يحيى غالي ياسين
عضو نشيط
- تاريخ التسجيل: 11-05-2016
- المشاركات: 184
#1
عاشوراء ، وعيٌ وإصلاح
10-08-2021, 06:48 PM
( قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف ١٠٨
لمن يدقق في أوراق كربلاء ويطّلع على أسسها ومنطلقاتها وأهدافها .. سيجد أنها واقعة بين حقيقتين ، حقيقة انطلقت منها وغذّت أفكارها وشحذت همّتها وعزيمتها وأعطت شرعيتها ، هي سماء وسموّ القضية الحسينية ،
وهذه متمثلة ب ( الوعي ) ، وعي المهمّة ووعي المسؤولية ووعي الزمان والظروف المحيطة ..
وحقيقة أخرى اتجهت كربلاء نحوها وسارت إليها وخططت من أجل الوصول لها وبذلت دماً في سبيلها ، تتمثل ب ( الإصلاح ) ، الإصلاح الحقيقي والشامل لكل الجوانب التي تتشكل منها شخصية الأمّة الإسلامية ، وهذه الحقيقة هي أرض القضية وواقعها الخارجي ..
ولا ينفصل ( وعي ) كربلاء عن ( إصلاحها ) وعلى طول خط مسيرتها ، بل يتحدان الى الدرجة التي يمكننا التعبير : بأن إصلاح كربلاء عبارة عن عملية صناعة وعي عالٍ في الأمّة .. الأمّة التي أصيبت في أدق مدركات وعيها ومُدخلات فهمها ومقوّمات نهضتها المعرفية ابتداءً من صدمة وإنقلاب السقيفة وصولاً الى أن تُبتلى براعٍ مثل يزيد ..!! وما مُلأت بينهما من تشويه حقائق وإخلال موازين وإعماء بصائر وإغماء عقول ، يقول الإمام الحسين ع مخاطباً القوم : " ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به وإلى الباطل لا يُتناهى عنه ؟ فليرغب المؤمن في لقاء ربه مُحقا " ( المناقب لابن شهراشوب 68 ) .
احتاجت كربلاء في قيامها الى ثلاثة مرتكزات ينبغي ان تتوفر عند الملتحق بها ، بحيث تعتبر هذه المرتكزات علامة الوعي اللازم لها والمُنتج لإصلاحها المطلوب وهي : ( عقل واع ، وقلب سليم راسخ في الإيمان ، وإرادة قوية ) وأن أي نقص بأحدهما سيكون سبباً لحرمان صاحبه من هوية كربلاء وعنوان الطف الخالد ، هذا المثلث كان مدار النجاح والفشل ، وعليه رهان إدراك الفتح الخاص بقيام ابي عبد الله عليه السلام ، هذا المثلث الذي تجسّد في أبي الفضل العباس ع صاحب لواء كربلاء ، يصفه الإمام الصادق ع : « كان عمي العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان » ، وأما إرادته فشاهدها شهادته ..!!
ولهذا نجد ان المعسكر المقابل يتكون من مثلثات ناقصة لضلع أو أكثر من اضلاعها الثلاث أعلاه ، فمنهم مَن لا يعي الكلام ولا يفقه الخطاب ، الى الحدّ الذي عبّروا به عن أنفسهم بعد خطاب الإمام الحسين ع لهم : ( لا نفقه ما تقول ، انزل على حكم ابن عمك ) ، ومنهم مَن يعي المسألة ولكن قلبه مال الى الدنيا وتعلّق بهواه ، ولعل عمر بن سعد على رأس هؤلاء وهو خير من عبّر عن هذا الفشل وهذا النقص الذي بداخله :
فوالله ما أدري وإنّي لحائر أُفكِّر في أمري على خطرين
أأترك ملك الرّي والرّي مُنيتي أم أرجع مأثوماً بقتل حسين
**********************************
***************
***********
اللهّم صل على محمّد وال محمّد
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله وَعَلى الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أَبَداً مابَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكُمْ. السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَعَلى أَوْلادِ الحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الحُسَيْنِ.
وهانحن ذا نعود في محور عاشورائي أول
وهو حركة الوعي والاصلاح في قضية الامام الحسين
وهي من الاهداف الرئيسية التي شكلت الدوافع الاهم في خروج الامام الحسين عليه السلام
لنكون مع ردودكم الحسينية الموالية
ونرتشف منها رحيق الموالاة والبركة
فكونوا معنا ..
تعليق