إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(من الحسين للمهدي عليهما السلام)410

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(من الحسين للمهدي عليهما السلام)410


    شجون الزهراء
    عضو ذهبي











    • تاريخ التسجيل: 12-09-2010
    • المشاركات: 1947
    المهدي نورُ الظُلَم

    30-09-2020, 02:36 PM





    لا شك أن خلق الله للدنيا لم يكن لعباً ولا عبثاً وإنما لغاية بليغة وحكمة سديدة وهي أن تكون الحياة الدنيا مظهراً من مظاهر الجمال والجلال الإلهيين من خلال الحياة الإنسانية المؤهلة بما أعطاها الله من قابليات وقدرات معنوية ومادية للقيام بذلك الدورالاستخلافي.

    ولهذاا الغرض الرفيع، تواكبت أفواج الأنبياء والمرسلين لتزرع في وعي الإنسان بشكل متواصل تلك الأهداف الإلهية حتى لا يغفلها أو ينحرف عنها، ولتكون رسالات الانبياء عليهم السلام هي النور الذي يضيء الدرب للإنسان لكي يتحسس مواطئ أقدامه عند سيره في الدنيا.

    وجاء الامام الحسين بنهضته العظيمة ليكون ممهدا لاستتمام النور المهدوي
    وهانحن نرى الاقتداء والسير بزيارة الاربعين ودورها في الاصلاح الاممي والمجتمعي

    نحو الوعي والتكامل المهدوي وماتحتاجه من اخلاقيات ورؤى وبصيرة
    تحفظ الانسان من الانزلاق في تيارات وامواج الضياع والعبثية والتبعثر ...


    ومن واجب المؤمنين بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه أن يعملوا على أكثر من جهة في هذا المجال، فيجهدوا بسعيهم
    وأن يعملوا على زرع الأمل على الوقوف في وجه ظالميهم ومستعبديهم من طواغيت الأرض.





    *******************************
    ****************
    *************

    اللهم صل على محمد وآل محمّد

    بورك السعي الحسيني والطوفان الولائي الغامر الذي ملا الدنيا حباً وولاءً للحسين عليه السلام

    فتقبل الله من الجميع بخير القبول وافضل الكرامة

    وبودنا أن نفتح بوابة ورافد طيب جديد مبارك

    ندخل منه لتضمين السعي الحسني وربطه بالامتداد المهدوي العظيم

    لنعرف ونتامل في الاخلاقيات التي اكتسبناها لنطبقها في التمهيد المبارك


    وهاهو محوركم يشرق من جديد بنور مهدوي ممتد مروي بدماء حسينية عاشورائية


    فكونوا معنا ...











    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	12143085_1678220682396124_6050059597245604426_n.jpg 
مشاهدات:	1042 
الحجم:	80.4 كيلوبايت 
الهوية:	898135





    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	01.jpg 
مشاهدات:	993 
الحجم:	37.9 كيلوبايت 
الهوية:	898134
    الملفات المرفقة

  • #2

    شجون الزهراء



    حدث منذ عهود طويلة انحراف في مسيرة البشرية عن ذلك الهدف الإلهي السامي وتبدلت إلى تطاحن وتناحر واختلاف وتقاتل، ونتج عن كل ذلك دمار كبير، وحول العصور المستمرة من حياة الإنسانية إلى جحيم وعذاب وقهر واستغلال واستعباد، مما جعل من الإنسان مخلوقاً عبثياً لاغياُ لا يعرف كيف يهتدي إلى الحق سبيلاً، وطفق يبحث في هذه الدنيا على هواه عن نعمها الزائلة وملذاتها الفانية.
    لذا نرى أن المفكرين على اختلاف مشاربهم الفكرية وعقائدهم التي ذهبوا إليها متفقون على أن الانسانية لا بد أن تصل إلى اليوم الذي تعيش فيه السعادة والهناء، وهذا كاشف عن أن النفس البشرية مفطورة على حب الخير والجمال، وإلا لما توافق هؤلاء المفكرون والمصلحون الإجتماعيون على هذه الفكرة الجميلة للحياة الإنسانية من مواقع اختلافاًتهم في العقائد والنظريات.
    ومن وجهة النظر الإسلامية المرتبطة بمبدأ الكون وخالقه وهو الله عزوجل نعتقد أن هذه الحياة الدنيا لا بد أن تشهد النموذج الذي كان ينبغي أن تسير عليه الحياة، وذلك لأكثر من سبب ومبرر، وهي كما يلي:



    أولاً: تبيان الأغراض الأصلية لخلق الإنسان وجعله خليفة لله عبر تشكيل المجتمع النموذجي الذي سيقوده الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه بعد خروجه، ليكشف عن الإمكانات المودعة في الإنسان التي كان ينبغي أن يستغلها لتحقيق مثل ذلك المجتمع عبر العصور المختلفة بدلاً من النماذج التي تحققت.


