إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مع اي وفد يا ترى محور برنامج منتدى الكفيل 74

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

    استفادة من الوقت خلال شهر رمضان:

    1. تنظيم خطة مقدما :
    تنقسم إدارة الوقت بين التخطيط والتطبيق , حيث أن التخطيط مهم لأن التطبيق وحدة غير كافي ،وأثناء التخطيط لشهر رمضان ، نحتاج أن نكون واضحين بشأن الأهداف (المقاصد) من شهر رمضان المبارك , و وفقا للقرآن نحن نعلم أن الصيام ركن من أركان الأسلام لزيادة التقوى وهو الشهر الذي أنزل في القرآن الكريم .
    هذا يعني أنه يجب أن يكون الهدف العام من شهر رمضان هو زيادة التوجه لله و التقوى , و كل الأهداف يجب أن تكون من أجل تحقيق هاتين الغايتين .



    2. حساب ساعات العبادة خلال اليوم :
    من الناحية المثالية ، نحن جميعا نريد قضاء شهر رمضان ف أعمال العبادة والطاعة لله عز وجل ، ولكن معظمنا يكون لديه التزامات أخرى في حاجة إلى القيام بها , كما ان الحماس للعبادة يقل عند معظمنا في منتصف شهر رمضان ، ويهتم أغلبنا بالعمل والمسؤوليات الأسرية والراحة ، مما أدى إلى اهمال العبادة لله في هذا الشهر الكريم .
    يمكن تجنب ذلك من خلال العمل تحديد وقت مخصص للعبادة ، ومن ثم تحديد الأهداف للحصول على هذا القدر من العبادة يوميا ,
    صيغة بسيطة هي : 24 ساعة – (وقت النوم، وقت العمل، مسؤولية الأسرة) = وقت العبادة .
    على سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى ست ساعات من النوم يوميا ، والعمل في وظيفة ثماني ساعات كل يوم ، وقضاء ما لا يقل عن ساعة في مساعدة الأطفال في واجباتهم المدرسية ، إضافة الى وقت تناول السحور والإفطار ، و الراحة بعد تناول الطعام , فإنه يمكن للشخص العادي أن يخصص بين 4-6 ساعات يوميا للعبادة في رمضان .
    كثير من الناس لديهم مسؤوليات أخرى مثل إعداد وجبات الطعام وزيارة الأقارب ,وبالتالي يمكن جعل الحد الأدنى للعبادة ثلاث ساعات يوميا , و إذا كنت تمضي 3 ساعات من العبادة في رمضان ولمدة 29 يوم فإنك تمضي 87 ساعة من العبادة في شهر واحد يمكن أن يحول حياتك ويزياد من التقوى بشكل كبير .
    هذا يعني أنه يمكن جدولة ساعة واحدة من تلاوة القرآن الكريم ، و ساعة لدراسة الإسلام وساعة للدعاء والذكر .

    3. تحديد مجموعة واضحة من الأهداف :
    الآن بعد أن عرفت الأهداف العامة لرمضان وكم من الوقت المتاح لديك يوميا لتحقيق هذه الأهداف ، فإن الخطوة التالية هي تحديد الأهداف الذكية لتكريس لها الوقت .
    مثلا إذا كنت جعلت هدفا من الأهداف دراسة بعض التفسير في رمضان هذا العام ، والمشكلة أن هذا الهدف غامض جدا , ولكن اذا اردت أكمل دراسة كتاب من 800 صفحة خلال شهر رمضان , و لأجل استكمال 800 صفحة في 29 يوما ، عليك قراءة ما يعادل 28 صفحة في اليوم , ومن السهل قراءة 28 صفحة يوميا
    إذا تم كنت تكريس ساعة للقراءة يوميا .

    4. تخصيص وقت لكل هدف :
    والآن بعد تحديد أهدافك في شهر رمضان بوضوح وتحديد الوقت اللازم يوميا للعبادة , فإن الخطوة التالية هي تخصيص أوقات محددة يوميا لتحقيق كل هدف , على سبيل المثال : إذا كان لديك هدف قراءة 30 صفحة من التفسير فعليك تحديد ساعة يوميا لذلك ، ويمكن أن تكون كل مساء قبل التراويح ، أو تخصيص الوقت المناسب لك .
    على نحو مماثل ، تخصيص أوقات محددة لكل شيء في اليوم , حيث يمكن تعيين وقت محدد من اليوم لقراءة القرآن الكريم (ربما قبل أو بعد الفجر )، مما يجعل الدعاء (قبل الإفطار)، عمل حلقة ذكر للأسرة (ربما بعد العصر أو بعد صلاة التراويح ) وأية أهداف أخرى تسعى لتحقيقها يجب تحديد لها الوقت المناسب لك .
    قد تكون هناك أيام تكون غير قادر على التمسك بالنظام نظرا لأسباب خارجة عن إرادتك ، ولكن على الأقل من خلال وجود جدول زمني ، يجعلك تلتزم به خلال الأيام الأخرى حتى لو حدث خلل في بعض الأيام وحتى في مثل هذه الأيام ، اذا كنت تخصص ساعة لقراءة كتاب التفسير يمكنك قراءة على الاقل ربع ساعة او على حسب مقدرتك في هذا اليوم حتى تكون تركته بالمرة .

    5. الاستفادة من الساعات الأولى من صباح اليوم :
    اعتمادا على ما إذا كان شهر رمضان يصادف الصيف أو الشتاء في بلدك ، فإن هذا يشير إلى وقت قبل أو بعد السحور , ففي البلدان التي يكون عندها الصيف فإن السحور يكون في وقت مبكر جدا وكثير من الناس لا يمكنها أن تستيقظ في وقت مبكر , و في هذه الحالة ، فإننا نوصي بتخصيص ساعة بعد السحور للعبادة .
    في البلدان التي يكون عندها وقت الشتاء ، فإن السحور يكون في وقت متأخر جدا لذلك الاستيقاظ قبل السحور بساعة يكون سهل , ففي هذه البلدان يوصى بالاستيقاظ قبل السحور بساعة (ساعة أو نصف على الأقل في وقت مبكر ) وتكريس ذلك الوقت للتهجد ، والدعاء وتلاوة القرآن .
    السبب في التأكيد على فترة الصباح الباكر لأن هذا الوقت معروف بالبركة ، وأنه الوقت الذي لا نكون مشغولين فيه بأي التزامات من العمل أو الأسرة , مما يجعله أفضل وقت من اليوم للعبادة .

    6. تحديد حلقة للأسرة :
    إذا لم يكن هذا بالفعل واحد من عاداتك ، فإننا نوصي في البدء بتطبيقه هذا العام , حيث أن شهر رمضان هو الوقت المثالي لاجتماع الأسرة وتحفيز بعضها البعض على الطاعات والعبادات .
    يمكن القيام بتلك الحلقة قبل الإفطار ، وقراءة فصل من كتاب إسلامي (أو الاستماع إلى محاضرة ) ثم مناقشة محتوياته , و إشراك كل فرد من أفراد الأسرة في المناقشة ، وهذا سوف يتم تدريب العقول الشابة في العائلة إلى التفكير والتأمل ، ومساعدتهم على النمو في ممارسة تفكير المسلمين , و هذه العادة من ينبغي أن تستمر حتى بعد رمضان .

    7. تحديد وقت يوميا لقراءة القرآن :
    شهر رمضان هو شهر القرآن ، لذلك يجب أن يكون هناك وقت مكرس يوميا لقراءة القرآن , في بعض المجتمعات تكون هناك عادة لتلاوة القرآن الكريم بشكل سريع جدا خلال شهر رمضان للحصول على أكثر عدد من الختمات , ولكن بدلا من القيام بذلك ، يمكن ختمة مرة واحدة والتركيز على القراءة بشكل صحيح ، ودراسة التفسير والتأمل في معانيه , وسيكون لذلك تأثير أطول أمدا على إيمان المرء والتقوى .



    8. تجنب تعدد المهام :
    أثبتت الدراسات الحديثة أن تعدد المهام يبطئ فعلا الإنتاجية ويؤدي الى عمل غير منظم , حيث أنه عندما يكون لديك مهام متعددة ، فإن أدمغتنا تكون غير قادرة على إعطاء أي مهمة الاهتمام الكامل ، ونتيجة لذلك ،فإننا في نهاية المطاف لا نكون قد أنجزنا شيء بإتفان .
    خبراء إدارة الوقت يتفقون جميعا على أن التركيز على مهمة واحدة في وقت واحد يساعد على انجاز المهمة بشكل أسرع من تعدد المهام , فإذا كنت تتحدث إلى شخص ما ، عليك التوقف عن كل شيء تقومون به ، وإعطائه الاهتمام الكامل , و إذا كنت تكتب كتابا ، عليك التركيز على الكتاب فقط , و إذا كنت تستعد لعقد اجتماع ، عليك التركيز على ذلك وحده ولا شيء غير ذلك .
    هذه الطريقة يجب تطبيقها في شهر رمضان والتركيز على كل هدف واعطائه الوقت المناسب لذلك ، وتكريس الاهتمام اللازم به , مثلا لا تحاول قراءة القرآن أثناء تصفح الفيسبوك أو رعاية الأطفال في نفس الوقت , والأمر نفسه ينطبق على دراسة التفسير أو الدعاء فإنه عليك اختيار المكان والزمان والحالة التي ستكون عليها وإعطاء العبادة التركيز الغير مجزأ , و هذا هو السبب في أننا نوصي بأداء العبادات خلال ساعات الصباح الباكر حيث ان المرء يكون غير مشغول والعقل يكون أقل تشويش .

