بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
هذا وقد ورد ما يتعلّق بالنوم والمنام والرؤيا في الأحاديث الشريفة عن رسول الله والعترة الطاهرة : بالعشرات بل المئات من الأخبار، راجع الموسوعة الكبيرة (بحار الأنوار)، لتجد بغيتک كما راجع (دار السلام في الرؤيا والمنام ) للمحدّث النوري 1.
أذكر نماذج من هذا الأخبار الشريفة واُحيل تعليقها وما يستخرج منها من اللئالي والدُّرر في بيانها وشرحها والتعليق عليها، إلى ثقافة المطالع الكريم ونباهته وما يستلهمه منها بلطف الله الخفي ، ومن العلم الإلهامي . وما توفيقنا إلّا بالله العلي العظيم .
1 ـ عن النبي 6 قال : انه لم يبق بعده من النبوّة إلّا المبشرات وهي الرؤيا الصادقة .
فانّه ببعثته المباركة قد ختمت النبوة ، فلا وحي ، كما لا نبي بعده ، الّا أنه من لطف الله سبحانه أنه جعل المبشرات التي توجب الاطمئنان القلبي جزء من أجزاء النبوة .
2 ـ في الحديث الشريف إن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوّة .
فتعين المؤمن والمؤمنة على سيرهما وسلوكهما إلى الله سبحانه .
3 ـ عن أميرالمؤمنين علي 7: ان للجسم ستة أحوال : الصحّة والمرض والموت والحياة والنوم واليقظة ، وكذلک الروح ، فحياتها علمها، وموتها جهلها، ومرضها شكّها، وصحّتها يقينها، ونومها غفلتها، ويقظتها حفظها.
وهذه من المقارنات اللطيفة والبديعة بين ما للجسم وما للروح من الأحوال ، فان الانسان مركب من عنصرين أساسين :
الجسم الارضي البشرى ، والروح المساوي الالهي (وَنَفَخْتُ مِنْ رُوحي )[1]
وإنّه في قوسيه النزولي والصعودي في حركة دائرية ، فمن الله وإلى الله (انّا لله وإنّا إليه راجعون ) فليس له أن يُخلّد في الأرض ، بل عليه أن يقلع منها كما تقلع الطائرة من الأرض ليحلّق في سماء الملكوتيات والغيوب ، ويعيش مع الملائكة والأرواح المجرّدة الطاهرة والعقول النيّرة في أعلا عليّين ، في مقعد صدق عند مليک مقتدر، ثمّ كما للجسم لذائذ تدركها الروح بسبب الجسم والحواس الخمس الظاهريّة ، كذلک للروح لذائذ تفوق اللذائذ الماديّة ، وانّما تتعلّق بالأرواح المجرّدة كلذّة الفهم والعلم ولقاء الله سبحانه وتعالى ، وكفرحة الصائم عند إفطاره ، كما ورد في الخبر الشريف : للصائم عند افطاره فرحتان : منها فرحة لقاء ربّه .
4 ـ قال أميرالمؤمنين 7: السُكر أربع سكرات : سكر الشراب ، وسكر المال ، وسكر النوم ، وسكر الملک .
ولا يخفى أن في السكر الشرابي بفقد الانسان قوته العقلانيّة كما في سكر الخمر. وكذا من سكر على جمع المال والثروة أو الجاه والمقام والملک ، أو غلبه سكر النوم فانه يغفل عن الحقائق والواقعيات ، نسأل الله سبحانه أن يوقطنا من نومة الغافلين .
5 ـ قال الامام علي بن الحسين 7: الا انّ للعبد أربع أعين : عينان يبصرُ بهما أمر دينه ودنياه ، وعينان يبصر بهما أمر آخرته ، فاذا أراد الله بعبد خيراً فتح الله العينين اللتين في قلبه فابصر بهما الغيب وأمر آخرته .
وهذا يعني بوضوح انه ليس كلّ من تقمّص بلباس الانسان كان انساناً حقيقيّاً ذا بصيرة في أمر دينه وآخرته ، بل اذا أراد الله بعبد خيراً بعد ما كان العبد من أهل الخير، وإختار الخير على الشر في حياته العلميّة والعمليّة ، فانه يكون من أهل البصيرة ، كما يكون للمؤمن في قلبه أُذنان : اُذن يسمع بها وساوس الشيطان ، وأُذن يسمع بها إلهام الرحمن ، فيكون بين دعوتين وجذبتين : دعوة رحمانيّة وجذبة شيطانيّة (إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ )[2] .