    ثانياً: من الملاحظ أن المجتمع في عصر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه هو أقرب المجتمعات إلى نهاية الحياة الإنسانية على الأرض وهو آخر مجتمعاًتها كما نفهم ذلك من مصادرنا الشرعية، ومن غير المعقول ان تنتهي الحياة الدنيا بنموذج مجتمع لا ينسجم مع التوجهات الإلهية، لأن الحياة الدنيا أريد لها أن تكون مظهراً جمالياً، فلا بد أن يكون المجتمع الأخير متماشياً مع المجتمع الأول في العبادة والتوجه إلى الله وبناء الحياة وفق الرؤيا الإلهية لها.


    ثالثاً: إثبات الحجة على كل المجتمعات التي سبقت وبيان تقصيرها في حق ربها وأنفسها حتى لا تحتج تلك المجتمعات على الله يوم القيامة بالعجز عن تحقيق ذلك الهدف السامي، لأن الإنسانية كانت قادرة على الوصول إلى تلك الحياة المطلوبة إلهياً لو أنها التزمت المنهج الإلهي في تحركاتها ولم تركن إلى الحياة الدنيا بأبعادها المادية البحتة التي ابتعدت بهم عن المسار الإلهي العام.
    من هنا نفهم سبب الإصرار في المصادر الحديثية عندنا على أنه لو لم يبق من عمر الدنيا إلا يوماً واحداً لطّول الله ذلك اليوم حتى يخرج المهدي عجل الله تعالى فرجه ليملأ الدنيا عدلاً وقسطاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً على يد المستكبرين والطغاة عبر التاريخ، وكانوا السبب المباشر في تدمير الحياة الإنسانية في عصورها الغابرة والراهنة، وكانوا السبب في زرع عوامل اليأس والانحراف والكفر والفساد.




    لذا نرى أن من واجب المؤمنين بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه أن يعملوا على أكثر من جهة في هذا المجال، فاللازم عليهم أن يسعوا لتأمين الظروف الموضوعية لخروجه، وأن يعملوا على زرع الأمل على الوقوف في وجه ظالميهم ومستعبديهم من طواغيت الأرض.
    نسأل الله عزوجل أن يجعلنا من المنتظرين لخروجه بالمعنى الذي يقرّب عصر الخروج، ويمهد الأرض لظهوره المبارك لتكتحل عيوننا بمرآه المنير المشرق ولتسعد الإنسانية في حياتها.
    والحمد لله رب العالمين
    فكرة المصلح في آخر الزمان تتضمن نقطتين لا بد من إثارتهما وهما:
    1. مقام الإنسان عند الله
    2. حكومة العدل الإلهي

    نماذج عن النقطة الأولى


    ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ 1 و ﴿ ... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ... ﴾ 2 و ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ... ﴾ 3.
    نماذج عن النقطة الثانية


    ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ 4 ،﴿ ... أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ 5، ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ... ﴾ 6، ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ 7، ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ... ﴾ 8.
    أحاديث
    1. الحسين بن على عليه السلام: له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت على الدين فيها آخرون، فيؤذن لهم ويقال: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين، أما إن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله وآله الطاهرين الأخيار.
    2. علي بن الحسين عليه السلام: ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر، إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان، لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من الأفهام والعقول لمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله.










    تعليق


    • #3

      عطر الولايه
      عضو ماسي











      • تاريخ التسجيل: 20-09-2010
      • المشاركات: 7346



      #1
      المهدي الموعود نور سيُتِمُهُ الله‏

      01-10-2020, 06:59 AM


      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
      وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
      وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
      السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


      كثير من البشر يؤمن بأمر ما على نحو اليقين إلا أنه عملياً يتصرف على خلافه وكأنه لم يسمع به. من هذه الأمور الخالق عزَّ وجلّ‏َ والمعاد، فالإنسان يعيش حياته ويتعامل مع أسباب ومسببات هذا الكون ومع الناس وكأن اللَّه خلق هذا الخلق وتركه وانقطع عنه ناسياً أن قوانين هذا الكون يفيض عليها اللَّه تعالى الاستمرارية والتأثير في كل لحظة. وغافلاً عن أن الخلق يجري كله نحو هدف واحد يعود فيه إلى أصله ومنبعه.

      فها هي الأجساد والأجسام كلها تعود إلى أصلها وهكذا الإنسان روحه كجسده، تعود إلى حقيقتها وأصلها اللامادي الروحاني كما يعود الجسد إلى أصله: التراب، والأمثلة لا تعد ولا تحصى حيث نسمع يومياً بالعشرات بل بالمئات من البشر ينتقلون من هذا العالم إلى العالم الآخر. إن هذين الأمرين يؤمن بهما كل البشر حتى من لم يعرف الأديان السماوية. ومن هذه الأمور الإيمان بالعدل المنتظر والمخلص والموعود، فقد أجمعت كل الأديان السماوية على اختلافها، بل غير السماوية أيضاً على الإيمان بهذه الحقيقة، حقيقة أن هناك مخلصاً سيأتي وينشر السلام، والعدل، والخير وينصر المظلوم ويقيم الحق ويقضي على الفقر والجوع ويحقق مقتضيات هذه المفاهيم التي هي واحدة عند البشر ولا يختلف في معناها أحد.

