إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعتراف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعتراف

    من سلسلة تائهات في الطريق
    وزّعت المدرسة علينا أوراق الامتحان وكانت النتيجة أنني نجحتُ في الدرس الذي كان صعباً، تباينت درجات

    النجاح والفشل لدى الطالبات إذ كانت الناجحات تملأهنّ مشاعر السرور والابتهاج، وكانت تعلو وجوههنّ

    الابتسامات والضحكات، وفي عيونهنّ تبرق ومضات الفرح الحقيقي..

    أمّا أنا فكانت فرحتي يشوبها نوع من الحزن وتُخالط ابتساماتي قطرات دموعي التي تُوشك أن تُولد، ويختلج

    بداخلي خجل أقامه رغماً عني ضميري، أمسكتُ بورقتي التي كانت ترتجف بين يديّ، إنه نجاح غير متوقع،

    فالدرس صعب مستصعب، ويقف دماغي أمامه عاجزاً عن الفهم، مشلول القوى.. رَمَقَتْ نظراتي ورقتي وتقدمتْ

    خطواتي مترددةً وهي تحدو خجلي لتقدّمه بوجل إلى مدرّستي، فتلجلج لساني وأنا مطرقة الرأس لا أعرف ماذا

    أقول.. انعكستْ حيرتي في عيون المدرّسة فأدركتْ بأن هناك خطباً ما فقالت لي: ما بكِ يا حنين؟ لم أعهدك

    هكذا من قبل، ألستِ فرحة بنجاحك؟ لقد حققتِ درجة عالية.. فأجبتُها بصوتٍ بدّد صفاءه نشيج بكائي: أنا آسفة

    لقد تعمدتُ أن أغشّ في الامتحان وأنا لا أستحق هذه الدرجة؛ لأنني تذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وآله: "مَن غَشَّنا فليس منّا"..

    توقعتُ أن تستشيط غضباً وأن تفعل بي ما أستحق وأن تجعلني عِبرة لمن لا يعتبر، ولكنها جابهتني بهدوء الأم

    الرؤوم، وتساءلت: لماذا؟ أجبتها ببساطة: لأن المادة مستعصية على فهمي ولهذا استخدمتُ الغشّ للنجاح. وفجأة

    طلبتْ من الطالبات أن يتجمعنّ في الصف بسرعة، خفق قلبي بشدة لقد أتت الساعة التي لا بدّ منها سوف تُشهّر

    بي أمام الطالبات، فطار قلبي من ضلوعي وشُلَّ لساني واختفى لون الدم من وجهي وارتجفت أطرافي وأصبحت

    الأخماس تضرب الأسداس في رأسي إلى أن قطع صوت المدرسة ما يجول في داخلي وهي تتحدث معنا: من

    الآن وصاعداً سأدخلكنّ في دورة التقوية للمادة التي أدرس فيها وأريد منكنّ المثابرة وبذل الجهد والاجتهاد،

    وبالنسبة لامتحان اليوم فسوف أُعيده عليكنّ بعد إكمال دورة التقوية.. والتفتت إليّ وهمست قائلة: أعجبتني

    شجاعتكِ في الاعتراف وأعجبني أكثر أنكِ لم تقبلي أن تأخذي درجة لا تستحقينها واحتراماً مني لكِ ولصراحتكِ

    سأعيد الامتحان لكي تستطيعي أن تعوضي ما فاتكِ، بوركتِ يا ابنتي.

  • #2
    قصة مؤلمة جداً اختي (مديرة تحرير رياض الزهراء ) اهلا بالغالية وباطلالتها الراقية والرائعة
    إذا أخطأت فاعترف بخطئك على الفور ولا تخجل من هذا الاعتراف ، فكل ‏إنسان يخطئ - فالإنسان ليس معصوم عن الخطأ - وليس هذا عيباً تخجل ‏منه ، وتأكد أن الاعتراف بالخطأ يدل على شجاعتك الأدبية وحسن خلقك ، ‏وكل إنسان ستطيع بسهولة أن يجادل ويدافع عن خطئه مما يثير الناس ‏ويضايقهم ، ولكن الاعتراف بالخطأ أفضل كثيراً من الجدال ، وسيدفع ‏الآخرين إلى احترامك والإعجاب بك ،ومن الأفضل أن تعترف بخطئك ‏بنفسك بدلاً من أن يوجه الآخرون نظرك إلى الخطأ ، ولو اعترفت بخطئك ‏فإن الناس سيسعدون بذلك ويقدرون صدقك وشجاعتك ويعملون على تهوين ‏هذا الخطأ وتبريره لإرضائك ، اعترف بخطئك تسترح وتريح الآخرين ، ‏وتنتهي المشاكل

