إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور برنامج منتدى الكفيل 65

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقدمة البرنامج
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
    لايدهشني الموالين حين بتعبيرهم عن حبهم لأميرهم يبدعون
    ما يدهشني حقا من لم يكونوا شيعة ولم يكون مسلمين
    كيف استطاعوا أن يكتبوا روائع في أمير المؤمنين عليه السلام إن لم تكن سطورهم إلهام من رب العالمين؟

    فمن يعرف علي عليه السلام وهو منصف كيف لا يشهد بأنه حق مبين؟


    و اسمحوا لي أن أضع بين أيديكم جزءا اقتصصته مما جاء في مقدمة الملحمة الخالدة (عيد الغدير )
    أول ملحمة عربية وتعد بما ينيف عن 3500 بيت
    وقد مدح فيها الشاعر والأديب والفيلسوف والمفكر المسيحي العبقري المنصف بوليس سلامه
    أهل بيت النبي الأكرمين وخصوصا الإمام علي عليه السلام
    و ستبقى ملحمته جوهرة مشعة في جبين الأدب العربي ما بقي هذا الأدب لأنها تزينت بذكر النبي وآله الأطهار


    ورب قارئ يحسبني متحاملا على بني أمية, ويعلم الله أني لم أقل فيهم إلا ما أجمعت عليه السير النبوية, ومؤرخو الإسلام كأبي الفداء, والمسعودي, والطبري, وابن الاثير, وابن خلكان وما أقره الأدباء المعاصرون, وقد أشرت إلى المراجع في الهوامش ليكون الكلام عن بينة ولا ريب ان الامويين شادوا في الشرق والغرب حضارة لها مكانتها الشامخة في عين من ينظر إلى الدنيا ولكنني قست بالمقاييس الروحية, وان قصور العالم جميعا لا تعادل في كفة الفضيلة جناح بعوضة.
    فإن سقراط الفيلسوف الخيّر الذي كان يمشي حافيا في أسواق آثينا لأجلّ قدرا في ميزان القيم الروحية من الإسكندر على عرشه ومن كسرى أنوشروان في إيوانه .
    ولرب معترض يقول: ما بال هذا المسيحي يتصدى لملحمة إسلامية بحثة؟ أجل أنني مسيحي ولكن التأريخ مشاع للعالمين.
    أجل أني مسيحي ينظر من أفق رحب لا من كوة ضيقة فيرى في غاندي الوثني قديسا. ومسيحي يرى (الخلق كلهم عيال الله) ويرى أن (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)
    مسيحي ينحني أمام عظمة رجل يهتف باسمه مئات الملايين من الناس في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات كل يوم.
    رجل ليس في مواليد حواء أعظم منه شأنا, وأبعد أثرا, وأخلد ذكرا, رجل أطل من غياهب الجاهلية فأطلت معه دنيا أظلها بلواء مجيد, كتب عليه بأحرف من نور: لا إله إلا الله . الله أكبر.

    قد يقول قائل : ولم آثرت عليا دون سواه من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله بهذه الملحمة ؟
    ولا أجيب على هذا السؤال إلا بكلمات فالملحمة كلها جواب عليه, و سترى في سياقها بعض عظمة الرجل الذي يذكره المسلمون فيقولون: (رضي الله عنه وكرم وجه والسلام عليه) ويذكره النصارى في مجالسهم فيتمثلون بحكمه ويخشعون لتقواه , ويتمثل به الزهاد في الصوامع فيزدادون زهدا وقنوتا, وينطر إليه المفكر فيستضيء بهذا القطب الوضاء, ويتطلع إليه الكاتب الألمعي فيأتم ببيانه, ويعتمده الفقيه المدره فيسترشد بأحكامه.
    أما الخطيب فحسبه أن يقف في السفح, ويرفع الرأس إلى هذا الطود الشامخ لتنهل عليه الآيات من علي, وينطلق لسانه بالكلام العربي المبين الذي رسخ قواعده أبو الحسن إذ دفعها إلى أبي الأسود الدؤلي فقال: أنح هذا النحو. وكان علم النحو.
    ويقرأ الجبان سيرة علي فتهدر في صدره النخوة وتستهويه البطولة. إذ لم تشهد الغبراء, ولم تظل السماء أشع من أبن أبي طالب, فعلي ذلك الساعد الأجدل اعتمد الإسلام يوم كان وليدا, فعلي هو بطل: بدر وخيبر والخندق وحنين ووادي الرمل والطائف واليمن.
    وهو المنتصر في صفين, ويوم الجمل, والنهروان, والدافع عن الرسول يوم أحد وقيدوم السرايا ولواء المغازي.
    واعجب من بطولته الجسدية بطولته النفسية, فلم يُرَ أصبر منه على المكاره. إذ كانت حياته موصولة الآلام منذ فتح عينيه على النور في الكعبة حتى أغمضهما على الحق في مسجد الكوفة.
    وبعد فلم تجادلني في أبي الحسن؟ أو لم تقم في خلال العصور فئات من الناس تؤله الرجل؟ ولا ريب أنها الضلالة الكبرى, ولكنها ضلالة تدلك على الحق إذ تدلك على مبلغ افتتان الناس بهذه الشخصية العظمى.
    ولم يستطع خصوم الرجل أن يأخذوا عليه مأخذا فاتهموه بالتشدد في احقاق الحق أي أنهم شكوا كثرة فضله فأرادوه دنيويا يماري ويداري و أراد نفسه روحانيا رفيعا يستميت في سبيل العدل, لا تأخذه في سبيل الله هوادة . وإنما الغضبة للحق وثورة النفوس القدسية التي يؤلمها أن ترى عوجا. أو لم يغضب السيد المسيح وهو الذروة في الوداعة والحلم يوم دخل الهيكل فوجد فيه باعة الحمام والصيارف والمرابين فأخذ بيده السوط وقلب موائدهم وطردهم قائلا: بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة للصوص .
    بقي لك بعد هذا أن تحسبني شيعيا. فإذا كان التشيع تنقصا لأشخاص, أو بغضا لفئات, أو تهورا في المزالق الخطرة فلست كذلك. أما إذا كان التشيع حبا لعلي وأهل البيت الطيبين الأكرمين, وثورة على الظلم وتوجها لما حل بالحسين وما نزل بأولاده من النكبات في مطاوي التأريخ فأنني شيعي.
    فيا أبا الحسن! ماذا أقول فيك, وقد قال الكتّاب في المتنبي : (أنه مالئ الدنيا وشاغل الناس) وإن هو إلا شاعر له حفنة من الدر إزاء تلال من الحجارة. وما شخصيته حيال عظمتك إلا مدرة على النيل خجلى من عظمة الأهرام.
    حقا إن البيان لسفّ وإن شعري لحصاة في ساحلك يا أمير الكلام, ولكنها حصاة مخضوبة بدم الحسين الغالي, فتقبل هذه الملحمة وانظر من رفارف الخلد إلى عاجز شرّف قلمه بذكرك.