      لكن هل يسعى كل البشر نحو ما يؤمنون به؟ هل يطبقون ما يعتقدون أن الموعود سيأتي لأجل تطبيقه؟
      إن اللَّه واحد والمعاد واحد والدين واحد وللدين دعوة مشتركة واحدة. والمخلّص الموعود واحد عند الجميع، إلا أن الحكام والطغاة الذين يريدون السيطرة والتحكم بمقدرات المظلومين هم الذين كانوا دائماً أعداء للَّه ولأنبيائه ومبعوثيه عليهم السلام للضعاف والجهلة يضعون كل إمكاناتهم العسكرية والفكرية والإعلامية للإرهاب والتضليل والتشويه لإطفاء جذوة الحق ونور الهدى والسلام ودين التسليم له
      ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
      (التوبة/32).




      تعليق


      • #4

        الفقيه
        عضو فضي











        • تاريخ التسجيل: 17-04-2017
        • المشاركات: 948



        #1
        كيف تقتدي بإمامك الغائـــــب؟

        02-10-2020, 01:26 PM



        بسم الله الرحمن الرحيم
        كيف تقتدي بإمام زمانك وهو غائب لا تراه ولا ترى أفعاله ولم تلتق به؟
        الجــواب:
        أوَّلاً: من نافلة القول التذكير بأنَّ التأسّي بالقدوة الصالحة والناجحة مبدأ إسلامي وعقلائي، يقول تعالى: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) (الأحزاب: ٢١).
        وقال تعالى: (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) (الممتحنة: ٤).
        ثانياً: أنَّ الاقتداء لا يتوقَّف على اللقاء المباشر، فيكفي أن نعرف صفات القدوة ونُطبِّقها على سلوكنا، فإنَّ لنا أُسوة برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) رغم أنَّنا لم نرَه، ولم نجد إلَّا حبراً على ورق.
        وقد روي أنَّه قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «... ألَا إنَّ أعجب الخلق إليَّ إيماناً لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفاً فيها كتاب يؤمنون بما فيها»

        ( تفسير ابن كثير ٤٤:١ )

        ثالثاً: لقد ذكرت بعض الروايات كيفية الاقتداء بالإمام المهدي (عليه السلام) في غيبته.
        وخلاصة الاقتداء به عبر التالي:
        ١ - التولّي لأولياء وشيعة ومحبّي الإمام المهدي (عليه السلام)، وما يترتَّب على هذا الأمر من التواصل وقضاء الحوائج وغيرها من المفاهيم المترتِّبة على التولّي.
        ٢ - التبرّي من أعداء الإمام (عليه السلام) ومبغضيه، وما يترتَّب على هذا الأمر من الابتعاد عن أخلاق الأعداء وسلوكياتهم.
        ٣ - الإيمان بالأئمَّة (عليهم السلام) وما يستلزمه الإيمان بهم من أخذ العلم منهم لا غير، وترجيح أقوالهم على أقوال غيرهم.
        روي أنَّه قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): «طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه، يتولّى وليَّه ويتبرَّأ من عدوِّه، ويتولّى الأئمَّة الهادية من قبله، أُولئك رفقائي وذوو ودّي ومودَّتي، وأكرم أُمَّتي عليَّ»

        ---------------------------
        (الغيبة للطوسي: ٤٥٦/ ح٤٦٦.).







        تعليق


        • #5

          فداء الكوثر
          عضو ماسي











          • تاريخ التسجيل: 05-03-2016
          • المشاركات: 6130



          #1
          ✍ "لنجعل فكرنا مهدوياً " ⭕⭕⭕

          05-10-2020, 06:18 AM




          لنجعل فكرنا مهدويا
          فالعقل من العطايا المقدسة التي أعطاها الله للإنسان وجعل نتيجتها وثمراتها مباركة دائماً

