عن فلسفة الأستغفار كانت مشاركة الست آمال الفتلاوي
فلسفة الاستغفار
إن الاستغفار الحقيقي ليس هو مجرد قول: (( استغفر اللَّه )) وتحريك اللسان بهذه الألفاظ، بل إن هذه الألفاظ ينبغي أن تكون شعاراً ظاهراً، لقرار عميق الجذور في نفس المستغفر.
إن مصداقية الاستغفار -في الحقيقة- مرهونة باشتماله على خطوتين رئيسيتين هامتين:
الأولى: اكتشاف الخطأ، والإقرار بوجوده، وأنه خطأ لا يجوز الاستمرار عليه.
الثانية: التصميم على الإقلاع عنه والتخلص منه.
فإذا ما عرفت الخطأ وشخصته، ثم صممت على تجاوزه والإقلاع عنه، فتعلن حينئذ عن قرارك القلبي ذلك، بلسانك وتقول: ((أستغفر اللَّه ربي وأتوب إليه)) .
إن الاستغفار بهذا المعنى يتحول من ذكر مجرد، إلى نقلة نوعية نحو واقع أفضل وأصوب، ويصبح دواءً لأمراض الإنسان وعلله وهذا هو مصداق حديث النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله): ((ألا أدلكم على دائكم ودوائكم؟ إلا إن داءكم الذنوب ودواؤكم الاستغفار)).
ولو سألنا رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) أي نوع من الاستغفار هذا الذي تصفه لنا دواءً يا رسول اللَّه؟ لقال كما في الحديث عنه (صلى الله عليه وآله): "خير الاستغفار عند اللَّه الإقلاع والندم".
أما إذا كان الاستغفار مجرد تحريك اللسان، ولا يكشف عن أي تصميم داخلي للإقلاع عن الذنب، فإنه -والحال هذه- يتحول إلى ذنب يؤاخذ عليه الإنسان، وما أبلغ قول الإمام علي (عليه السلام)في الإشارة إلى هذه الحقيقة: (( الاستغفار مع الإصرار ذنوب مجددة )) ذلك أن هذا الاستغفار عبارة عن وعد قولي قاطع، مع عزم داخلي على عدم الوفاء به، واللَّه تعالى مطلع على ما في نفسك.
ويقول الإمام علي الرضا (عليه السلام) في كلمة رائعة: " من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه "، ويقول (عليه السلام) في حديث آخر: "المستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربه"
منقول من كتاب أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع
فلسفة الاستغفار
إن الاستغفار الحقيقي ليس هو مجرد قول: (( استغفر اللَّه )) وتحريك اللسان بهذه الألفاظ، بل إن هذه الألفاظ ينبغي أن تكون شعاراً ظاهراً، لقرار عميق الجذور في نفس المستغفر.
إن مصداقية الاستغفار -في الحقيقة- مرهونة باشتماله على خطوتين رئيسيتين هامتين:
الأولى: اكتشاف الخطأ، والإقرار بوجوده، وأنه خطأ لا يجوز الاستمرار عليه.
الثانية: التصميم على الإقلاع عنه والتخلص منه.
فإذا ما عرفت الخطأ وشخصته، ثم صممت على تجاوزه والإقلاع عنه، فتعلن حينئذ عن قرارك القلبي ذلك، بلسانك وتقول: ((أستغفر اللَّه ربي وأتوب إليه)) .
إن الاستغفار بهذا المعنى يتحول من ذكر مجرد، إلى نقلة نوعية نحو واقع أفضل وأصوب، ويصبح دواءً لأمراض الإنسان وعلله وهذا هو مصداق حديث النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله): ((ألا أدلكم على دائكم ودوائكم؟ إلا إن داءكم الذنوب ودواؤكم الاستغفار)).
ولو سألنا رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) أي نوع من الاستغفار هذا الذي تصفه لنا دواءً يا رسول اللَّه؟ لقال كما في الحديث عنه (صلى الله عليه وآله): "خير الاستغفار عند اللَّه الإقلاع والندم".
أما إذا كان الاستغفار مجرد تحريك اللسان، ولا يكشف عن أي تصميم داخلي للإقلاع عن الذنب، فإنه -والحال هذه- يتحول إلى ذنب يؤاخذ عليه الإنسان، وما أبلغ قول الإمام علي (عليه السلام)في الإشارة إلى هذه الحقيقة: (( الاستغفار مع الإصرار ذنوب مجددة )) ذلك أن هذا الاستغفار عبارة عن وعد قولي قاطع، مع عزم داخلي على عدم الوفاء به، واللَّه تعالى مطلع على ما في نفسك.
ويقول الإمام علي الرضا (عليه السلام) في كلمة رائعة: " من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه "، ويقول (عليه السلام) في حديث آخر: "المستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربه"
منقول من كتاب أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع
تعليق