مالك اأشتر و معركة الجمل 
كان البعض يطمع بالخلافة والحكم ؛ من هؤلاء " طلحة " و " الزبير " فذهبا إلى مكة وحرضا عائشة بنت أبي بكر .
استغل مروان ذلك فراح ينفق من أموال المسلمين التي سرقها ، وألف جيشا كبيرا، ورفعوا شعار الثأر لدم عثمان .
توجه الجيش إلى مدينة البصرة، وهناك طردوا الوالي عثمان بن حنيف بعد أن نتفوا لحيته واستولوا على بيت المال .
وكان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن يواجه هذا التمرد بحزم، فزحف بجيشه إلى البصرة .
أرسل الإمام ابنه الحسن (عليه السلام ) والصحابي الجليل عمار بن ياسر إلى " الكوفة " ودعوة أهلها للجهاد .
كان والي الكوفة آنذاك " أبو موسى الأشعري " فراح يدعو الناس للتقاعس عن الجهاد وعصيان
أمير المؤمنين على بن أبي طلب (عليه السلام ) .
مرت الأيام ولم يعد الحسن وعمار بن ياسر فبعث الإمام مالكا الأشتر في أثرهما.
كان مالك الأشتر رجلا شجاعا معروفا بالحزم ، وهو يدرك ان المسلمين في الكوفة يؤيدون الإمام ضد أعدائه، وان العقبة الوحيدة هي " أبو موسى الأشعري " .
وصل مالك الأشتر الكوفة وراح يدعو الناس في أن يتبعوه، واجتمع حوله جمهور غفير، فاقتحم بهم قصر الامارة وطرد الحراس منه .
كان أو موسى الأشعري وقتها في المسجد يدعو الناس الى لزوم بيوتهم وعدم الاستجابة لأوامر أمير المؤمنين . فجاء الحراس وأخبروه بسقوط القصر في قبضة مالك الأشتر .
طلب " أبو موسى الأشعرى " مهلة يوم واحد لمغادرة الكوفة ، فأجيب طلبه .
وفي نفس اليوم أسرع مالك الشتر إلى المسجد وخطب في الجماهير يحرضهم لنصره الإمام علي .
فاجتمع منهم جيش بلغ تعداده ثمانية عشر ألفا من المقاتلين ؛ تسعة آلاف في قيادة الحسن فسلك بهم الطريق البري ؛ فيما سلك الباقون الطريق النهري لكي يلتحق الجميع بجيش الإمام علي في منطقة " ذي قار " في جنوب العراق .
اتجه الجيش بقيادة الامام الى مدينة البصرة فالتقى بجيش عائشة وطلحة والزبير ومروان بن الحكم .
كان مالك الأشتر قائدا للجناح الأيمن وكان عمار بن ياسر قائدا للجناح الأيسر ، فيما وقف الإمام في قلب الجيش حيث حمل الراية ابنه محمد ابن الحنفية .
بدأ جيش عائشة بالعدوان فأمطر جيش الإمام بوابل من السهام ، فسقط عدد من القتلى والجرحى .
أراد جيش الإمام المقابلة بالمثل فمنعهم الامام وقال :
- من يأخذ هذا المصحف ويذهب اليهم فيدعوهم للاحتكام عليه ؟
انهم يقتلونه لا محالة .
وهنا انبرى شاب وقال :
-أنا آخذه يا أمير المؤمنين .
تقدم مسلم نحو جيش الجمل رافعا المصحف .
صاحت عائشة :
-ارشقوه بالسهام . فأمطره الرماة بوابل من السهام فسقط فوق الأرض شهيدا .
وفي تلك اللحظات رفع أمير المؤمنين يديه الى السماء داعيا الله سبحانه أن ينصر الحق وأهله وقال :
-اللهم اليلك شخصت الأبصار .
وبسطت الأيدي .
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق .
وأنت خير الفاتحين .
ثم أصدر الإمام أمره بالهجوم الشامل ، وتقدم الأشتر يقاتل ببسالة ، وحدثت اشتباكات عنيفة حول الجمل .
أدرك الإمام ان عقر الجمل سوف يضع حدا لنزيف الدم ، واقتتال الاخوة .
قاد مالك الأشتر هجوما عنيفا باتجاه الجمل .
كان مالك الأشتر يقاتل بشجاعة وفروسية ، أي انه لا يقتل الجرحى ولا يطارد الذين يفرون من المعركة .
كان مالك يقتدي في أخلاقه بالإمام علي (عليه السلام ) ؛ فهو يجب وصي رسول الله ، وكذلك كان الإمام يحب مالكا لانه من أهل التقوى ، والله يجب المتقين .