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      ===============
      والله لا أعلم لإيهما أنحني إحتراماً وإجلالاً ..
      لهذه الطالبة الخلوقة التي آثرت الإعتراف بخطئها على أن تأخذ درجة دون وجه استحقاق،
      أم لهذه المدرِّسة (
      التربوية بمعنى الكلمة) التي تعاملت مع إعتراف الطالبة بأرقى أخلاق الأمومة،
      بوركت الطالبة وبوركت تربيتها ،
      وبوركت المدرسة وبورك أسلوبها،
      ===============
      شكراً لهذه القصة الممتعة التي حوت بين طياتها أهم الدروس التربوية والأخلاقية للطلاب والمدرسين

      دمتم بخير
      :

      يا أرحم الراحمين

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة
        قصة مؤلمة جداً اختي (مديرة تحرير رياض الزهراء ) اهلا بالغالية وباطلالتها الراقية والرائعة
        إذا أخطأت فاعترف بخطئك على الفور ولا تخجل من هذا الاعتراف ، فكل ‏إنسان يخطئ - فالإنسان ليس معصوم عن الخطأ - وليس هذا عيباً تخجل ‏منه ، وتأكد أن الاعتراف بالخطأ يدل على شجاعتك الأدبية وحسن خلقك ، ‏وكل إنسان ستطيع بسهولة أن يجادل ويدافع عن خطئه مما يثير الناس ‏ويضايقهم ، ولكن الاعتراف بالخطأ أفضل كثيراً من الجدال ، وسيدفع ‏الآخرين إلى احترامك والإعجاب بك ،ومن الأفضل أن تعترف بخطئك ‏بنفسك بدلاً من أن يوجه الآخرون نظرك إلى الخطأ ، ولو اعترفت بخطئك ‏فإن الناس سيسعدون بذلك ويقدرون صدقك وشجاعتك ويعملون على تهوين ‏هذا الخطأ وتبريره لإرضائك ، اعترف بخطئك تسترح وتريح الآخرين ، ‏وتنتهي المشاكل
        اللهم صل على محمد وآل محمد

        اهلا بالاخ المتواصل ابو محمد الذهبي

        ان من يعترف بالخطأ يمتلك من الشجاعة ما لايمتلك غيره

        نعم اخي ان الاعتراف بالخطأ فضيلة

        شكرا لردودك القيمة اخي بورك فيك

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة صادق مهدي حسن مشاهدة المشاركة
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          ===============
          والله لا أعلم لإيهما أنحني إحتراماً وإجلالاً ..
          لهذه الطالبة الخلوقة التي آثرت الإعتراف بخطئها على أن تأخذ درجة دون وجه استحقاق،
          أم لهذه المدرِّسة (
          التربوية بمعنى الكلمة) التي تعاملت مع إعتراف الطالبة بأرقى أخلاق الأمومة،
          بوركت الطالبة وبوركت تربيتها ،
          وبوركت المدرسة وبورك أسلوبها،
          ===============
          شكراً لهذه القصة الممتعة التي حوت بين طياتها أهم الدروس التربوية والأخلاقية للطلاب والمدرسين

          دمتم بخير
          :

          اللهم صل على محمد وآل محمد

          اهلا بالاخ الصادق كاتبنا المتميز

          نعم اخي لو تأملنا في تصرف هذه الطالبة لوجدناها تحمل نقاء السريرة

          الذي لم يجعلها تتمادى في الخطأ الذي وقعت فيه

          واما بالنسبة لتعامل المدرسّة فقد كان تعامل حمل من حنان الامومة الشيء الكثير

          وقد تصرفت بذكاء لكي تكسب قلوب الطالبات وتوقظ في وجدانهن الضمير

          شكرا لكم اخي على تواصلكم الثر وردودكم القيمة

          وفقكم الله لكل خير

          تعليق


          • #6
            فالدرس صعب مستصعب، ويقف دماغي أمامه عاجزاً عن الفهم، مشلول القوى..
            ليست حنين فقط
            حتى نحن أيضا حين نوحي لأنفسناأننا بأننا عاجزين عن الاتيان بهذا الأمر أو ذاك لأنه صعب الفهم أو يحتاج لمهارات كبيرة نفتقر نحن لها
            سنقف دائما عاجزين .. ولن نتقدم خطوة إلى الأمام
            فحال الإنسان رهن لسانه و قيده في اعتقاده وثقته بنفسه