    9. تقليل الإفراط في الأنشطة الاجتماعية :
    هذا يشمل كل وسائل الاعلام الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية المادية , حيث أن شهر رمضان هو شهر اعتكاف , حيث أن الإعتكاف يعتمد على أخذ استراحة من الحياة الاجتماعية حتى نتمكن من التركيز في علاقتنا مع الله , و حتى لو لم تكن قادر على الاعتكاف فإنه يمكنك الإستفادة من شهر رمضان عن طريق تقليل الأنشطة الاجتماعية وتكريس المزيد من الوقت للعبادة , حيث يمكن تقليل تسجيل الدخول إلى الفيسبوك وتويتر , والإعتذار عن التجمعات الغير ضرورية.

    10. الحفاظ على صحتك :
    لا يمكنك تحقيق أهدافك إذا كنت تشعر بالكسل، والضعف، أو الحرمان من النوم , حيث ان البعض يفعل الكثير خلال الأيام القليلة الأولى من شهر رمضان ، وينتهي به الأمر بأنه يفقد الطاقة التي يحتاجها للفترة المتبقية من شهر رمضان , لا تدع هذا يحدث لك هذا العام من خلال رعاية جسمك عن طريق الحصول على قسط كاف من النوم ، وتناول الطعام الصحي والبقاء رطب .
    الشخص العادي يحتاج إلى ما بين 6-8 ساعات من النوم كل ليلة ، لذلك عليك التأكد من أنك تحصل عليها ، وتجنب الأطعمة السكرية والزيتية وتناول الأطعمة الصحية خلال السحور والإفطار , وشرب الكثير من الماء ليلا قبل النوم .








    رمضان ربيع القرآن:
    شهر رمضان المبارك هو ربيع القرآن، فعن أبي جعفر عليه السلام قال: «لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان».
    ومن اللازم على الإنسان في هذا الشهر أن يجدد عهده بالقرآن العظيم، قراءة وفهما وتدبرا، وعملا ونشرا بين الناس ودعوة إليه.
    وينبغي الاهتمام بعقد ندوات، ومؤتمرات وحلقات وهيئات حول القرآن الكريم، ومن أهم مصاديق الاهتمام بالقرآن هو السعي لنشره ثقافتاً وفكراً ومنهجاً بين الناس: المسلمين وغيرهم، فإن القرآن نزل لهداية المسلمين وغيرهم بنص القرآن نفسه حيث قال سبحانه: «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم».
    وقال تعالى: «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس».
    قراءة القرآن بتدبير:
    ثم ينبغي للمؤمن أن يتلو كتاب الله وخاصة في شهر رمضان بتدبر، وأن يرتله ترتيلاً، وإذا مر بآية الجنان سألها الله عز وجل، وإذا مر بآية النيران إستعاذ بالله منها.
    ففي الحديث: «كان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ احدهم القرآن في شهر أو اقل، إن القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلاً، فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها وسل الله الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار».

    قراءة سورتي العنكبوت والروم:
    عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «من قرأ سورتي العنكبوت والروم في شهر رمضان في ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يا أبا محمد من أهل الجنة، لا أستثني فيه أبداً ولا أخاف أن يكتب الله علي فيه إثماً، وإنَّ لهاتين السورتين من الله مكاناً».

    كثرة الإستغفار والدعاء:
    إنّ شهر رمضان هو شهر الدعاء والإستغفار وقيام الليل، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «عليكم في شهر رمضان بكثرة الإستغفار والدعاء، فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء، وأما الإستغفار فتمحى به ذنوبكم».
    وروي أنه كان على بن الحسين عليه السلام إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والإستغفار والتكبير.
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة

    نقرأ في دعاء شهر رمضان: "وَهذا شَهْرُ العِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالفَوْزِ بِالجَنَّة". فشهر رمضان المبارك فرصةٌ للنجاة من النار والفوز بالجنّة؛ حيث إنّ النار والعذاب الإلهيّ وكذلك الجنّة والنعيم موجودة في هذه الدنيا، وما يتحقّق في الآخرة هو باطن الموجود في هذه الدنيا: ï´؟وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَï´¾ (التوبة:49)، فهي محيطة بهم في هذه الدنيا.

    والعبور من النار إلى الجنّة عائدٌ إلينا، فيمكننا أن نطوي هذا السفر وهذا المسير من جهنّم العمل السيّئ، والباطن السيّئ والفكر السيّئ إلى جنّة العمل الحسن، والفكر الحسن، والسلوك الحسن والخلق الحسن، وتسمّى هذه الحركة: الإنابة والتوبة "وَهذا شَهْرُ الإنابَةِ وَهذا شَهْرُ التَوبة".

    إحدى بركات شهر رمضان هي هذه الأدعية الواردة فيه. فهي تعلّمنا كيف نخاطب الله ونستعين به ونتوجّه إليه، وتعلّمنا أنواعاً من المعارف الكثيرة لن نجد لها مثيلاً حتّى في الروايات الأخلاقيّة المعروفة.

    ففي دعاء اليوم الأوّل من شهر رمضان المبارك: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ نَوى فَعَمِلَ وَلا تَجْعَلْنا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِلَ وَلا مِمَّنْ هُوَ عَلى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِل".

    "اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ نَوى فَعَمِل"؛ اللهمَّ اجعلنا ممّن يقومون بالعمل بنيّة وتوجّه ومعرفة. العمل الهادف، العمل مع النيّة، العمل المعلوم وجهتُه وهدفُه مسبقاً.

    "وَلا تَجْعَلْنا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِل"؛ الكسل يعني التقاعس والتراخي والبطالة.

    "وَلا مِمَّنْ هُوَ عَلى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِل"؛ أي لا تجعلنا من الذين يتّكلون على غير العمل. الجلوس والتمنّي والترجّي والثرثرة، وحياكة المواضيع لبعضنا بعضاً في الاجتماعات دون أنّ نُتبعها بالعمل؛ اللهم لا تجعلنا من هؤلاء. لاحظوا، هذا هو الدرس الموجود في هذا الدعاء.

    يدخل المؤمن هذه الضيافة الإلهيّة في اليوم الأوّل من شهر رمضان بهذا النَفَس وبهذه الروحيّة. وهذه بحدّ ذاتها من الفوائد الكبيرة لهذه الضيافة. هذا الدعاء الأوّل.

    وفي الدعاء اليوميّ لشهر رمضان المبارك: "وَأَذْهِبْ عَنِّي فِيْهِ النُّعاسَ وَالكَسَلَ وَالسَّأَمَةَ وَالفَتْرَةَ وَالقَسْوَةَ وَالغَفْلَةَ وَالغُرَّةَ". اللّهم جنّبني وأبعدني عن هذه الخصال: "النعاس"، و"الكسل" أي البطالة والتقاعس، و"السآمة" أي الملل والضجر، ثمّ "الفترة" أي القيام بالأعمال بفتور ولا مبالاة وعدم إحكامها، ثمّ "القسوة"، قسوة القلب والتحجّر والخشبيّة؛ ثمّ "الغفلة"، غفلتنا عن واقعنا ووضعنا وما يجري حولنا، و "الغُرّة"؛ الغرور والانخداع بما نقوم به وبما حقّقناه.

    إنّ تطبيق هذه المفاهيم الراقية والعظيمة بالنسبة للمسؤولين والذين ينهضون بشؤون العمل والمجتمع لهو أكثر أهميّة من تطبيقها من قِبل الأفراد العاديّين. عندما ندعو الله ونقول لا تجعلنا في معرض الكسل والغفلة والقسوة، فنحن نحتاج إلى هذا الطلب الإلهيّ وإلى هذه المراقبة من الجهة الشخصيّة لأنفسنا كي لا ننزلق، ولا نخطئ، ولا نقع في المشاكل، وفي مجال عملنا ومسؤوليّتنا وما هو في عهدتنا. وهذا ما يثقل عاتقنا ويضاعف مسؤوليّتنا.

    إنّ شهر رمضان في ثقافتنا الدينيّة، هو شهر المواجهة بين الشيطان والسلوك الشيطانيّ من جهة، وبين السلوك الرحماني والطاعة والعبوديّة من جهة أخرى.

    إنّ غواية الشيطان للإنسان تكون بتعطيل نظام العقل، ونظام الفطرة، ونظام القياس السليم المُودَع في وجود الإنسان؛ ليوقعه في الأخطاء. أمّا عمل التقوى فهو النقطة المقابلة. يقول تعالى: ï´؟إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًï´¾ (الأنفال:29)، بمعنى أنّ التقوى تهبكم الفرقان أي العلم والفهم لفصل الحقّ عن الباطل. وفي موضعٍ آخر: ï´؟وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُï´¾ (البقرة:282). فالتقوى تفضي إلى أن يفتح الله أمامكم منافذ العلم والفهم
    لإدارة الوقت في رمضان
    المشاركة الأصلية بواسطة ابو محمد الذهبي مشاهدة المشاركة


    كون النفس خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى فكثير من الصائمين لا يزيدهم إلا الجوع والعطش ولكن نحن وحسب ماتعلمناه من نبينا الأكرم ومن أئمتنا (سلام الله عليهم أجمعين) في الضرورة التقرب إلى الله وحصد الجوائز


    يحل علينا شهر فضيل وكريم وهو شهر رمضان الذي دعانا الله فيه ضيافته والاستزادة من تلك الضيافة والتي في ضيافة أكرم الأكرمين وهو الله سبحانه وتعالى وقد أشار إلى ذلك نبينا الأكرم محمد(ص) في خطبة طويلة للمسلمين عن دخول شهر رمضان الكريم فيقول في جزء منها ((أيها الناس انه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاءكم فيه مستجاب.

    فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فان الشقي كل الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم...)).

    وهذه الضيافة العزيزة والكريمة على كل مؤمن ومؤمنة تتطلب أن يسارع إليها المؤمنين لأن ضيافة تعد فيها موائد الرحمن الكريم وهي ليست موائد للأكل والإفطار بل موائد رحمانية يتم فيها نشر رحمة الله الواسعة على عباده والذي يثيب فيها عباده الذين يصومون ويقومون في هذا بصيامه وقيامه وأعماله على خير وأحسن وجه والذي يجازي عباده المتقون والذي يقول في حديثه القدسي الشريف ((كل عمل ابن آدم له ، إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به)).

    وهذا الشهر شهرٌ كريم الذي نكون في ضيافة جل وعلا، شهرٌ فضله الله تعالى على بقية الشهور وسماه شهر الله وهو الذي فيه تتجلى فيه أسمى آيات العبادة والتجلي والتضرع لله جل وعلا وفيه تفتح أبواب الإجابة حيث تكون فيه الدعوات مستجابة وتفتح أبواب الجنة من الذين تعتق رقابهم من النار وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين وتصب رحمة رب العباد على الخلائق أكراماً لهذا الشهر العظيم شهر الرحمة والمغفرة.

    فحري بعبادنا المؤمنين أن ينتهزوا هذه الفرصة والاستباق في طلب العفو والمغفرة والاستيراد من هذا الشهر الفضيل شهر الخير والبركة.

    ومن هنا يجب أن نقبل على مائدة الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم لكي نستزيد منها ونأخذ جوائزنا المعدة من قبله في مغفرته ورضوانه وعتق رقابنا من النار ففي الالتزام بأحكام الصوم والتأدب في هذا الشهر المبارك شهر الخير والرحمة والبركة وأن تكون إعمالنا وأوردانا كلها ورداً واحداً وأن نجازى عليها أوفر الجزاء بعمل أعمال شهر رمضان والمستحبات وأن نكون من أحسن عبيده الذين ينظر الله إليهم فيقول ويتباهى بهم أمام ملائكته ويقول(( أنهم أمرتهم بعبادتي وصوم شهري فاستجابوا وأطاعوني وأني قد غفرت لهم وعتقت رقابهم من النار)).

    وهذه العبادة الروحية والمعنى الروحي لشهر رمضان وليس هو شهر فقط يتم الامتناع فيه عن الأكل والشراب وتحمل الجوع والعطش ولا يتم تأدية العبادات التي فرضها الله علينا والتقرب منه لكي يتم بذلك زيادة الأيمان وتعميقه في أرواحنا ونفوسنا لكي نكون في مواجهة إغراءات وأهواء الدنيا الفانية وما يوسوس الشيطان لإغوائنا والتي تمثل أحسن مصدات نفسيه لعدم المعصية والوقوع في حبائل الشيطان وإغراءته .

    وهناك الكثير من الأمور التي تقربنا زلفى إلى رب العز والجلالة الذي لو تقربت منه خطوة فأنه يتقرب منك ملايين الأميال والذي يحب العبد المؤمن المتذلل بين يدي رحمته لكي ينال رضاها فالصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب كما ذكرنا آنفاً بل هناك المفهوم الروحي لهذا الصوم الذي تكون النفس خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى فكثير من الصائمين لا يزيدهم إلا الجوع والعطش ولكن نحن وحسب ماتعلمناه من نبينا الأكرم ومن أئمتنا (سلام الله عليهم أجمعين) في الضرورة التقرب إلى الله وحصد الجوائز التي يوزعها في هذا الشهر الشريف في غفران الذنوب وعتق الرقاب من النار وأن تجعل أعمالنا كلها خالصة لوجه الله عز وجل.

    من هنا برزت في مذهب أهل البيت الأعمال المستحبة والمكروهة في هذا الشهر والتي تعتبر من الأمور الأساسية في صيام هذا الشهر الفضيل والتي سنمر عليها الآن
    المستحبات :

    يقول نبي الرحمة محمد(ص) في خطبته ((واذكروا، في جوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ،ووقروا كباركم،وارحموا صغاركم،وصلوا أرحامكم،واحفظوا ألسنتكم،وغضوا عما لا يحل النظر إليه إبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم،وتحننوا على أيتام الناس ،يُتحنن على أيتامكم ،وتوبوا إليه من ذنوبكم ،وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات،ينظر الله عزّ وجلّ فيها بالرحمة إلى عباده،يجيبهم إذا ناجوه،ويلبيهم إذا نادوه،ويستجيب لهم إذا دعوه))

    أن هذه الخطبة العظيمة لخاتم الأنبياء تدلل على عظمة ديننا الذي يركز على النواحي الأخلاقية ومكارمها في صومنا وفي كل مناحي ديننا الحنيف فالمسلم الحقيقي وصيامه من سلمت جوارحه ولسانه وهنا يبدأ كما ذكرت سابقاً بالجهاد الأكبر وهو جهاد النفس فهنا يجب التأكيد على بعض الأمور المخصوصة في رمضان والتي بها يكتمل صيامه وقبول أعمال وسوف نذكرها بنقاط :

    1 ـ بر الوالدين

    2 ـ صلة الرحم

    وهي من الأمور المهمة التي يعني مع أخيك وأختك وقراباتك وجارك وفي يومنا شائعة مسألة القطيعة ومع الأسف منتشرة مع كل الذين ذكرتهم سلفاً وترى قطع الرحم واردة وبشكل لا يعقل ولا يصدق.

    وبعد هذه المقدمة لنعرف ما هو شهر رمضان الذي هو شهر الفرقان والذي ذكره في محكم كتابه عن هذا الشهر الفضيل بقوله {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

    ومن هنا كان شهر رمضان هو يوصف بشهر الفرقان والذي هو في يعني في منزلة القرآن الكريم والذي في مبحثنا هذا سوف نستزيد عن ماهية وصف شهر رمضان الفضيل بشهر الفرقان كي نفهم عظمة هذا الشهر ونزداد قرباً إلى الله سبحانه وتعالى.

    ولنأتي ونعرف ماهية تسمية القرأن الكريم بالفرقان ومنها نعرف معنى الفرقان.

    سبب تسمية القرآن الكريم بالفرقان :

    ما الفرق بين القرآن و الفرقان ؟

    للفرقان معانٍ متعددة في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة نذكر أهمها :

    المعنى الأول : مجموع القرآن الكريم ، كما في قول الله جَلَّ جَلاله : ï´؟ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ï´¾.

    سُمِّيَ القرآن الكريم بالفرقان لسببين :

    السبب الأول : لنزول آياته و سوره بصورة متفرقة ، و بشكل مغاير لغيره من الكتب السماوية التي أنزلها الله عَزَّ و جَلَّ على أنبيائه ( عليهم السلام ) ، و ذلك لأن الكتب السماوية الأخرى أنزلت كل واحدة منها دفعة واحدة مكتوبة في الألواح و الأوراق ، أما القرآن الكريم فلم يُنزَل كذلك و إنما تم تنزيله خلال عشرين عاماً على قلب الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) وحياً ، و لم ينزل مكتوباً و مجموعاً كغيره من الكتب السماوية ، فعَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ : لِمَ سُمِّيَ الْفُرْقَانُ فُرْقَاناً ؟

    قَالَ : " لِأَنَّهُ مُتَفَرِّقُ الْآيَاتِ وَ السُّوَرِ ، أُنْزِلَتْ فِي غَيْرِ الْأَلْوَاحِ ، وَ غَيْرُهُ مِنَ الصُّحُفِ وَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ أُنْزِلَتْ كُلُّهَا جُمْلَةً فِي الْأَلْوَاحِ وَ الْوَرَقِ " .

    السبب الثاني : لأنه كتاب يميِّز بين الحق و الباطل ، قال العلامة الطبرسي ( رحمه الله ) : " سُمِيَ بذلك لأنه يُفَرِّقُ بين الحق و الباطل بأدلته الدَّالة على صحة الحق و بطلان الباطل " .

    و قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : " الْفُرْقانَ : أي الكتاب الجامع لكونه فارقاً بين الحق و الباطل ، و ضياءً يُستضاء به في ظلمات الحيرة و الجهالة ، و ذِكرا يتَّعظ به المتقون ".

    و قال العلامة الطريحي ( رحمه الله ) : " الفرقان : القرآن ، و كل ما فُرِّقَ به بين الحق و الباطل فهو فرقان " ، كما في قول الله عَزَّ و جَلَّ : ï´؟ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ï´¾ و كذلك في قوله جَلَّ جَلالُه : ï´؟ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ï´¾.

    المعنى الثاني : المراد بالفرقان الآيات المحكمات و هو معنى أخص من المعنى الأول ، فقد سُئلَ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) عَنِ الْقُرْآنِ وَ الْفُرْقَانِ أَ هُمَا شَيْئَانِ أَوْ شَيْ‏ءٌ وَاحِدٌ ؟

    فَقَالَ ( عليه السَّلام ) : " الْقُرْآنُ جُمْلَةُ الْكِتَابِ ، وَ الْفُرْقَانُ الْمُحْكَمُ الْوَاجِبُ الْعَمَلِ بِهِ ".