    بيروت 9 حزيران سنة1948
    بوليس سلامه
    المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
    و سأضع هنا
    مطلع الملحمة الذي يحمل عنوان صلاة (لأنه مختوم بمدح الإمام علي عليه السلام)


    يا مليك الحياة أنزل علّيا عزمة منك تبعث الصخر حيا
    جود كفيك إن تشأ يملأ العيش نماءً ويفرش الجدب فيّا
    يوقظ الزهر فالربيع على التل ضحوك الألوان طلق المحيا
    كلما افتر برعم داعبته كف ريح تقول للطيب هيا
    واهب النور والندى للروابي أولني من جمال وجهك شيا
    طال في منقع العذاب مقامي واستراح الشقاء في مقلتيا
    فنسيت النهار من طول ليلي أترى الليل شرعك الأبديا؟
    ليتني أبصر النجوم فأهدي في العشيات بسمة للثريا
    إن حظي من الحياة سرير صرت منه فلم يعد خشبيا
    كل هذي الدنيا الطليقة أضحت ويح حظي ! أضحت حراما عليا
    يا إلهي سدد خطاي فأني قد تمرست بالضلالة غيا
    بالعذاب الأمّر طهر فؤادي فيعود الصلصال درا مضيا
    منشئ القطر من أجاج كريه ومحيل الخضم طلا مريا
    عن مهاوي الآثامِ نزِّه جنانِي وعن المينِ والهوى شفتيـَّا
    في سبيل الكمال أجر يراعي ملهم البث فيصلا عربيا
    فأصوغ الألفاظ أقمار ورد خالعا فوقها الصباح النديا
    وإذا آذن البيان بحرب ألهب الطرس مرقمي والرويا
    أين مني الشباب يوم خيالي يرتقي سدة السنى عبقريا
    فيه من رفة الجناح دويّ وتكاد السهى ترد الدويا
    هات يا شعر من عيونك واهتف باسم من أشبع السباسب ريا
    باسم زين العصور بعد نبي نور الشرق كوكبا هاشميا
    باسم ليث الحجاز, صقر البوادي خير من هز في الوغى سمهريا
    خير من جلل الميادين غارا وانطوى زاهدا ومات أبيا
    كان رب الكلام من بعد طه وأخاه وصهره والوصيا
    بطل السيف والتقى والسجايا ما رأت مثله الرماح كميا
    يا سماء اشهدي ويا أرض قري واخشعي أنني أردت عليا



    وخاتمة الملحمة
    لأن لها نفس القافية وهي أيضا مبدوءة و مختومة بمدح مولاي أمير المؤمنين عليه السلام


    يا إله الأكوان أشفق عليا لا تمتني غِبّ العذاب شقيا
    اولني أجر عامل في صعيد الخير يبغي ثوابك الأبديا
    مصدر الحق لم أقل غير حق أنت أجريته على شفتيا
    أنت ألهمتني مديح علي فهمى رفرف البيان عليا
    وتخيرت للأمير وأهل البيت قلبا آثرته عيسويا
    جل رب الوجود باري البرايا أن يُرى في حنانه حزبيا
    إنما الخلق كلهم لعيال الله والشهم من يكون تقيا
    فيولي عن الظلام منيرا كل من راح في الظلام غويا
    تاركا بعده من الخير دنيا ومن الذكر هيكلا سرمديا
    هكذا كان صهر أحمد يضفي نبله ملء سرحة الدهر فيا
    هو فخر التأريخ لا فخر شعب يدعيه ويصطفيه وليا
    ذكره إن عرى وجوم الليالي شق من فلقة الصباح نجيا
    لا تقل شيعة هواة علي إن في كل منصف شيعيا
    إنما الشمس للنواظر عيد كل طرف يرى الشعاع السنيا


    يا ميامين يعرب أنتم الاخوان صونوا تراثكم عربيا
    كل صرح سوى العروبة واه فارفعوه ثبت الأصول قويا
    شيدوه للسلم إما استطعتم فإذا خاب فليكن دمويا

    غاص نيرون في دماء النصارى فحباهم زرع الخلود نميا
    و أراق (العبيد) مهجة أهل البيت فاستشهد الحسين أبيا
    ومضى للهلاك رغد زياد ولواء الحسين ظل عليا
    دمه السمح جلل الدهر فخرا وجرى في العصور خصبا رويا
    كلما أعوز الميامين عزم لمسوه فعاد غضا طريا
    من خلال التأريخ - زيّفه الأعداء- يبقى دم الحسين زكيا
    ذاك أن التأريخ في قيد جور عاد سفرا مزورا أمويا
    لا يضير الإسلام أني هجوت الأمويين قد وصفت الشقيا
    ليس فيهم غير ابن عبد العزيز مسلما كان قانتا صفويا
    وسواه ما كان إلا ظلوما أو خليعا أو ملحدا وثنيا
    فأين مروان يوم بشر بالسلطان ألقى كتابه علنيا
    قال للمصحف المجيد فراقا لن تراني أتلوك ما دمت حيا
    فأنا المالك الخليفة ظلّ الله أعلى من النبي صفيا
    أيكون المليك أدنى مقاما من رسول؟ إذن أكون غبيا
    والوليد السكران يمزق بالنشابة قرآن ويشتط غيا
    قل لمولاك إن تجئ يوم حشر قد لقيت الوليد قزما عتيا
    وهشام ينحو من الخالد القسري في الفسق نهجه الكفريا
    أو ليس الحجاج أوقح أهل الأرض ذئبا في ظلهم يتفيا ؟
    ولد الجور يوم مولده المشؤوم فاستعذب الدماء صبيا
    فهو إبليس! قد ظلمتك يا إبليس خلقا ورأفة ومحيا
    يثربا قد أباح للجند فالأخدار تلقى الزنجي والنبطيا
    كعبة الدين من يبح حرميها كيف يخشى من بعد ذلك شيّا
    ليس بدعا فكل ينبوع شر كان في أصل أصله عبشميَّا

    يا عليّ العصور هذا بياني صغت فيه وحي الإمام جليَّا
    أنت سلسلت من جمانك للفصحى ونسَّقت ثوبها السحريَّا
    يا أمير البيان هذا وفائي أحمد الله أن خُلقت وفيَّا
    وهو جهد المريض ليس عليه من جناح إن لم يدق الثريَّا
    حطمت سَورةُ العذاب يراعي واستباحت فمي وغَلَّت يديَّا
    أتلوّى على الجراح صباحاً ويفتّ الناسورُ عظمي عشيَّا
    فتعجب لسابحٍ في جحيمٍ صكه الخطب زورقاً بشريَّا
    كدت أقضي لولا النهى والتأسي ونعيم أصوغه وهميَّا
    أتأسى بابن البتول فيوليني عزاءً وبلسماً معنويَّا
    فاسم عيسى على الشفاه حبيب طاب وقعاً على القلوب نديَّا
    شرب الكأس مُرةً وتمنَّى مرفقاً راحماً ولو صخريَّا
    أتأسى بهاجر يقطع الصحراء قسراً عن بيته منفيَّا
    ما رأى في الحياة ظلّ هناء منذ أن عاد من حراء نبيَّا
    أتأسى بالأكرمين خصالاً لم يسيغوا في العمر شرباً مريَّا
    بالذي باكر بالشهادة بدريّاً وأغلى إكليلها الكوفيَّا
    بجراح الحسين في كل جرحٍ يجد الصبر كهفه الأزليَّا

    ويح حظي ! نتوء بالحس أعصابي إذا جلجل الخيال دويَّا
    فإن استمسكت فعيد القوافي وإذا ما وهت ذويتُ شجيَّا
    ليس عجباً أن يخطئَ الصيد رامٍ أوهن الحظُّ طرفَه العبقريَّا
    آه يا داءُ لو تركت لعيني فسحة الأفق ملعباً ورديَّا
    أو أزحت الكابوس عن صدري الواهي أعبّ النسيم ورداً شذيَّا
    فيسيل الجمال خمرَ حياة وتهلُّ اليراع دفقَ حُميَّا
    لتركتُ الغبار للمتنبي ولخلَّفت بعده البحتريَّا
    من رأى الأرض حفنة من تراب شاد أحلام قلبه شعر يَّا


    إنما الشاعر المحلق روض يُترع الأفق بالشذا عنبريَّا
    كيفما جئته نشقت عبيراً وتنسمت حلمه السندسيَّا
    كلما ازداد من سناً جَنيَ سحر راح في بذله السنا حاتميَّا
    يا أمير الإسلام حسبيَ فخراً أنني منك مالئ أصغريَّا
    جلجل الحق في المسيحيّ حتى عُدّ من فرط حبّه علويَّا
    أنا من يعشق البطولة والإلهام والعدل والخلاق الرضيَّا
    فإذا لم يكن عليّ نبيّاً فلقد كان خلقه نبويَّا
    أنت ربُّ العالمين إلهي فأنلهم حنانك الأبويَّا
    وأنلني ثواب ما سطًّرت كفي فهاج الدموعَ في مقلتيَّا
    سفر خير الأنام من بعد طه ما رأى الكون مثله آدميَّا
    يا سماءُ اشهدي ويا أرض قرّي واخشعي إِنني ذكرت عليَّا


    و أنا أقول
    يا سماءُ اشهَدِي ويَا أرضُ قَرِّي واخشَعِي إنَني عشقت عَليِّـًا


    المصدر : كتاب كتاب عيد الغدير أول ملحمة عربية
    لبوليس سلامه

    ملاحظة : أصل بداية الملحمة كانت قصيدة علي والحسين وحديث الغدير فصل من فصول الكتاب سمي الكتاب باسمه


    اللهم صل على محمد وال محمد

    شاكرة وممتنة لاطلالة اختي الموالية على محورها الاسبوعي عزيزتي (صادقة )

    وملحمة مبدعة بحق امام العدالة ومؤسسه من شعر او نثر ايضا

    وهي بحق منقبة وفضيلة مذخورة لامام المتقين مع ماله من مناقب عمت الخافقين


    واحببت ان ارد على ردك بنشر المكافئات من الرسول الاعظم صلوات ربي عليه وعلى اله لمحبي علي عليه السلام


    وهي عظيمة جداااا ...حباً وولاءا لصاحب المولد المبارك ...


    قال الرسول الاكرم محمد صلوات الله عليه واله :



    ألا ومَن أحبَّ عليّاً فقد أحبّني، ومَن رضيَ اللهُ عنه كافَأَه بالجنّة.
    • [*=center]ألا ومَن أحبَّ عليّاً استغفَرَت له الملائكة وفتَحَت له أبواب الجنّة، يدخل مِن أيّ بابٍ شاء بغير حساب.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً أعطاه الله كتابَه بيمينه، وحاسَبَه حساباً يسيراً، حسابَ الأنبياء.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً لا يخرج من الدنيا حتّى يشرب من الكوثر، ويأكل من شجرة طوبى، ويرى مكانه من الجنّة.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً يُهَوِّنُ اللهُ عليه سكراتِ الموت، وجعل قبره روضةً من رياض الجنّة.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً أعطاه الله في الجنّة بكلّ عِرقٍ في بدنه حوراء، وشفَّعَه في ثمانين من أهل بيته...

    • [*=center]ألا ومَن عَرَف عليّاً وأحبَّه بعث اللهُ له مَلَكَ الموت بما يبعث إلى الأنبياء، ودفع عنه أهوال منكرٍ ونكير، ونوّر قبرَه وفَسّحه مسيرةَ سبعين عاماً، وبيّض اللهُ وجهَه يومَ القيامة.

    >>>>>>>>>>>>>>>
    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً تقبّل الله حسناته، ويتجاوز عن سيّئاته، وكان في الجنّة رفيقَ حمزة سيّد الشهداء.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً أثبت الله الحكمةَ في قلبه، وأجرى على لسانه الصواب، وفتح الله عليه أبواب الرحمة...

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً جاء يومَ القيامة ووجهُه كالقمر ليلة البدر.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً وضع الله على رأسه تاج الكرامة وألبَسَه حُللَ العِزّ.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً مرّ على الصراط كالبرق الخاطف ولم يَرَ صعوبة المرور.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً كتب الله له براءةً من النار، وبراءةً من النفاق، وجوازاً على الصراط، وأماناً من العذاب.

    • [*=center]ألا ومَن أحبّ عليّاً لا يُنشَر له ديوان، ولا يُنصَب له ميزان، وقيل له: ادخُلِ الجنّة بغير حساب.

    • [*=center]ألا ومَن مات على حبّ آل محمّدٍ صافَحَته الملائكة، وزارته أرواح الأنبياء، وقضى الله كلَّ حاجةٍ كانت له عند الله...

    • [*=center]ومن مات على حبِّ آلِ محمّدٍ مات على الإيمان، وكنتُ أنا كفيلَه بالجنّة



    جعلنا الله واياكم جميعا من محبي علي عليه السلام والمشمولين بشفاعته في الدنيا والاخرة


    اسعدني مرورك الموالي غاليتي ....
















    اترك تعليق:


  • مقدمة البرنامج
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة منير الخفاجي مشاهدة المشاركة




    أسعد الله أيامكم بذكرى المولد الطاهر لإمامنا وسيدنا وأميرنا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

    في البداية أقدم جزيل شكري وعظيم امتناني للأخت الكريمة، والمخلصة الموفقة، والأستاذة القديرة، والمربية الفاضلة، والإعلامية المتميزة (مقدمة البرنامج).. على حسن ظنها واختيارها موضوعي المتواضع، بل كلماتي البسيطة، بل ما هي إلا كلماتهم النورانية صلوات الله عليهم أجمعين..

    وجواباً على سؤالها.. أقول:

    واحدة من لآلئ الأمير روحي فداه وجواهره النفيسة التي تستوقفني كثيراً وتؤثر في نفسي وتأخذ مني مأخذاً وأأمل أن أوفق إلى تطبيق جزء يسير منها.. هي هذه الكلمات التي كتبها إلى عامله على البصرة عثمان بن حنيف ‏الأنصاري، وقد بلغه ‏(عليه السلام) أن بعض المترفين من أهل البصرة دعاه ‏إلى وليمة، فأجابه ومضى إليها.‏.

    ومما جاء فيها:

    (ألا وإن لكل مأموم إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه، ألا وإن ‏إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمها بقرصيه، ألا وإنكم لا ‏تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهادٍ، وعفة وسدادٍ.‏..). (نهج البلاغة)

    إلى آخر الخطبة العظيمة، التي لا يحق لنا أن نمر عليها مرور الكرام.. وخصوصاً هذا المقطع المؤثر جداً.. والذي يرسم لنا فيه منهاجاً علوياً عظيماً، يوضح فيه الإمام صلوات الله وسلامه عليه ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن الموالي والشيعي حقاً.. من فعل الواجبات، واجتناب المحرمات.. فيكون هو ميزان أعمالنا حقاً وقدوتنا وأسوة لنا..

    وفق الله جميع إخواني وأحبتي المؤمنين والمؤمنات لكل خير يرضاه، ويجنبهم كل شر، بحق الطاهرين محمد وآله أجمعين.

    خادمكم الأقل
    منير


    اللهم صل على محمد وال محمد



    اهلا وسهلا والف مرحبا باشراقة كاتب محورنا المميز الاخ الطيب والموالي ومحررنا المتالق (منير الحزامي )


    زاد المحور نوراً بردكم وتواصلكم اخي الكريم

    ومبارك عليكم ولادة واشراقة وليد الكعبة وقسيم الجنة والنار علي الكرار عليه الاف التحية والسلام


    وقد ذكرتوني باجابتكم عن السؤال اني واعدت الاعضاء الاكارم بان اطلعهم على الحديث الذي

    وضعته منهجا لي في حياتي الاقل

    من اقوال اميري وامامي علي عليه السلام وهي احاديث كثيرة لكن ساختصر بها ومنها قوله عليه السلام


    (صانع وجها واحدا يكفيك الوجوه كلها )

    واجد بهذا الحديث الاطمئنان والثقة بالله مهما مدح المادحون او ذم الذامون فيكفيني وجه ربي الذي سيجلب لي رضا الجميع


    (من تساوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه اقل من امسه فهو ملعون )


    وبهذا المبدا اعمل بان لايساوى اي يومان عندي رغم شحة العطاء واشابته بشوائب عده


    قول الرسول صلوات ربي عليه واله لعلي عليه السلام


    (ياعلي لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه شمس وماغربت )


    فلا تهمني الكثرة ابداااا نعم قد تحفزني للعطاء


    لكن ليست هي الدافع عندي له فكثيرا مايقال لي يمعود ة شدعوة كاتلة نفسك بالشغل منو يسمع ومنو يقرة...!!!!