6 ـ انّ اُمّ سليمان بن داود قالت لولدها: يا بُنيّ ايّاک وكثرة النوم ، فانّ كثرة النوم بالليل يدع الرجل فقيراً يوم القيامة .
فانّ الدنيا متجر أولياء الله ومزرعة الآخرة ، وهناک إرتباط وثيق بين الدنيا والآخرة لا يمكن الفصل بينهما، فمن يزرع الخير في دنياه يحصد الخير في الآخرة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ )[3] فكثرة النوم بالليل كما ينام الحيوان
ممّا يوجب الندامة والفقر يوم القيامة ويرى يده خالية فقيراً فيتحسّر على ما فرط في جنب الله ويتمنّى الرجوع الى دنياه لعلّه يعمل صالحاً، ويستغل سواد الليل بطاعة الله والتهجّد فيه (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَکَ عَسى أَنْ يَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً)[4] .
ولكن هيهات هيهات قُضي الأمر وأنّى لهم من الرجوع ؟!! وهل ينفع الندم ؟!
فهذه الام الحنون تنصح ولدها في طلب الكمال والغنى فايّاک يا ولدي وكثرة النوم ، فانه ممّا يبغضه الله، إنّها تدع الرجل فقيراً يوم القيامة بل فقير في دنياه كذلک ، سواء الفقر المالي أو الفقر النفسي ، كمن عنده الثروة والمال الّا انه لشحّه وبخله على نفسه وعلى الآخرين يرى الفقر ويخافه في نفسه ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، فيسلب منه البركة في عمره وماله وأولاده ... وكذلک المرأة ، فان لفظ الرجل في الحديث الشريف من باب
المثال ، فهذا من التحذير من كثرة النوم لعامّة الناس ولكلّ فئات الناس وطبقات المجتمع .
7 ـ قال رسول الله 6: إيّاكم وكثرة النوم يدع صاحبه فقيراً يوم القيامة[5] .
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
هذا وقد ورد ما يتعلّق بالنوم والمنام والرؤيا في الأحاديث الشريفة عن رسول الله والعترة الطاهرة : بالعشرات بل المئات من الأخبار، راجع الموسوعة الكبيرة (بحار الأنوار)، لتجد بغيتک كما راجع (دار السلام في الرؤيا والمنام ) للمحدّث النوري 1.
أذكر نماذج من هذا الأخبار الشريفة واُحيل تعليقها وما يستخرج منها من اللئالي والدُّرر في بيانها وشرحها والتعليق عليها، إلى ثقافة المطالع الكريم ونباهته وما يستلهمه منها بلطف الله الخفي ، ومن العلم الإلهامي . وما توفيقنا إلّا بالله العلي العظيم .
1 ـ عن النبي 6 قال : انه لم يبق بعده من النبوّة إلّا المبشرات وهي الرؤيا الصادقة .
فانّه ببعثته المباركة قد ختمت النبوة ، فلا وحي ، كما لا نبي بعده ، الّا أنه من لطف الله سبحانه أنه جعل المبشرات التي توجب الاطمئنان القلبي جزء من أجزاء النبوة .
2 ـ في الحديث الشريف إن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوّة .
فتعين المؤمن والمؤمنة على سيرهما وسلوكهما إلى الله سبحانه .
3 ـ عن أميرالمؤمنين علي 7: ان للجسم ستة أحوال : الصحّة والمرض والموت والحياة والنوم واليقظة ، وكذلک الروح ، فحياتها علمها، وموتها جهلها، ومرضها شكّها، وصحّتها يقينها، ونومها غفلتها، ويقظتها حفظها.
