بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
فاطمة الزهراء (عليها السلام) تمثل روح رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) التي بين جنبيه فمن يؤذيها فقد آذى النبي ومن آذى النبي فقط آذى الله تبارك وتعالى .
وقاتل الزهراء (عليها السلام) مهدور الدم يباح ويحل قتله بإفتاء النقيب أبي جعفر . (1) .
(( قال ابن أبي الحديد : إنّ هبّار بن الأسود روّع ابنته زينب بالرمح وكانت حاملًا ، فلمّا رجعت طرحت ما في بطنها ، فلذلك أباح رسول الله يوم فتح مكّة دمه ، ثمّ قال : وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر رحمه الله فقال : إذا كان رسول الله أباح دم هبّار بن الأسود لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنّه لو كان حياً لأباح دم من روّع فاطمة (عليها السلام) حتى ألقت ذا بطنها ، فقلت (2) : أروي عنك ما يقوله قوم إنّ فاطمة رُوِّعَت فألقت المحسن ؟ فقال : لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه ، فإنّي متوقّف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عندي فيه .
أقول : ظاهر أن النقيب رحمه الله عمل التقية في إظهار الشك في ذلك من ابن أبي الحديد أو من غيره (3) ، وإلا فالامر أوضح من ذلك كما سيأتي في كتاب الفتن )) . (4) .
فإذا كان دم هبّار ، لعنة الله عليه ، أبيح لترويعه زينب وإسقاط حملها ؛ فإنّ من روّع أو رضّ ضلع الزهراء - وهو ما يؤيّده بعض روايات العامّة - يجب أن يُحكم عليه بهدر الدم لتسبّبه كفاعل مستقل في إسقاط جنينها .
----------------------------
(1) ترجمة النقيب : النقيب أبو جعفر يحيى ابن الشريف النقيب أبي طالب محمد بن أبي زيد العلوي ، الحسني ، البصري ، الشاعر . سمع من أبيه وحدّث ، وعاش بضعًا وستين سنة ، وكان ذا معرفةٍ بالنسب ، والأدب ، وأيام العرب ، وله شعر رائق ، توفي في سنة 613 للهجرة . وصفه تلميذه ابن أبي الحديد فقال : كان النقيب أبو جعفر رحمه الله غزيرَ العلم ، صحيحَ العقل ، منصفًا في الجدال ، غيرَ متعصب للمذهب ، - وإن كان علويًّا - وكان يعترف بفضائل الصحابة ، ويثني على الشيخين . ويكيبيديا الموسوعة الحرة .
(2) القائل هو ابن الحديد المعتزلي / راجع شرح النهج / الجزء 14 / الصفحة 192 .
(3) حيث أنه كان يومئذ في عاصمة بغداد ، وهي ملء من المتعصبين من أهل السنة وفى مقدمهم الخليفة ورجال الدولة ، فلو كان يفشى ذلك الحديث منه لما كان يسلم من الأذى ، وربما وقعت الفتنة بين الشيعة وأهل السنة لذلك . هذا هو قول العلامة المجلسي صاحب كتاب بحار الأنوار .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 19 / الصفحة 352 .
وبه نستعين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
فاطمة الزهراء (عليها السلام) تمثل روح رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) التي بين جنبيه فمن يؤذيها فقد آذى النبي ومن آذى النبي فقط آذى الله تبارك وتعالى .
وقاتل الزهراء (عليها السلام) مهدور الدم يباح ويحل قتله بإفتاء النقيب أبي جعفر . (1) .
(( قال ابن أبي الحديد : إنّ هبّار بن الأسود روّع ابنته زينب بالرمح وكانت حاملًا ، فلمّا رجعت طرحت ما في بطنها ، فلذلك أباح رسول الله يوم فتح مكّة دمه ، ثمّ قال : وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر رحمه الله فقال : إذا كان رسول الله أباح دم هبّار بن الأسود لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنّه لو كان حياً لأباح دم من روّع فاطمة (عليها السلام) حتى ألقت ذا بطنها ، فقلت (2) : أروي عنك ما يقوله قوم إنّ فاطمة رُوِّعَت فألقت المحسن ؟ فقال : لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه ، فإنّي متوقّف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عندي فيه .
أقول : ظاهر أن النقيب رحمه الله عمل التقية في إظهار الشك في ذلك من ابن أبي الحديد أو من غيره (3) ، وإلا فالامر أوضح من ذلك كما سيأتي في كتاب الفتن )) . (4) .
فإذا كان دم هبّار ، لعنة الله عليه ، أبيح لترويعه زينب وإسقاط حملها ؛ فإنّ من روّع أو رضّ ضلع الزهراء - وهو ما يؤيّده بعض روايات العامّة - يجب أن يُحكم عليه بهدر الدم لتسبّبه كفاعل مستقل في إسقاط جنينها .
----------------------------
(1) ترجمة النقيب : النقيب أبو جعفر يحيى ابن الشريف النقيب أبي طالب محمد بن أبي زيد العلوي ، الحسني ، البصري ، الشاعر . سمع من أبيه وحدّث ، وعاش بضعًا وستين سنة ، وكان ذا معرفةٍ بالنسب ، والأدب ، وأيام العرب ، وله شعر رائق ، توفي في سنة 613 للهجرة . وصفه تلميذه ابن أبي الحديد فقال : كان النقيب أبو جعفر رحمه الله غزيرَ العلم ، صحيحَ العقل ، منصفًا في الجدال ، غيرَ متعصب للمذهب ، - وإن كان علويًّا - وكان يعترف بفضائل الصحابة ، ويثني على الشيخين . ويكيبيديا الموسوعة الحرة .
(2) القائل هو ابن الحديد المعتزلي / راجع شرح النهج / الجزء 14 / الصفحة 192 .
(3) حيث أنه كان يومئذ في عاصمة بغداد ، وهي ملء من المتعصبين من أهل السنة وفى مقدمهم الخليفة ورجال الدولة ، فلو كان يفشى ذلك الحديث منه لما كان يسلم من الأذى ، وربما وقعت الفتنة بين الشيعة وأهل السنة لذلك . هذا هو قول العلامة المجلسي صاحب كتاب بحار الأنوار .
(4) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / الجزء 19 / الصفحة 352 .
تعليق