          البحث الداخلي الذي يبحث فيه الإنسان عن ذاته وعن حقيقته وعن إنسانيته، كأن الإنسان يمسك في يده ضوءاً كاشفاً يبحث فيه عن دخائل نفسه وفي زوايا روحه حتّى يجد الفطرة ويزيل عنها التراب وينظّفها.
          فالعقل من العطايا المقدسة التي أعطاها الله للإنسان وجعل نتيجتها وثمراتها مباركة دائماً.
          فنحن محرومون من النظر إلى وجهه الشريف، محرومون من سماع صوته مباشرة وكلامه، لا نستطيع تداول الكلام معه والجلوس إليه، لكن هذا سيرتفع في ذلك الوقت، سيكون هذا كله ممكناً!.
          أن نهيئ أنفسنا لذلك اللقاء، الذي بكى من أجله المئات، بل الملايين من المؤمنين منذ أكثر من ألف سنة، وتهجَّدوا في ليلهم ونهارهم حتّى يتشرفوا بنظرة واحدة إلى إمامهم .
          فالذي جعل فينا علامة لنعمل فيها ولنهيئ أنفسنا من خلالها هي نعمة العقل، نعمة التفكر فيه الذي من أجله نعمل ونهيئ الاعداد الروحي للقاء.
          فإذا استطاع الإنسان أن يشغل عقله يوفّر لنفسه نسبة من الطهارة، ودرجة من القرب إلى الله عز وجل ويكون قد أعد نفسه.
          فكيف لنا أن نحضى بشرف مجالسته؟
          وكيف يسمح أن نجلس إليه ونتقرب منه؟
          فالذكر القلبي الذي يكون في داخل كل محب لإمامه غارقاً بشوقه، وعشقه وكل تفكره، وساهر ليله، وعما يشغله عقله وقلبه من ذكر، فتكون كل جوارحه، وجميع وجوده ناطقاً ولهاً بذكر ولي الله الإمام .
          فانجذبت احاسيسه نحوه ومشاعرة العالقة بذكره فكما قال الإمام الحسين في دعاء عرفة: (إِلَهِي حَقِّقْنِي بِحَقَائِقِ أَهْلِ الْقُرْبِ وَاسْلُكْ بِي مَسْلَكَ أَهْلِ الْجَذْبِ).(ظ،)
          وهنا يحصل الاطمئنان والراحة إلى العمل والصبر في طريق الانتظار.
          والإمام زين العابدين يقول : (وَآنِسْنَا بِالذِّكْرِ الْخَفِيِّ وَاسْتَعْمِلْنَا بِالْعَمَلِ الزَّكِيِّ وَالسَّعْي الْمَرْضِيِّ).(ظ¢)
          فهو ماء الحياة للمنتظِر وهو الاكسير الذي به يحصل اللقاء الروحي والتعلق في المحبوب حتّى لا يريد خيراً ولا يأمل شيئاً إلا عن طريقه.
          فلهذا يجب أن يكون قلب المنتظر متلهفاً لطلعة مولاه فإن أوحشته الغربة آنسه ذكر ولي الله الأعظم حتى يستنير قلبه بنور الذكر الخفي، فيرزقه ذلك النور.
          فالاهتمام من قبل أهل البيت حيث قال رسول الله وسلم لأبي ذر رضي الله عنه:
          (يا أبا ذر، اذكر الله ذكراً خالصاً (خاملاً )).
          قلت: يا رسول الله، وما الذكر الخالص (الخامل)؟(ظ£)
          قال: (الذكر الخفي).
          وذلك لما يمتاز به من إخلاص وعدم رياء لا يشوبه شائبة من التعلق بزخارف الدنيا.
          فالذكر الخفي ترى الذاكر لمولاه عينه باكية وقلبه يحترق، ويعتصر ألماً لفراقه.
          قال الشاعر: قلبي إليك من الأشواق محترق ودمع عيني من الآماق مندفق
          الشوق يحرقني والدمع يغرقني فهل رأيت غريقاً وهو محترق.
          فالمحب يزداد حزنه كل حين غارقاً في سبيل لقياه ضائعاً في عمق حبه وعشقه وليكون ورده الذي يتنفس فيه يردد ياصاحب الزمان.. ياصاحب الزمان.
          فأمير المؤمنين من صفات المهدي وأومى بيده إلى صدره: (هاه... شوقاً إلى رؤيته)(ظ£).
          وإمامنا الصادق يبكي بكاء الثكلى محبة للمهدي وحزناً عليه، يقول سدير الصيرفي: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرى، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغيير في عارضيه وأبلى الدموع محجريه وهو يقول: (سيدي غيبتك نفت رقادي وضيقت عَليَّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقى في عيني وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا ما لقيني... )(ظ¤).
          فالإمام المهدي سواء كانت الأحداث تجري عليه أو على الآخرين، ومثال ذلك ينبغي عليه إذا رأى غريباً أنه هو أصبح غريباً أن يتذكر غربة الإمام ، وإذا استوحش ينبغي أن يفكر في وحشة الإمام عليه السلام، وإذا ظُلم يجب أن تكون مظلوميته والتأثر بمظلومية ولي الله الأعظم، وإذا رأى شخصاً قد تعلق بحب الدنيا، أو عشق شخصاً ويتلهف على لقائه، فيكون هذا حافزاً له ليزيد من تعلقه بإمامه وعشقه له .
          وإذا قام بين يدي ربّه ليتذكر قيام مولاه في مثل هذه اللحظة بين يدي خالقه، فليحاول في كل حدث أن يربطه بنحو من الأنحاء بالإمام المهدي عليه السلام.
          فينبغى أن يكون التعلق به وحبه وعشقه بنحو عظيم. وهناك عبارة تحكي الكثير، "فلأندبنك صباحاً ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً".
          فلذا على المنتظر، والمجتمع المنتظر لإمامه عجل الله فرجه الشريف، عليه السعي الجاد والشعور بمولاه عبر الشوق إليه والهيام لعبيره الفواح ليتنفس عطر ذكره كل حين، فلا ينام ولا يهدأ لحين لقائه ويكتحل نظره بنوره العظيم، وطلعته الرشيدة.
          فما أروع الحب وهو يتجلى في زيارة آل ياسين:
          (السَّلامُ عَلَيْكَ فِي آنَاءِ لَيْلِكَ وَأَطْرَافِ نَهَارِكَ... السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّي وَتَقْنُتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى...).
          فمن هنا تتحرك قافلة المنتظرين ونتعلم كيف نحب؟ وكيف نعشق؟
          فنحن بحاجة إلى مناجات الإمام وعطفه، نحن بحاجة إلى استشعار حضور الإمام لا مجرد وجوده المقدس. نحن بحاجة إلى التعلم خطوة بعد خطوة ومرحلة تلو أخرى من أجل الوصول إلى الهدف وهو ذكره الخفي.
          فبالعقل نفكر كيف علينا أن نصل إلى إمامنا روحي فداه؟، كيف نجعل عشقه يذوب ويغرس فينا؟ علينا أن نعلم.. "فتفكر ساعة خير من عبادة سنة".