    واجيبهم بكل ثقة (الكفيل عليه السلام يسمع ويرى وهذا يكفيني عن العالم كله )


    رغم اني اعلم ان النفع موجود ومذخور ومضاعف وان قل ليس لاني اهل للاخلاص لاوالله


    لكن لان هناك من يستحق العطاء كما هم اخوتي واخواتي الاكارم بهذا المنتدى وكل مستمعات اذاعتنا ايضا



    واعتذر كثيرا من الجميع عن التقصير ولم يكن هدفي ان احول الموضوع والاضواء لشخصي الاقل


    بل هدفي بقاء نور محمد وال محمد كما اراد الله لهم وان تكون حكمهم مبادئ وانوار تحملنا لكل ابداااع ورقي


    بوركتم واسعدنا مروركم الكريم وشكري لكل ردودكم النورانية


    اتعبناكم معنا مع مالكم من التزامات اعذرونا ونسالكم الدعاء

























    اترك تعليق:


  • المخرجة مها الصائغ
    رد
    الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ

    الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ

    بقلوب يملؤها الولاء لمحمد وآل محمد الطيبين الطاهرين نرسل أسمى آيات التهاني والتبريكات لبقية الله في أرضه بمناسبة ميلاد جده الأعظم أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام سائلين الله بهذا الوليد المبارك أن يعجل فرجه ويسهل مخرجه وأن يجعلنا من أنصاره وأودائه والمجاهدين تحت لوائه سأترك للاعضاء مجال للرد
    تحياتي لكم

    اترك تعليق:


  • خادمة الامام الحسن
    رد

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    اَلسَّلامُ عَلى مَوْلانا اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أبيطالب صاحِبِ السَّوابِقِ وَالْمَناقِبِ وَالنَّجْدَةِ، وَمُبيدِ الْكَتائِبِ،الشَّديدِ الْبَاسِ، الْعَظيمِ الْمِراسِ، الْمَكينِ الاَْساسِ، ساقِيالْمُؤْمِنينَ بِالْكَأسِ مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ الْمَكينِ الاَْمينِ، اَلسَّلامُعَلى صاحِبِ النَّهْيِ وَالْفَضْلِ وَالطَّوائِلِ وَالْمَكْرُماتِ وَالنَّوائِلِ،اَلسَّلامُ عَلى فارِسِ الْمُؤْمِنينَ، وَلَيْثِ الْمُوَحِّدينَ، وَقاتِلِالْمُشْرِكينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ وَرَحْمَةُ اللهِوَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ اَيَّدَهُ اللهُ بَجبَْرِئيلَ، وَاَعانَهُبِميكائيلَ، وَاَزْلَفَهُ فِي الدّارَيْنِ، وَحَباهُ بِكُلِّ ما تَقِرُّ بِهِالْعَيْنُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ الطّاهِرينَ، وَعَلى اَوْلادِهِالْمُنْتَجَبينَ، وَعَلَى الاَْئِمَّةَ الرّاشِدينَ الَّذينَ اَمَرُوابِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَفَرَضُوا عَلَيْنَا الصَّلَواتِ،وَاَمَرُوا بِايتاءِ الزَّكاةِ، وَعَرَّفُونا صِيامَ شَهْرِ رَمَضانَ، وَقِراءَةَالْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، وَيَعْسُوبَ الدّينَ،وَقائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ، اَلسَّلامُعَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ النّاظِرَةَ، وَيَدَهُ الباسِطَةَ وَاُذُنَهُالْواعِيَةَ، وَحِكْمَتَهُ الْبالِغَةَ، وَنِعْمَتَهُ السّابِغَةَ، وَنِقْمَتَهُالدّامِغَةَ، اَلسَّلامُ عَلى قَسيمِ الْجَنَّةَ وَالنّارِ، اَلسَّلامُ عَلىنِعْمَةِ اللهِ عَلَى الاَْبْرارِ، وَنِقْمَتِهِ عَلَى الْفُجّارِ، اَلسَّلامُ عَلىسَيِّدِ الْمُتَّقينَ الاَْخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلى اَخي رَسُولِ اللهِ وَابْنِعَمِّهِ وَزَوْجِ ابْنَتِهِ، وَالَْمخْلُوقِ مِنْ طينَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَىالاَْصْلِ الْقَديمِ، وَالْفَرْعِ الْكَريمِ، اَلسَّلامُ عَلَى الَّثمَرِالْجَنِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللهِ
    وَبَرَكاتُهُ

    ازكى التهاني و التبريكات بولادة سيدنا و مولانا و شفيعنا و امامنا و فخرنا و عزنا الذي نباهي به الأمم و نفتخر اننا انتسبنا اليه و تسمينا بإسمه حبيبنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي (صلوات الله عليه) ،

    و الحمد لله الذي جعلنا و إياكم من المتمسكين بولايته ، اللهم ثبّتنا و لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا .

    <*><*><*><*><*><*><*><*><*><*><*>


    يا سيدنا يا رسول الله (ص) حدِّثنا ..... كيف وُلد ابن عمّك و حبيبك و صهرك و وزيرك و خليفته و وصيك و ابو سبطيك و وارثك علي بن أبي طالب (ع) ؟؟


    [قال السيد شبر:] روي في كتاب (روضة الواعظين) وغيره من الكتب المعتبرة بأسانيد معتبرة عن جابر بن عبد الله الانصاري،

    قال : سألت رسول الله (صلى الله عليه واله) عن ميلاد امير المؤمنين (عليه السلام) ،

    فقال : آه آه لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح (عليه السلام) .


    ان الله تبارك وتعالى خلقني وعليا من نور واحد قبل ان خلق الخلق بخمسمائة الف عام، وكنا نسبح الله ونقدسه، فلما خلق الله آدم قذف بنا في صلبه، واستقررت انا في جنبه الايمن، وعلي في الايسر، ثم نقلنا من صلبه في الاصلاب الطاهرة الى الارحام الطيبات، فلم نزل كذلك حتى اطلعني الله تعالى من ظهر طاهر، وهو عبدالله بن عبدالمطلب، فاستودعني خير رحم وهي آمنة، ثم اطلع الله تبارك وتعالى عليا من ظهر طاهر، وهو أبو طالب بن عبدالمطلب واستودعه خير رحم، وهي فاطمة بنت اسد.



    ثم قال : يا جابر، ومن قبل ان وقع علي في بطن امه كان في زمانه رجل عابد راهب يقال له المثرم بن رعيب بن شقيام، وكان مذكورا في العبادة قد عبد الله مائة وتسعين سنة ولم يسأله حاجة، فسأل ربه ان يريه وليا له، فبعث الله تبارك وتعالى بأبي طالب (ع) اليه، فلما ان بصر به المثرم قام اليه فقبل راسه واجلسه بين يديه،

    فقال : من انت يرحمك الله؟
    قال (ع) : رجل من تهامة،
    فقال : من أي تهامة؟.

    قال (ع) : من مكة،
    فقال : ممن؟
    قال (ع) : من عبد مناف،
    قال : من أي عبد مناف؟
    قال (ع) : من بني هاشم،

    فوثب اليه الراهب وقبل رأسه ثانيا وقال : الحمد لله الذي اعطاني مسألتي ولم يمتني حتى أراني وليه.


    ثم قال له : ابشر يا هذا، فان العلي الاعلى قد الهمني الهاما فيه بشارتك،
    قال ابو طالب (ع) : ما هو؟
    قال : ولد يخرج من صلبك هو ولي الله تبارك اسمه وتعالى ذكره، وهو امام المتقين، ووصي رسول رب العالمين، فان ادركت ذلك الولد، فأقراه مني السلام، وقل له : ان المثرم يقرأ عليك السلام، وهو يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، وانك وصيه حقا، بمحمد تتم النبوة وبك تتم الوصية.


    قال : فبكى أبو طالب وقال له : ما اسم هذا المولود؟.

    قال : اسمه علي، فقال أبو طالب : اني لا أعلم حقيقة ما تقوله الا ببرهان بين، ودلالة واضحة؟. قال المثرم : فما تريد ان اسال الله لك ان يعطيك في مكانك ما يكون دلالة لك؟.