الانتصار
وبعد معارك ضارية تمكن جيش الإمام من عقر الجمل فانهارت معنويات الجيش المقابل وفر المقاتلون من ساحة المعركة.
أصدر الإمام أمرا أوقف فيه العمليات الحربية ، وأمر بمعاملة عائشة بكل احترام وإعادتها إلى المدينة معززة مكرمة .
أطلق الإمام الأسرى وامر بمعالجة الجرحى وعفا عن الجميع.
ودخل مالك الاشتر وعمار بن ياسر على عائشه فقالت :
-لقد كدت يا مالك أن تقتل ابن اختي .
أجاب مالك :
-نعم ولولا اني شيخ كبير وكنت صائما ثلاثة أيام لأرحت منه أمة محمد (صلى الله عليه وآله ) .
في الكوفة
وبعد أن أقام الإمام في البصرة أياما عاد بجيشه قاصدا مدينة الكوفة .
كان مالك الأشتر في المعارك كالأسد يقاتل بشجاعة لا نظير لها ، ولهذا كان الأعداء يخافون منه .
ولكنه في الأيام العادية كان يبدو كرجل فقير فهو يرتدي ثيابا بسيطة ويمشي بتواضع حتى أن أكثر الناس لا يعرفونه .
ذات يوم وعندما كان مالك يسير في الطريق ، كان أحد السفهاء يأكل تمرا ويرمي النوى هنا وهناك .
وعندما مر ملك أمامه ، رماه بنواة في ظهره وراح يضحك عليه.
فقال له رجل رآه :
-ماذا تفعل ؟ هل تعرف من هذا الرجل ؟
أجاب :
-كلا من هو ؟
-إنه مالك الأشتر .
كان مالك الأشتر قد مضى في طريقه ، لأن المؤمن لا يهتم لما يفعله السفهاء من الناس، وتذكر ما كان يفعله المشركون بسيدنا محمد (ص) في مكة عندما كانوا يلقون عليه التراب والقاذورات فلا يقول شيئا .
دخل مالك المسجد وراح يصلي لله ويستغفر لذلك الشخص الذي رماه بالنواة .
جاء الرجل مهرولا ودخل المسجد وألقى بنفسه على مالك يعتذر اليه وقال :
-اعتذر اليك مما فعلت فاقبل عذري .
أجاب مالك بابتسام :
-لا عليك يا أخي والله ما دخلت المسجد إلا لكي أصلي واستغفر لك .

كان البعض يطمع بالخلافة والحكم ؛ من هؤلاء " طلحة " و " الزبير " فذهبا إلى مكة وحرضا عائشة بنت أبي بكر .
استغل مروان ذلك فراح ينفق من أموال المسلمين التي سرقها ، وألف جيشا كبيرا، ورفعوا شعار الثأر لدم عثمان .
توجه الجيش إلى مدينة البصرة، وهناك طردوا الوالي عثمان بن حنيف بعد أن نتفوا لحيته واستولوا على بيت المال .
وكان على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن يواجه هذا التمرد بحزم، فزحف بجيشه إلى البصرة .
أرسل الإمام ابنه الحسن (عليه السلام ) والصحابي الجليل عمار بن ياسر إلى " الكوفة " ودعوة أهلها للجهاد .
كان والي الكوفة آنذاك " أبو موسى الأشعري " فراح يدعو الناس للتقاعس عن الجهاد وعصيان
أمير المؤمنين على بن أبي طلب (عليه السلام ) .
مرت الأيام ولم يعد الحسن وعمار بن ياسر فبعث الإمام مالكا الأشتر في أثرهما.
كان مالك الأشتر رجلا شجاعا معروفا بالحزم ، وهو يدرك ان المسلمين في الكوفة يؤيدون الإمام ضد أعدائه، وان العقبة الوحيدة هي " أبو موسى الأشعري " .
وصل مالك الأشتر الكوفة وراح يدعو الناس في أن يتبعوه، واجتمع حوله جمهور غفير، فاقتحم بهم قصر الامارة وطرد الحراس منه .
كان أو موسى الأشعري وقتها في المسجد يدعو الناس الى لزوم بيوتهم وعدم الاستجابة لأوامر أمير المؤمنين . فجاء الحراس وأخبروه بسقوط القصر في قبضة مالك الأشتر .
طلب " أبو موسى الأشعرى " مهلة يوم واحد لمغادرة الكوفة ، فأجيب طلبه .
وفي نفس اليوم أسرع مالك الشتر إلى المسجد وخطب في الجماهير يحرضهم لنصره الإمام علي .
فاجتمع منهم جيش بلغ تعداده ثمانية عشر ألفا من المقاتلين ؛ تسعة آلاف في قيادة الحسن فسلك بهم الطريق البري ؛ فيما سلك الباقون الطريق النهري لكي يلتحق الجميع بجيش الإمام علي في منطقة " ذي قار " في جنوب العراق .
