ثانياً: ساحة المواجهة مع قاعدته الشعبية:
وهي الساحة الأكثر نشاطاً وفاعلية في المواجهة والصراع حالياً، وفي السنوات الأخيرة شهدت العديد من التغيرات العميقة والتطورات الكبيرة حيث احتدمت جبهة النزاع بظهور العديد من جماعات وحركات دعاة المهدوية والسفارة، ويمكن القول: إن هذه الحركات أهم أداة من أدوات الحرب السرية في محاربة أنصار الإمام (عجَّل الله فرجه)، وتأخذ مكانها في الخطوط الأمامية في الصراع مع قاعدته الشعبية، وأن من يراقب ظهور هذه الجماعات وكثرتها وتتابعها - في العراق مثلاً - منذ عام ٢٠٠٣م وحتى الآن، يدرك أنها تشبه حرب الاستنزاف، وأن الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية تمثل الينبوع الأساسي لهذه الجماعات، وبما تتسم به من تطرف وعنف وإلغاء للآخر، فحركات مثل: جند السماء واليماني والرباني والقحطاني والمولوي والصرخي والجماعات الأخرى، إنما هي في الواقع وجوه لحقيقة واحدة (طابور خامس للعدو الخارجي)، وتتحرك بخطط وإملاءات صانعي السياسة الصهيونية والأمريكية، أكثر مما تحركهم معايير مستقلة خاصة بهم، ورغم تميز إحداها عن الأخرى في بعض الخصوصيات، إلّا أنها تلتقي على الكثير من القواسم المشتركة وتنضوي تحت مظلة واحدة، وهناك تعاون وتنسيق فيما بينها، ومع توالي ظهور مثل هذه الحركات والجماعات وتكرار الضربات وكثرة السهام الخبيثة تكمن قوة هذه المناورات، باعتبارها مشروعَ هدمٍ فكري وسياسي واجتماعي وعلى أعلى وأخطر المستويات، وهذا ما يتوافق مع قواعد وأسس الحرب السرية، وهم يطمحون من وراء ذلك أن تهتز صورة المهدوية وتضعف عقيدة المؤمنين بها، إضافة إلى إضعاف القاعدة الشعبية للإمام (عجَّل الله فرجه) وتحطيم معنوياتها وإرادتها، وخلق حالة من التناقضات حول المهدوية بين فئاتها، ومن المهم أن ندرك التكتيكات الخفية والمسارات الجديدة والأساليب الحديثة، للتأثير على الأفكار والعقائد والتي قد تدفع بعض أفراد المجتمع الشيعي الى حافة الكفر بالعقيدة المهدوية، بل قد تدفعهم إلى محاربتها، وهذا تحوّل خطير وتطور مهم ببلورة استراتيجية جديدة في الصراع مفادها أن رؤية الأعداء (الصهيونية) للمواجهة مع القاعدة الشعبية للإمام (عجَّل الله فرجه) تتركز على إنشاء أعداء من الداخل، تقوم بالمهمة والدور مثل (حرب بالوكالة).
وبالرغم من اتساع نطاق ميدان المواجهة في هذه الساحة، إلّا أن الأعداء يجابهون محورين أساسيين، وهما:
الأول: المرجعية الدينية (نواب الإمام):
القيادة الدينية عند الشيعة الإمامية في زمن غيبة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، فالمرجع الديني (المجتهد) يتصدى لرعاية مصالح الناس الدينية وغيرها نيابة عن الإمام المعصوم (الغائب)، لقد قامت المرجعية بدور جوهري في الشؤون السياسية والاجتماعية منذ بداية الغيبة الكبرى وحتى الآن، وأن الفتاوي والمواقف السياسية لها، مثل: ثورة التنباك وثورة العشرين والثورة الإيرانية والحشد الشعبي وغيرها، جعلت صنّاع القرار الغربي يبحثون عن ماهية المؤسسة الدينية الشيعية في (النجف وقم) وسبل اختراقها والتأثير عليها، وصعوبة ذلك تكمن بحكم استقلالها (الإداري والمالي) وعدم تدخل أي جهة في تعيينها، مما جعلها تشكل حجر العثرة الرئيسي ورأس الحربة أمام الأعداء في ساحة المواجهة في كثير من القضايا، ومنها مجابهة حركات دعاة المهدوية والدفاع عن العقيدة السليمة.