    فشهر رمضان: هو شهر الله.... و صوم الإنسان لله عز وجل ، كما في الحديث القدسي الذي ذكرناه آنفاً : (الصوم لي و إنا أجزي به). و هو شهر الصلاة و الطهارة و النزاهة و القداسة و التقوى.

    شهر رمضان شهر القرآن، و شهر شرفّه الله ، فانزل فيه القرآن- الذي هو بيان لكل شيء- و ولهذا فهو نزل فيه الفرقان والقرآن هو الذي يميز بين الحق والباطل وهو تبيان لكل شيء ومن هنا فضّل الله شهر رمضان على سائر الشهور، فأيامه أفضل الأيام، و لياليه أفضل الليالي، و ساعاته أفضل الساعات، و خصّه الله بلية القدر، التي هي خير من إلف شهر.

    هذا الشهر المبارك هو مناسبة عظيمة يعيش فيها الإنسان المسلم إسلامه حقيقية، و بكل معنى الكلمة، لان الشياطين فيه مغلولة، و الإعمال مقبولة و الأجر و الثواب مضاعف للعاملين..

    هذا الشهر العظيم هو من ميّزات الدين الإسلامي الحنيف، و الأمة الإسلامية المرحومة...إذ الأنفاس فيه تسبيح و ذكر، و النوم فيه عبادة وطاعة، و هذا ما لم تنعم فيه أية امة على الإطلاق..

    و هو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «هو شهر الصبر.. و شهر المواساة... أوله رحمة، و أوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار»



    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    أخي {أبو محمد الذهبي} تقبل الله تعالى طاعاتكم ووفقكم الى التعرض لنفحات شهر الله المبارك
    سلمت أناملكم لم تتركوا لنا مجالاً للحديث لقد وفقتم وتطرقتم جوانب شتى من تحديد الوقت وقراءة الأدعية
    وتحديد الهداف كما سميتموه والألتزام بجدول الزمن لكي يتسنى للمؤمن أن
    يؤدي العباده على أكمل وجه ... كل ذلك صحيح وممتاز ...ولكن ؟؟؟!!!
    كم من هذه الأدعيه والعبادات ستقربه الى الله تعالى ؟؟.... طبعاً كلما زادت العبادة
    زاد الآجر وقراءة آية واحدة كختمة قرآن كاملة في غيره من الشهور ...نحن نسأل عن العبادة الروحية أي :
    الدعاء والصلاة التي يشعر بها المؤمن إنه بمحضر الخالق سبحانه .... فكلنا يعرف النبي يونس {عليه السلام}
    لقد كان في بطن الحوت ونادى بتلك السجدة التي تسمى {بالذكر اليونسي} عند العرفاء
    ربما مرة واحدة ... ربما ..ولكن الله تعالى أجابه من فوره {فستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}
    هذه السجدة التي أخذت بألباب هذا النبي الممتحن فقالها روحاً قبل لسانه وستسلمت جوانحه قبل الجوارح ...فكانت
    النتيجة الفرج ....السنا في شدة اليس شعبنا الجريح يعاني ؟؟....فلنقوم بالدعاء الجماعي
    لكي يفرج الله تعالى عنا ...ولندعو دعاءاً نابعاً من صميم القلوب ولنتقرب الى الله تعالى
    لعلنا نصيب الهدف ويستجيب الله تعالى دعاءنا ويحفظ وطننا العزيز من هذه الهجمة الوحشية ويرجع لنا
    شبابنا الى الى عوائلهم سالمين غانمين
    ببركة الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار
    تقبل الله تعالى أخي طاعاتكم وشكراً لحظوركم الطيب
    التعديل الأخير تم بواسطة شجون فاطمة; الساعة 03-07-2015, 01:37 AM.

    تعليق


    • #32
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
      أختي الطيبة {وازينباه} بوركتم لنقلكم هذا الشعر الراقي في ميزان حسناتكم
      وتقبل الله تعالى طاعاتكم واسأل الله تعالى أن يفيض عليكم نفحات شهره المبارك
      شكراً لحظوركم

      تعليق


      • #33
        الدعاء سلاح المؤمن في مقابل الأعداء

        إذا كنا متأخرين عن الكفار في صناعة السلاح والتجهيزات العسكرية فهل يعني هذا أن نكون متاخرين في الدعاء أيضاً ؟
        لقد جاء في الروايات : " الدعاء سلاح المؤمن " .
        وجاء في بعض الأدعية : " اللهم إنّك أقرب من دُعي " .
        أي أن الله قريب ومجيب .

        ويقول الله تبارك وتعالى في القرآن " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " البقرة 186 .

        ولكن المطلوب الدعاء الحقيقي ، لا لقلقة اللسان وصورة الدعاء .
        ودعاء التائب ، أي الدعاء بعد العزم على ترك المعاصي التي ارتكبناها ، والبناء على إتيان الواجبات التي تركناها ، لأنّ دعاء التائب هو المقبول ، لا الدعاء من أجل رفع الابتلائات المانعة والتوفيق لأداء الأعمال السيئة الماضية
        !

        وينبغي أن يتّصف الداعي حين الدعاء بحالة من التواضع والحسرة والغصّة .
        يقول الله عزّ وجلّ عن حالة الكفار عند الموت وفي يوم الجزاء : " وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [مريم:39].

        " وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ " السجدة 12 .

        والدعاء تصميم على ترك المخالفة ، وعزم على ترك المعصية كما ورد " مالي كلّما قلت قد صلُحت سريرتي وقرُب من مجالس التوابين مجلسي ، عرضت لي بلية أزالت قدمي ، وحالت بيني وبين خدمتك ؟! "

        وفي حالة التوجّه والدعاء الراحة والروح كما ورد : " وفي مناجاتك أنسي وراحتي " .


        عزيزتي كل دعاء يقرأ بنيه صادقه نستشعر فيه القرب من الله تعالى والمقطع اعلاه من دعاء ابي حمزه الثمالي جداااا مؤثر ....خالص دعائي لكم بالتوفيق وقضاء الحوائج ونسألكم الدعاء

        تعليق


        • #34
          بسم خالق الحب وموجده الملك الكريم الرحمن الرحيم
          وصلى الله على حبيبه وصفيه ورسوله صاحب الخلق العظيم محمد وآله المنتجبين الطيبين الطاهرين
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          ما أجمل هذا المحور المفعم بالروحانية لما به من محطات تمهد الطريق للوصول لرضا الله ونيل سنياه وجوائزه العظيمة وأعظم هذه السنايا القرب منه والفوز برضاه سبحانه وتعالى
          يحتار المتابع للمحور ماذا يضيف ومن سبقه من الأخوة والأخوات الأكارم وكذا تعقيبات الغالية أم محمد ما يصعب مجاراته أو حتى محاكاة ما به قيم العطاء ... ولكني لا أستطيع حرمان نفس من المشاركة مع من أحبهم في الله وجمعني بهم على ضفاف جود أبي الفضل والجود عليه السلام
          فهل تقبلوني مع زهيد ما سأشارك به ؟


          اسمحوا لي أن أطرق باب هذا المحور الطيب من خلال عنوان موضوع للأخ المشرف الكريم العميد
          اول الطريق الحب

          أجل إنه الحب ذاك النور المستمد من حب من نحب وهو ملك الحب الله الخالق الملك العظيم الجبار
          دعانا الله لصوم شهر رمضان فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183
          الدعوة والنداء في الآية الكريمة للدين أمنوا ... و هَلِ الإِيمانُ إلَّا الحُبُّ ؟

          في قوله تعالى : ( يَا أ يُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ )
          قال الإمام الصادق (عليه السلام) : لذّة ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء
          مجمع البيان : تفسير الآية

          فإن كنا محبين لهذا الملك الكريم سنتسابق في تلبية دعوته يسبقنا الحب إليه ويحفزنا الشوق إلى رضاه
          إذن البداية يجب أن تكون الحب وبعدها علينا أن نتخيل كيف هو سلوك المحب تجاه أمر أمره به حبيبه الأعظم المنصهر فيه عشقا وشوقا ورغبة في رضاه
          فأي عمل يبدأ بالحب ويستمر بالحب الاتقان يكون حليفه والابداع في تنفيذه لأجل المحبوب لا لأجل الآخرين سيرافقه والإخلاص يزينه فما أجملنا حين نكون مبدعين في إنجاز أعمالنا المقربة إلى الله حبيبنا الأول والأوحد والأعظم وحينها أنى لنا أن نتخيل كيف يقبلها الكريم ؟

