إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجلسة النقاشية النسويّة (قبول الاعتذار)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #41
    رحاب جواد القزويني

    وردَ عن الإمامِ الصادقِ (ع) أنّه كانَ يقولُ لأصحابهِ: "اتّقوا الله وكونوا إخوةً بررةً متحابّينَ في اللهِ، متواصلينَ متراحمينَ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرَنا وأحيوه"، لقد وردَ في الكثيرِ من الرواياتِ المؤكّدةِ على التواصلِ والتراحمِ بين المؤمنينَ، إلى الحدِّ الذي نظرتْ فيه تعاليمُ الدينِ إلى المؤمنينَ كجسدٍ واحدٍ، إذا اشتكى أحدُهم ألماً أو أصابَه بلاءٌ شاركَه الجميعُ فيما أصابَه فكأنّه أصابَهم، وهذه القاعدةُ إذا كانت هي الحاكمةُ بين المؤمنينَ أثبتَ ذلك سلامةَ الجسدِ وعافيَته.
    ولكنْ كجزءٍ من طبيعةِ الإنسانِ قد يقعُ الخلافُ والاختلافُ وقد يصدرُ من بعضِ المؤمنينَ خطأٌ في حقِّ بعضِهم الآخر، وتؤكّدُ تعاليمُ الإسلامِ على ضرورةِ مبادرةِ المخطئِ إلى تداركِ خطئِه وجبرانِ ذلك، ومن مظاهرِ ذلك الاعتذارُ مِمّن وقعَ الخطأُ عليه، وطلبُ العفوِ والصفحِ منه، وكذلك أكّدتْ تعاليمُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) على ضرورةِ العفوِ والصفحِ وقبولِ العذرِ، ولأهميّةِ ذلك كان الحثُّ على قبولِ العذرِ حتّى لو لم تعلمْ أنّه صدرَ منه عن صدقِ نيّةٍ، فقد وردَ عن أميرِ المؤمنينَ (ع): (لا تُصرمْ أخاك على ارتيابٍ، ولا تقطعْه دون استعتابٍ لعلَّ له عذراً وأنت تلومُ إقبل من متنصِّلٍ عذراً - صادقاً كان أو كاذباً - فتنالَك الشفاعةُ).
    ولأنَّ هذا الأمرَ قد لا ترغبُ به النفسُ بل يُخالفُ ميولَها ورغباتَها كان الحثُّ على فرضِ ذلك على النفسِ ومخالفةِ الهوى، يقولُ أميرُ المؤمنينَ (ع): (احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِه عَلَى الصِّلَةِ، وعِنْدَ صُدُودِه عَلَى اللُّطْفِ والْمُقَارَبَةِ، وعِنْدَ جُمُودِه عَلَى الْبَذْلِ، وعِنْدَ تَبَاعُدِه عَلَى الدُّنُوِّ، وعِنْدَ شِدَّتِه عَلَى اللِّينِ، وعِنْدَ جُرْمِه عَلَى الْعُذْرِ)،
    وقبولُ العذرِ يفترضُ على الإنسانِ أنْ يتجاوزَ فلا يُرتِّبْ على الخطإِ أثراً من عداوةٍ أو قطيعةٍ وهو ما وردَ في الرواياتِ التعبيرُ عنه بإقالةِ الخطإِ والذنبِ، أي ترفعُ عنه تبعاتِ ذلك حتى على المستوى النفسي والقلبي، وأمّا مَنْ لا يقبلُ العذرَ ولا يتجاوزُ فإنّ وصفَه وردَ في بعضِ الرواياتِ بأنّه شرُّ الناسِ، فقد روي عن أميرِ المؤمنينَ (ع): (شرُّ الناسِ من لا يقبلُ العذرَ ولا يُقيلُ الذنبَ)
    ووردَ في دعاءِ الإمامِ زينِ العابدينَ (ع) الدعاءُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بأنْ يتجاوزَ ويصفحَ عن حالاتِ عدمِ قبولِ عذرِ المعتذرِ - ففي الدعاءِ 38 من الصحيفةِ السجاديةِ - : اللهمَّ إنّي أعتذُر إليكَ من مظلومٍ ظُلِمَ بحضرتي فلم أنصرْه ... ومن مسيءٍ اعتذرَ إليَّ فلم أعذرْه.



