الجليلة التي مكّنتهم من نيل وسام خير الأنصار من قبل الامام الحسين (عليه السلام)..أهم سماتهم:
١- الجانب العبادي: وصفوا بكثرة العبادة بيقين في الاعتقاد والاخلاص في النية والتي أهّلتهم ليكونوا خير الأصحاب بشهادة الامام الحسين (عليه السلام). فقد روي أنهم كانوا يصلون ويستغفرون ويدعون طوال ليلة عاشوراء حتى أنهم باتوا ولهم دوي كدوي النحل ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد.
ومن سماتهم في العبادة أيضاً: أداء الصلاة في وقتها، حتى إن تواجدهم في ساحة المعركة حيث طعن الرماح وضرب السيوف ورمي السهام لم يحُلْ بينهم وبين ذلك،
٢- الوعي والبصيرة:لم يكن هدف أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) الدنيا أو المال أو الشهرة أو السلطة وإنما خاضوا غمار المعركة وهم يعلمون بأنهم سيقتلون.
٣-التفقّه في الدين:كانت السمة الغالبة عليهم العلم والتفقه في الدين، فقد كان منهم بريراً (سيد القراء) وحبيب بن مظاهر الاسدي وكان فقيها كبيرا من فقهاء الكوفة ومسلم بن عوسجة الاسدي وقد (كان صحابيا ممن رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغيرهم.
٤-الشجاعة والثبات: وصفهم العدو قبل الصديق بأنهم (أهل البصائر وفرسان المصر). فقد روي أنه (صاح [عمرو بن الحجاج] بأصحابه: أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان المصر، وأهل البصائر، وقوما مستميتين، لا يبرز إليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلتهم، والله! لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم)٢
كما روي عن أحد الأعداء واصفاً أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) قائلاً عضضت بالجندل، أنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا، ثارت علينا عصابة أيديها على مقابض سيوفها، كالأسود الضارية، تحطم الفرسان يمينا وشمالا، تلقي نفسها على الموت، لا تقبل الأمان، ولا ترغب بالمال، ولا يحول حائل بينها وبين المنية أو الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها، فما كنا فاعلين، لا أم لك)٣
٥-وأما عن ثباتهم فنحن ندعو بزيارة عاشوراء بأن يثبت الله (تعالى) لنا قدم صدق مع الحسين وأصحاب الحسين (عليهم السلام)" اللَّهُمَّ ارزقني شفاعة الحُسين يوم الوُرودِ وثبِّتْ لي قدمَ صدقٍ عندك مع الحُسين وأصحاب الحُسين الذين بذَلوا مُهجهمْ دُونَ الحُسين عليه السلامُ ".
-----------------------------------------------
١- كلمات الامام الحسين: ج1، ص395.
٢- أنصار الحسين: ص48.
٣-أنصار الحسين:ص 51.
ليلى ابراهيم رمضان
تعليق