السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الامام علي (عليه السلام ): (الاعتذار منذر ناصح)
إن الاعتذار هو الموقف الذي يقوم به الفرد للتعبير عن الندم على ما فعله، أو على كلام سيء قاله، أو قام بتصرفٍ غير لائق اتجاه أحد الأشخاص أو ارتكاب حرام، أو انحراف عن خطٍّ عقيديّ، حيث انه يتأمل من اعتذاره حصوله على المسامحة، من الآخرين ليتخفّف من ثقل الإحساس والشعور بالذنب الذي فعله، وإن للاعتذار اساليب خاصة يقوم بها الشخص للتعبير عن ندمه الى الشخص المقابل، عن طريق الاقرار، والاعتراف بذنبه، الذي قام به، حيث قال الامام علي(عليه السلام)الاقرار اعتذار)[1]، فهذا يشير إلى ان الفعل الذي قام به، تندم عليه، وإنه قام بفعل لا يرضي الله، ولا الناس، لكن اذا لم يقدم اعتذاره للآخرين فيتبين لنا من هذا إنه أنكر فعله و مصر عليه؛ لأنه لوكان يشعر بالذنب الذي فعله لأعترف به، وقدم اعتذاره كما في قول الامام علي(عليه السلام) الانكار اصرار)[2]، لكن ممكن أن نقول إن إنكاره وعدم اعترافه يدل على أن ما فعله أمر معيب وقبيح، لا يجرؤ صاحبه على الاعتراف به، لما يترتّب عليه من نتائج سلبية على مكانته بين الناس، وممكن ان يفقد احترام الناس له لماله من فعلٍ قبيح قام به، فيصمت عن الاعتذار والاعتراف بذنبه، لكن صمته هذا بمثابة اعترافه بالذنب حيث قال الامام علي(عليه السلام) رُبَّ جرمٍ أغنى عن الاعتذار عنه الإقرار به)[3].
والاعتذار هو من الصفات والاخلاق الحميدة والذي يتبين لنا ان الشخص المعتذر، يرغب في التخلص من سلبيات أفعاله، والرجوع إلى الطريق الصواب، والتوبة الى الله تعالى في المستقبل فنجد معنى الاعتذار، يلتقي مع معنى التوبة، والدليل على ذلك إننا نجد الكثير من أدعية أهل البيت(عليهم السلام) المأثورة عنوان الاعتذار إلى الله تعبيراً عن التوبة اليه سبحانه، من الافعال السيئة التي قام بها، حيث نجد في الصحيفة السجادية من أدعية الإمام السجاد(عليه السلام) إنه قال: (اللّهمّ إني أعتذر إليك من مظلوم ظُلِم بحضرتي فلم أنصره...، ومن مسيء اعتذر إليّ فلم أعذره)[4].
وقد أكد الاسلام قبول الاعتذار من الشخص المعتذر، لما فيه من قيمة أخلاقية إيجابية؛ لأن الاعتذار من الشخص المسيء يدل على إنه تندم على فعله، وكذلك يدل على تواضعه للشخص المقابل والرغبة في رضاهِ عنه، فيجب من المقابل العفو عن المسيء والتسامح , وإعطاء الفرصة للمحبة والصداقة بدل العداوة والبغضاء، كما ورد في قوله تعالى: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[5].
وأكد الإمام علي (عليه السلام) في شأن قبول العذر من الذي يعتذر إليك وعلى الانسان التماس العذر لأخيه في ما يصدر عنه، ممكن أن يكون هذا الشيء قد صدر عنه بالخطأ، ولا يقصد به الاساءة إلى الآخرين، حيث قال الإمام علي(عليه السلام)اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذراً)[6]، وكذلك قال (عليه السلام)ضع أمر أخيك على أحسنه...، لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً، وأنت تجد لها في الخير محملا).
وقبولُ العذرِ يفترضُ على الإنسانِ أنْ يتجاوزَ فلا يُرتِّبْ على الخطأ أثراً من عداوةٍ أو قطيعةٍ وهو ما وردَ في الرواياتِ التعبيرُ عنه بإقالةِ الخطأ والذنبِ، أي ترفعُ عنه تبعاتِ ذلك حتى على المستوى النفسي والقلبي، وأمّا مَنْ لا يقبلُ العذرَ ولا يتجاوزُ فإنّ وصفَه وردَ في بعضِ الرواياتِ بأنّه شرُّ الناسِ، فقد روي عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): (شرُّ الناسِ من لا يقبلُ العذرَ ولا يُقيلُ الذنبَ)[7].
1- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 3، ص 1859قال الامام علي (عليه السلام ): (الاعتذار منذر ناصح)
إن الاعتذار هو الموقف الذي يقوم به الفرد للتعبير عن الندم على ما فعله، أو على كلام سيء قاله، أو قام بتصرفٍ غير لائق اتجاه أحد الأشخاص أو ارتكاب حرام، أو انحراف عن خطٍّ عقيديّ، حيث انه يتأمل من اعتذاره حصوله على المسامحة، من الآخرين ليتخفّف من ثقل الإحساس والشعور بالذنب الذي فعله، وإن للاعتذار اساليب خاصة يقوم بها الشخص للتعبير عن ندمه الى الشخص المقابل، عن طريق الاقرار، والاعتراف بذنبه، الذي قام به، حيث قال الامام علي(عليه السلام)الاقرار اعتذار)[1]، فهذا يشير إلى ان الفعل الذي قام به، تندم عليه، وإنه قام بفعل لا يرضي الله، ولا الناس، لكن اذا لم يقدم اعتذاره للآخرين فيتبين لنا من هذا إنه أنكر فعله و مصر عليه؛ لأنه لوكان يشعر بالذنب الذي فعله لأعترف به، وقدم اعتذاره كما في قول الامام علي(عليه السلام) الانكار اصرار)[2]، لكن ممكن أن نقول إن إنكاره وعدم اعترافه يدل على أن ما فعله أمر معيب وقبيح، لا يجرؤ صاحبه على الاعتراف به، لما يترتّب عليه من نتائج سلبية على مكانته بين الناس، وممكن ان يفقد احترام الناس له لماله من فعلٍ قبيح قام به، فيصمت عن الاعتذار والاعتراف بذنبه، لكن صمته هذا بمثابة اعترافه بالذنب حيث قال الامام علي(عليه السلام) رُبَّ جرمٍ أغنى عن الاعتذار عنه الإقرار به)[3].
والاعتذار هو من الصفات والاخلاق الحميدة والذي يتبين لنا ان الشخص المعتذر، يرغب في التخلص من سلبيات أفعاله، والرجوع إلى الطريق الصواب، والتوبة الى الله تعالى في المستقبل فنجد معنى الاعتذار، يلتقي مع معنى التوبة، والدليل على ذلك إننا نجد الكثير من أدعية أهل البيت(عليهم السلام) المأثورة عنوان الاعتذار إلى الله تعبيراً عن التوبة اليه سبحانه، من الافعال السيئة التي قام بها، حيث نجد في الصحيفة السجادية من أدعية الإمام السجاد(عليه السلام) إنه قال: (اللّهمّ إني أعتذر إليك من مظلوم ظُلِم بحضرتي فلم أنصره...، ومن مسيء اعتذر إليّ فلم أعذره)[4].
وقد أكد الاسلام قبول الاعتذار من الشخص المعتذر، لما فيه من قيمة أخلاقية إيجابية؛ لأن الاعتذار من الشخص المسيء يدل على إنه تندم على فعله، وكذلك يدل على تواضعه للشخص المقابل والرغبة في رضاهِ عنه، فيجب من المقابل العفو عن المسيء والتسامح , وإعطاء الفرصة للمحبة والصداقة بدل العداوة والبغضاء، كما ورد في قوله تعالى: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[5].
وأكد الإمام علي (عليه السلام) في شأن قبول العذر من الذي يعتذر إليك وعلى الانسان التماس العذر لأخيه في ما يصدر عنه، ممكن أن يكون هذا الشيء قد صدر عنه بالخطأ، ولا يقصد به الاساءة إلى الآخرين، حيث قال الإمام علي(عليه السلام)اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذراً)[6]، وكذلك قال (عليه السلام)ضع أمر أخيك على أحسنه...، لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً، وأنت تجد لها في الخير محملا).
وقبولُ العذرِ يفترضُ على الإنسانِ أنْ يتجاوزَ فلا يُرتِّبْ على الخطأ أثراً من عداوةٍ أو قطيعةٍ وهو ما وردَ في الرواياتِ التعبيرُ عنه بإقالةِ الخطأ والذنبِ، أي ترفعُ عنه تبعاتِ ذلك حتى على المستوى النفسي والقلبي، وأمّا مَنْ لا يقبلُ العذرَ ولا يتجاوزُ فإنّ وصفَه وردَ في بعضِ الرواياتِ بأنّه شرُّ الناسِ، فقد روي عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): (شرُّ الناسِ من لا يقبلُ العذرَ ولا يُقيلُ الذنبَ)[7].
2- المصدر نفسه، ج 3، ص 1860
3- المصدر نفسه، ج 3، ص 1861.
4- الصحيفة السجادية، الإمام زين العابدين(عليه السلام)، ص166،في طلب العفو والرحمة.
5- البقرة: 237.
6- بحار الأنوار، ج 71، ص 165.
7- ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 ص 1421.
تعليق