اتجه الجيش بقيادة الامام الى مدينة البصرة فالتقى بجيش عائشة وطلحة والزبير ومروان بن الحكم .
كان مالك الأشتر قائدا للجناح الأيمن وكان عمار بن ياسر قائدا للجناح الأيسر ، فيما وقف الإمام في قلب الجيش حيث حمل الراية ابنه محمد ابن الحنفية .
بدأ جيش عائشة بالعدوان فأمطر جيش الإمام بوابل من السهام ، فسقط عدد من القتلى والجرحى .
أراد جيش الإمام المقابلة بالمثل فمنعهم الامام وقال :
- من يأخذ هذا المصحف ويذهب اليهم فيدعوهم للاحتكام عليه ؟
انهم يقتلونه لا محالة .
وهنا انبرى شاب وقال :
-أنا آخذه يا أمير المؤمنين .
تقدم مسلم نحو جيش الجمل رافعا المصحف .
صاحت عائشة :
-ارشقوه بالسهام . فأمطره الرماة بوابل من السهام فسقط فوق الأرض شهيدا .
وفي تلك اللحظات رفع أمير المؤمنين يديه الى السماء داعيا الله سبحانه أن ينصر الحق وأهله وقال :
-اللهم اليلك شخصت الأبصار .
وبسطت الأيدي .
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق .
وأنت خير الفاتحين .
ثم أصدر الإمام أمره بالهجوم الشامل ، وتقدم الأشتر يقاتل ببسالة ، وحدثت اشتباكات عنيفة حول الجمل .
أدرك الإمام ان عقر الجمل سوف يضع حدا لنزيف الدم ، واقتتال الاخوة .
قاد مالك الأشتر هجوما عنيفا باتجاه الجمل .
كان مالك الأشتر يقاتل بشجاعة وفروسية ، أي انه لا يقتل الجرحى ولا يطارد الذين يفرون من المعركة .
كان مالك يقتدي في أخلاقه بالإمام علي (عليه السلام ) ؛ فهو يجب وصي رسول الله ، وكذلك كان الإمام يحب مالكا لانه من أهل التقوى ، والله يجب المتقين .
الانتصار
وبعد معارك ضارية تمكن جيش الإمام من عقر الجمل فانهارت معنويات الجيش المقابل وفر المقاتلون من ساحة المعركة.
أصدر الإمام أمرا أوقف فيه العمليات الحربية ، وأمر بمعاملة عائشة بكل احترام وإعادتها إلى المدينة معززة مكرمة .
أطلق الإمام الأسرى وامر بمعالجة الجرحى وعفا عن الجميع.
ودخل مالك الاشتر وعمار بن ياسر على عائشه فقالت :
-لقد كدت يا مالك أن تقتل ابن اختي .
أجاب مالك :
-نعم ولولا اني شيخ كبير وكنت صائما ثلاثة أيام لأرحت منه أمة محمد (صلى الله عليه وآله ) .
في الكوفة
وبعد أن أقام الإمام في البصرة أياما عاد بجيشه قاصدا مدينة الكوفة .
كان مالك الأشتر في المعارك كالأسد يقاتل بشجاعة لا نظير لها ، ولهذا كان الأعداء يخافون منه .
ولكنه في الأيام العادية كان يبدو كرجل فقير فهو يرتدي ثيابا بسيطة ويمشي بتواضع حتى أن أكثر الناس لا يعرفونه .
ذات يوم وعندما كان مالك يسير في الطريق ، كان أحد السفهاء يأكل تمرا ويرمي النوى هنا وهناك .
وعندما مر ملك أمامه ، رماه بنواة في ظهره وراح يضحك عليه.
فقال له رجل رآه :
-ماذا تفعل ؟ هل تعرف من هذا الرجل ؟
أجاب :
-كلا من هو ؟
-إنه مالك الأشتر .
كان مالك الأشتر قد مضى في طريقه ، لأن المؤمن لا يهتم لما يفعله السفهاء من الناس، وتذكر ما كان يفعله المشركون بسيدنا محمد (ص) في مكة عندما كانوا يلقون عليه التراب والقاذورات فلا يقول شيئا .
دخل مالك المسجد وراح يصلي لله ويستغفر لذلك الشخص الذي رماه بالنواة .
جاء الرجل مهرولا ودخل المسجد وألقى بنفسه على مالك يعتذر اليه وقال :
-اعتذر اليك مما فعلت فاقبل عذري .
أجاب مالك بابتسام :
-لا عليك يا أخي والله ما دخلت المسجد إلا لكي أصلي واستغفر لك .
تعليق