          تعليق


          • #6

            مصباح الدجى
            عضو ذهبي











            • تاريخ التسجيل: 02-01-2017
            • المشاركات: 2507



            #1
            صفــــــات الانسان المنتظــــر

            05-10-2020, 01:50 PM



            اللهم صل على محمد وآل محمد
            ذكرت للمنتظرين صفات كثيرة وخصائص عديدة وبعد مراجعة الروايات المتعلقة بموضوع الانتظار والمنتظرين نستطيع أن ندرج لكم بعض صفات المنتظرين :

            1- أن يكون لهم استعداد لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) فيكونوا في وضع مؤهلين عقائديا ونفسيا وأخلاقيا لاستقباله .

            2- عندهم عقول وفهم بحيث صارت عندهم غيبته (عليه السلام) بمنزلة المشاهدة .

            3- يتحلون بالإخلاص والصبر ومحاسن الأخلاق فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (من سره إن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فان مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من ادركه فجدوا وانتظروا هنيئا لكم ايتها العصابة المرحومة )كتاب الغيبة للنعماني 207.

            4- دعاة إلى الدين يعملون الواجبات ويتركون المحرمات وعاملون على تهذيب نفوسهم .
            5- يدعون للإمام (عليه السلام) بتعجيل الفرج .
            6- مترقبون لحكومته العالية الحقة.







            تعليق


            • #7

              المرتجى
              مشرف











              • تاريخ التسجيل: 03-04-2010
              • المشاركات: 760



              #1
              التلازم بين صفاء القلب وبين رؤية الإمام الحجة إبن الحسن (عليه السلام) .

              27-09-2020, 01:10 PM



              بسم الله الرحمن الرحيم
              وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين اللهم صل على محمد وآل محمد .

              الذنوب هي حجب الظلام التي تحول بيننا وبين رؤية الإمام الحجة إبن الحسن المهدي (عليه السلام) .
              لأن إرتكاب الذنب يعني سواد القلب ، وسواد القلب يعني البعد عن الله جل وعلا ومن يكون بعيدا عن الله يكون بعيدا عن الإمام المعصوم (عليه السلام) أيضا .
              أما لو تحرزنا من الذنب فذلك يعني بقاء القلب صافيا وصفاء القلب يكون يعني القرب من الرب والقرب من الرب يعني القرب من الإمام المعصوم ، فالقلب كالمرأة يعكس الأشياء الجيدة التي حولنا ومنها صاحب العصر والزمان الإمام المنتظر المهدي (عليه السلام) .
              يقول السيد محمد حسن الطباطبائي : (( للإرتباط مع الإمام الحجة (عجل الله فرجه) يكفي أن تصفي قلبك . إن كان القلب صافياً ، يتمكن من جذب هذه الأمواج و يظهر التصوير أيضاً . ولكن لو كان القلب غیر صافي و كان مغبرّاً لا يظهر له التصوير واضحاً . نحن حرمنا أنفسنا من رؤيته . و في الواقع لم يكن فاصلٌ بينه و بين المشتاق له ) .
              اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم .






              تعليق


              • #8
                إنّ من أبرز ما يواجه الباحث حول علاقة الإمام المهدي (عليه السلام) بجده الحسين (عليه السلام) هو أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) يرفع شعار (يا لثارات الحسين) كما ورد في أمالي الصدوق عليه الرحمة: «...يا بن شبيب، إن كنت باكياً لشيء، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قُتل، فهم عند قبره شُعث غبر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم: يا لثارات الحسين...»(1). ومن الجميل التذكير أن رفع هذا الشعار من قبل الإمام المهدي (عليه السلام) ليس من منطلق الانتقام الشخصي المعهود عند الجاهلية وعند من يسير بسيرتهم بل هو انتقام لله لأنّه (عليه السلام) استشهد من أجل إعلاء كلمة الله فيكون الله تعالى وليه والمتولي لثأره: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ} ومن هنا تخاطب الإمام الحسين (عليه السلام) في زيارته: «السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور» ولذلك تجد هذا المعنى في تفسير قوله تعالى: {وَ لاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ کَانَ مَنْصُوراً}(2). عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «هو الحسين بن علي (عليه السلام) قتل مظلوماً ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام (منا) طلب بثأر الحسين. فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل. وقال:... المقتول: الحسين (عليه السلام) ووليه القائم. والإسراف في القتل: أن يقتل غير قاتله. إنّه كان منصورا: فإنّه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(3). والسؤال المطروح: لماذا يرفع الإمام (عليه السلام) خصوص هذا الشعار ولا يرفع مثلاً شعار يا لثارات آل محمد؟ فما هو المنشأ لهذا الشعار؟ يتضح الجواب من خلال بيان جوانب الوحدة بين ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وثورة الإمام المهدي (عليه السلام) المتمثلة بوحدة الهدف والمنهج التغييري والخطاب الملقى من قبلهما (عليهما السلام) والنتائج من الثورتين. أولاً: مظاهر وحدة الهدف عند الإمامين الحجة والحسين (عليهما السلام) إنّ الهدف من الثورتين واحد في حقيقته وهو إظهار الدين الإسلامي على الدين كله وإقامة الطاعة الكاملة لله تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(4). ولكن ما هو المقصود بوحدة الهدف من حركتهما (عليهما السلام)؟ والحال أن هدف الإمام الحسين (عليه السلام) هو إصلاح المجتمع الإسلامي حيث يقول (عليه السلام): «إنّي لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين»(5). وهذا بخلاف ما يهدف إليه الإمام المهدي (عليه السلام) من إصلاح العالم بأسره وملء الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ورد عن أبي سعيد الخدريّ، قال: سمعت رسول اللَّه (صلَّى الله عليه وآله) يقول على المنبر: «إنّ المهدي من عِترتي، من أهل بيتي، يخرج في آخر الزمان، ينزل اللَّه له من السماء قطرها، ويخرج له من الأرض بذرها، فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملأها القوم ظلماً وجوراً»(6). المقصود من وحدة الهدف هو الهدف المشترك بينهما (عليهما السلام) وهو إقامة دولة العدالة ودولة الدين الإسلامي الذي يطاع فيها الله تعالى ولكن يتم السعي نحو ذلك بحسب ما هو ممكن من جهة القابل أي بحسب استعداد قابلية المجتمع لتحقيق ذلك الهدف فمجتمع الإمام الحسين (عليه السلام) لا يسمح استعداده أن يتحقق الإصلاح العالمي لجميع ربوع المعمورة بخلاف مجتمع الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) فيكون أكبر استعداداً لذلك الإصلاح الشامل، ولاختلاف قابلية كل مجتمع اختلفت دائرة الهدف سعة وضيقاً وهذا لا يعني أن هناك اختلافاً جوهرياً في الهدف بين الحركتين وإلا ليس من المعقول إطلاق شعار يعجز القابل عن استيعابه مع أنه ليس من المحال أنه لو تحقق هذا المقدار من الهدف المشترك يتحقق الإصلاح العالمي لجميع ربوع الأرض تدريجيا كما سيحصل ذلك بإذن الله تعالى في حركة حفيده صاحب الزمان (عليه السلام)، هذا من جانب ومن جانب آخر يمكن أن يقال: إن الشرائط المأخوذة لتحقق الهدف إظهار الدين على الدين كله المستفاد من الآية: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(7). سيتحقق عند حركة الإمام المهدي (عليه السلام) ولم يتحقق في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام). وبعبارة أخرى هناك شرائط ثلاثة تذكر لتحقق هذا الهدف (إظهار الدين على الدين كله) وهي: الدين الكامل الذي يكون قادراً على الاستجابة لكل متطلبات حياة الإنسان بمختلف المستويات، وهذا ما يعتقد في الشريعة الخاتمة للنبي الأكرم (صلَّى الله عليه وآله وسلم). والقائد الرباني الذي يطبق تلك الشريعة في حياة الإنسان، ومن هنا يُعتقد بأنّه لا بد من وجود إمام معصوم ليمكنه أن يقيم العدل على البشرية. والأمّة الواعية التي تعي هذا الدين بحيث تصل إلى درجة تستطيع فيها أن تقوم بالدور الرباني لإقامة العدل في حياة الإنسان. تجد أنّ الشرطين الأوليين متحققان في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) بخلاف الشرط الثالث فإنّه لم يكن كذلك وإلى يومنا هذا، لكنه سيكون متحققاً في ثورة الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) وبالتالي ستوجد القابلية والاستعداد في المجتمع لإظهار الدين على الدين كله وتشق طاعة الله طريقها على كل المعمورة فيعم الصلاح أرجاء الأرض فتخرج كنوزها وخيراتها، ولذلك ورد في تفسير الآية المذكورة عن الإمام الباقر (عليه السلام): «القائم منا منصور بالرعب، مؤيد بالنصر، تطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله به دينه على الدين كله، فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه»(8). وبعبارة مختصرة ثورة الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) امتداد لثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تنشد الإصلاح العالمي فابتداؤها كان على يد الإمام الحسين (عليه السلام) وانتصارها على يد الإمام المهدي (عليه السلام) واستمرار بقاء الدولة المهدوية العادلة بعده على يد الإمام الحسين ع