    رحاب جواد القزويني

    تعليق


    • #42
      المشاركة الأصلية بواسطة دلال العكيلي مشاهدة المشاركة
      رحاب جواد القزويني

      وردَ عن الإمامِ الصادقِ (ع) أنّه كانَ يقولُ لأصحابهِ: "اتّقوا الله وكونوا إخوةً بررةً متحابّينَ في اللهِ، متواصلينَ متراحمينَ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرَنا وأحيوه"، لقد وردَ في الكثيرِ من الرواياتِ المؤكّدةِ على التواصلِ والتراحمِ بين المؤمنينَ، إلى الحدِّ الذي نظرتْ فيه تعاليمُ الدينِ إلى المؤمنينَ كجسدٍ واحدٍ، إذا اشتكى أحدُهم ألماً أو أصابَه بلاءٌ شاركَه الجميعُ فيما أصابَه فكأنّه أصابَهم، وهذه القاعدةُ إذا كانت هي الحاكمةُ بين المؤمنينَ أثبتَ ذلك سلامةَ الجسدِ وعافيَته.
      ولكنْ كجزءٍ من طبيعةِ الإنسانِ قد يقعُ الخلافُ والاختلافُ وقد يصدرُ من بعضِ المؤمنينَ خطأٌ في حقِّ بعضِهم الآخر، وتؤكّدُ تعاليمُ الإسلامِ على ضرورةِ مبادرةِ المخطئِ إلى تداركِ خطئِه وجبرانِ ذلك، ومن مظاهرِ ذلك الاعتذارُ مِمّن وقعَ الخطأُ عليه، وطلبُ العفوِ والصفحِ منه، وكذلك أكّدتْ تعاليمُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) على ضرورةِ العفوِ والصفحِ وقبولِ العذرِ، ولأهميّةِ ذلك كان الحثُّ على قبولِ العذرِ حتّى لو لم تعلمْ أنّه صدرَ منه عن صدقِ نيّةٍ، فقد وردَ عن أميرِ المؤمنينَ (ع): (لا تُصرمْ أخاك على ارتيابٍ، ولا تقطعْه دون استعتابٍ لعلَّ له عذراً وأنت تلومُ إقبل من متنصِّلٍ عذراً - صادقاً كان أو كاذباً - فتنالَك الشفاعةُ).
      ولأنَّ هذا الأمرَ قد لا ترغبُ به النفسُ بل يُخالفُ ميولَها ورغباتَها كان الحثُّ على فرضِ ذلك على النفسِ ومخالفةِ الهوى، يقولُ أميرُ المؤمنينَ (ع): (احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِه عَلَى الصِّلَةِ، وعِنْدَ صُدُودِه عَلَى اللُّطْفِ والْمُقَارَبَةِ، وعِنْدَ جُمُودِه عَلَى الْبَذْلِ، وعِنْدَ تَبَاعُدِه عَلَى الدُّنُوِّ، وعِنْدَ شِدَّتِه عَلَى اللِّينِ، وعِنْدَ جُرْمِه عَلَى الْعُذْرِ)،
      وقبولُ العذرِ يفترضُ على الإنسانِ أنْ يتجاوزَ فلا يُرتِّبْ على الخطإِ أثراً من عداوةٍ أو قطيعةٍ وهو ما وردَ في الرواياتِ التعبيرُ عنه بإقالةِ الخطإِ والذنبِ، أي ترفعُ عنه تبعاتِ ذلك حتى على المستوى النفسي والقلبي، وأمّا مَنْ لا يقبلُ العذرَ ولا يتجاوزُ فإنّ وصفَه وردَ في بعضِ الرواياتِ بأنّه شرُّ الناسِ، فقد روي عن أميرِ المؤمنينَ (ع): (شرُّ الناسِ من لا يقبلُ العذرَ ولا يُقيلُ الذنبَ)
      ووردَ في دعاءِ الإمامِ زينِ العابدينَ (ع) الدعاءُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بأنْ يتجاوزَ ويصفحَ عن حالاتِ عدمِ قبولِ عذرِ المعتذرِ - ففي الدعاءِ 38 من الصحيفةِ السجاديةِ - : اللهمَّ إنّي أعتذُر إليكَ من مظلومٍ ظُلِمَ بحضرتي فلم أنصرْه ... ومن مسيءٍ اعتذرَ إليَّ فلم أعذرْه.



      رحاب جواد القزويني
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

      احسنتم على هذا البيان الرائع

      جزاكم الله خيرا

      تعليق


      • #43
        للختام عبق ينتثر بالأرجاء يعلن عن نهاية اللقاء وانتهاء الموعد..

        معكم يحلو الكلام .. نتزيّن بحلة الانتفاع .. نشحن طاقاتنا بالذكر الجميل

        ونشحذ هممنا بكلام اهل بيت النبوة وموضع الرسالة لننتقي سلسبيلا نرتشف منه ما ينفع

        شكرا نقولها:

        لجناب المراقب العام لحرصه على إنجاح الجلسة وقطف ثمارها على أكمل وجه

        شكرا:

        لجناب الاخت مسؤولة المكتبة النسوية لدعمها هذه الجلسات ومتابعتها الحثيثة.

        شكرا

        لكل من اشترك وساهم بالمناقشة وللمتابعة ..

        تعليق


        • #44
          طيب الله انفاس كل المشاركين وأجزل في العطاء لهم كلمات فيها رضا الله تعالى وأهل البيت عليهم السلام نرجوا أن ننتفع بها يوم الحساب بأن يجعلها في ميزان حسنات الجميع...من كتب ومن قرأ ومن بحث ومن أيد وشارك..شكرا لكم جميعا

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X