    قال ابو طالب : اريد طعاما من الجنة : في وقتي هذا؟ فدعا الراهب بذلك، فما استتم دعاءه حتى اتي بطبق عليه من فواكه الجنة رطبة وعنبة ورمان، فتناول ابو طالب (ع) منه رمانة ونهض فرحا مسرورا من ساعته حتى رجع الى منزله، فأكلها فتحولت ماء في صلبه، فجامع فاطمة بنت اسد، فحملت بعلي (عليه السلام) ، وارتجت الارض تزلزلت بهم اياما حتى لقيت قريش من ذلك شدة وفزعوا وقالوا : قوموا بالهتكم الى ذروة ابي قبيس حتى نسالهم ان يسكنوا ما نزل بكم وحل بساحتكم، فلما اجتمعوا الى ذروة جبل ابي قبيس، فجعل يرتج ارتجاجا حتى تدكدكت بهم صم الصخور وتناثرت وتساقطت الالهة على وجهها، فلما بصروا بذلك قالوا : لا طاقة لنا بما حل بنا؟

    فصعد ابو طالب (ع) الجبل وهو غير مكترث بما هم فيه، فقال : ايها الناس، ان الله تبارك وتعالى قد احدث في هذه الليلة حادثة وخلق فيها خلقا ان لم تطيعوه ولم تقروا بولايته وتشهدوا بامامته لم يسكن ما بكم ولا يكون لكم بتهامة مسكن.


    فقالوا : يا أبا طالب، انا نقول بمقالتك، فبكى ابو طالب ورفع الى الله تعالى يده، وقال : الهي وسيدي، اسالك بالمحمدية المحمودة، وبالعلوية العالية، وبالفاطمية البيضاء الا تفضلت على تهامة بالرأفة والرحمة فو الذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لقد كانت العرب تكتب هذه الكلمات فتدعو بها عند شدائدها في الجاهلية وهي لا تعلمها وتعرف حقيقتها.


    فلما كانت الليلة التي ولد فيها امير المؤمنين أشرقت السماء بضيائها، وتضاعف نور نجومها، وأبصرت من ذلك قريش عجبا، فهاج بعضها في بعض، وقالوا : قد حدث في السماء حادثة، وخرج ابو طالب وهو يتخلل سكك مكة واسواقها ويقول : يا ايها الناس تمت حجة الله، واقبل الناس يسألونه عن علة ما يرونه من اشراق السماء وتضاعف نور النجم، فقال لهم : ابشروا فقد ظهر في هذه الليلة ولي من اولياء الله يكمل فيه خصال الخير ويختم به الوصيين، وهو امام المتقين، وناصر الدين، وقامع المشركين، وغيظ المنافقين، وزين العابدين، ووصي رسول رب العالمين، امام هدى، ونجم علا، ومصباح دجى، ومبيد الشرك والشبهات، وهو نفس اليقين، ورأس الدين، فلم يزل يكرر هذه الكلمات والالفاظ الى ان اصبح، فلما ان اصبح غاب عن قومه اربعين صباحا.


    قال جابر : فقلت : يا رسول الله، الى اين غاب؟.

    قال : انه مضى لطلب المثرم وقد مات في جبل اللكام، فاكتم يا جابر، فانه من اسرار الله المكنونة والعلوم المخزونة، ان المثرم كان وصف لأبي طالب كهفا في جبل اللكام وقال له : انك تجدني هناك حيا او ميتا، فلما مضى ابو طالب الى ذلك الكهف، ودخل اليه وجد المثرم ميتا جسدا ملفوفا في مدرعة مسجى بها الى قبلته، واذا هناك حيتان احدهما بيضاء والاخرى سوداء، وهما يدفعان عنه الاذى، فلما بصرتا بأبي طالب غربتا في الكهف ودخل أبو طالب اليه فقال : السلام عليك يا ولي الله ورحمة الله وبركاته، فأحيى الله تعالى بقدرته المثرم، فقام قائما يمسح وجهه ويقول : اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا (صلى الله عليه واله) عبده ورسوله، وان عليا ولي الله والامام بعد نبي الله.


    فقال ابو طالب : البشرى، فان عليا قد اطلع الى الارض، فقال : ما كانت علامة الليلة التي طلع فيها؟, قال ابو طالب : بما مضى من الليل الثلث اخذ فاطمة فيها ما يأخذ النساء عند الولادة، فقلت لها : ما لك يا سيدة النساء؟ قال : اني اجد اضطرابا، فقرأت عليها الاسم الذي فيه النجاة، فسكنت، فقلت لها : اني انهض فآتيك بنسوة من صويحباتك يعنك عن امرك في هذه الليلة؟ قالت : رأيك يا ابا طالب، فلما قمت الى ذلك اذا انا بهاتف يهتف من زاوية البيت وهو يقول : امسك يا ابا طالب، فان ولي الله لا تمسه يد خاطئة، واذا انا بأربع نسوة يدخلن عليها وعليهن ثياب كهيئة الحرير الابيض، واذا رائحتهن اطيب من المسك الاذفر، فقلن لها : السلام عليك يا ولية الله، فأجابتهن، ثم جلسن بين يديها ومعهن جونة من فضة فأنستها، حتى ولد امير المؤمنين (عليه السلام) ، فلما انتهيت اليه فاذا هو كالشمس الطالعة وقد سجد على الارض وهو يقول : أشهد ان لا اله الا الله، واشهد ان محمدا رسول الله، واشهد ان عليا وصي رسول الله، بمحمد تختم النبوة، وبي تتم الوصية، وانا امير المؤمنين، فأخذته واحدة منهن من الارض ووضعته في حجرها.


    فلما نظر علي في وجهها ناداها بلسان ذلق ذرب : السلام عليك يا اماه،
    فقالت : وعليك السلام يا بني،
    فقال : ما خبر والدي؟.

    فقالت : في نعم الله يتقلب، في صحبته يتنعم،

    فلما سمعت ذلك لم اتمالك ان قلت : يا بني، الستُ بأبيك؟
    قال : بلى ولكني واباك من صلب ادم، فهذه امي حواء، فلما سمعت ذلك غطيت راسي بردائي، وألقيت نفسي بزاوية البيت حياء منها،

    ثم دنت اخرى ومعها جونة أي ظرف من ظروف الغالية فأخذت عليا.


    فلما نظر الى وجهها : قال : السلام عليك يا اختي، قال : فما خبر عمي،
    فقالت : بخير، وهو يقرا عليك السلام،

    فقلت : يا بني أي اخت هذه، ويا عم هذا؟
    قال : هذه مريم بنت عمران، وعمي عيسى بن مريم (عليه السلام) ، وطيبته بطيب كان في الجونة، فأخذته اخرى منهن فأدرجته في ثوب كان معها.


    قال ابو طالب : فقلت : لو طهرناه لكان اخف عليه، وذلك ان العرب كانت تطهر اولادها؟ فقالت : يا ابا طالب، انه ولد طاهرا مطهرا، لا يذيقه حر الحديد في الدنيا الا على يدي رجل يبغضه الله ورسله وملائكته والسماوات والارض والجبال والبحار، وتشتاق اليه النار، فقلت : من هذا الرجل؟ فقلن : ابن ملجم المرادي لعنه الله، وهو قاتله في الكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد (صلى الله عليه واله).

    قال : ثم غبن النسوة فلم أرهن، فقلت في نفسي : لو عرفت المرأتين الاخيرتين، فألهم الله عليا، فقال : اما المراة الاولى فكانت حواء، واما التي احتضنتني فهي مريم بنت عمران التي احصنت فرجها، واما التي ادرجتني في الثوب فيه آسية بنت مزاحم، واما صاحبة الجونة فهي ام موسى بن عمران، فالحق بالمثرم الان فبشره وخبره بما رأيت، فانه في كهف كذا موضع كذا، فخرجت حتى اتيتك بامر ولدي واتيتك ابشرك بما عاينت وشاهدت من ابني.

    فبكى المثرم، ثم سجد شكرا لله، ثم تمطى فقال : غطني بمدرعتي، فغطيته، فاذا هو ميت كما كان، فاقمت ثلاثا اكلمه فلا أجاب، فاستوحشت لذلك، وخرجت الحيتان فقالتا لي : السلام عليك يا ابا طالب، فاجبتهما، ثم قالتا لي : الحق بولي الله، فانك احق بصيانته وحفظه من غيرك، فقلت لهما : من أنتما؟ قالتا : نحن عمله الصالح خلقنا الله من خيرات عمله، فنحن نذب عنه الاذى الى ان تقوم الساعة، فاذا قامت القيامة كان احدنا قائده، والاخر سائقه ودليله الى الجنة، ثم انصرف ابو طالب الى مكة.

    قال جابر : يا رسول الله، والله اكثر الناس يقولون : ان ابا طالب مات كافرا؟, قال (صلى الله عليه واله) : يا جابر، ربك اعلم بالغيب، انه لما كانت الليلة التي اسري بي فيها الى العرش رايت اربعة انوار، فقلت : الهي، ما هذه الانوار؟.

    فقال : يا محمد هذا عبد المطلب، وهذا ابوك عبدالله، وهذا ابو طالب فقلت : الهي وسيدي، فبم نالوا هذه الدرجة؟ قال : بكتمانهم الايمان، واظهارهم الكفر، وصبرهم على ذلك حتى ماتوا عليه، سلام الله عليهم اجمعين.

    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الامام الحسن; الساعة 01-05-2015, 04:00 AM.

    اترك تعليق:


  • صادقة
    رد
    و سأضع هنا
    مطلع الملحمة الذي يحمل عنوان صلاة (لأنه مختوم بمدح الإمام علي عليه السلام)


    يا مليك الحياة أنزل علّيا عزمة منك تبعث الصخر حيا
    جود كفيك إن تشأ يملأ العيش نماءً ويفرش الجدب فيّا
    يوقظ الزهر فالربيع على التل ضحوك الألوان طلق المحيا
    كلما افتر برعم داعبته كف ريح تقول للطيب هيا
    واهب النور والندى للروابي أولني من جمال وجهك شيا
    طال في منقع العذاب مقامي واستراح الشقاء في مقلتيا
    فنسيت النهار من طول ليلي أترى الليل شرعك الأبديا؟
    ليتني أبصر النجوم فأهدي في العشيات بسمة للثريا
    إن حظي من الحياة سرير صرت منه فلم يعد خشبيا
    كل هذي الدنيا الطليقة أضحت ويح حظي ! أضحت حراما عليا
    يا إلهي سدد خطاي فأني قد تمرست بالضلالة غيا
    بالعذاب الأمّر طهر فؤادي فيعود الصلصال درا مضيا
    منشئ القطر من أجاج كريه ومحيل الخضم طلا مريا
    عن مهاوي الآثامِ نزِّه جنانِي وعن المينِ والهوى شفتيـَّا
    في سبيل الكمال أجر يراعي ملهم البث فيصلا عربيا
    فأصوغ الألفاظ أقمار ورد خالعا فوقها الصباح النديا
    وإذا آذن البيان بحرب ألهب الطرس مرقمي والرويا
    أين مني الشباب يوم خيالي يرتقي سدة السنى عبقريا
    فيه من رفة الجناح دويّ وتكاد السهى ترد الدويا
    هات يا شعر من عيونك واهتف باسم من أشبع السباسب ريا
    باسم زين العصور بعد نبي نور الشرق كوكبا هاشميا
    باسم ليث الحجاز, صقر البوادي خير من هز في الوغى سمهريا
    خير من جلل الميادين غارا وانطوى زاهدا ومات أبيا
    كان رب الكلام من بعد طه وأخاه وصهره والوصيا
    بطل السيف والتقى والسجايا ما رأت مثله الرماح كميا
    يا سماء اشهدي ويا أرض قري واخشعي أنني أردت عليا



    وخاتمة الملحمة
    لأن لها نفس القافية وهي أيضا مبدوءة و مختومة بمدح مولاي أمير المؤمنين عليه السلام


    يا إله الأكوان أشفق عليا لا تمتني غِبّ العذاب شقيا
    اولني أجر عامل في صعيد الخير يبغي ثوابك الأبديا
    مصدر الحق لم أقل غير حق أنت أجريته على شفتيا
    أنت ألهمتني مديح علي فهمى رفرف البيان عليا
    وتخيرت للأمير وأهل البيت قلبا آثرته عيسويا
    جل رب الوجود باري البرايا أن يُرى في حنانه حزبيا
    إنما الخلق كلهم لعيال الله والشهم من يكون تقيا
    فيولي عن الظلام منيرا كل من راح في الظلام غويا
    تاركا بعده من الخير دنيا ومن الذكر هيكلا سرمديا
    هكذا كان صهر أحمد يضفي نبله ملء سرحة الدهر فيا
    هو فخر التأريخ لا فخر شعب يدعيه ويصطفيه وليا
    ذكره إن عرى وجوم الليالي شق من فلقة الصباح نجيا
    لا تقل شيعة هواة علي إن في كل منصف شيعيا
    إنما الشمس للنواظر عيد كل طرف يرى الشعاع السنيا


    يا ميامين يعرب أنتم الاخوان صونوا تراثكم عربيا
    كل صرح سوى العروبة واه فارفعوه ثبت الأصول قويا
    شيدوه للسلم إما استطعتم فإذا خاب فليكن دمويا

    غاص نيرون في دماء النصارى فحباهم زرع الخلود نميا
    و أراق (العبيد) مهجة أهل البيت فاستشهد الحسين أبيا
    ومضى للهلاك رغد زياد ولواء الحسين ظل عليا
    دمه السمح جلل الدهر فخرا وجرى في العصور خصبا رويا
    كلما أعوز الميامين عزم لمسوه فعاد غضا طريا
    من خلال التأريخ - زيّفه الأعداء- يبقى دم الحسين زكيا
    ذاك أن التأريخ في قيد جور عاد سفرا مزورا أمويا
    لا يضير الإسلام أني هجوت الأمويين قد وصفت الشقيا
    ليس فيهم غير ابن عبد العزيز مسلما كان قانتا صفويا
    وسواه ما كان إلا ظلوما أو خليعا أو ملحدا وثنيا
    فأين مروان يوم بشر بالسلطان ألقى كتابه علنيا
    قال للمصحف المجيد فراقا لن تراني أتلوك ما دمت حيا
    فأنا المالك الخليفة ظلّ الله أعلى من النبي صفيا
    أيكون المليك أدنى مقاما من رسول؟ إذن أكون غبيا
    والوليد السكران يمزق بالنشابة قرآن ويشتط غيا
    قل لمولاك إن تجئ يوم حشر قد لقيت الوليد قزما عتيا
    وهشام ينحو من الخالد القسري في الفسق نهجه الكفريا
    أو ليس الحجاج أوقح أهل الأرض ذئبا في ظلهم يتفيا ؟
    ولد الجور يوم مولده المشؤوم فاستعذب الدماء صبيا
    فهو إبليس! قد ظلمتك يا إبليس خلقا ورأفة ومحيا
    يثربا قد أباح للجند فالأخدار تلقى الزنجي والنبطيا
    كعبة الدين من يبح حرميها كيف يخشى من بعد ذلك شيّا
    ليس بدعا فكل ينبوع شر كان في أصل أصله عبشميَّا

    يا عليّ العصور هذا بياني صغت فيه وحي الإمام جليَّا
    أنت سلسلت من جمانك للفصحى ونسَّقت ثوبها السحريَّا
    يا أمير البيان هذا وفائي أحمد الله أن خُلقت وفيَّا
    وهو جهد المريض ليس عليه من جناح إن لم يدق الثريَّا
    حطمت سَورةُ العذاب يراعي واستباحت فمي وغَلَّت يديَّا
    أتلوّى على الجراح صباحاً ويفتّ الناسورُ عظمي عشيَّا
    فتعجب لسابحٍ في جحيمٍ صكه الخطب زورقاً بشريَّا
    كدت أقضي لولا النهى والتأسي ونعيم أصوغه وهميَّا
    أتأسى بابن البتول فيوليني عزاءً وبلسماً معنويَّا
    فاسم عيسى على الشفاه حبيب طاب وقعاً على القلوب نديَّا
    شرب الكأس مُرةً وتمنَّى مرفقاً راحماً ولو صخريَّا
    أتأسى بهاجر يقطع الصحراء قسراً عن بيته منفيَّا
    ما رأى في الحياة ظلّ هناء منذ أن عاد من حراء نبيَّا
    أتأسى بالأكرمين خصالاً لم يسيغوا في العمر شرباً مريَّا
    بالذي باكر بالشهادة بدريّاً وأغلى إكليلها الكوفيَّا
    بجراح الحسين في كل جرحٍ يجد الصبر كهفه الأزليَّا