                تعليق


                • #9
                  مظاهر وحدة الخطاب السياسي عند الإمامين الحجة والحسين (عليهما السلام). بملاحظة خطاب الحسين (عليه السلام) في اليوم الثاني من المحرم الذي ألقاه على أصحابه وخطاب صاحب الأمر (عليه السلام) الذي يلقيه حين خروجه تجد أن هناك خطوطاً مشتركة بين الخطابين لعل من أبرزها: بيان ظلامة أهل البيت (عليهم السلام)، أما ما ورد بهذا المضمون عن الإمام الحسين (عليه السلام) فقد نقل المقرم في كتابه مقتل الحسين (عليه السلام) أنه مما قاله الإمام الحسين (عليه السلام) لأصحابه في اليوم الثاني من المحرم: «اللهمّ إنا عترة نبيك قد أخرجنا وطردنا وأزعجنا عن حرم جدنا وتعدتّ بنو أمية علينا، اللهمّ فخذ بحقنا وانصرنا على القوم الظالمين»(9). وأما ما ورد عن الإمام المهدي (عليه السلام) بهذا المضمون فقد ذكر النعماني في كتابه الغيبة أنّه مما يخطب به الإمام المهدي (عليه السلام) حين خروجه: «أيها الناس إنّا أهل بيت نبيكم وقد أخفنا وظلمنا وطردنا من ديارنا وبغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا»(10). تقييم الواقع الاجتماعي المعاش فقد ورد في مقتل المقرم أيضاً عنه (عليه السلام): «الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت به معائشهم فإذا محصّوا بالبلاء قلَّ الديّانون»، ثم قال: «أمّا بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وأن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها ولم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيشٍ كالمرعى الوبيل». وكذلك ورد بهذا المضمون عن الإمام المهدي في خطبته: «فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع»(11). الترغيب في الانتصار للحق فقد ورد أيضاً في نفس المصدر السابق عنه (عليه السلام): «ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله ألا وإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما». وكذلك ورد بهذا المضمون عن الإمام المهدي في خطبته: «وإنّي أدعوكم إلى الله وإلى رسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء السنة»(12). فمما تقدم تجد أنّ مضمون الخطاب واحد في الخطابين وهذا يدلل على أنّ الهدف واحد بينهما بل إنّ حركتهما (عليهما السلام) واحدة غير أنّ الحركة المتأخرة امتداد للحركة الأولى. ثالثاً: مظاهر وحدة المنهج السياسي عند الإمامين الحجة والحسين (عليهما السلام) والمقصود من منهج حركتهما (عليهما السلام) هو الأسلوب والطريقة المتبعة في تحقيق الهدف المنشود، فهل اُتبع المنهج المسلح القائم على الغزو العسكري أم المنهج التغييري السلمي للواقع المعاش بأبعاده المختلفة الثقافي والسياسي والأخلاقي وهل اتفقا في ذلك؟ وهل اُعتمد على العنصر البشري أم العنصر الغيبي؟ بالرجوع إلى ما نقلته كتب التاريخ والنقل الروائي تجد أنّ المنهج المتبع واحد وهو المنهج السلمي المعتمد على إرادة الجماهير المعتمد على تغيير أفكار الناس ورؤاهم، ولكن سلمية المنهج لا تعني عدم استخدام السلاح أبداً، لا، إنّما العنصر الأساسي للتغيير هو الإرادة البشرية وإنّما السلاح عنصر هامشي يستعمل وفقاً لمقتضيات بعض مفاصل الحركة التغييرية. هذا المنهج سنة من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) اتخذه في دعوته المباركة حيث إنّه ثلاث عشر سنة قضاها من عمر الدعوة في مكة ولم يشهر سلاحاً أبداً ثم هاجر إلى المدينة المنورة والطائف ودعا إلى الإسلام دون سلاح، وإن كان قد استعمله للدفاع عن المسلمين آنذاك فكان استعماله في مرحلة لاحقة اقتضت ذلك وليس الأصل هو السلاح. وكذلك صنع الحسين (عليه السلام) فهو حمل السلاح من أجل الدفاع عن نفسه وعياله، ولذلك تجد أنّه (عليه السلام) لم يكن مهيئا للقتال ولم يغزُ في حركته منذ خروجه من مكة إلى أن استشهد، ولذلك تجد كما نقل أرباب السير أنّ الحسين (عليه السلام) لما التقى بجيش الحر الرياحي وقطع عليه الطريق قال له زهير بن القين: "يا أبا عبدالله هذا الحر وأصحابه أهون علينا ممن سيأتي بعدهم تعال نقاتلهم فقال الحسين (عليه السلام): «إنّي أكره أن ابدأهم بقتال»"(13).إذاً حركة الحسين حركة سلمية من الأساس وإنّما اضطر الحسين (عليه السلام) للقتال للدفاع عن نفسه وعياله.

