من سلسلة (تائهات في الطريق)
إنّ من أصعب المواقف التي يتعرض لها الإنسان وتؤثر عليه سلباً فقد الثقة بأقرب الناس أو بمن يعتقد أنهم أهل
لهذه الثقة، ولا أقصد هنا ثقة شخصية بقدر ما هي ثقة عائلةً كاملة بشخص تربطهم به صلة قرابة، حكايتي تبدأ
هكذا..
أنا فتاة في الرابعة عشر من عمري، وعلى الرغم من أن عمري صغير إلاّ أنني كنت محط أنظار الكثير من
أفراد عائلتي وتقدموا لخطبتي، نظراً لسمعتنا الطيبة وسلوكي الجيد والتزامي بتعاليم الدين، كان أهلي يرفضون
من يتقدم لي؛ بحجة أني صغيرة في السن هذا أولاً، ولرغبتي في إكمال دراستي ثانياً، إلى أن بدأ ابن خالتي
يبوح لي بحبه، فاكتشفت أمي ذلك وما كان منها إلاّ أن ذهبت لخالتي وقصّت لها ما حصل وهنا تقدمت خالتي
في خطبتي لابنها، رفضت أمي بشدة ولكنها أمام إصراري اضطرت أن توافق ولكن بشرط أن أكمل دراستي
وأن يؤجل كل شيء حتى إشعار آخر، وكان هذا بدون علم والدي؛ لأنه كان سيرفض رفضاً قاطعاً إن تحدثنا في
مثل هذه المواضيع، فكان الرأي أن ننتظر إلى أن يحين الوقت المناسب لذلك.
مرّ وقت ليس بقصير على هذا الاتفاق، وكان ابن خالتي يتصل بي بين الحين والآخر للاطمئنان عليّ إلى أن
لاحظت عليه في الآونة الأخيرة بأنه يتعمد أن يتكلم معي كلاماً غير لائق، وحينما أنهره عن ذلك يثور، ويتعمد
ان يغضب مني، وبعد أن يئس من انجراري معه في الفاحشة كان قراره أن نفسخ الخطبة؛ لأنني لا أعطيه مجالاً
(على حد تعبيره)، المشكلة هي أن لا خالتي ولا زوجها وضّحوا موقفهم أمام والدتي، ولا أعرف إن كان هذا
خجلاً منا أم مساندة لابنهم الضال وتأييداً له، وأمام هذا الواقع تأزمت حالتي النفسية لا لشيء؛ سوى لأنه خدعني
ولم يحترم صلة القرابة التي بيننا، ولم يعِ بأن هذا الشيء قد يحطم نفسيتي ويجعلني أفقد الثقة بكل الناس.
لقد خدعني وخدع أهلي كل هذا لينال مراده بطريقة غير شرعية، نعم لقد كنت الضحية لخديعة الشيطان الذي
تمثل بابن خالتي، عندها عرفت بأن عليّ أن لا أجالس أي شخصٍ حتى وإن كان ذا قرابة مني فتكون مجالستي
له بحدود، وإن كان بحدود، فالنفس الأمّارة بالسوء والشيطان لا يعرفان للقرابة ولا للشرف والكرامة أيَّ معنى.
إنّ من أصعب المواقف التي يتعرض لها الإنسان وتؤثر عليه سلباً فقد الثقة بأقرب الناس أو بمن يعتقد أنهم أهل
لهذه الثقة، ولا أقصد هنا ثقة شخصية بقدر ما هي ثقة عائلةً كاملة بشخص تربطهم به صلة قرابة، حكايتي تبدأ
هكذا..
أنا فتاة في الرابعة عشر من عمري، وعلى الرغم من أن عمري صغير إلاّ أنني كنت محط أنظار الكثير من
أفراد عائلتي وتقدموا لخطبتي، نظراً لسمعتنا الطيبة وسلوكي الجيد والتزامي بتعاليم الدين، كان أهلي يرفضون
من يتقدم لي؛ بحجة أني صغيرة في السن هذا أولاً، ولرغبتي في إكمال دراستي ثانياً، إلى أن بدأ ابن خالتي
يبوح لي بحبه، فاكتشفت أمي ذلك وما كان منها إلاّ أن ذهبت لخالتي وقصّت لها ما حصل وهنا تقدمت خالتي
في خطبتي لابنها، رفضت أمي بشدة ولكنها أمام إصراري اضطرت أن توافق ولكن بشرط أن أكمل دراستي
وأن يؤجل كل شيء حتى إشعار آخر، وكان هذا بدون علم والدي؛ لأنه كان سيرفض رفضاً قاطعاً إن تحدثنا في
مثل هذه المواضيع، فكان الرأي أن ننتظر إلى أن يحين الوقت المناسب لذلك.
مرّ وقت ليس بقصير على هذا الاتفاق، وكان ابن خالتي يتصل بي بين الحين والآخر للاطمئنان عليّ إلى أن
لاحظت عليه في الآونة الأخيرة بأنه يتعمد أن يتكلم معي كلاماً غير لائق، وحينما أنهره عن ذلك يثور، ويتعمد
ان يغضب مني، وبعد أن يئس من انجراري معه في الفاحشة كان قراره أن نفسخ الخطبة؛ لأنني لا أعطيه مجالاً
(على حد تعبيره)، المشكلة هي أن لا خالتي ولا زوجها وضّحوا موقفهم أمام والدتي، ولا أعرف إن كان هذا
خجلاً منا أم مساندة لابنهم الضال وتأييداً له، وأمام هذا الواقع تأزمت حالتي النفسية لا لشيء؛ سوى لأنه خدعني
ولم يحترم صلة القرابة التي بيننا، ولم يعِ بأن هذا الشيء قد يحطم نفسيتي ويجعلني أفقد الثقة بكل الناس.
لقد خدعني وخدع أهلي كل هذا لينال مراده بطريقة غير شرعية، نعم لقد كنت الضحية لخديعة الشيطان الذي
تمثل بابن خالتي، عندها عرفت بأن عليّ أن لا أجالس أي شخصٍ حتى وإن كان ذا قرابة مني فتكون مجالستي
له بحدود، وإن كان بحدود، فالنفس الأمّارة بالسوء والشيطان لا يعرفان للقرابة ولا للشرف والكرامة أيَّ معنى.
تعليق