    ويح حظي ! نتوء بالحس أعصابي إذا جلجل الخيال دويَّا
    فإن استمسكت فعيد القوافي وإذا ما وهت ذويتُ شجيَّا
    ليس عجباً أن يخطئَ الصيد رامٍ أوهن الحظُّ طرفَه العبقريَّا
    آه يا داءُ لو تركت لعيني فسحة الأفق ملعباً ورديَّا
    أو أزحت الكابوس عن صدري الواهي أعبّ النسيم ورداً شذيَّا
    فيسيل الجمال خمرَ حياة وتهلُّ اليراع دفقَ حُميَّا
    لتركتُ الغبار للمتنبي ولخلَّفت بعده البحتريَّا
    من رأى الأرض حفنة من تراب شاد أحلام قلبه شعر يَّا


    إنما الشاعر المحلق روض يُترع الأفق بالشذا عنبريَّا
    كيفما جئته نشقت عبيراً وتنسمت حلمه السندسيَّا
    كلما ازداد من سناً جَنيَ سحر راح في بذله السنا حاتميَّا
    يا أمير الإسلام حسبيَ فخراً أنني منك مالئ أصغريَّا
    جلجل الحق في المسيحيّ حتى عُدّ من فرط حبّه علويَّا
    أنا من يعشق البطولة والإلهام والعدل والخلاق الرضيَّا
    فإذا لم يكن عليّ نبيّاً فلقد كان خلقه نبويَّا
    أنت ربُّ العالمين إلهي فأنلهم حنانك الأبويَّا
    وأنلني ثواب ما سطًّرت كفي فهاج الدموعَ في مقلتيَّا
    سفر خير الأنام من بعد طه ما رأى الكون مثله آدميَّا
    يا سماءُ اشهدي ويا أرض قرّي واخشعي إِنني ذكرت عليَّا


    و أنا أقول
    يا سماءُ اشهَدِي ويَا أرضُ قَرِّي واخشَعِي إنَني عشقت عَليِّـًا


    المصدر : كتاب كتاب عيد الغدير أول ملحمة عربية
    لبوليس سلامه

    ملاحظة : أصل بداية الملحمة كانت قصيدة علي والحسين وحديث الغدير فصل من فصول الكتاب سمي الكتاب باسمه


    التعديل الأخير تم بواسطة صادقة; الساعة 30-04-2015, 08:47 PM.

    اترك تعليق:


  • صادقة
    رد
    لايدهشني الموالين حين بتعبيرهم عن حبهم لأميرهم يبدعون
    ما يدهشني حقا من لم يكونوا شيعة ولم يكون مسلمين
    كيف استطاعوا أن يكتبوا روائع في أمير المؤمنين عليه السلام إن لم تكن سطورهم إلهام من رب العالمين؟

    فمن يعرف علي عليه السلام وهو منصف كيف لا يشهد بأنه حق مبين؟


    و اسمحوا لي أن أضع بين أيديكم جزءا اقتصصته مما جاء في مقدمة الملحمة الخالدة (عيد الغدير )
    أول ملحمة عربية وتعد بما ينيف عن 3500 بيت
    وقد مدح فيها الشاعر والأديب والفيلسوف والمفكر المسيحي العبقري المنصف بوليس سلامه
    أهل بيت النبي الأكرمين وخصوصا الإمام علي عليه السلام
    و ستبقى ملحمته جوهرة مشعة في جبين الأدب العربي ما بقي هذا الأدب لأنها تزينت بذكر النبي وآله الأطهار


    ورب قارئ يحسبني متحاملا على بني أمية, ويعلم الله أني لم أقل فيهم إلا ما أجمعت عليه السير النبوية, ومؤرخو الإسلام كأبي الفداء, والمسعودي, والطبري, وابن الاثير, وابن خلكان وما أقره الأدباء المعاصرون, وقد أشرت إلى المراجع في الهوامش ليكون الكلام عن بينة ولا ريب ان الامويين شادوا في الشرق والغرب حضارة لها مكانتها الشامخة في عين من ينظر إلى الدنيا ولكنني قست بالمقاييس الروحية, وان قصور العالم جميعا لا تعادل في كفة الفضيلة جناح بعوضة.
    فإن سقراط الفيلسوف الخيّر الذي كان يمشي حافيا في أسواق آثينا لأجلّ قدرا في ميزان القيم الروحية من الإسكندر على عرشه ومن كسرى أنوشروان في إيوانه .
    ولرب معترض يقول: ما بال هذا المسيحي يتصدى لملحمة إسلامية بحثة؟ أجل أنني مسيحي ولكن التأريخ مشاع للعالمين.
    أجل أني مسيحي ينظر من أفق رحب لا من كوة ضيقة فيرى في غاندي الوثني قديسا. ومسيحي يرى (الخلق كلهم عيال الله) ويرى أن (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)
    مسيحي ينحني أمام عظمة رجل يهتف باسمه مئات الملايين من الناس في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات كل يوم.
    رجل ليس في مواليد حواء أعظم منه شأنا, وأبعد أثرا, وأخلد ذكرا, رجل أطل من غياهب الجاهلية فأطلت معه دنيا أظلها بلواء مجيد, كتب عليه بأحرف من نور: لا إله إلا الله . الله أكبر.

    قد يقول قائل : ولم آثرت عليا دون سواه من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله بهذه الملحمة ؟
    ولا أجيب على هذا السؤال إلا بكلمات فالملحمة كلها جواب عليه, و سترى في سياقها بعض عظمة الرجل الذي يذكره المسلمون فيقولون: (رضي الله عنه وكرم وجه والسلام عليه) ويذكره النصارى في مجالسهم فيتمثلون بحكمه ويخشعون لتقواه , ويتمثل به الزهاد في الصوامع فيزدادون زهدا وقنوتا, وينطر إليه المفكر فيستضيء بهذا القطب الوضاء, ويتطلع إليه الكاتب الألمعي فيأتم ببيانه, ويعتمده الفقيه المدره فيسترشد بأحكامه.
    أما الخطيب فحسبه أن يقف في السفح, ويرفع الرأس إلى هذا الطود الشامخ لتنهل عليه الآيات من علي, وينطلق لسانه بالكلام العربي المبين الذي رسخ قواعده أبو الحسن إذ دفعها إلى أبي الأسود الدؤلي فقال: أنح هذا النحو. وكان علم النحو.
    ويقرأ الجبان سيرة علي فتهدر في صدره النخوة وتستهويه البطولة. إذ لم تشهد الغبراء, ولم تظل السماء أشع من أبن أبي طالب, فعلي ذلك الساعد الأجدل اعتمد الإسلام يوم كان وليدا, فعلي هو بطل: بدر وخيبر والخندق وحنين ووادي الرمل والطائف واليمن.
    وهو المنتصر في صفين, ويوم الجمل, والنهروان, والدافع عن الرسول يوم أحد وقيدوم السرايا ولواء المغازي.
    واعجب من بطولته الجسدية بطولته النفسية, فلم يُرَ أصبر منه على المكاره. إذ كانت حياته موصولة الآلام منذ فتح عينيه على النور في الكعبة حتى أغمضهما على الحق في مسجد الكوفة.
    وبعد فلم تجادلني في أبي الحسن؟ أو لم تقم في خلال العصور فئات من الناس تؤله الرجل؟ ولا ريب أنها الضلالة الكبرى, ولكنها ضلالة تدلك على الحق إذ تدلك على مبلغ افتتان الناس بهذه الشخصية العظمى.
    ولم يستطع خصوم الرجل أن يأخذوا عليه مأخذا فاتهموه بالتشدد في احقاق الحق أي أنهم شكوا كثرة فضله فأرادوه دنيويا يماري ويداري و أراد نفسه روحانيا رفيعا يستميت في سبيل العدل, لا تأخذه في سبيل الله هوادة . وإنما الغضبة للحق وثورة النفوس القدسية التي يؤلمها أن ترى عوجا. أو لم يغضب السيد المسيح وهو الذروة في الوداعة والحلم يوم دخل الهيكل فوجد فيه باعة الحمام والصيارف والمرابين فأخذ بيده السوط وقلب موائدهم وطردهم قائلا: بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة للصوص .
    بقي لك بعد هذا أن تحسبني شيعيا. فإذا كان التشيع تنقصا لأشخاص, أو بغضا لفئات, أو تهورا في المزالق الخطرة فلست كذلك. أما إذا كان التشيع حبا لعلي وأهل البيت الطيبين الأكرمين, وثورة على الظلم وتوجها لما حل بالحسين وما نزل بأولاده من النكبات في مطاوي التأريخ فأنني شيعي.
    فيا أبا الحسن! ماذا أقول فيك, وقد قال الكتّاب في المتنبي : (أنه مالئ الدنيا وشاغل الناس) وإن هو إلا شاعر له حفنة من الدر إزاء تلال من الحجارة. وما شخصيته حيال عظمتك إلا مدرة على النيل خجلى من عظمة الأهرام.
    حقا إن البيان لسفّ وإن شعري لحصاة في ساحلك يا أمير الكلام, ولكنها حصاة مخضوبة بدم الحسين الغالي, فتقبل هذه الملحمة وانظر من رفارف الخلد إلى عاجز شرّف قلمه بذكرك.