          في حَديثِ المِعراجِ ـ قالَ اللهُ تَعالى ـ : يا أحمَدُ ، هَل تَدري أيُّ عَيشٍ أهنى ، وأيُّ حَياةٍ أبقى ؟ قالَ : اللّهُمَّ لا.
          قالَ : أمَّا العَيشُ الهَني ءُ فَهُوَ الَّذي لا يَفتُرُ صاحِبُهُ عَن ذِكري ، ولا يَنسى نِعمَتي ، ولا يَجهَلُ حَقّي ، يَطلُبُ رِضايَ لَيلَهُ ونَهارَهُ.
          وأمَّا الحَياةُ الباقِيَةُ فَهِيَ الَّتي يَعمَلُ لِنَفسِهِ حَتّى تَهونَ عَلَيهِ الدُّنيا وتَصغُرَ في عَينَيهِ ، وتَعظُمَ الآخِرَةُ عِندَهُ ، ويُؤثِرُ هَوايَ عَلى هَواهُ ، ويَبتَغي مَرضاتي ، ويُعَظِّمُ حَقَّ عَظَمَتي ، ويَذكُرُ عِلمي بِهِ ، ويُراقِبُني بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ عِندَ كُلِّ سَيِّئَةٍ ومَعصِيَةٍ ، ويَنفي قَلبَهُ عَن كُلِّ ما أكرَهُ ، ويُبغِضُ الشَّيطانَ ووَساوِسَهُ ، لا يَجعَلُ لِإِبليسَ عَلى قَلبِهِ سُلطاناً وسَبيلاً. فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ أسكَنتُ في قَلبِهِ حُبّاً حَتّى أجعَلَ قَلبَهُ لي ، وفَراغَهُ وَاشتِغالَهُ وهَمَّهُ وحَديثَهُ مِنَ النِّعمَةِ الَّتي أنعَمتُ بِها عَلى أهلِ مَحَبَّتي مِن خَلقي ، وأفتَحَ عَينَ قَلبِهِ وسَمعِهِ حَتّى يَسمَعَ بِقَلبِهِ ويَنظُرَ بِقَلبِهِ إلى جَلالي وعَظَمَتي ، واُضَيِّقَ عَلَيهِ الدُّنيا ، واُبَغِّضَ إلَيهِ ما فيها مِنَ اللَّذّاتِ ، واُحَذِّرَهُ مِنَ الدُّنيا وما فيها كَما يُحَذِّرُ الرّاعي غَنَمَهُ مِن مَراتِعِ الهَلَكَةِ. فَإِذا كانَ هكَذا يَفِرُّ مِنَ النّاسِ فِراراً ، ويَنقُلُ مِن دارِ الفَناءِ إلى دارِ البَقاءِ ، ومِن دارِ الشَّيطانِ إلى دارِ الرَّحمنِ. يا أحمَدُ ، لَاُزَيِّنُهُ بِالهَيبَةِ وَالعَظَمَةِ.
          فَهذا هُوَ العَيشُ الهَني ءُ وَالحَياةُ الباقِيَةُ ، وهذا مَقامُ الرّاضينَ. فَمَن عَمِلَ بِرِضائي ألزِمُهُ ثَلاثَ خِصالٍ : اُعَرِّفُهُ شُكراً لا يُخالِطُهُ الجَهلُ ، وذِكراً لا يُخالِطُهُ النِّسيانُ ، ومَحَبَّةً لا يُؤثِرُ عَلى مَحَبَّتي مَحَبَّةَ المَخلوقينَ. فَإِذا أحَبَّني أحبَبتُهُ ، وأفتَحُ عَينَ قَلبِهِ إلى جَلالي ، فَلا اُخفي عَلَيهِ خاصَّةَ خَلقي ، فَاُناجيهِ في ظُلَمِ اللَّيلِ ونورِ النَّهارِ حَتّى يَنقَطِعَ حَديثُهُ مِنَ المَخلوقينَ ومُجالَسَتُهُ مَعَهُم ، واُسمِعُهُ كَلامي وكَلامَ مَلائِكَتي ، واُعَرِّفُهُ السِّرَّ الَّذي سَتَرتُهُ عَن خَلقي.

          إرشاد القلوب : 204 ، بحار الأنوار : 77 / 28 / 6.

          وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إنَّ اللهَ أوحى إلى موسى عليه السّلام : مَن أحَبَّ حَبيباً أنِسَ بِهِ ، ومَن أنِسَ بِحَبيبٍ صَدَّقَ قَولَهُ ورَضِيَ فِعلَهُ ، ومَن وَثَقَ بِحَبيبٍ اِعتَمَدَ عَلَيهِ ، ومَنِ اشتاقَ إلى حَبيبٍ جَدَّ فِي السَّيرِ إلَيهِ. يا موسى ، ذِكري لِلذّاكِرينَ ، وزِيارَتي لِلمُشتاقينَ ، وجَنَّتي لِلمُطيعينَ ، وأنَا خاصَّةً لِلمُحِبّينَ.
          بحار الأنوار : 77 / 42 / 10

          إذن حب الله هو طريق الوصول إليه والفوز برضاه وهذا هو الهدف من أي عمل نقوم به سواء في شهر رمضان أو غير شهر رمضان لأن حب الله هو عنوان الأعمال وختم القبول لها مع ثقتي أن الله أكرم وأعظم من أن يبعد خلقه عنه وهو الرحمن الرحيم فيكف إن كانوا من عباده وإن كانوا مقصرين وهو الكريم بل أكرم الأكرمين

          التوفيق حليف المحبين لله ... وما أجمله من توفيق ذاك الذي كل لحظة فيه تربطنا بالله و ما أعظم عطايا الله سبحانه وتعالى لمحبيه



          وعلى مائدة المحور اسمحوا لي أحبتي أن أقول:
          لو تأملنا قليلا في أسماء شهر رمضان العديدة سنصل إلى مضامين عميقة جدا مرتبطة بالشهر الكريم
          شهر رمضان ..شهر الله ,شهر الاحسان , شهر الرحمة , شهر المغفرة, شهر القرآن , شهر العتق , شهر المواساة, شهر التوبة , شهر الاستغفار , شهر الدعاء , شهر القيام, شهر الطاعة

          كل اسم من أسماء هذا الشهر الفضيل فيه دعوة لعمل يقرب إلى الله عدا قراءة القرآن والقيام والتوبة والاستغفار والدعاء
          هنالك الطاعة المطلقة لله بأن نكون ليس فيه بل دائما كما يجب الله أن نكون عباد له مخلصين وبرسوله وآله مقتدين ولهم متبعين وعلى منهاجهم سائرين
          قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31

          والقارئ المتدبر في خطبة الرسول الأعظم المبعوث رحمة للعالمين الخاصة باستقبال شهر رمضان يجد فيها توجيهات ودروس تعلمنا فنون التقرب إلى الله من خلال العبادة المنقطعة إليه أو من خلال الإحسان إلى الآخرين سواء المقربين أو غيرهم فالدين المعاملة والحب في الله أوثق عرى الإيمان

          قال صلى الله عليه وآله : من صام شهر رمضان فحفظ فرجه ولسانه وكفّ أذاه عن الناس ، غفر الله له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ، وأعتقه من النار ، وأحلّه دار القرار ، وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد
          روضة الواعظين 2 : 354

          فإذا كان كف الأذى عن الناس له ما له من الأجر فكيف بالإحسان إليهم ؟
          فإن أحسنا في شهر رمضان لأنفسنا أو لغيرنا ستكون مكافئتنا الإحسان من ملك الإحسان المحسن الكريم وأنى لعقولنا القاصرة أن تصل لفحوى إحسان المحسن العظيم
          قال تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }الرحمن60



          وقبل أن أنصرف من المحور سأجيب على سؤال المحور
          فلننظر مع أي وفد نريد أن نصنف أنفسنا !!!!!؟؟؟؟؟
          من الصعب أن نصنف أنفسنا من حيث القرب من الله أو البعد عنه سبحانه
          ومن غير اللائق أن نزكي أعمالنا وطاعاتنا و ندعي قبولها وقبولنا عند الله
          ولكن أستطيع أن أجيب على السؤال برجاء يملئه الأمل والرغبة والثقة في عطاء الله وهو أني
          أرجو وأتمنى وأدعو وأتوسل لله أن اكون مع الوفد الذي يحب الله بصدق ويعمل لله بإخلاص ويحب في الله ويبغض في الله وينطلق في كل لحظاته من باب رضاك يا محبوبي هو ما أرجوه وابتغيه فاقبل عبدك الصغير الضعيف المقصر يا الله يا أكرم الأكرمين يا رحمن يا رحيم


          اللهمّ سلّمنا لشهر رمضان وتسلّمه منّا وسلّمنا فيه حتّى ينقضي عنّا شهر رمضان وقد عفوت عنّا وغفرت لنا ورحمتنا
          برحمتك يا أرحم الراحمين

          جعلنا الله وإياكم من المنتسبين لله بالحب فيه المحبين لأوليائه والمبغضين لأعدائه والفائزين برضاه

          وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


          اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


          أيها الساقي لماء الحياة...
          متى نراك..؟



          تعليق


          • #35
            المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزيتم خيرا أختي الغالية ام سارة لأختياركم هذا المحور الرمضاني المبارك والتي
            كتبته انامل أختي الراقية شجون فاطمة جزاكم الله خير الجزاء وتقبل الله صيامكم
            وقيامكم وطاعاتكم بأحسن القبول وقضى حوائجكم في الدنيا والأخرة ببركة محمد
            وال محمد:
            قال النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) مَن ذكرني فلم يصلِّ عليّ فقد شقي ومَن أدرك رمضان فلم تصبه الرحمة فقد شقي ومَن أدرك أبواه أو أحدهما فلم يبرّ فقد شقي .
            وقال الإمام الصادق (عليه السلام)من تصدّق في شهر رمضان بصدقةٍ صرف الله عنه سبعين نوعاً من البلاء .
            وقال الإمام الصادق (عليه السلام)أيما مؤمن أطعم مؤمناً ليلةً من شهر رمضان كتب الله له بذلك مثل أجر من أعتق ثلاثين نسمة ًمؤمنةً وكان له بذلك عند الله عزّ وجلّ دعوة مستجابة .
            وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته في فضل شهر رمضان : أيها الناس.من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبةٍ ومغفرة لما مضى من ذنوبه .
            قيل : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)وليس كلنا يقدر على ذلك فقال (صلى الله عليه وآله)اتقوا النار ولو بشربةٍ من ماء
            سألته (أي الإمام الصادق عليه السلام) عن زيارة الإمام الحسين وزيارة آبائه (عليهم السلام) في شهر رمضان نسافر ونزوره ؟فقال (عليه السلام)لرمضان من الفضل وعظم الأجر ما ليس لغيره من الشهور فإذا دخل فهو المأثور والصيام فيه أفضل من قضائه وإذا حضر رمضان فهو مأثورٌ ينبغي أن يكون مأثوراً .
            وقال النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)لو يعلم العبد ما في رمضان لودّ أن يكون رمضان السنة فقال رجلٌ من خزاعة : يا رسول الله .وما فيه ؟
            فقال (صلى الله عليه وآله)إنّ الجنة لتزيّن لرمضان من الحول إلى الحول فإذا كان أول ليلة من رمضان هبّت الريح من تحت العرش فصفّقت ورق الجنة فتنظر حور العين إلى ذلك فيقلن : يا ربّ.اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقرّ بهم أعيننا وتقرّ أعينهم بنا..الخبر
            وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)أُعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال لم يُعطاها أحد قبلهن : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . وتستغفر له الملائكة حتى يفطر . وتُصفّد فيه مردة الشياطين فلا يصلوا فيه الى ما كانوا يصلون في غيره .
            ويزيّن الله عزّ وجلّ في كل يوم جنّته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك . ويُغفر لهم في آخر ليلة منه . قيل يا رسول الله.أي ليلة ؟..القدر ؟..قال : لا ولكن العامل إنما يُوفّى أجره إذا انقضى عمله.
            وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)من صلّى في شهر رمضان في كلّ ليلةٍ ركعتين : يقرأ في كلّ ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرة و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرات إن شاء صلاهما في أول ليل وإن شاء في آخر ليل - والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الله عزّ وجلّ يبعث بكلّ ركعةٍ مائة ألف ملك يكتبون له الحسنات ويمحون عنه السيئات ويرفعون له الدرجات وأعطاه ثواب من أعتق سبعين رقبةً .
            وقال الإمام الباقر(عليه السلام)يا جابر..من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وقام ورداً من ليلته وحفظ فرجه ولسانه وغضّ بصره وكفّ أذاه خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه قلت له : جعلت فداك..ما أحسن هذا من حديث..قال ما أشدّ هذا من شرط
            عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديثٍ طويلٍ يقول في آخره : إنّ أبواب السماء تُفتّح في شهر رمضان وتُصفّد الشياطين وتُقبل أعمال المؤمنين نِعْمَ الشهر شهر رمضان..كان يُسمى على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المرزوق .
            وقال الإمام الصادق (عليه السلام)صوم شهر رمضان فرضٌ في كلّ عامٍ وأدنى ما يتمّ به فرض صومه العزيمة من قلب المؤمن على صومه بنيّةٍ صادقةٍ وترك الأكل والشرب والنكاح في نهاره كلّه وأن يحفظ في صومه جميع جوارحه كلّها من محارم الله ربه متقرّباً بذلك كلّه إليه فإذا فعل ذلك كان مؤدّياً لفرضه
            وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام) في خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل شهر رمضان فقال (عليه السلام) فقمتُ فقلتُ : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟.. فقال (صلى الله عليه وآله)يا أبا الحسن. أفضل الأعمال في هذا الشهر : الورع عن محارم الله عز وجل
            وقال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات وصامت شهر رمضان وحجّت بيت الله الحرام وزكت مالها وأطاعت زوجها ووالت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة (عليها السلام) وإنها لسيدة نساء العالمين .
            وقال الإمام الصادق (عليه السلام)كان الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير فإذا أفطر قال : اللهّم إن شئت أن تفعلَ فعلتَ .
            وقال الإمام الرضا (عليه السلام)في أول ليلة من شهر رمضان يُغل المَرَدة من الشياطين ويغفر في كل ليلة سبعين ألفاً فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء فيقول الله عز وجل : أنظِروا هؤلاء حتى يصطلحوا .
            جعلنا الله وأياكم من الذين يؤدي الأعمال العبادية في هذا الشهر الكريم وممن يطبق أقوال الائمة الأطهار وبما يحمله
            هذا الشهر من فضائل لذا واجب علينا ان لا نضيع لحظة من ايام هذا الشهر الذي تصفد فيه الشياطين وتغلق ابواب النيران وتفتح فيه ابواب الجنان :فلنكن الوفد الثالث : فهو من استثمر كل دقيقة في ساحة الضيافة الرمضانية لتكوين علاقة

            شفافة وواضحة يستشعرها من خلال روحه مع نافخها أثناء
            الصلاة وتلاوة القرآن ... ويستشعر الأنس واللذة بالمناجاة ...
            فكانت هي لذة النظر لجمال الله جل وعلا ، والإنشغال بها عن كل كنوز ومجوهرات
            وهي غاية آمال العارفين







            اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيتها العزيزة شرفنا حظوركم وردكم الطيب
            في الحقيقة غاليتي الموضوع هذا ليس من تعبيري بل إحدى الطيبات طلبت مني نشره في منتدانا الطيب لما فيه
            من مضامين روحانية للشهر الكريم
            نعم أختي كلما تفضلتم به راقي من أحاديث عطرتم بها نفوسنا وقلوبنا من أقوال الرسول والأئمة الأطهار {عليهم السلام}
            واقول نعم كلنا يحب أن يقال له ملتزم بالعبادة من صلاة وصيام ونوافل وقراءة للقرآن الكريم
            واريد أن اثير نقطة تشابه بين الورود الطبيعية والصناعية ،الأثنان زهور الا ان الفرق واضح
            فالزهور الطبيعيه تمتلك روحاً اما الخرى فليس لها روح{وربما تكون اجمل }كتشكيلة
            فالعبادة التي بها روح وإحساس بالخالق العظيم تختلف عن تلك التي تكون إسقاط واجب
            فروح العبادة اصلها بالتقرب من الخالق العظيم
            وكم هي راقية تلك السجدة التي يسجدها عبد بين يديّ مولاه وقد اغرق محرابه شوقاً وحباً ورجاءً وخوفاً
            وايام اغتنام الفرص هذه قد آنت ،فإن الذي يريد ان يتشرف بزيارة ملك عظيم
            يستعد لهذه المناسبة قبل ايام ،ولكن الضيافة هذه لملك الملوك جبار السماوات والارض وسلطان السلاطين
            فيجب أن يقوم بعملية تشبه الحج والعمرة ،فالحاج والمعتمر يخلع ثيابه ويلبس ثياباً خاصةً
            وفي هذا الشهر الكريم لنحاول أننزع العوالق التي علقت بنا
            خلال سنوات العمر ولنلبس خير الألبسة وهو لباس التقوى ،ولنرتع على مائدة الكريم ونشبع الروح
            حباً وقرباً للخالق العظيم
            تقبل الله طاعاتكم وأسعدني حظوركم

            التعديل الأخير تم بواسطة شجون فاطمة; الساعة 04-07-2015, 01:32 AM.

            تعليق


            • #36
              المشاركة الأصلية بواسطة ام التقى مشاهدة المشاركة
              الدعاء سلاح المؤمن في مقابل الأعداء

              إذا كنا متأخرين عن الكفار في صناعة السلاح والتجهيزات العسكرية فهل يعني هذا أن نكون متاخرين في الدعاء أيضاً ؟
              لقد جاء في الروايات : " الدعاء سلاح المؤمن " .
              وجاء في بعض الأدعية : " اللهم إنّك أقرب من دُعي " .
              أي أن الله قريب ومجيب .

              ويقول الله تبارك وتعالى في القرآن " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " البقرة 186 .

              ولكن المطلوب الدعاء الحقيقي ، لا لقلقة اللسان وصورة الدعاء .
              ودعاء التائب ، أي الدعاء بعد العزم على ترك المعاصي التي ارتكبناها ، والبناء على إتيان الواجبات التي تركناها ، لأنّ دعاء التائب هو المقبول ، لا الدعاء من أجل رفع الابتلائات المانعة والتوفيق لأداء الأعمال السيئة الماضية
              !

              وينبغي أن يتّصف الداعي حين الدعاء بحالة من التواضع والحسرة والغصّة .
              يقول الله عزّ وجلّ عن حالة الكفار عند الموت وفي يوم الجزاء : " وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [مريم:39].

              " وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ " السجدة 12 .

              والدعاء تصميم على ترك المخالفة ، وعزم على ترك المعصية كما ورد " مالي كلّما قلت قد صلُحت سريرتي وقرُب من مجالس التوابين مجلسي ، عرضت لي بلية أزالت قدمي ، وحالت بيني وبين خدمتك ؟! "

              وفي حالة التوجّه والدعاء الراحة والروح كما ورد : " وفي مناجاتك أنسي وراحتي " .