إن الخصم الحقيقي للصهيونية في هذه الساحة لم تكن الجماهير المؤمنة فقط، بل كان الهاجس الأكبر الذي يتملكهم هي المرجعية العليا، وكان ذلك هو الجانب القوي من الصراع مع قاعدته الشعبية، ولذا كان الطرف المستهدف هي الحوزة العلمية، مما جعل إيجاد مرجع ديني يمكن أن ينافس المرجع الأعلى للطائفة مهمة ملحة عند الأعداء، ولكن الصعوبة تكمن في الحصول على: شخصية دينية ذات مكانة علمية رفيعة وله صلة بالاستخبارات الأجنبية وتتقبله الجماهير الشيعية المؤمنة، مهمة شبه مستحيلة، فحتَّمت ضروريات الحرب السرية اختراع وابتكار مرجعية بديلة وتابعة كـ(الصرخي مثلاً)، لعله يحصل على موقع مناسب ويصنع له دور في المجتمع الشيعي، ويشجع الشيعة على الانفلات من معقل الحوزة العلمية والمرجعية الدينية.
الثاني: الجماهير المؤمنة (القاعدة الشعبية للإمام):
أفراد الطائفة الشيعية أكثر احتراماً وحباً وتقديساً لأئمتهم الاثني عشر (عليهم السلام)، لأنهم يعتقدون ويؤمنون أنهم مختارون من قبل الله تعالى، وأنهم الحجج على الخلق، وأنهم مقدّسون لاصطفاء الله لهم، وكذلك ينظر جمهور الشيعة إلى مراجعهم الدينيين (النائب العام عن الإمام الغائب) باحترام وتقدير كبير، وقد لعبت الطائفة الشيعية في العقود الأخيرة دوراً بارزاً على جميع الأصعدة الثقافية والسياسية، وكان لهم الأثر الأكبر في التحولات السياسية التي طالت العالم الإسلامي، فهم يشكلون القوام الرئيسي للمقاومة ضد الكيان الصهيوني، وهم أيضاً الحاضنة الشعبية للعقيدة والثقافة والمبادئ والقيم المهدوية، وفي الآونة الأخيرة تصاعد الخط البياني للوعي الجماهيري والتوسع الأفقي للشيعة، وهم في المستقبل سيشكلون القاعدة الشعبية المؤيدة والمناصرة للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) إذا ظهر، وهم اللبنة الأساسية الأولى لقوام جيشه، وبواسطتها سيتمكن من إقامة دولة العدل الإلهي.
كل هذه المعطيات تدفع الأعداء لشن هجوم استباقي شامل ضد قواعد الإمام الشعبية المؤمنة بأطروحته والمطيعة لقيادته والمستعدة للتضحية في سبيله، ويكون التركيز بالدرجة الأولى على نوابه (المراجع) لأنهم يشكلون العقبة الكأداء الكبرى ضد جميع مشاريع الأعداء في ساحة الصراع السري مع المهدوية.
من الضروري في هذه الساحة أن لا نغفل: أن جوهر خطة الأعداء قائمة على استدراجنا لمعارك جانبية عديدة يفتعلونها مع جماعات الادعاءات الكاذبة، لإشغالنا واستفراغ طاقاتنا الفكرية والنفسية بعمليات الدفاع عن العقيدة المهدوية، وصرفنا عن مهمتنا الرئيسية (التمهيد لظهوره)، وهذه ساحة لا ينبغي أن نستدرج إليها أو نعطيهم الفرصة لتشتيت تفكيرنا، فتستمر الغفلة وتحجّم المهمة وتضيع جهودنا وأوقاتنا في معايشة الأزمات، فمن فتنة إلى أخرى ومن مشكلة إلى شاكلة، بل علينا أن نتجاوز المعارك والفتن الفكرية والأمنية المرتبطة بالمهدوية والتي يعمل الخصوم والمناوئون على استدراجنا إليها، ونبادر إلى ساحات أخرى وميادين جديدة ونستبدل الدفاع إلى هجوم، وندرك المسار الاستراتيجي لأهدافنا ونمشي بخطى ثابتة في مهمتنا الأولى وهدفنا الرئيسِ.
