أيُّ مصيبَةٍ أَعظَمُ؟
أي جراحات تلك التي تحملها لنا؟..
أي آهات تنبعث من صدورنا حرى؟..
ممزوجة بدموعٍ سالت لتطفئ نيراناً ألهبت أحشاءنا..
التي دُفِنت تحت رُكام القِباب المقدسة..
لتغدو أرضاً جرداء تملؤها حقداً وتعيث فيها جرذان ابن تيمية اللعين فساداً..
أي يد تلك التي تجرأت على مسك مقابض الفؤوس لتهدم بيوتاً (أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ)/ (النور:36)..
بيوتاً للملائكة ملاذٌ وللمؤمنين كهفٌ وللإنسانية رحمةً..
أي قبرٍ تهدّم وزلزل عرش الرحمن؟..
أي أجسادٍ تلك التي احتوتها روامس البقيع؟..
وأي شموس لم تغيبها السحائب ولم ينل منها الظلام..
شموس بكت لمصابها الأكوان وناحت عليها الكواكب الدرية..
في منظر هز الوجدان الإنساني في أعمق صورهِ..
وبعد أيام سنرى منظرا آخر يمزق القلب..
جنازة تعلوها عمامة رسول الله صلى الله عليه واله تجللها الملائكة بالتشييع..
يتقدمهم فتىً أسمر يعلو الحزن مُحياه وتحوطه المصائب من كل النواحي..
يحمل على أكتافه إرثاً سماوياً مقدساً..
سيدي يا صادقاً مصدقاً...
ها هي جنازتك تُحمل على أكتاف ملائكة السماء..
ونحن حملناها ونحملها في قلوبنا المفجوعة لمصابكم..
ولا نعلم أي مصيبة أعظم تشييع جنازتك أم هدم قبرك وقبور الطاهرين في البقيع؟
تعليق