              عزيزتي كل دعاء يقرأ بنيه صادقه نستشعر فيه القرب من الله تعالى والمقطع اعلاه من دعاء ابي حمزه الثمالي جداااا مؤثر ....خالص دعائي لكم بالتوفيق وقضاء الحوائج ونسألكم الدعاء
              اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
              أهلاً بالطيبة الواعية والتربوية المؤمنة حللتم أهلاً وقد نورنا حظوركم حقاً وكلماتكم النورانية العطرة
              أحسنتم وبوركتم لنشر هذه المضامين العالية للدعاء وفلسفة الدعاء وأدب المناجاة مع الله جل جلاله
              ولقد تفضلتم وذكرتم دعاءاً عزيزاً على قلبي {دعاء أبي حمزة الثمالي}وتستوقفني هذه الفقرات التي عرفني الإمام
              زين العابدين {عليه السلام} نفسي هذه الأمارة وساذكرها للبركة :
              سيدي انا الصغير الذي ربيته ، وأنا الجاهل الذي علمته ، وانا الضال الذي هديته وانا الوضيع الذي رفعته
              وانا الخائف الذي امنته ، الجائع الذي اشبعته ،والعطشان الذي ارويته ، والعاري الذي كسوته والفقير الذي
              اغنيته والضعيف الذي قويته والذليل الذل اعززته والسقيم الذي شفيته والسائل الذي اعطيته والمذنب الذي سترته والخاطئ الذي اقلته وانا القليل الذي كثرته والمستضعف الذي نصرته وانا الطريد الذي اويته انا صاحب الدواهي العظمى انا الذي على سيده اجترى
              انا الذي عصيت جبار السما
              فوالله عندما اقراء هذه الكلمات وهذه الفقرات أذوب خجلاً من ربي
              وأكون قد قيّمت نفسي وعرفتها
              حظوركم مبارك وتقبل الله طاعاتكم وانالكم نفحات شهره الكريم

              التعديل الأخير تم بواسطة شجون فاطمة; الساعة 04-07-2015, 01:57 AM.

              تعليق


              • #37
                المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
                بسم خالق الحب وموجده الملك الكريم الرحمن الرحيم
                وصلى الله على حبيبه وصفيه ورسوله صاحب الخلق العظيم محمد وآله المنتجبين الطيبين الطاهرين
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                ما أجمل هذا المحور المفعم بالروحانية لما به من محطات تمهد الطريق للوصول لرضا الله ونيل سنياه وجوائزه العظيمة وأعظم هذه السنايا القرب منه والفوز برضاه سبحانه وتعالى
                يحتار المتابع للمحور ماذا يضيف ومن سبقه من الأخوة والأخوات الأكارم وكذا تعقيبات الغالية أم محمد ما يصعب مجاراته أو حتى محاكاة ما به قيم العطاء ... ولكني لا أستطيع حرمان نفس من المشاركة مع من أحبهم في الله وجمعني بهم على ضفاف جود أبي الفضل والجود عليه السلام
                فهل تقبلوني مع زهيد ما سأشارك به ؟


                اسمحوا لي أن أطرق باب هذا المحور الطيب من خلال عنوان موضوع للأخ المشرف الكريم العميد
                اول الطريق الحب

                أجل إنه الحب ذاك النور المستمد من حب من نحب وهو ملك الحب الله الخالق الملك العظيم الجبار
                دعانا الله لصوم شهر رمضان فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183
                الدعوة والنداء في الآية الكريمة للدين أمنوا ... و هَلِ الإِيمانُ إلَّا الحُبُّ ؟

                في قوله تعالى : ( يَا أ يُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ )
                قال الإمام الصادق (عليه السلام) : لذّة ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء
                مجمع البيان : تفسير الآية

                فإن كنا محبين لهذا الملك الكريم سنتسابق في تلبية دعوته يسبقنا الحب إليه ويحفزنا الشوق إلى رضاه
                إذن البداية يجب أن تكون الحب وبعدها علينا أن نتخيل كيف هو سلوك المحب تجاه أمر أمره به حبيبه الأعظم المنصهر فيه عشقا وشوقا ورغبة في رضاه
                فأي عمل يبدأ بالحب ويستمر بالحب الاتقان يكون حليفه والابداع في تنفيذه لأجل المحبوب لا لأجل الآخرين سيرافقه والإخلاص يزينه فما أجملنا حين نكون مبدعين في إنجاز أعمالنا المقربة إلى الله حبيبنا الأول والأوحد والأعظم وحينها أنى لنا أن نتخيل كيف يقبلها الكريم ؟

                في حَديثِ المِعراجِ ـ قالَ اللهُ تَعالى ـ : يا أحمَدُ ، هَل تَدري أيُّ عَيشٍ أهنى ، وأيُّ حَياةٍ أبقى ؟ قالَ : اللّهُمَّ لا.
                قالَ : أمَّا العَيشُ الهَني ءُ فَهُوَ الَّذي لا يَفتُرُ صاحِبُهُ عَن ذِكري ، ولا يَنسى نِعمَتي ، ولا يَجهَلُ حَقّي ، يَطلُبُ رِضايَ لَيلَهُ ونَهارَهُ.
                وأمَّا الحَياةُ الباقِيَةُ فَهِيَ الَّتي يَعمَلُ لِنَفسِهِ حَتّى تَهونَ عَلَيهِ الدُّنيا وتَصغُرَ في عَينَيهِ ، وتَعظُمَ الآخِرَةُ عِندَهُ ، ويُؤثِرُ هَوايَ عَلى هَواهُ ، ويَبتَغي مَرضاتي ، ويُعَظِّمُ حَقَّ عَظَمَتي ، ويَذكُرُ عِلمي بِهِ ، ويُراقِبُني بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ عِندَ كُلِّ سَيِّئَةٍ ومَعصِيَةٍ ، ويَنفي قَلبَهُ عَن كُلِّ ما أكرَهُ ، ويُبغِضُ الشَّيطانَ ووَساوِسَهُ ، لا يَجعَلُ لِإِبليسَ عَلى قَلبِهِ سُلطاناً وسَبيلاً. فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ أسكَنتُ في قَلبِهِ حُبّاً حَتّى أجعَلَ قَلبَهُ لي ، وفَراغَهُ وَاشتِغالَهُ وهَمَّهُ وحَديثَهُ مِنَ النِّعمَةِ الَّتي أنعَمتُ بِها عَلى أهلِ مَحَبَّتي مِن خَلقي ، وأفتَحَ عَينَ قَلبِهِ وسَمعِهِ حَتّى يَسمَعَ بِقَلبِهِ ويَنظُرَ بِقَلبِهِ إلى جَلالي وعَظَمَتي ، واُضَيِّقَ عَلَيهِ الدُّنيا ، واُبَغِّضَ إلَيهِ ما فيها مِنَ اللَّذّاتِ ، واُحَذِّرَهُ مِنَ الدُّنيا وما فيها كَما يُحَذِّرُ الرّاعي غَنَمَهُ مِن مَراتِعِ الهَلَكَةِ. فَإِذا كانَ هكَذا يَفِرُّ مِنَ النّاسِ فِراراً ، ويَنقُلُ مِن دارِ الفَناءِ إلى دارِ البَقاءِ ، ومِن دارِ الشَّيطانِ إلى دارِ الرَّحمنِ. يا أحمَدُ ، لَاُزَيِّنُهُ بِالهَيبَةِ وَالعَظَمَةِ.
                فَهذا هُوَ العَيشُ الهَني ءُ وَالحَياةُ الباقِيَةُ ، وهذا مَقامُ الرّاضينَ. فَمَن عَمِلَ بِرِضائي ألزِمُهُ ثَلاثَ خِصالٍ : اُعَرِّفُهُ شُكراً لا يُخالِطُهُ الجَهلُ ، وذِكراً لا يُخالِطُهُ النِّسيانُ ، ومَحَبَّةً لا يُؤثِرُ عَلى مَحَبَّتي مَحَبَّةَ المَخلوقينَ. فَإِذا أحَبَّني أحبَبتُهُ ، وأفتَحُ عَينَ قَلبِهِ إلى جَلالي ، فَلا اُخفي عَلَيهِ خاصَّةَ خَلقي ، فَاُناجيهِ في ظُلَمِ اللَّيلِ ونورِ النَّهارِ حَتّى يَنقَطِعَ حَديثُهُ مِنَ المَخلوقينَ ومُجالَسَتُهُ مَعَهُم ، واُسمِعُهُ كَلامي وكَلامَ مَلائِكَتي ، واُعَرِّفُهُ السِّرَّ الَّذي سَتَرتُهُ عَن خَلقي.

                إرشاد القلوب : 204 ، بحار الأنوار : 77 / 28 / 6.

                وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إنَّ اللهَ أوحى إلى موسى عليه السّلام : مَن أحَبَّ حَبيباً أنِسَ بِهِ ، ومَن أنِسَ بِحَبيبٍ صَدَّقَ قَولَهُ ورَضِيَ فِعلَهُ ، ومَن وَثَقَ بِحَبيبٍ اِعتَمَدَ عَلَيهِ ، ومَنِ اشتاقَ إلى حَبيبٍ جَدَّ فِي السَّيرِ إلَيهِ. يا موسى ، ذِكري لِلذّاكِرينَ ، وزِيارَتي لِلمُشتاقينَ ، وجَنَّتي لِلمُطيعينَ ، وأنَا خاصَّةً لِلمُحِبّينَ.
                بحار الأنوار : 77 / 42 / 10

                إذن حب الله هو طريق الوصول إليه والفوز برضاه وهذا هو الهدف من أي عمل نقوم به سواء في شهر رمضان أو غير شهر رمضان لأن حب الله هو عنوان الأعمال وختم القبول لها مع ثقتي أن الله أكرم وأعظم من أن يبعد خلقه عنه وهو الرحمن الرحيم فيكف إن كانوا من عباده وإن كانوا مقصرين وهو الكريم بل أكرم الأكرمين

                التوفيق حليف المحبين لله ... وما أجمله من توفيق ذاك الذي كل لحظة فيه تربطنا بالله و ما أعظم عطايا الله سبحانه وتعالى لمحبيه



                وعلى مائدة المحور اسمحوا لي أحبتي أن أقول:
                لو تأملنا قليلا في أسماء شهر رمضان العديدة سنصل إلى مضامين عميقة جدا مرتبطة بالشهر الكريم
                شهر رمضان ..شهر الله ,شهر الاحسان , شهر الرحمة , شهر المغفرة, شهر القرآن , شهر العتق , شهر المواساة, شهر التوبة , شهر الاستغفار , شهر الدعاء , شهر القيام, شهر الطاعة

                كل اسم من أسماء هذا الشهر الفضيل فيه دعوة لعمل يقرب إلى الله عدا قراءة القرآن والقيام والتوبة والاستغفار والدعاء
                هنالك الطاعة المطلقة لله بأن نكون ليس فيه بل دائما كما يجب الله أن نكون عباد له مخلصين وبرسوله وآله مقتدين ولهم متبعين وعلى منهاجهم سائرين
                قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31

                والقارئ المتدبر في خطبة الرسول الأعظم المبعوث رحمة للعالمين الخاصة باستقبال شهر رمضان يجد فيها توجيهات ودروس تعلمنا فنون التقرب إلى الله من خلال العبادة المنقطعة إليه أو من خلال الإحسان إلى الآخرين سواء المقربين أو غيرهم فالدين المعاملة والحب في الله أوثق عرى الإيمان

                قال صلى الله عليه وآله : من صام شهر رمضان فحفظ فرجه ولسانه وكفّ أذاه عن الناس ، غفر الله له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ، وأعتقه من النار ، وأحلّه دار القرار ، وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد
                روضة الواعظين 2 : 354

                فإذا كان كف الأذى عن الناس له ما له من الأجر فكيف بالإحسان إليهم ؟
                فإن أحسنا في شهر رمضان لأنفسنا أو لغيرنا ستكون مكافئتنا الإحسان من ملك الإحسان المحسن الكريم وأنى لعقولنا القاصرة أن تصل لفحوى إحسان المحسن العظيم
                قال تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }الرحمن60



                وقبل أن أنصرف من المحور سأجيب على سؤال المحور
                فلننظر مع أي وفد نريد أن نصنف أنفسنا !!!!!؟؟؟؟؟
                من الصعب أن نصنف أنفسنا من حيث القرب من الله أو البعد عنه سبحانه
                ومن غير اللائق أن نزكي أعمالنا وطاعاتنا و ندعي قبولها وقبولنا عند الله
                ولكن أستطيع أن أجيب على السؤال برجاء يملئه الأمل والرغبة والثقة في عطاء الله وهو أني
                أرجو وأتمنى وأدعو وأتوسل لله أن اكون مع الوفد الذي يحب الله بصدق ويعمل لله بإخلاص ويحب في الله ويبغض في الله وينطلق في كل لحظاته من باب رضاك يا محبوبي هو ما أرجوه وابتغيه فاقبل عبدك الصغير الضعيف المقصر يا الله يا أكرم الأكرمين يا رحمن يا رحيم


                اللهمّ سلّمنا لشهر رمضان وتسلّمه منّا وسلّمنا فيه حتّى ينقضي عنّا شهر رمضان وقد عفوت عنّا وغفرت لنا ورحمتنا
                برحمتك يا أرحم الراحمين

                جعلنا الله وإياكم من المنتسبين لله بالحب فيه المحبين لأوليائه والمبغضين لأعدائه والفائزين برضاه

                وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين


                اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

                اللهم صل على محمد وآل محد وعجل فرجهم
                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،أيتها الطيبة المؤمنة حللتم اهلاً وكيف لا يكون
                لكم مكان انتم في القلب حظوركم قبل المحور ،وقد طابت نفسي كثيراً في معرض حديثكم المفعم
                بالطاعة والحب والقرب الإلهي ، وما اجمل ان نشيع ظاهرة الحب لله والقرب منه
                في جو الأسرة الطيبة لنشر هذا العبير فيها ، بدل التقليد الأعمى للغرب{ وعيد الحب المغلوط بالتفاهات } لأن الطفل
                إذا تعود على حب خالقه لم يكن عاصياً له طيلة حياته ،لن المحب يطيع محبوبه ولا يغيب عن فكره وغن غاب عن عينيه
                وما اجمل مناجات المحبين التي ذكرها مولانا زين العابدين {عليه السلام} في المحبة التي يجب أن تتصف بها العبادة، فأي عبادة
                راقية تلك التي يطرز حروفها الحب والذوبان في ذات الله تبارك وتعالى
                يقول الإمام السجاد{عليه السلام} : ( الهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلاً ومن ذا الذي انس بقربك فابتغى
                عنك حولاً الهي فاجعلنا ممن اصطفيته لقربك وولايتك واخلصه لودك ومحبتك ...يامنى
                قلوب المشتاقين وياغاية امال المحبين اسالك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل صالح يوصلني الى قربك وان
                تجعلك احب اليّ مما سواك وان تجعل حبي اياك قائداً الى رضوانك وشوقي اليك ذائداً عن عصيانك....))
                فنعرف أن لا حلاوة بغير حب الله تعالى ولا القرب منه فلم لا نجتهد بذلك ؟؟!!! وإن كان هذا الحب والقرب يوصل العبد

                الى الرضوان فلماذا هذا التسويف السنا كلنا يبتغي الجنة والرضوان ؟؟!! فلنبدأ إن لم نكن قد بدأنا بعد
                بالزرع وتجذير أشجار المحبة والشوق الى الخالق العظيم الذي هو خالق القلوب
                ولنشد مجامع القلوب بحبال المودة ونوصد البواب ونحفظ هذا الحرم طاهراً لا نسمح بدخول
                أي شائبة لتدنسه ونبقيه طاهرا عفيفاً ،والقلب النقي الطاهر ما هو لون عبادته ؟؟!! والقلب الذي تميز بهذه الميز
                كيف تكون صلاته وصيامه ؟؟!! اليست عبادة تغبطه بها ملائكة الرحمن
                الهي نقي ارواحنا من كل ما يكدرها ..حتى نتقرب اليك ونستشعر طعم العبادة الصادقة ...وحتى نستثمر كل
                لحظات حياتنا بذكرك وشكرك وطاعتك لكي توصلنا الى
                ساحة قدسك ...الهي وهذا شهرك الكريم قد إنقضى نصفه ، فإن لم أكن في سجلكم
                من المرحومين المغفور لهم فكيف امنّي نفسي بالعتق من النار ؟؟؟
                أسأل الله تعالى ان يوفق الجميع للتعرض لنفحات هذا الشهر المبارك ببركة الصلاة على محمد وآل محمد

                غاليتي صادقة كم سررت بردكم الراقي ،بورك حظوركم عزيزتي
                وتقبل الله طاعاتكم أيتها الموالية المخلصة
                ولاتنسونا من صالح دعائكم



                التعديل الأخير تم بواسطة شجون فاطمة; الساعة 04-07-2015, 01:38 PM.

                تعليق


                • #38
                  اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
                  عزيزتي وغاليتي {أم سارة } أرجو قبول عذري وتقصيري في إدارة المحور الذي كان
                  يفتقد الى لمستكم المميزة ..وأين انا وأين انتم ؟؟ في هذه الإدارة فنحن نقف على ساحل هذه المعرفة
                  لأتعلم فن الإبحار منكم
                  تقبلوا عذري ودعائي لكم بالتوفيق لنيل بركات هذا الشهر العظيم لتنالوا
                  توفيقاً وسعادة ابدية
                  أختكم الأقل


                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة شجون فاطمة مشاهدة المشاركة
                    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
                    عزيزتي وغاليتي {أم سارة } أرجو قبول عذري وتقصيري في إدارة المحور الذي كان
                    يفتقد الى لمستكم المميزة ..وأين انا وأين انتم ؟؟ في هذه الإدارة فنحن نقف على ساحل هذه المعرفة
                    لأتعلم فن الإبحار منكم
                    تقبلوا عذري ودعائي لكم بالتوفيق لنيل بركات هذا الشهر العظيم لتنالوا
                    توفيقاً وسعادة ابدية
                    أختكم الأقل



                    اللهم صل على محمد وال محمد


                    الغالية والطيبة والواعية بكل كلماتها ولمساتها(شجون فاطمة )


                    واقعاً استمتعت وانا اراقب تحاورك الجميل مع الاعضاء


                    وابداً لاقصور ولاتقصير ابدعتي واجدتي وسالخص كل كلماتك مع كلماتهم لانثرها وروداً وعطراً شذياً


                    بحلقة برنامجكم بما يسعني الوقت فيه


                    فبوركت يداك على ماخطت وزدتي علىّ بكثير

                    وانا منكم اتعلم كل فكر وولاء واخلاص


                    ممتنة وشاكرة لك كثيرا عزيزتي جعل الله كل حرف من بميزان حسناتك بالدنيا والاخرة...













                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X