وهذه من المقارنات اللطيفة والبديعة بين ما للجسم وما للروح من الأحوال ، فان الانسان مركب من عنصرين أساسين :
الجسم الارضي البشرى ، والروح المساوي الالهي (وَنَفَخْتُ مِنْ رُوحي )[1]
وإنّه في قوسيه النزولي والصعودي في حركة دائرية ، فمن الله وإلى الله (انّا لله وإنّا إليه راجعون ) فليس له أن يُخلّد في الأرض ، بل عليه أن يقلع منها كما تقلع الطائرة من الأرض ليحلّق في سماء الملكوتيات والغيوب ، ويعيش مع الملائكة والأرواح المجرّدة الطاهرة والعقول النيّرة في أعلا عليّين ، في مقعد صدق عند مليک مقتدر، ثمّ كما للجسم لذائذ تدركها الروح بسبب الجسم والحواس الخمس الظاهريّة ، كذلک للروح لذائذ تفوق اللذائذ الماديّة ، وانّما تتعلّق بالأرواح المجرّدة كلذّة الفهم والعلم ولقاء الله سبحانه وتعالى ، وكفرحة الصائم عند إفطاره ، كما ورد في الخبر الشريف : للصائم عند افطاره فرحتان : منها فرحة لقاء ربّه .
4 ـ قال أميرالمؤمنين 7: السُكر أربع سكرات : سكر الشراب ، وسكر المال ، وسكر النوم ، وسكر الملک .
ولا يخفى أن في السكر الشرابي بفقد الانسان قوته العقلانيّة كما في سكر الخمر. وكذا من سكر على جمع المال والثروة أو الجاه والمقام والملک ، أو غلبه سكر النوم فانه يغفل عن الحقائق والواقعيات ، نسأل الله سبحانه أن يوقطنا من نومة الغافلين .
5 ـ قال الامام علي بن الحسين 7: الا انّ للعبد أربع أعين : عينان يبصرُ بهما أمر دينه ودنياه ، وعينان يبصر بهما أمر آخرته ، فاذا أراد الله بعبد خيراً فتح الله العينين اللتين في قلبه فابصر بهما الغيب وأمر آخرته .
وهذا يعني بوضوح انه ليس كلّ من تقمّص بلباس الانسان كان انساناً حقيقيّاً ذا بصيرة في أمر دينه وآخرته ، بل اذا أراد الله بعبد خيراً بعد ما كان العبد من أهل الخير، وإختار الخير على الشر في حياته العلميّة والعمليّة ، فانه يكون من أهل البصيرة ، كما يكون للمؤمن في قلبه أُذنان : اُذن يسمع بها وساوس الشيطان ، وأُذن يسمع بها إلهام الرحمن ، فيكون بين دعوتين وجذبتين : دعوة رحمانيّة وجذبة شيطانيّة (إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ )[2] .
6 ـ انّ اُمّ سليمان بن داود قالت لولدها: يا بُنيّ ايّاک وكثرة النوم ، فانّ كثرة النوم بالليل يدع الرجل فقيراً يوم القيامة .
فانّ الدنيا متجر أولياء الله ومزرعة الآخرة ، وهناک إرتباط وثيق بين الدنيا والآخرة لا يمكن الفصل بينهما، فمن يزرع الخير في دنياه يحصد الخير في الآخرة (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ )[3] فكثرة النوم بالليل كما ينام الحيوان
ممّا يوجب الندامة والفقر يوم القيامة ويرى يده خالية فقيراً فيتحسّر على ما فرط في جنب الله ويتمنّى الرجوع الى دنياه لعلّه يعمل صالحاً، ويستغل سواد الليل بطاعة الله والتهجّد فيه (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَکَ عَسى أَنْ يَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً)[4] .
ولكن هيهات هيهات قُضي الأمر وأنّى لهم من الرجوع ؟!! وهل ينفع الندم ؟!
فهذه الام الحنون تنصح ولدها في طلب الكمال والغنى فايّاک يا ولدي وكثرة النوم ، فانه ممّا يبغضه الله، إنّها تدع الرجل فقيراً يوم القيامة بل فقير في دنياه كذلک ، سواء الفقر المالي أو الفقر النفسي ، كمن عنده الثروة والمال الّا انه لشحّه وبخله على نفسه وعلى الآخرين يرى الفقر ويخافه في نفسه ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، فيسلب منه البركة في عمره وماله وأولاده ... وكذلک المرأة ، فان لفظ الرجل في الحديث الشريف من باب
المثال ، فهذا من التحذير من كثرة النوم لعامّة الناس ولكلّ فئات الناس وطبقات المجتمع .
7 ـ قال رسول الله 6: إيّاكم وكثرة النوم يدع صاحبه فقيراً يوم القيامة[5] .
تعليق