    بيروت 9 حزيران سنة1948
    بوليس سلامه
    التعديل الأخير تم بواسطة صادقة; الساعة 30-04-2015, 08:38 PM.

    اترك تعليق:


  • منير الحزامي
    رد
    ومما ذكر في ميزان الأعمال صلوات الله عليه

    ما نُقل عن كتاب نور الأبصار للشبلنجي الشافعي أنه قال:
    وروي أنَّ محمّد الباقر بن عليّ (عليه السلام) سأل جابر بن عبد الله الأنصاري -لمّا دخل عليه- عن عائشة،
    وما جرى بينها وبين عليّ (عليه السلام)،
    فقال له جابر: دخلتُ عليها يوماً، وقلت لها: ما تقولين في عليّ ابن أبي طالب؟
    فأطرقت رأسها ثمّ رفعته، وقالت:
    إذا ما التِّـبْـرُ حُكَّ على المحك *** تبين غشُّه من غير شكِّ
    وفينا الغشّ والذهب المصفى *** عليٌّ بيننا شبه المحكّ (*)
    (*) مستدرك سفينة البحار، للشيخ علي النمازي: ج7/ ص520.



    الملفات المرفقة

    اترك تعليق:


  • منير الحزامي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة الشاب المؤمن مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته......
    أسمحوا لي أن أشارك معكم بهذه المشاركة المتواضعة
    ...
    ...

    وإذا بفاطمة قد خرجت ـ من الموضع الذي كان قد انشق لدخولها ـ وعلى يدها صبي كأنه فلقة قمر
    ....


    شكراً جزيلاً لأخينا الفاضل (الشاب المؤمن)
    على مساهمته التي أفاضت علينا نوراً ، ونثرت في أجوائنا عطراً ، وأدخلت في قلوبنا سروراً
    فبوركت أناملك الولائية على ما سطرت من أحرف النور
    نسأل الله أن يزيد في إيمانك ، ويملأ قلبك نوراً وولاءً بحق صاحب الولاية

    ومما يصب في نهر الولاء لميزان أعمالنا..

    ما روي عن إمامنا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عليهم السلام أنه قال:
    «قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:

    يا علي، أنت مني وأنا منك، وليك وليي، ووليي ولي الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله.
    يا علي، أنا حرب لمن حاربك، وسِلم لمن سالمك.
    يا علي، لك كنز في الجنة، وأنت ذو قرنيها.
    يا علي، أنت قسيم الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا مَن عرفك وعرفته، ولا يدخل النار إلا مَن أنكرك وأنكرته.
    يا علي، أنت والأئمة من وُلْدك على الأعراف يوم القيامة، تَعرف المجرمين بسيماهم والمؤمنين بعلاماتهم.

    يا علي، لولاك لم يُعرف المؤمنون بعدي». (*)

    (*) الأمالي، للشيخ المفيد (رحمه الله): ص213 / ح4.



    الملفات المرفقة

    اترك تعليق:


  • منير الحزامي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة خادم أبي الفضل مشاهدة المشاركة
    بسم الله وصلى الله على محمد واله الاطهار :

    ازف اجمل التبريكات واطيب التهاني في مولد سيد الاوصياء أميرالمؤمنين سلام الله عليه
    ونسأل الله تعالى ان يجعلنا من شيعته ومواليه ...

    ...تجف الاقلام ولا تبلغ فضائل " علي أميرالمؤمين "
    وتعجزالسنتنا عن ان تصوغ العبارات وتنتقي ما يليق بتالي سيد الكائنات فهو "علي ٌ " وكفى ..
    وما أولهنا له وما أشد حبنا وعشقنا له صلوات الله عليه ولكن هل هو راضٍ عن سلوك بعضنا ؟
    هل نحن مطيعين لما يأمرنا به وينهانا عنه ؟
    هل نحن نصغي لحكمه وتوجيهاته وارشاداته بنحو نحث فيه انفسنا على التطبيق ؟
    ....؟؟؟
    هل يكتفي احدنا بإدعاء الحب له وأظهار المشاعر الولائية دونما مراعاة حقيقة لمنهج الامام علي وطريقته في التعامل مع الناس برهم وفاجرهم !!؟؟

    لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيـــــع

    شكراً لمساهمتك القيمة أيها الخادم حقاً (خادم أبي الفضل)
    التي تعبر عن ولائك الصادق لإمامك صلوات الله عليه
    وكحلت نواظرنا بفضائل المولى سلام الله عليه

    ومما ذكر في هذا الميزان العادل أيضاً:

    ما روي عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله أنه قال:
    «...ألا ومن أحب عليا كتب الله له براءة من النار، وجوازا على الصراط، وأمانا من العذاب،
    ولم ينشر له ديوان، ولم ينصب له ميزان،
    وقيل له: ادخل الجنة بلا حساب،
    ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط...». (*)

    (*) بحار الأنوار، للعلامة المجلسي (رحمه الله): ج7/ ص222.

    اللهم اجعلنا من المحبين الموالين حقاً



    الملفات المرفقة

    اترك تعليق:


  • منير الحزامي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة


    عليٌّ وآدم:
    فنبي الله آدم عليه السلام أكل من تلك الشجرة التي نهي عنها أما أنت يا سيدي فقد أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيراً فما عصيت الله طرفة عين ـ حاشاك وكنت عين الهداية ومقصود المهتدين.. فأين أنت عن الغواية..؟
    ألم يكن اسمك عظيم من بين جملة الأسماء التي تعلمها عليه السلام فتاب الله سبحانه بها عليه وعلى زوجته رضى الله عنهما وفاق الملائكة علماً فسجدوا له بك يا مولاي..؟


    كل الشكر والتقدير لأخينا الفاضل (أبو محمد الذهبي) على تكرمه على رفد الموضوع بكلمات النور والولاء
    التي زانت المحور المبارك وأعطته رونقاً خاصاً

    ومما ذكر في هذا الميزان العادل أيضاً..

    ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
    «يا علي... أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية، إنك حجة الله على خلقه، وأمينه على وحيه، وخليفته على عباده،
    وأنت مولى كل مسلم، وإمام كل مؤمن، وقائد كل تقي،
    وبولايتك صارت أمتي مرحومة،
    وبعداوتك صارت الفرقة المخالفة منها ملعونة،
    وأن الخلفاء من بعدي اثنا عشر أنت أولهم وآخرهم القائم عجل الله فرجه الذي يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها...». (*)
    (*) إثبات الهداة، للشيخ الحرّ العاملي (رحمه الله): 2/239.


    اللهم ارحمنا بولايته العظمى



    الملفات المرفقة

    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X