اللهم صل على محمد وآل محمد
إن تكرار العمل، سواء كان صالحاً أم طالحاً، يتحول بمرور الزمن الى عادة يتعود عليها الانسان .
- و بالتالي يسبّب في وجود حالة الخير أو الشر عند الإنسان بحسب نوع العادات التي تعود عليها ، فإذا كانت خيراً فستشكل مباديء الخير في نفسه، و إن كانت شرّاً فستشكل منابع للشر في نفسه .
- لذا فقد ورد في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن(عليه السلام) :
«وَعَوُّدْ نَفْسَكَ التَّصَبُّرَ عَلَى المَكْرُوهِ، وَنِعْمَ الخُلُقُ التَّصَبُّرُ في الحَقِّ»
بحار الأنوار ج74 ص218
- و عليه فإن الخير عادة و قد ورد ذلك عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، أنّه قال:
«الخَيرُ عادَةٌ والشَّرُ لَجاجَةٌ».
ميزان الحكمة ج4 ص13
- لذا فعلى المؤمن أن يكرر الأخلاق الحسنة ليتعود عليها ، فالعادة وليدة التكرار ، لذا ورد عن أمير المومنين (عليه السلام) أنه قال :
" تخير لنفسك من كل خلق أحسنه فإن الخير عادة " .
غرر الحكم ج1 ص169
- و بالمقابل علينا أن نتجنب الأخلاق السيئة فضلاً عن تكرارها لئلا تتأصل في نفوسنا ، و قد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
" تجنب من كل خلق أسوأه وجاهد نفسك على تجنبه فإن الشر لجاجة " .
عيون الحكم و المواعظ ج1 ص167
بل إن العادات الطالحة تتحول الى خصم غالب للإنسان كما ورد عنه (عليه السلام) :
" وللعادة على كل إنسان سلطان " ،
أحاديث في الدين و الثقافة و الاجتماع ج1 ص94
- فالحذر الحذر من تكرار الأعمال السيئة فإن " العادات قاهرات " كما عبر عنها (عليه السلام)
ميزان الحكمة ج7 ص244
بل إن العادات بممارستها و تكرارها تتحول الى طبع للإنسان فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
" العادة طبع ثان " .
غرر الحكم و درر الكلم ج1 ص224
و لذا فقد اثبت العلماء بإمكان تغير الصفات التي يرثها الأبناء من الآباء كصفات البخل و العناد و غيرها .. و إلا لو كانت جميع الصفات الوراثية حتمية غير قابلة للتغيير ، و الصفات الرذيلة في الأبوين تنتقل إلى الأولاد كإنتقال لون العيون و الشعر و ملامح الوجه و الجسم ... لم يكن معنى لارسال الأنبياء من قبل الله (تعالى) ، و لكانت التعاليم الدينية لغواً لا فائدة فيها ، و كذا لما كانت هناك جدوى ترتجى من محاولات إصلاح البشرية ..
- و بما إننا قد قطعنا شهر رمضان المبارك بأجمل العبادات من الصيام الى الصلاة ، الى مراقبة النفس و الجوارح ، الى تلاوة القرآن الى الدعاء بمختلف الأدعية العظيمة المضامين ، الى التصدق على الفقراء و غير ذلك من العبادات التي تهذب الفرد و تنفع المجتمع ... فإننا حتما تعودنا على تلك العبادات ، و أصبحت كالعادات بالنسبة الينا ..
- لذا فمن المؤسف أن نتخلى عنها أو عن أغلبها بمجرد إنتهاء الشهر الكريم ...
و من حسن توفيق المؤمنين الإستمرار على تلك العبادات و عدم تركها .
و قد ورد ما يحث على ذلك عن الإمام السجّاد(عليه السلام) حيث قال :
- «أُحِبُّ لِمَنْ عَوَّدَ مِنْكُمْ نَفْسَهُ عادَةً مِنَ الخَيرِ أَنْ يَدُومَ عَلَيها».
بحار الأنوار ج46 ص99
- و بالاستمرار على العادات الصالحة يمكن للمؤمن أن يبلغ المقامات العالية كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :
- " بغلبة العادات الوصول إلى أشرف [ شرف] المقامات "
غرر الحكم و درر الكلم ج1 ص224
تعليق