الانتظار هو ان نرتقي لمستوى الامر الذي ننتظره، وذلك بالعمل الذي من خلاله تتم معرفة مدى أهلية الشخص المنتظِر للقيام بمهمة احتضان المشروع المهدوي وتحمّل اعبائه، والنهوض من اجل تهيئة الأرضية المطلوبة لنجاح ذلك الامر، والإحساس بالقيادة العالمية للإمام عجل الله فرجه، يعني ان الظهور مقترن بأعمال المنتظِرين ونهوضهم بمهمة إقامة الهدف الرباني، والتهيؤ لحمل أعباء مسؤولية هذه المهمة العظمى
فالظهور المبارك يتقدّم ويتأخّر وفقاً للظروف الاجتماعية، فلقد سأل أبو بصير الإمام الصادق عليه السلام فقال: قلت له: ما لهذا الأمر أمد ينتهي إليه ويريح أبداننا؟ قال: بلى، ولكنكم أذعتم فأخّره الله.(1)
وعن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن عليا عليه السلام كان يقول: "إلى السبعين بلاء" وكان يقول: "بعد البلاء رخاء"، وقد مضت السبعون ولم نر رخاء!. فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر، فأخّره الله، ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتا، و{يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}(2)، قال أبو حمزة : وقلت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال : قد كان ذاك.(3)
.................................................. ....................................
- غيبة النعماني: 299 ب16 ح1.
- الرعد الآية 39.
- غيبة الطوسي: 428 ح417.
اترك تعليق: