بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم
قرأت وأيضا سمعت كثيرا أن القرآن الكريم نزل بلغة "بلهجة" قريش
فقد كانت تمثل اللغة الأدبية المشتركة بين القبائل العربية حسب ما قرأت
و حين سألت ناقلي الخبر عن السر أو السبب وراء ذلك ؟
قيل لي لأن لغة قريش هي أفصح لهجة عربية معروفة من بين أكثر من عشرين لهجة عربية مختلفة تكلم بها العرب حسب ما جاء عن اللغويين
فهل يا ترى لغة قريش رغم فصاحتها تعد جامعة لكل اللغات أو اللهجات العربية حين نزول القرآن الكريم؟
وإن كان القرآن نزل بلغة قريش فعلا فكيف أعجزتهم عظمة بيانه لدرجة التسليم والإقرار بأنه فوق مستواهم اللغوي لدرجة أنهم وصفوه بالسحر؟
والدليل ما جاء في إقرار أهم فصحاء قريش وأحكم حكمائها وأعرفهم وأخبرهم بالأدب الجاهلي شيخهم الوليد بن المغيرة أول من تنبه إلى عظمة القرآن الكريم ووصفه بعد سماعه لآيات من سورة غافر بقوله :
" والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإِنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لُمْثمِر، وإِنّ أَسْفَلَهُ لَمُغْدِقْ، وإِنّه لَيْعلو وما يُعْلى عليه"
وكذلك عتبة بن ربيعة إذ قال عن القرآن الكريم بعد سماعه لآيات من سورة فصلت :
"أنّي قد سمعت قولاً والله ما سمعت مثله قط. والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة"
فما مدى مصداقية القول بأن القرآن الكريم نزل بلغة أو لهجة قريش أمام قوله تعالى في سورة الشعراء:
{ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195} }
فهل لسان قريش لسان عربي مبين وقد أقر أعلمهم باللغة العربية بالعجز أمامه ؟
ملاحظة خاصة باللهجة واللغة:
من تعريفات اللغة لدى العلماء الأقدمون أنها: الكلام المصطلح عليه بين كل قبيلة
و هو ما نسميه اليوم لهجة فاللغة تشمل عدة لهجات والعلاقة بين اللغة واللهجة علاقة العام بالخاص
أتمنى أن يفيدنا من لديه الخبرة في ذلك وأكون له من الشاكرين
تحياتي
تعليق