                  تعليق


                  • #10
                    يد السفياني وجيشه فيعيثون فيها الفساد، فيعلن الإمام (عليه السلام) انطلاق ثورته في مكة المكرمة فيتوجه السفياني بجيشه إلى مكة محارباً للإمام (عليه السلام) فيخسف بهم في البيداء فيسيطر الإمام (عليه السلام) على مكة حينها(14). فتجد أن الإمام هنا لم يستعمل السلاح للسيطرة على مكة المكرمة، لكنه بعد ذلك يتوجه إلى تحرير المدينة من براثن السفياني وجيشه ثم يحرر العراق والشام وبيت المقدس مستعملاً في ذلك قوة السلاح لرفع الظلم الواقع على أهل تلك المناطق. ثم يدعو العالم إلى الدين الحق من غير التوسل في ذلك بقوة السلاح بل يتمتع غير المسلمين من النصارى تحت دولته (عليه السلام) بالعيش بسلام مع دفعهم الجزية إلى أن يدخلوا في الدين الإسلامي الحق وهذا يشير إلى انعدام الإرهاب الفكري في دولته (عليه السلام) ولذلك ورد في بحار الأنوار في رواية طويلة عن أبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام): قلت: "فما يكون من أهل الذمة عنده؟ قال: «يسالمهم كما سالمهم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، ويؤدّون الجزية عن يد وهم صاغرون»"(15). وأما الروايات التي تتحدث عن أن الإمام (عليه السلام) يقتل الكثير من الناس في ثورته -كما ورد في بحار الأنوار قال الراوي: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحبّ أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم»(16)- فإنّها بالتأمل فيها بمجموعها تجد أنّها تتحدث عن الحرب الدفاعية، فعندما يتعرض الإمام (عليه السلام) لهجوم من قبل السفياني ومواليه أو يتعرض لتمرد داخلي أو هجوم من قبل اليهود- لأنه (عليه السلام) سيصل إلى فلسطين ويحررها- هنا يستخدم السلاح ويلاحق اليهود مثلاً حتى لا يبقى حجر إلا وهو يقول يا مسلم خلفي يهودي فيقتلونه، أيضاً هنالك مؤامرات تحاك ضد تحرك الإمام فيتأذى الإمام (عليه السلام) منها كما تأذى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) في دعوته، ورد عن الفضيل قال: "سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: «إنّ قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) من جهال الجاهلية فقلت: وكيف ذلك؟ قال: إنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإنّ قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، ويحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر»(17). مما تقدم من شواهد لعله يمكن التوصل إلى نتيجة وهي أنّ حركة الإمام (عليه السلام) غير مسلحة بالأصل وإن احتاج في بعض مفاصلها إلى سلاح فهو من باب العنوان الثانوي. إذاً المنهج المتبع واحد في كلا الحركتين المباركتين. هذا كله فيما يتعلق بالسؤال الأول، وأما فيما يتعلق بالسؤال الثاني وهو هل المعتمد في الثورتين على العنصر البشري أم الغيبي؟ ما يمكن أن يقال إنّ كلا الثورتين اعتمدت على العنصر البشري بالدرجة الأولى ودور العامل الغيبي هو دور الإسناد في حال عدم كفاية العنصر البشري لتحقيق المنشود، والمقصود من العامل الغيبي هو المتمثل باليد الإلهية والإعجاز وتدخل الملائكة..الخ. فالسنة الإلهية اقتضت أنّه في مجال التغيير والإصلاح على الإنسان أن يعتمد على نفسه ويبدأ بإصلاحها {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}(18). وكذلك قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(19). فنصر الله واليد الغيبية تتدخل بعد سعي الإنسان نحو التغيير والإصلاح فيأتي الدور البشري في المرتبة الأولى وبعدها يأتي دور العامل الغيبي وهذا مما له شواهد في القرآن الكريم فمثلاً لما بعث نبي الله موسى (عليه السلام) إلى فرعون دعاه إلى عبادة الله تعالى واستفرغ وسعه في ذلك، فلما أصرَّ فرعون على إلحاده وكفره استعان بالعامل الغيبي يقول تعالى ذكره: {أَلْقِ عَصَاکَ}(20). فتتحول إلى ثعبان، وقال تعالى: {اضْرِبْ بِعَصَاکَ الْحَجَرَ}(21) لما وصل موسى (عليه السلام) وقومه إلى الشاطئ ومن خلفهم فرعون وجنوده هنا لما عجزت القدرة البشرية تدخلت يد الغيب لحفظ رسول السماء ومن آمن به، لكن هذا كان بعد عجز العنصر البشري عن التأثير.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X