            أما بالنسبة لموقف حنين
            لا أعرف كيف أحكم عليه
            هل هو شجاعة فطرية نابعة من ذاتها لأنها مؤمنة فضلت رضا الله على درجات الدنيا
            أم أن المعلمة كانت الممهد لهذا الاعتراف لأنها كانت أم ومربية قبل أن تكون معلمة
            فتكون بذلك كسرت حاجز الخوف بين طالباتها وبينها مما جعلهن يشعرن بالأمان معها
            و يتشجعن في مصارحتها حتى بأخطائهن

            وفي كلا الحالتين الإعجاب والاحترام هو النتيجة الحتمية لهما

            قصة رائعة بكل ما تعني كلمة رائعة من معنى

            أحييك أخيتي مديرة تحرير رياض الزهراء عليها السلام
            لاختيارك المميز .. الذي أقل ما نستطيع وصفه به أنه درس من الحياة

            دمت للعطاء مشعلا وقادا يهب الخيرات والفوائد أينما حل
            و دمت متميزة أين كنت


            حفظك الله ورعاك وجعل التوفيق حليفك
            و شكرا جزيلا لما اتحفتنا به من قصة تركت أثر لا ينسى في نفسي



            احترامي وتقديري


            أيها الساقي لماء الحياة...
            متى نراك..؟



            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة


              ليست حنين فقط
              حتى نحن أيضا حين نوحي لأنفسناأننا بأننا عاجزين عن الاتيان بهذا الأمر أو ذاك لأنه صعب الفهم أو يحتاج لمهارات كبيرة نفتقر نحن لها
              سنقف دائما عاجزين .. ولن نتقدم خطوة إلى الأمام
              فحال الإنسان رهن لسانه و قيده في اعتقاده وثقته بنفسه


              أما بالنسبة لموقف حنين
              لا أعرف كيف أحكم عليه
              هل هو شجاعة فطرية نابعة من ذاتها لأنها مؤمنة فضلت رضا الله على درجات الدنيا
              أم أن المعلمة كانت الممهد لهذا الاعتراف لأنها كانت أم ومربية قبل أن تكون معلمة
              فتكون بذلك كسرت حاجز الخوف بين طالباتها وبينها مما جعلهن يشعرن بالأمان معها
              و يتشجعن في مصارحتها حتى بأخطائهن

              وفي كلا الحالتين الإعجاب والاحترام هو النتيجة الحتمية لهما

              قصة رائعة بكل ما تعني كلمة رائعة من معنى

              أحييك أخيتي مديرة تحرير رياض الزهراء عليها السلام
              لاختيارك المميز .. الذي أقل ما نستطيع وصفه به أنه درس من الحياة

              دمت للعطاء مشعلا وقادا يهب الخيرات والفوائد أينما حل
              و دمت متميزة أين كنت


              حفظك الله ورعاك وجعل التوفيق حليفك
              و شكرا جزيلا لما اتحفتنا به من قصة تركت أثر لا ينسى في نفسي



              احترامي وتقديري
              اللهم صل على محمد وآل محمد

              اهلا باختي الصادقة في المشاعر وفي الحنين وفي الابداع

              حينما تكون المدرّسة بهذا المستوى من الحكمة فانها ستهيئ جيلا

              يحمل على عاتقه المسؤولية بكل جدارة فزرع الثقة والصدق في نفوس

              الطالبات بالتاكيد سيثمر عن نتائج طيبة يفوح عبقها في المستقبل على الاجيال القادمة

              شكرا لك اخيتي ولانك صادقة فقد تاثرت بالقصة وتركت في نفسكِ شيئا

              وفقك الله لكل خير غاليتي ايتها الصادقة

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X