يتبع
وهي الساحة الأكثر نشاطاً وفاعلية في المواجهة والصراع حالياً، وفي السنوات الأخيرة شهدت العديد من التغيرات العميقة والتطورات الكبيرة حيث احتدمت جبهة النزاع بظهور العديد من جماعات وحركات دعاة المهدوية والسفارة، ويمكن القول: إن هذه الحركات أهم أداة من أدوات الحرب السرية في محاربة أنصار الإمام (عجَّل الله فرجه)، وتأخذ مكانها في الخطوط الأمامية في الصراع مع قاعدته الشعبية، وأن من يراقب ظهور هذه الجماعات وكثرتها وتتابعها - في العراق مثلاً - منذ عام ٢٠٠٣م وحتى الآن، يدرك أنها تشبه حرب الاستنزاف، وأن الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية تمثل الينبوع الأساسي لهذه الجماعات، وبما تتسم به من تطرف وعنف وإلغاء للآخر، فحركات مثل: جند السماء واليماني والرباني والقحطاني والمولوي والصرخي والجماعات الأخرى، إنما هي في الواقع وجوه لحقيقة واحدة (طابور خامس للعدو الخارجي)، وتتحرك بخطط وإملاءات صانعي السياسة الصهيونية والأمريكية، أكثر مما تحركهم معايير مستقلة خاصة بهم، ورغم تميز إحداها عن الأخرى في بعض الخصوصيات، إلّا أنها تلتقي على الكثير من القواسم المشتركة وتنضوي تحت مظلة واحدة، وهناك تعاون وتنسيق فيما بينها، ومع توالي ظهور مثل هذه الحركات والجماعات وتكرار الضربات وكثرة السهام الخبيثة تكمن قوة هذه المناورات، باعتبارها مشروعَ هدمٍ فكري وسياسي واجتماعي وعلى أعلى وأخطر المستويات، وهذا ما يتوافق مع قواعد وأسس الحرب السرية، وهم يطمحون من وراء ذلك أن تهتز صورة المهدوية وتضعف عقيدة المؤمنين بها، إضافة إلى إضعاف القاعدة الشعبية للإمام (عجَّل الله فرجه) وتحطيم معنوياتها وإرادتها، وخلق حالة من التناقضات حول المهدوية بين فئاتها، ومن المهم أن ندرك التكتيكات الخفية والمسارات الجديدة والأساليب الحديثة، للتأثير على الأفكار والعقائد والتي قد تدفع بعض أفراد المجتمع الشيعي الى حافة الكفر بالعقيدة المهدوية، بل قد تدفعهم إلى محاربتها، وهذا تحوّل خطير وتطور مهم ببلورة استراتيجية جديدة في الصراع مفادها أن رؤية الأعداء (الصهيونية) للمواجهة مع القاعدة الشعبية للإمام (عجَّل الله فرجه) تتركز على إنشاء أعداء من الداخل، تقوم بالمهمة والدور مثل (حرب بالوكالة).
وبالرغم من اتساع نطاق ميدان المواجهة في هذه الساحة، إلّا أن الأعداء يجابهون محورين أساسيين، وهما:
الأول: المرجعية الدينية (نواب الإمام):
القيادة الدينية عند الشيعة الإمامية في زمن غيبة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، فالمرجع الديني (المجتهد) يتصدى لرعاية مصالح الناس الدينية وغيرها نيابة عن الإمام المعصوم (الغائب)، لقد قامت المرجعية بدور جوهري في الشؤون السياسية والاجتماعية منذ بداية الغيبة الكبرى وحتى الآن، وأن الفتاوي والمواقف السياسية لها، مثل: ثورة التنباك وثورة العشرين والثورة الإيرانية والحشد الشعبي وغيرها، جعلت صنّاع القرار الغربي يبحثون عن ماهية المؤسسة الدينية الشيعية في (النجف وقم) وسبل اختراقها والتأثير عليها، وصعوبة ذلك تكمن بحكم استقلالها (الإداري والمالي) وعدم تدخل أي جهة في تعيينها، مما جعلها تشكل حجر العثرة الرئيسي ورأس الحربة أمام الأعداء في ساحة المواجهة في كثير من القضايا، ومنها مجابهة حركات دعاة المهدوية والدفاع عن العقيدة السليمة.
إن الخصم الحقيقي للصهيونية في هذه الساحة لم تكن الجماهير المؤمنة فقط، بل كان الهاجس الأكبر الذي يتملكهم هي المرجعية العليا، وكان ذلك هو الجانب القوي من الصراع مع قاعدته الشعبية، ولذا كان الطرف المستهدف هي الحوزة العلمية، مما جعل إيجاد مرجع ديني يمكن أن ينافس المرجع الأعلى للطائفة مهمة ملحة عند الأعداء، ولكن الصعوبة تكمن في الحصول على: شخصية دينية ذات مكانة علمية رفيعة وله صلة بالاستخبارات الأجنبية وتتقبله الجماهير الشيعية المؤمنة، مهمة شبه مستحيلة، فحتَّمت ضروريات الحرب السرية اختراع وابتكار مرجعية بديلة وتابعة كـ(الصرخي مثلاً)، لعله يحصل على موقع مناسب ويصنع له دور في المجتمع الشيعي، ويشجع الشيعة على الانفلات من معقل الحوزة العلمية والمرجعية الدينية.
الثاني: الجماهير المؤمنة (القاعدة الشعبية للإمام):
أفراد الطائفة الشيعية أكثر احتراماً وحباً وتقديساً لأئمتهم الاثني عشر (عليهم السلام)، لأنهم يعتقدون ويؤمنون أنهم مختارون من قبل الله تعالى، وأنهم الحجج على الخلق، وأنهم مقدّسون لاصطفاء الله لهم، وكذلك ينظر جمهور الشيعة إلى مراجعهم الدينيين (النائب العام عن الإمام الغائب) باحترام وتقدير كبير، وقد لعبت الطائفة الشيعية في العقود الأخيرة دوراً بارزاً على جميع الأصعدة الثقافية والسياسية، وكان لهم الأثر الأكبر في التحولات السياسية التي طالت العالم الإسلامي، فهم يشكلون القوام الرئيسي للمقاومة ضد الكيان الصهيوني، وهم أيضاً الحاضنة الشعبية للعقيدة والثقافة والمبادئ والقيم المهدوية، وفي الآونة الأخيرة تصاعد الخط البياني للوعي الجماهيري والتوسع الأفقي للشيعة، وهم في المستقبل سيشكلون القاعدة الشعبية المؤيدة والمناصرة للإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) إذا ظهر، وهم اللبنة الأساسية الأولى لقوام جيشه، وبواسطتها سيتمكن من إقامة دولة العدل الإلهي.
كل هذه المعطيات تدفع الأعداء لشن هجوم استباقي شامل ضد قواعد الإمام الشعبية المؤمنة بأطروحته والمطيعة لقيادته والمستعدة للتضحية في سبيله، ويكون التركيز بالدرجة الأولى على نوابه (المراجع) لأنهم يشكلون العقبة الكأداء الكبرى ضد جميع مشاريع الأعداء في ساحة الصراع السري مع المهدوية.
من الضروري في هذه الساحة أن لا نغفل: أن جوهر خطة الأعداء قائمة على استدراجنا لمعارك جانبية عديدة يفتعلونها مع جماعات الادعاءات الكاذبة، لإشغالنا واستفراغ طاقاتنا الفكرية والنفسية بعمليات الدفاع عن العقيدة المهدوية، وصرفنا عن مهمتنا الرئيسية (التمهيد لظهوره)، وهذه ساحة لا ينبغي أن نستدرج إليها أو نعطيهم الفرصة لتشتيت تفكيرنا، فتستمر الغفلة وتحجّم المهمة وتضيع جهودنا وأوقاتنا في معايشة الأزمات، فمن فتنة إلى أخرى ومن مشكلة إلى شاكلة، بل علينا أن نتجاوز المعارك والفتن الفكرية والأمنية المرتبطة بالمهدوية والتي يعمل الخصوم والمناوئون على استدراجنا إليها، ونبادر إلى ساحات أخرى وميادين جديدة ونستبدل الدفاع إلى هجوم، وندرك المسار الاستراتيجي لأهدافنا ونمشي بخطى ثابتة في مهمتنا الأولى وهدفنا الرئيسِ.
يتبع
تعليق